افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    سعر سبيكة الذهب بعد تثبيت الفائدة.. اعرف بكام    مياه الشرب بالجيزة.. كسر مفاجىء بمحبس مياه قطر 600 مم بمنطقة كعابيش بفيصل    نداء عاجل من غرفة شركات السياحة لحاملي تأشيرات الزيارة بالسعودية    أسعار الدواجن البيضاء في المزرعة والأسواق اليوم الجمعة 24-5-2024    أصحاب المركز الرابع للعلوم الطبية الانتقالية يكشفون ل«مصر تستطيع» تفاصيل المسابقة    هيئة الأركان المسلحة الإيرانية: مروحية "رئيسي" احترقت بعد اصطدامها بمرتفع.. ولم تخرج عن مسارها    حزب الله اللبناني يعلن استهدف جنود إسرائيليين عند مثلث السروات مقابل بلدة يارون بالصواريخ    قرار يوسع العزلة الدولية.. ماذا وراء تصنيف الحكومة الأسترالية لميليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية؟    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: الحصول على العضوية الكاملة تتوقف على الفيتو الأمريكي    رياض منصور: فلسطين ستحصل على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة قريبا    هيثم عرابي يكشف تعليمات طلعت يوسف للاعبي فيوتشر قبل مواجهة الزمالك    منتخب مصر يخسر من المغرب في ربع نهائي بطولة إفريقيا للساق الواحدة    خالد جلال: جوميز كان يعرف من أين تؤكل الكتف    إصابة فتاة إثر تناولها مادة سامة بقنا    خبطة في مقتل.. تفاصيل ضبط ترسانة من الأسلحة والمخدرات بمطروح    موعد إعلان نتيجة الصفين الرابع والخامس الابتدائي الأزهري 2024    نقابة المهن الموسيقية تعزي مدحت صالح في وفاة شقيقه    حظك اليوم برج الحوت الجمعة 24-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. فرصة للتألق    حظك اليوم برج العقرب الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج القوس الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    مأساة غزة.. إدارة مستشفى شهداء الأقصى تحذر من كارثة خلال ساعات وتقدم طلبا لتفاديها    5 شهداء وعدد من الجرحى في قصف شقة سكنية وسط حي الدرج بمدينة غزة    شهادات سيدات ل«المصرى اليوم» تحكى تجربة استخدام أوبر : «بنعيش أوقات من الرعب»    لمستخدمي الآيفون.. 6 نصائح للحفاظ على الهواتف والبطاريات في ظل الموجة الحارة    طريقة الاستعلام عن معاشات شهر يونيو.. أماكن الصرف وحقيقة الزيادة    الأحزاب السياسية: أكاذيب شبكة CNN حول مصر تتعمد تضليل الرأي العام.. تقرير    شوبير يُعلن موقف عبد المنعم وهاني من المشاركة أمام الترجي    عمرو أنور يعلن رحيله عن طنطا ويقترب من تدريب المصرية للاتصالات    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    سعر الدولار مقابل الجنيه.. بعد قرارات المركزي بشأن أسعار الفائدة    الهلال يهزم الطائي بثلاثية في الدوري السعودي    «دنيا سمير غانم كانت هتبقى معانا».. هشام ماجد يكشف مفاجأه عن الموسم الأول من «أشغال شقة»    أكثرهم «برج الحوت».. 5 أبراج سيحالفها الحظ خلال الفترة المقبلة (تعرف عليها)    "دمي فلسطيني".. والد بيلا حديد يعلق على إطلالة ابنته بالكوفية الفلسطينية في "كان" السينمائي    إيرادات الأربعاء.. "السرب" الأول و"بنقدر ظروفك" في المركز الرابع    انطلاق المؤتمر السنوي ل «طب القناة» في دورته ال 15    العثور على جثة متحللة لمسن في بورسعيد    لجنة سكرتارية الهجرة باتحاد نقابات عمال مصر تناقش ملفات مهمة    قرار قضائي جديد بشأن التحقيقات مع سائق «ميكروباص» معدية أبو غالب (القصة كاملة)    محمد نور: خطة مجابهة التضليل تعتمد على 3 محاور    الفريق أول محمد زكى: قادرون على مجابهة أى تحديات تفرض علينا    رئيس الوزراء يناقش سبل دعم وتطوير خدمات الصحفيين    محافظ بورسعيد يشيد بجهد كنترول امتحانات الشهادة الإعدادية    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال    متى وكم؟ فضول المصريين يتصاعد لمعرفة موعد إجازة عيد الأضحى 2024 وعدد الأيام    خاص.. الأهلي يدعو أسرة علي معلول لحضور نهائي دوري أبطال إفريقيا    بالفيديو.. خالد الجندي: عقد مؤتمر عن السنة يُفوت الفرصة على المزايدين    قبل قصد بيت الله الحرام| قاعود: الإقلاع عن الذنوب ورد المظالم من أهم المستحبات    الجودو المصري يحجز مقعدين في أولمبياد باريس 2024    وزارة الصحة تؤكد: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى    محافظ كفر الشيخ يتفقد السوق الدائم بغرب العاصمة    ما حكم سقوط الشعر خلال تمشيطه أثناء الحج؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    عفو السيسي عن عقوبة "البحيري" .. هل عطّل الأزهر عن فتوى جديدة عن "مركز تكوين"    رئيس الوزراء يتابع موقف تنفيذ المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمرو عادل القيادي بالتحالف : الكتلة الصلبة في الشارع تصر علي إسقاط الانقلاب
هذه هي سيناريوهات إسقاط الانقلاب
نشر في التغيير يوم 07 - 07 - 2014

طرح الدكتور عمرو عادل، القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب وعضو الهليئة العليا لحزب الوسط، السيناريوهات المتوقعة لإسقاط الانقلاب العسكري، قائلا إن الكتلة الصلبة المتواجدة في الشارع تصر علي إسقاط الانقلاب، ولن تتوقف عن الصمود والثورة في الشارع، وهذا لن يريح الانقلاب علي الإطلاق، لأنه يريد القضاء علي الاحتجاج ضده تماما، ولا يريد "وجع دماغ" خلال الفترة المقبلة.
وأضاف – في حوار ل"الشرق تي في"- أن الانقلاب أمام حلان أما حل هذه الأزمة سياسيًا، لكنه لن يستطيع ذلك، لأن هذا يعني أنه سيطيح بنفسه أو يأتي أحد من داخل مؤسسة الانقلاب ويدرك ما نحن مقبلون عليه فيطيح برؤوس هذا الانقلاب، ويعيد الأوضاع إلي ما كانت عليه مرة أخري وعلي توافق وطني- وهذا احتمال وارد- والاحتمال الأخير هو استمرار الانقلاب وذيوله في الاستمرار في المقاومة الأمنية، وهذا تكلفته عالية جدًا وستكون له آثار كارثية لارتكابه مجازر كبيرة مجددا ضد أبناء الوطن.
وشدّد "عادل" علي أن المجتمع الدولي جزء من الانقلاب، لأنه لا يريد أن يغير معادلة توازنات القوي في المنطقة، ووجود مصر كقوة جديدة سيسبب له مشكلة كبيرة جدًا، وسيكون بمثابة عامل توتر كبير له، خاصة في ظل بروز محور تركيا، وبالتالي كان من الضروري القضاء علي هذه القوي الناشئة، ليس لأن الدكتور محمد مرسي هو الذي يحكم، بل لأن كانت هناك ديمقراطية ناشئة عن التطور في المجتمع، والحقيقة أن المجتمع الدولي محتضن الانقلاب العسكري.
وتابع:" الانقلاب تمتع بغباء مطلق منذ 3 يوليو وحتي الآن، جعله يخسر الكثير من الأشياء حتي هذه اللحظة، والمجتمع الدولي لا يريد أن يتعامل مع شخص أو نظام أحمق، يريد يتعاون مع شخص زكي يستطيع أن يقلل من حجم الاحتجاجات وفي نفس الوقت يدير الدولة، إلا أن السيسي فشل في الأمران، وبالتالي هناك تخوف لدي المجتمع الدولي من أن تنكسر هذه السلطة تماما ووقتها لن تكون لهم أي سيطرة علي الوضع، لأن الانقلاب هو اخر كارت لهم للقضاء علي التجربة الديمقراطية".
