قالت مصادر دبلوماسية مصرية وعربية ل "الشرق .تي في" أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي كيري للقاهرة هي جزء من تخطيط أمريكي خليجي لمحاولة تلافي أثار تقدم الثوار الإسلاميين في العراق وليبيا وسوريا بدعاوي أنهم "إرهابيين" ، وأن إفراج أمريكا عن جزء من المعونة الأمريكية هو تحصيل حاصل ولكنه يستهدف تشجيع مصر علي لعب دور أكبر في مواجهة ثوار ليبيا والعراق ، كما أن زيارة الملك عبد الله السريعة لمصر جاءت في نفس السياق ومهدت لزيارة كيري . وأفصح "السيسي" ضمنا اليوم الأحد ، عقب لقاءه مع كيري ، عن هذا التنسيق المصري الخليجي الامريكي لحصار الثوار الإسلاميين السنة بالعراق وليبيا وسوريا ، عندما أبدي "ترحيب مصر بالعمل على محاصرة الإرهاب في المنطقة من خلال جهد جماعي" ، وحذر من "ارتباط الصراع الدائر في العراق وسوريا وتأثير كل منهما في الآخر وخطورة الأوضاع في ليبيا " بحسب تعبيره . كما حذر مما سماه "مغبة عدم تدارك الأوضاع في العديد من دول المنطقة، التي تنذر بامتدادها إلى دول أخرى، وربما خارجها أيضا"، وقال أن "عدداً لا يستهان به من المقاتلين الأجانب الذين يعتنقون الفكر التكفيري منخرطون في الصراعات الدائرة في عدد من دول المنطقة" حسب زعمه . أيضا أكد بيان الرئاسة المصرية أن وأكد بيان لمؤسسة الرئاسة أن : "السيسي وكيري اتفقا على أهمية تعزيز التنسيق الأمني بين مصر والولايات المتحدة وعدد من دول المنطقة المعنية، من أجل تحقيق استقرار المنطقة، والحفاظ على سلامتها الإقليمية، وضمان أمن شعوبها" ، في إشارة لهذا الحلف الجديد ضد ما يسمي الإرهاب بينما هو مواجهة ضد الثوار الاسلاميين الذين يعتنقون الفكر الجهادي ويؤمنون باستخدام القوة لإنشاء الدولة الاسلامية بعدما أظهر الانقلابيون رفضهم فوز الإسلاميين السلميين المعتدلين في انتخابات حرة واستولوا علي السلطة . وتقول المصادر الدبلوماسية المصرية والعربية أن زيارة الملك عبد الله لمصر ، وطعن النائب العام علي أحكام إعدام قادة الاخوان في المنيا التي أثارت استياء العالم ، ودعم امريكا للعراق بخطط استخبارية ، ومد إيران لحكومة المالكي الطائفية ب 130 طائرة حربية كانت قد استولت عليها من صدام حسين ، وإعادة تسلحيها كي تستخدم في ضرب الثوار السنة بالعراق ، فضلا عن الخطط الاستخبارية المصرية والامريكية المعدة لليبيا لدعم الانقلابي "حفتر" ، والتعاون مع بشار الاسد من تحت الطاولة بما يسمح له بقتل الثوار السوريين ، كلها تصب في اطار هذا المخطط الخليجي الأمريكي خشية تمدد قوات الثوار الإسلاميين – خصوصا الاجانب من قوات داعش – لاحقا الي الكويت والسعودية وتهديد عروش الخليج . وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن "كيري" قد أكد أثناء اللقاء، الذي اتسم بروح إيجابية بناءة، على حرص بلاده على علاقاتها التاريخية الهامة بمصر واصفا إياها "بالاستراتيجية"، وأنها مهتمة بنجاح مصر التي تمثل ربع سكان العالم العربي وحدها، وبكل مالها من مكانة وثقل في العالم العربي، فضلاً عن دورها في إرساء واستقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط. الانتخابات البرلمانية لجلب الاسلام السياسي وتقول المصادر أن واشنطن التي دعمت الانقلاب قلقة – بحسب التقارير