إنفوجراف| أسعار الذهب في مستهل تعاملات الجمعة 3 مايو    أسعار البيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024    استقرار أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة.. عز ب 24155 جنيهًا    دايملر للشاحنات تحذر من صعوبة ظروف السوق في أوروبا    المرصد السوري: قصف إسرائيلي يستهدف مركزا لحزب الله اللبناني بريف دمشق    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تقمع طلاب الجامعات بدلا من تلبية مطالبهم بشأن فلسطين    مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حملة مداهمات واعتقالات    حرب غزة.. صحيفة أمريكية: السنوار انتصر حتى لو لم يخرج منها حيا    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    جدول مباريات اليوم.. حجازي ضد موسيماني.. ومواجهتان في الدوري المصري    الكومي: مذكرة لجنة الانضباط تحسم أزمة الشحات والشيبي    الهلال المنتشي يلتقي التعاون للاقتراب من حسم الدوري السعودي    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    حالة الطقس المتوقعة غدًا السبت 4 مايو 2024 | إنفوجراف    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    ضبط 300 كجم دقيق مجهولة المصدر في جنوب الأقصر    معرض أبو ظبي يناقش "إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية"    زي النهارده.. العالم يحتفل باليوم العالمي للصحافة    «شقو» يتراجع للمركز الثاني في قائمة الإيرادات.. بطولة عمرو يوسف    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    موضوع خطبة الجمعة اليوم وأسماء المساجد المقرر افتتاحها.. اعرف التفاصيل    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    «سباق الحمير.. عادة سنوية لشباب قرية بالفيوم احتفالا ب«مولد دندوت    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    إبراهيم سعيد يكشف كواليس الحديث مع أفشة بعد أزمته مع كولر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة3-5-2024    مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    بعد تغيبها 3 أيام.. العثور على أشلاء جثة عجوز بمدخل قرية في الفيوم    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد سودان ل "الشرق" : ما يحدث في مصر فيلم عبثي من إخراج أمريكا وإسرائيل
رافضوا الانقلاب متمسكون بسلميتهم ولن ينجروا للعنف أبدا
نشر في التغيير يوم 20 - 04 - 2014

يستكمل موقع "قناة الشرق" الجزء الثاني في حواره مع محمد سودان، أمين العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة والقيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، في تأريخ وتوثيق لما جري من أحداث وتخطيط لما قبل الانقلاب العسكري وبعده، وليكشف لنا عن حقيقة ما تم الإعداد له، ودور الموساد والمخابرات الأمريكية CIA ودول خليجية ورجال أعمال وقضاة وإعلاميين (بالأسماء) في الانقلاب علي أول رئيس مدني منتخب ومحاولة القضاء علي ثورة 25 يناير .
وشدّد "سودان" علي أنه بالرغم من المجازر البشعة والإجرام الذي لا حدود له وفاق كل تصور والذي أرتكبه الانقلاب الدموي، إلا أن مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب لن ينجروا للعنف- كما يريد الانقلاب - وسيظلوا متمسكين بسلميتهم في مواجهة ومقاومة الاحتلال العسكري لمصر .
وأكد أمين العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة أن الانقلاب لن يستطيع القضاء علي الإخوان في مصر، ولن تنجح خطته في "شيطنة" الإخوان، لأن خطة الانقلابين وواضعي سيناريو التخلص من الإخوان ومؤيديهم لن تفلح بإذن الله، ولو قرأوا التاريخ لعلموا أن "جمال عبد الناصر" - فرعون الخمسينيات - فشل فى ذلك وفشل غيره داخل وخارج مصر، لأنها جماعة مباركة وسطية الفهم والتطبيق تستعين بكتاب الله وسنته على فهم أصول الدعوة و منهج حياتهم، وأن الجماعة فكرة وعقيدة .
واستنكر "سودان" موقف المجتمع الدولي من الأحداث في مصر، قائلا "إنني أعيب على المجتمع الدولى أن يقف موقفاً سلبياً أمام كل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان بمصر تحت الحكم العسكرى الإنقلابى، والأحكام العجيبة التى يصدرها القضاء المصرى ضد مناهضى الإنقلاب"
كيف تري المشهد المصري قبل الانقلاب العسكري وبعده؟
إن ما حدث ويحدث ومازال يحدث فى مصر، ما هو إلا فيلم عبثى من إخراج الولايات المتحدة الأمريكية، ومساعد المخرج هو الكيان الصهيونى، وهو سيناريو مشترك بين الموساد وال CIA ، وإنتاج دولى مشترك بين السعودية والإمارات والكويت ورجال الأعمال المصريين أمثال ساويرس ومحمد أبو العينين ومحمد خميس ومحمد الأمين وغيرهم.
والتمثيل للمجلس العسكرى وبطلها الممثل البارع عبد الفتاح السيسى، والممثل القدير للداخلية محمد إبراهيم، ورأس الكنيسة الأسقفية تواضرس، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، ورئيس حزب النور، بشراكة من ممثلين جدد من وزارة العدل على رأسهم عدلى منصور وأحمد الزند والعديد من القضاة أمثال عادل عبدالسلام جمعة وأحمد عبدالنبى والرفاعى وسعيد صبرى ووليد إبراهيم وطلعت جوده ووائل مصطفى كامل وغيرهم والعديد من الكومبارس من وكلاء النيابة وقضاة محاكم الجنح والجنايات، ثم بشراكة فى التمثيل للعديد من الراقصات و الفنانات و الفنانيين، ثم المصورين والموسيقى التصويرية للإعلام الرسمى والخاص المملوك لرجال الأعمال والمنسوبين للدولة العميقة ورجالات مبارك .