وإلي نص الحوار كاملا :
بداية.. كيف تنظر للأوضاع السياسية الراهنة بشكل عام؟
من الصعب أن نصف الوضع الحالي بأنه وضع سياسى، لأن السياسة لها أسس ومعايير ومقومات، وهو أمر غير موجود تماما علي الساحة المصرية، فأى مجتمع تدخل فيه قوة السلاح لكى تسيطر على موقف يعني الخروج عن أطار العمل السياسى، وعندما نتكلم عن إجراءات سياسية لابد من العودة إلي ما قبل نزول الدبابة إلي الشارع، ففى هذه اللحظة من الممكن أن نتكلم عن أى إجراء سياسى، لكن فى هذه اللحظة نحن فى حالة سطو مسلح على السلطة باستخدام القوة المسلحة، وبالتالي الحديث عن إجراءات سياسية هى خارج أطار المنطق، والحديث عن القوة هى الكلمة الوحيدة المستخدمة الآن.
هناك ما يعرف ب"الميدان الثالث"..الذي يرفض العسكر والإخوان.. كيف تنظرون له وحجم تأثيره؟
أنا مؤيد لأي شخص أو كيان يعمل ضد العسكر، وسأكون معه، إلا أن البعض متشبع بفكرة الكراهية العميقة لتيار الإسلام السياسى وليس لجماعة الإخوان المسلمين فقط، لأن بعضهم يري أن كل الإسلاميين ومن ينتمي لفكرهم هم خونة، ورغم أن الإخوان اخطأوا بالفعل، إلا أن من خان بشكل حقيقي هم جلسوا مع العسكر وقبلوا بحدوث انقلاب عسكري علي رئيس منتخب - وهم كانوا يعلمون بذلك- مهما كان حجم أخطاء تيار الإسلام السياسى، فجميعا نتعلم إدارة الدولة والعمل السياسي، فالخطأ لا يمكن أن يقارن مطلقا بالجريمة، وهي جريمة السكوت على القتل وعلى المذابح وجريمة وضع مصر مرة أخري في حجر العسكر.
كيف تنظر لوثيقة بروكسل وبيان القاهرة والجهود الرامية لتوحد ثوار 25 يناير في مواجهة النظام القائم؟
من وجهة نظري الشخصية، أري أن ثوار يناير في الشارع الآن فعلا، أما ثوار الشو الإعلامي والفضائيات عليهم أن يدركوا الآن أن من واجبهم يعيدوا اصطفافهم مرة أخري مع الجماهير، أما فكرة الفضائيات والقول "للأسف كنا نعلم" أمر جيد لكن وماذا بعد، وعليهم أن ينضموا للقوي الفاعلة في الشارع والتي قتُل منها أكثر من 7 آلاف شهيد، مهما كان اخطائهم، فعلينا التوحد مرة أخري لتحقيق أهداف ثورة يناير.
ما هي أسباب عدم توحد ثوار يناير حتي الآن؟
الكراهية والعناد الإيدلوجية هي الأساس.
وماذا عن الخلاف حول مطلب عودة الرئيس محمد مرسي؟
لكي يتم القضاء علي أي انقلاب عسكري لابد من العودة للأوضاع التي كانت قبل هذا الانقلاب، وفكرة ماذا بعد، هذا أمر مفتوح ونجري نقاشا حول كيفية إدارة مرحلة انتقالية جديدة، ولكن من خلال إجراء دستوري، وهذا الخط الديمقراطي أنتهي عند الدكتور محمد مرسي الذي لابد أن يكون جزءا من الحل،ليس لشخص "مرسي" – رغم كامل احترامنا له- إلا أنه أحترامًا للمسار الديمقراطي، وهذا هو الطريق للقضاء علي الانقلاب العسكري، ولمنع حدوثه مرة أخري، لأنه إذا ما لم يحدث ذلك، سيتكرر هذا الأمر مرة أخري ويتدخل العسكر في أي موقف ولهم سابقة أخري في إزاحة رئيس منتخب.
الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن صرح سابقا سابقا بأنه لو كانت هناك ضمانات حقيقية يمكن التخلي عن مطلب عودة الرئيس مرسي؟
لو كنا نضمن أن الانتخابات التشريعية المقبلة عادلة ونزيهة وتحت إشراف دولي، ربما قد نفكر في خوض البرلمان ونحصل علي الأغلبية ونستطيع إزاحة السيسي ونعيد الرئيس الدكتور محمد مرسي مرة أخري، ونؤكد أن المشكلة ليست في الدكتور محمد مرسي، بل في الديمقراطية التي يرفضها العسكر تمامًا، لأنها ببساطة ستقلل من حجم تواجده داخل الدولة، والعسكر يريد أن يظل دولة داخل الدولة، ولكي يظل هكذا لابد له أن يكسر أي أطار ديمقراطي، ومن غير المقبول مطلقا بالنسبة لهم أن تكون هناك انتخابات نزيهة أو رئيس مدني او برلمان حقيقي، إلا أن مجلس الشعب القادم سيكون عبارة عن كومبارس لتمرير قرارات رئيسهم.
بعد مرور ما يقرب من عام علي تدشينه.. كيف تقيم أداء تحالف دعم الشرعية؟
تم تشكيله في ظروف معقدة جدًا قبل الانقلاب بأيام قليلة، وتعرض للكثير من الضربات الأمنية المتتالية قبل فض رابعة وما بعدها، وهو يعمل في ظل ظروف صعبة جدًا، لكن بدون شك هناك الكثير من الأخطاء التي وقع فيها، وفي إدارة المعركة سواء علي المستوي السياسي أو الميداني، لكن في النهاية التحالف ليس هو كل الشارع، وعلي الشارع الثائر أن يتحرك بما يراه صالحًا ومناسبًا لهذا الوطن، ونحن لا نمنع أحدًا من التحرك تحت أطار السلمية المبدعة، وفي ظل المقاومة السلمية التي تعيد الوطن لأبنائه مرة أخري.
الجبهة السلفية أقترحت تعليق وتجميد النشاط السياسي للتحالف.. فهل هذا قد يكون واردا يوما ما؟
طبقا للظروف وتطورات الأوضاع، قد تقوم أي مؤسسة بتجميد نشاطها لظروف ما، وبالتالي فهذا وارد حسب الظروف والأوضاع المتغيرة، إلا أن مقترح الجبهة السلفية تمت مناقشته داخل التحالف وتم تجاوزه.
هناك من تحدث عن غضب مكتوم بين الشباب وقادة التحالف بسبب طريقة إدارة الأزمة سابقا وحاليا.. كيف ترون هذا الأمر؟
هذا أمر واقع بالفعل، ومن حق أي شخص الغضب من طريقة إدارة الأزمة سواء قبل وقوع الانقلاب أو بعده وقوعه، إلا أن أخطاء ما قبل الانقلاب كانت في ظروف مختلفة كثيرًا عن تلك التي كانت بعده، لأن الظروف أصبحت أسوأ بشكل غير مسبوق بعد الانقلاب، وأوجه رسالة للجميع مفادها أننا بحاجة لإعادة بناء أنفسنا وتجديد أفكارنا مرة أخري، كما أننا بحاجة للمزيد من الصبر والنضال والصمود، لأن المعركة طويلة وعميقة، لأننا نحارب الدولة الكاملة الفاسدة التي صعدت علي السطح لتطيح بكل من يقاومها.
ما هو موقف التحالف عامة وحزب الوسط خاصة من انتخابات البرلمان خاصة أن هناك بعض أحزاب التحالف تدرس المشاركة في الانتخابات؟
لم نحسم موقفنا بعد، ولازالنا في مرحلة النقاش، وقريبا نحسم موقفنا، إلا أن الواقع يقول أن المشهد العام لا ينبيء بأي ديمقراطية حقيقية، وبالتالي فلن نقبل أن نكون كومبارس للنظام مثل الآخرين.
