أثار قرار حكومة السيسي رفعه أسعار الوقود وخاصة أسعار وقود الفقراء (السولار وبنزين 80 للسيارات القديمة) بنسب تتراوح بين 64% و78% ، في حالة من الغضب الشعبي العارم وإضراب لسائقي سيارات الأجرة والنقل وارتفاعات حادة في أسعار النقل ، وسخرية من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بلغت حد وصف ما فعله السيسي من إثارة غضب المصريين وإشعال الثورة ضده بأنه "من قيادات تحالف الشرعية" ، لأن ما فعله يصف في صالح معارضي نظامه . وردد مواطنون الدعاء على الحكومة بسبب رفع الأسعار وصب مالكو السيارات جام غضبهم على الحكومة والرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلين: "ربنا ينتقم منهم، بيخربوها علينا بدل ما يعمروها" . ورصدت "الشرق .تي في" ردود أفعال من سائق ميكروباص يطلب تقبيل جزمة مرسي بعدما تبين له ولغيره أنه لم يفعل ما فعله السيسي حيث قال : " يارتنا نلاقي جزمة مرسي انا عمر ما شفت من الاخوان اللي بنشوفه النهاردا من الراجل ابن "..." دا البنزين غلي والجاز غلي ومفيش كهربا .. انأ لو أطول ابوس جزمة مرسي هبوسها انا لا إخوان ولا زفت بس اللي أنا شايفه إننا سلمنا البلد لشويه حراميه " . وأضاف قائلا للركاب : " انا نسيبي شغال سكرتير عند رفعت الجميل (لواء طيار متقاعد أحد أهم أصدقاء مبارك وصاحب شركة «أيه ون» للاستيراد والتصدير ) قالي انو دفع خمسين مليون جنيه دعاية في انتخابات السيسي فبيقوله ليه كدا قالو مهو هياخد ادهم عشر مرات وفعلا السيسي مش هيقدر يقرب لهم " !. وسادت حالة من الفوضى في الطرق الدائرية وأعلن سائقون الإضراب عن العمل وغلق الطرق ، وأصيبت الطرق بشلل مروري، وحدثت مشادات بين السائقين وبعضهم وبين الركاب لرفع أجرة الركوب ، وتدخل رجال الشرطة مطالبين السائقين برفع الأجرة والاستمرار في العمل دون الإضراب أو قطع الطرق بعدما حدثت مشادات بين الأهالي والسائقين بسبب رفع سعر أجرة نقل الركاب والبضائع لنصف الثمن . خليك بعيد عن الجاز والغاز بتوع الغلابة يقول "جميل مسعود" سائق مكروباص أجرة اعترضنا على العمل منذ الصباح، "لكن إذا الجاز (السولار) فضل كدا المشاكل مش هتخلص، "عايز ترفع الأسعار خليك بعيد عن الجاز والغاز بتوع الغلابة" على الحكومة أن ترفع أسعار المواد البترولية التي يستخدمها الأغنياء، لأن الجاز كل المصالح تعمل من خلاله، وحتى ركاب سيارت الأجرة موظفين "على قد حالهم" رواتبهم ضعيفة لن يتحملوا رفع الأسعار عليهم دون زيادة في رواتبهم "الواحد منهم مرتبه 600 جنيه وعنده أسره فبيدفع نص جنيه بالعافية " . بعدما اعترض السائقون على الزيادة، وامتنعوا عن العمل بحسب "جميل" قال لهم لواء الشرطة الذى قاد الحملة المرورية بمنطقة البحوث وكوبري الخشب صباح اليوم ارفعوا الأجرة: "اللواء قالنا ارفعوا الأجرة واشتغلوا " !!. وقال سائق، مبديًا غضبه من القرار لأحدي الصحف اليومية ، إن رفع أسعار الوقود سيخلق بلبلة في البلد، مضيفًا: "هيعمل مشكلة كبيرة لأن كل حاجتك بالغاز"، ويقول السائق سيد محمود خليفة : "السولار في سيارتي زاد من 22 إلى 36 جنيه، وأنا الان هروح ب50 جنيه أو 40 بعد ما كنت بروح ب80 جنيه، وإحنا لازم نتكلم ومش هنسكت، لأن دي مشكلة كبيرة مش صغيرة"، مؤكدًا أن المبلغ الموفر لديه لن يكفي معيشته وأسرته التي تتكون من ابنين وزوجة. المواطن "مش هيلاقي فلوس يولَّع