الاستخبارية ومراكز الابحاث الغربية – من انهيار الاسلام السياسي المعتدل في صورة جماعة الإخوان وأنصار التوجه السلمي من الإسلاميين ، وحلول الفكر والتيارات الجهادية العنيفة مثل تنظيم داعش والقاعدة وشباب الاسلام في الصومال محل هذه التيارات . وأن حديث "كيري" عن أوضاع حقوق الإنسان والحريات المدنية؛ في مصر ، انما انصب علي هذا الجانب ، حيث تطمح الإدارة الأمريكية أن يسمح نظام السيسي بمشاركة الاخوان – كأفراد – وقوي اسلامية أخري مثل حزب مصر القومية وحزب النور – بهدف عدم غلق الطريق أمام التيارات السلمية الإسلامية ومن ثم تعظيم التوجه في المنطقة العربية نحو السلاح والجهاد ضد الانقلابيين والمصالح الأمريكية مستقبلا . وفي هذا السياق جاء إعلان السيسي عازمه على المضي قدما في إجراءات عقد الانتخابات البرلمانية قبل الثامن عشر من يوليو القادم ، لتثبت دعائم الانقلاب من جهة وإطلاق مبادرات حول إمكانية مشاركة الاخوان وغيرهم من القوي السلمية فيها . الإخوان ليست إرهابية ولهذا أيضا نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسئول أمريكى على متن طائرة وزير الخارجية الأمريكى قوله إن زيارة «كيرى» القصيرة ستعمل على التأكيد على فكرة أن تشكيل حكومة أكثر شمولية يصب في المصالح السياسية والاقتصادية المصرية، وأن «الحكومة المصرية عليها البحث عن طرق للتواصل مع الإخوان المسلمين». وقال المسئول، الذي رفض الكشف عن هويته للصحيفة، إن «واشنطن لا تتشارك مع وجهة نظر الحكومة المصرية بوجود رابط بين جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية»، واصفا التحدى الذي قد تشكله جماعة الإخوان المسلمين بأنه سياسى أكثر منه تحديا أمنيا . وأضاف: «للأسف، نحن لا نشارك وجهة نظر الحكومة المصرية حول الروابط بين الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية، مثل أنصار بيت المقدس، وليست لدينا معلومات تثبت ذلك الارتباط، لذا طلبنا من المصريين تبادل تلك المعلومات معنا إذا كانت لديهم، لكننا لم نحصل عليها حتى الآن». وقالت المصادر أن الموقف الأمريكي من مشاركة الإخوان ليس حبا أو دفاعا عن الإخوان بقدر ما يخدم وجهة النظر البرجماتية (المصلحية) الأمريكية حيث الخشية من حلول القوي الاسلامية المسلحة (القاعدة) محل السلمية (الاخوان) في المنطقة بما يهدد مصالح أمريكا واسرائيل معا . وكشف مسئولون بوزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن «أفرجت قبل 10 أيام» عن أكثر من 570 مليون دولار من المساعدة المخصصة لمصر بعد حصولها على الضوء الأخضر من الكونجرس، وتلك هي الدفعة التي تم تجميدها في أكتوبر الماضي بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي عن السلطة. وأكد المسئولون للصحفيين على متن الطائرة التي نقلت وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، إلى القاهرة الأحد، أن الإدارة الأمريكية «طلبت من الكونجرس الإفراج عن 650 مليون دولار، وقد تم الإفراج عن أكثر من 570 مليون دولار من القيمة المطلوبة، فيما لا يزال نحو 70 مليون دولار قيد الاحتجاز»، ولا تزال 10 طائرات هليكوبتر «أباتشي» قيد الحجز أيضا، ولم تصدر أي بيانات من الكونجرس حول اتخاذ قرار الإفراج عن المساعدات خلال الفترة الماضية .