ولماذا نلحظ عادة أن قرارات التحالف تكون متاخرة وهو ما ظهر جليا خلال موقفكم من انتخابات الرئاسة؟
علي العكس، أري أن قرارات التحالف تخرج في توقيتها المناسب، لأن هناك الكثير من المعلومات التي تكون موجودة لدينا، وبالتالي نتباحثها ويتشاور كل كيان مع قواعده أولا ثم فيما بيننا كمكونات للتحالف، ثم بعد ذلك نحدد موقفنا.
هل هناك خلافات مكتومة داخل التحالف؟
أي كيان يضم مكونات مختلفة تكون به خلافات، وهذا أمر طبيعي، إلا أن الميزة هي أننا نستطيع أحتواء هذه الخلافات داخل أطار التحالف، وهو ما يحدث حتي الآن وننجح فيه، لكن لا توجد خلافات "مكتومة" لأنه يتم تفريغها أولا بأول.
هل التحالف بحاجة لتغيير استراتيجيته وتحركاته خاصة أن البعض يقول أن المظاهرات أصبحت غير مجدية وليس لها تأثير بشكل كبير؟
أي مقاومة لها مراحل، وقد نجحنا في مرحلة الصمود، والآن نحن بحاجة لتغيير المرحلة وتطوير أدائنا لاستعادة الزخم الثوري والقدرة علي التواجد بقوة في الشارع مرة أخري.
وما هي ملامح الاستراتيجية الجديدة التي قد تتخذونها مستقبلا؟
الاستراتيجية موجودة ومعلنة سواء الثورية أو السياسية، وهما لا يتغيران، لكن نحن نتحدث عن الإجراءات والتكتيكات التي أعتقد أنهما بحاجة لتغيير، ونحن ندرس الآن كيفية تطوير الأداء سواء علي المستوي المركزي أو غير المركزي.
كيف تنظر للدور الذي لعبه المجلس العسكري منذ ثورة يناير وحتي الآن؟
هو الذراع الرئيسى للثورة المضادة، ورأس حرب الثورة المضادة، وقد أستخدم القضاء فى ذلك، وهناك أدوات أخرى تدير المجلس العسكرى نتيجة للمصالح والعلاقات الدولية المختلفة وما إلي ذلك، وهو لم يكن أبدا مع الثورة، لأنه مركز الفساد في مصر منذ الخمسينيات وحتي الآن.
هل ترون أن المعركة صفرية أم أنها قابلة للحل السياسي؟
أرى بشكل شخصي أن العسكر جعلها معركة صفرية فى 3/7 بما أخذه من إجراءات انقلابية مفادها "أما أنا وأما أنت"، نحن فى التحالف لا نحاول الوصول إلي هذه النقطة، لأن خسائرها كبيرة جدًا علي كل الأطراف وعلي الدولة، ولكن للأسف استمرار الإجراءات القمعية واستمرار البطش والقتل والانتهاك والاغتصاب واستمرار سيطرة فئة ضالة على السلطة والثروة ستؤدى فى النهاية إلي كارثة على المجتمع، وبالتالي نحن نتحول وندفع دفعا لأن تكون المعركة صفرية.
المجتمع الدولي جزء من الانقلاب
ما هو تقييمك لمواقف المجتمع الدولي.. وهل أنكسرت عزلة نظام السيسي دوليا؟
لدينا قناعة بأن المجتمع الدولي هو جزء من الانقلاب، لأنه لا يريد أن يغير معادلة توازنات القوي في المنطقة، ووجود مصر كقوة جديدة سيسبب له مشكلة كبيرة جدًا، وسيكون بمثابة عامل توتر كبير له، خاصة في ظل بروز محور تركيا، وبالتالي كان من الضروري القضاء علي هذه القوي الناشئة، ليس لأن الدكتور محمد مرسي هو الذي يحكم، بل لأن كانت هناك ديمقراطية ناشئة عن التطور في المجتمع، والحقيقة أن المجتمع الدولي محتضن الانقلاب العسكري.