في نفسه" وأشعلت هذه الزيادات سخرية النشطاء علي مواقع التواصل .. "أديك في الجركن تركن".. تلك كانت أول رد فعل من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على خطة الحكومة الجديدة لخفض الدعم على الطاقة، ولم تتوقَّف سخرية النشطاء عند هذا الحد بل تجاوزتها للحديث عن أن تلك الزيادة تكتيكية من الدولة، لتضمن الحكومة أن المواطن "مش هيلاقي فلوس يولَّع في نفسه". سخرية لاذعة ترفض الزيادة قابلتها سخرية لاذعة أيضًا تؤيدها، فتقول أماني محجوب على "تويتر": "وماله لما السيسي يزود سعر البنزين.. غلا الحبيب زي أكل الزبيب"، وتكتب إنجي أنور: "أهو قرار رفع أسعار البنزين ده هينسيك جون مجدي عبد الغني فى كاس العالم"، ويقول محمد الشحات: "أهي غليت أسعار البنزين.. المجد للحمار أبو أربع عجلات". نشطاء : الحكومة تسكب "البنزين" على النار علق نشطاء علي رفع أسعار الوقود قائلين : "الحكومة تسكب البنزين على النار"، فالخبر مثل صدمة للكثيرين، حيث قال محمد عبد العزيز، أحد مؤسسي حركة "تمرد"، إن قرار زيادة الأسعار، وتحميل الفقراء فاتورة العجز أسوأ قرار يأخذه النظام، مشيرًا إلى أن نتائجه كارثية. وأكد عبد العزيز، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن "هناك حلولًا أخرى لتوفير نفس العجز من الموازنة دون تحميل الفقراء أعباء قاسمة للظهر". وقال عمرو علي، المنسق العام لحركة 6 أبريل، إن قرار زيادة أسعار البنزين والسولار، بالإضافة إلى الكهرباء على المواطنين، هو قرار ضد مبادئ العدالة الاجتماعية وسينعكس على جميع السلع الموجودة، مشيرًا إلى أن الحكومة ليس لها رؤية واضحة وتخطئ نفس أخطاء مبارك والسادات. وأكد علي، أنه من الواضح أن الحكومة اتَّخذت هذا القرار تنفيذًا لسياسات البنك الدولي، وذلك لوجود مفاوضات للحصول على قرض منه، والذي يشترط وجود ما يسمى إصلاحًا اقتصاديًا بتقليل ورفع الدعم، مشيرًا إلى أن هذا القرار سيؤدي إلى غضب شعبي كبير. وأيد القرار شيوعيون سابقون منهم الدكتور عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، الذي قال إن قرار الحكومة الخاص بتفعيل خطتها لخفض الدعم عن الطاقة بدءًا من صباح الغد، هو قرار لا مفر منه وذلك لأن البلد يعاني من أزمة اقتصادية خانقة منذ ثورة يناير، موضحًا أن هذا الإجراء يأتي في محاولة لسد عجز الموازنة !؟. ولكنه اعترف أن هذا القرار سوف يؤثر بالسلب على المواطن البسيط، لأنه سيؤدي إلى رفع أجرة السيارات ورفع أسعار السلع، وهو ما سيلحق الضرر بالمواطن البسيط في النهاية، مطالبًا الحكومة بضرورة التدخل لحماية المواطن مما سوف يلحقه من ضرر قد لا يتحمله من هذا القرار. زيادة التضخم وحذر خبراء من ارتفاع نسبة التضخم بعد قرار الحكومة زيادة أسعار السولار والبنزين وقيام السائقين بزيادة سعر تعريفة الركوب بنسبة تقترب من 50% ، وقال الدكتور فخري الفقي، الخبير الاقتصادي ومساعد المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي سابقا، إن قرار زيادة أسعار الوقود قد تؤدي إلى رفع الأسعار بشكل كبير في بعض القطاعات وبالتالي تزيد معه نسبة التضخم. وأكد الدكتور فرج عبد الفتاح، الخبير الاقتصادي، أن قرار رفع أسعار الوقود خلال الفترة الحالية له تبعات خطيرة خاصة أنه يؤدي إلى زيادة أسعار السلع والخدمات بنسبة تصل إلى 25 % مقارنة بالفترة الماضية .