والانقلاب تمتع بغباء مطلق منذ 3 يوليو وحتي الآن، جعله يخسر الكثير من الأشياء حتي هذه اللحظة، والمجتمع الدولي لا يريد أن يتعامل مع شخص أو نظام أحمق، يريد يتعاون مع شخص زكي يستطيع أن يقلل من حجم الاحتجاجات وفي نفس الوقت يدير الدولة، إلا أن السيسي فشل في الأمران، وبالتالي هناك تخوف لدي المجتمع الدولي من أن تنكسر هذه السلطة تماما ووقتها لن تكون لهم أي سيطرة علي الوضع، لأن الانقلاب هو اخر كارت لهم للقضاء علي التجربة الديمقراطية.
وهل يفهم من كلامكم أنه حتي الآن لم تنكسر عزلة نظام السيسي؟
بالفعل لم تنكسر بعد، فهناك حالة ترقب وتساؤل: هل سيستطيع "السيسي" إدارة الدولة وتقليل حجم الحراك الثوري المناهض له في الشارع أم لا؟، ولو أستطاع ذلك سيصبح "مبارك" الاخر، ولو لم يستطع- وهذا هو الأقرب- سيكون هناك تغيير منهم قبل أن تحدث ثورة عارمة، أو من خلال الثورة التي ستعيد نفسها للشارع وإلي السلطة مرة أخري.
لكن ما هو تفسيرك لتطلع أمريكا للعمل مع "السيسي"واعتراف الاتحاد الأفريقي بنظام السيسي وكذلك العديد من الدول الأوروبية؟
نحن متفقون أن الغرب لا يريد قوي ناشئة، وهم يريدون النموذج العسكري المستمر منذ 60 عاما، لأنه الأمثل بالنسبة لهم، والغرب يتمني أن يسطر العسكر علي زمام الأمور في الدولة وتساهم في ذلك وتدعم الانقلاب بشكل مباشر أو غير مباشر.
لماذا هناك عداء شديد من دول الخليج للإخوان وتيار الإسلام السياسي المصري؟
لأن تيار الإسلام السياسي مختلف عن باقي التيارات الأخري، فهذه الدول تريد أن يكون النموذج الموجود لديها هو الإسلام مراسمي والشكلي بمعني العبادات فقط كالصلاة والصوم و غيرهم دون الاقتراب من العمل العام، وهذا هو النموذج الصوفي والوهابي، وهذا غير مقبول لأنه يدمر الدولة.
بينما النموذج الموجود للإسلام السياسي في مصر مختلف عن هذا النموذج الخليجي، فهو منفتح ولديه تواصل مع الآخرين ويربط الإسلام بالدولة والعمل العام كفكرة متكاملة، وهذا ضد ملكيتهم وسيطرتهم الكبيرة علي مقدرات بلادهم، وبالتالي هم يعملون لمصالحهم وكان لابد لهم من القضاء علي تيار الإسلام السياسي في مصر.
كيف تنظر للعلاقة بين الانقلاب عامة والسيسي خاصة من جانب والصهاينة من جانب اخر وتهنئة نتنياهو له بالفوز في الرئاسة؟
من المعروف أنهم علي علاقة حميمية وهم سمن علي عسل- كما يقولون- ونحن مخترقوت تماما من الصهاينة داخل الدولة المصرية، وصفقات الغاز والطاقة مع الصهاينة تؤكد هذا الأمر، لأن هذه الصفقات لا يمكن لها أن تتم بدون علم المخابرات الحربية والعامة وكافة أجهزة الدولة السيادية، وبالتالي هذه مجموعة من الفسدة داخل الدولة المصرية تسيطر عليها، ولذلك فالثورة ضرورة ملحة لاستعادة مصر مرة أخري اللصوص السارقين لها ومن عملاء الخارج.
أنتم تتهمون السيسي بأنه أصبح كنزا استراتيجيا لإسرائيل علي غرار المخلوع مبارك.. فهل أصبح كذلك بالفعل؟
النظام المصري الذي كان موجودا قبل 25 يناير 2011، ومصر كلها الآن أصبحت كنزا استراتيجيا للصهاينة بالفعل، لكن أعتقد أن هذا الأمر لن يستمر كثيرا.
كيف تنظر لحالة حقوق الإنسان في مصر اليوم؟
مصر تمر باسوأ حالة طوال تاريخها الحديث في أوضاع حقوق الإنسان، فهناك انتهاك بشع لكل حقوق الإنسان وتعد صارخ علي الحريات العامة، ويتم الضرب بكل قوانين والأعراف والدساتير العالمية عرض الحائط، وبكل أسف القضاء أنبطح تماما للدبابة وأصبح خاضعا خانعا لها، وأصبح مجرد أداة في تحقيق أهداف الانقلاب في التنكيل بكل من يعارض الانقلاب، وقد وصل عدد المعتقلين أكثر من 41 ألف معتقل، وقد خرج منهم جزء ويبقي الآن ما يقرب من 23 ألف معتقل.
هناك اتهامات للإخوان بالفشل في الحكم وأنها لا تجيد سوي المعارضة وتستمد قوتها من المحن.. هل تؤيدون هذا ؟
يسأل الإخوان عن هذا الأمر، وأعتقد أن المجتمع المصري كله حدث به حالة تجريف سياسي كبير طوال ال 60 عاما السابقة، وأي شخص أو كيان سيصل للسلطة كان سيتعرض لمشاكل وأخطار وأخطاء ولن ينجح في حل الأزمات، خاصة أن كل مؤسسات الدولة العميقة كانت تعمل ضد الرئيس مرسي، مع أختلافنا الكبير في طريقة إدارة مرسي طوال العام الذي حكم فيه، ومع أحترامنا لبعض الانجازات التي تحققت خلال هذا العام، والتي لم يتم الترويج لها بشكل جيد.
لكن في النهاية القضية ليست الانقلاب علي الإخوان المسلمين أو تيار الإسلام السياسي، بل هي فكرة الانقلاب علي الديمقراطية بغض النظر عن من هم في سدة الحكم، لأنه كان سيتم القضاء عليه، إلا أن الذي أخّر الانقلاب بعض الوقت لمدة عام كامل أمام هذه العصابة المتوحشة من جيش وشرطة وقضاء وإعلام هو وجود تنظيم قوي وكتلة بشرية منظمة مثل جماعة الإخوان خلف الرئيس المنتخب محمد مرسي.
البعض تحدث عن أن التحالف يتجه لترسيخ مبدأ الديمقراطية التشاركية وليست التنافسية.. هل هذا صحيح وكيف له أن يُفعل ذلك علي أرض الواقع؟
في المراحل الانتقالية التنافس يخلق عداء وأستقطاب حاد، خاصة في المجتمعات التي لم تتعود علي المسار الديمقراطي، وهذا خطأ وقعنا فيه، وقد دفعنا له المجلس العسكري، وكان ذلك واضحا جليا في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية التي كانت في 19 مارس.
ولذلك نريد أن نتجاوز هذه النقطة وننتقل لمرحلة تشاركية وليست تنافسية، لا تعتمد علي التنافس ولكن علي التوافق، ولا تعتمد علي القوة الانتخابية ولكن علي التواجد الفعلي في الدولة، بما يعني أن الجميع يشارك في العمل وإدارة الدولة بغض النظر عن القوة الانتخابية لها، وبعد أتزان المجتمع والتوافق علي مثياق أخلاقي لفكرة العمل السياسي يمكن أن ننتقل للديمقراطية التنافسية.
وكيف لكم بناء جسور الثقة مع فرقاء يناير في ظل الخلافات التي توجد بينكم وترسيخ فكرة "الديمقراطية التشاركية"؟
نحن نحاول جاهدين في هذا الصدد، ونسعي لطرح هذا التصور علي مستويات مختلفة، ونأمل في بناء جسور الثقة والتوافق بين كل فرقاء يناير مرة أخري، ونحاول بناء أرضية مشتركة بين الجميع.
هل حدث أي تواصل بشكل مباشر أو غير مباشر بينكم والانقلاب منذ بداية الأزمة أم لم يحدث أي تواصل علي الأطلاق؟
حينما يتم طرح مبادرة ما قد تكون هناك أطراف وسيطة، في أطار محاولة الوسطاء للتفاهم مع الطرفين، لكن لم يحدث أي تواصل مباشر.
ومذا عن المستشار محمود مكي.. هل قام بلعب دور ما خلال هذه الأزمة؟
حاول سابقا أن يقوم بدور الوساطة بيننا والمجلس العسكري سابقا، وهو ليس جزءا من التحالف.
لماذا ترفض السلطة الاستجابة لأي مبادرة وتصر دائما علي مواقفها؟
لأن الحل السياسي سيسبب لها خسارة كبيرة، لأنه يعنى انتخابات نزيهة، وعدالة انتقالية، وقضاء مستقل، وهذا سيدفع بها إلي الهاوية ويأخذهم إلي أعواد المشانق، ولذلك هم لن يقبلوا به مطلقا.
تردد أن هناك مبادرة لشيخ الأزهر واخرين تقضي بدفع الدية لأهالي الشهداء والإفراج عن المعتقلين.. ما تعليقكم؟
ما حدث لم تكن مشاجرة أو اشتباكات بين مجموعة من الأهإلي وبعضهم البعض، فالأمر أكبر من ذلك بكثير، فهناك دولة تمت سرقتها، والشهداء الذين سقطوا ليس من أجل صراع شخصي، بل من أجل هوية أمة ودولة وسلطة وصراع عميق جدًا، لكسر الفساد الموجود فى مصر، والصراع له أبعادة كثيرة أخري، ولذلك أعتقد أن هذا الأمر غير مقبولا، وأولياء الدم هم أصحاب الحق فى ذلك وليس أحد غيرهم حتي وإن كان التحالف.
وكيف تنظر للأحكام القضائية التي تصدر ضد رافضي الانقلاب مثل التي صدرت ضد رافضي الانقلاب؟
هي أحكام كوميدية، لأنهم لا يريدون سماع أي صوت معارض لهم، سواء إسلامية أو غير إسلامية، فنجن أمام الرأسمالية المتوحشة التي ستقضي علي الأخضر واليابس، وهذا جزء من معادلة القضاء علي أي قوي حقيقية، والانقلاب لا يريد سوي أن يصنع معارضته من داخله، لتكون معارضة مدجنة مثل حزب التجمع والوفد وبعض الأحزاب والكيانات الكارتونية، لأن أي معارضة حقيقية من الخارج فهي غير مقبولة مطلقا.
أخيرا.. ما هي توقعاتكم لما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام القادمة.. وكيفية الخروج من الأزمة؟
هناك طرفان متواجدان علي الساحة المصرية، الانقلاب بكل أتباعه وذيوله، والكتلة الصلبة الموجودة في الشارع ضد الانقلاب العسكري، والمستقبل يعتمد علي هذان الطرفان، والذي أستطيع تأكيده أن الكتلة الصلبة المتواجدة في الشارع تصر علي إسقاط الانقلاب، ولن تتوقف عن الصمود والثورة في الشارع.
وهذا لن يريح الانقلاب علي الأطلاق، لأنه يريد القضاء علي الاحتجاج ضده تماما، ولا يريد "وجع دماغ" خلال الفترة المقبلة، وبالتالي فهو أمام حلان أما حل هذه الأزمة سياسيًا، لكنه لن يستطيع ذلك، لأن هذا يعني أنه سيطيح بنفسه أو يأتي أحد من داخل مؤسسة الانقلاب ويدرك ما نحن مقبلون عليه فيطيح برؤوس هذا الانقلاب، ويعيد الأوضاع إلي ما كانت عليه مرة أخري وعلي توافق وطني- وهذا احتمال وارد- والاحتمال الأخير هو استمرار الانقلاب وذيوله في الاستمرار في المقاومة الأمنية، وهذا تكلفته عالية جدًا وستكون له آثار كارثية لارتكابه مجازر كبيرة مجددا ضد أبناء الوطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.