وكيف بدأت أحداث هذا "الفيلم العبثي"؟
بدأت أحداث الفيلم حين ثار الشعب المصرى فى 25 يناير على الديكتاتور الأعظم حسنى مبارك، بعد أن نشب خلاف خفى بينه والمجلس العسكري بخصوص توريث جمال مبارك عرش مصر، حيث أن الكتالوج الإستعمارى المصرى يقضى بأن لا يحكمها مدنى ، وللأسف جمال مبارك مدنى وليس عسكري، فكانت الفرصة التى أتت على طبق من ذهب إلى المجلس العسكرى أن يسرق مصر من الثوار ومن عائلة مبارك.
ثم توالت الأحداث - وبدأ مخطط العسكر - ووعد العسكر الشعب أن ينقلوا سلطة الدولة إلى مدنين بانتخاب ديمقراطي نزيه بعد 6 أشهر، و للأسف صدقهم الشعب، وماطل العسكر فى تسليم السلطة واضطر إلى التسليم بعد ضغوط ومليونات جابت شوارع مصر بعد 16 شهر، فتم تغيير سيناريو الفيلم، وحَبَكَ العسكر مؤامرة كبرى لمن سيأتى على كرسى الرئاسة من غير العسكر بعد أن فشلوا بتنصيب رجلهم أحمد شفيق، ونصبت الفخاخ حسب سيناريو الفيلم كى يتخلصوا من الرئيس المنتخب خلال أشهر قليلة.
ولكن فوجئوا بمرشح الإخوان د.محمد مرسى والذى يقف خلفه جماعة الإخوان وحزبها السياسى "الحرية و العدالة" الأكثر قوة وتنظيماً فى مصر، فغيرا كاتبا السيناريو - الموساد و السى أى إيه - بعض الخطوات نتيجة للمتغيرات، فبدأوا بقتل الجنود الأبرياء برفح فى رمضان بفعل مشترك من المخابرات المصرية والموساد حتى يغضبوا الشعب من "مرسى" وطبعا الموسيقى التصويرية لإعلام العار بدأت فى إشعال النار لتشويه سمعة الرئيس مرسى، ثم فشلت المحاولة الأولى وانتهت بعزل حسين طنطاوى وسامى عنان.
وخرج البديل الممثل الهمام عبد الفتاح السيسى ليكمل دور المجلس العسكرى بالتعاون مع قيادات ورجالات الداخلية الذين أعلنوا منذ البداية أنهم فى أجازة 4 سنوات حتى ينهى مرسى مدته، ثم أنطلق دور ما سمى بالجبهة الوطنية للإنقاذ فى إشعال البلاد طبعاً بالتعاون مع الشرطة الخائنة والحرسى الجمهورى والمخابرات العسكرية، ومحاوله إقتحام القصر الجمهورى لإسقاط "مرسى" وإعلان مجلس رئاسى فى ديسمبر 2013، مع تقاعص الجيش والشرطة عن حماية رمز الدولة، مما اضطر جماعة الإخوان المسلمون للتصدى لحماية القصر بدلاً من الشرطة والحرس الجمهورى الخونة، وقد استشهد فى هذه الواقعة ثمانية من الإخوان المسلمون وأحد الصحفيين.
كيف تري مواقف وممارسات الرئيس مرسي الإصلاحية والغير ثورية وتأثيرها علي الأحداث؟
نتيجة لمنهج الرئيس مرسى لإصلاح المؤسسات الفاسدة وعدم هدمها، نال الموساد و السى أى إيه من نظامه بخلق تمرد والبلاك بلوك وإحتلال ميدان التحرير بحماية الشرطة والجيش والكومبارس الصغار أمثال البرادعى، وسامح عاشور، ووحيد عبدالمجيد، وممدوح حمزة، وكمال أبو عيطة، وكمال الهلباوى، والشيماء السيد، وجورج إسحق، وميرفت التلاوى وزوجة أحمد عز وآخرين كثر، و بالطبع بمصاحبة الموسيقى التصويرية المؤججة للمشاعر وهو الإعلام الخاص ولا سيما مهرج المخابرات توفيق عكاشة، مع دفع الناس للغضب بالأزمات المفتعلة مثل نقص الوقود وإنقطاع الكهرباء والمياة، وترك القمامة بالشوارع ، ونيل الإعلام من شخص مرسى وعائلته ووزارته.
وتواصل التصعيد إلى أن وصل الأمر لإعلان بطل فيلم المؤامرة الكبرى عبدالفتاح السيىسى بمنح فرصة للقوى السياسية المتناحرة إسبوعا للإتفاق ثم الإنذار الشهير ب 48 ساعة للرئيس ومؤسسته، ثم أحداث 30 يونيو بدعم تام من قوات الجيش والشرطة، وبعدها الإنقلاب الدموى على الشرعية فى الثالث من يوليو 2013، و من قبله بدء إعتصامى رابعة العدوية والنهضة لمؤيدى الشرعية.
فكان السيناريو للتخلص من الحكم الديمقراطى الكاره للصهاينة والرئيس المنتخب الأول فى مصر، بأن يتم إشعال غضب الناس من الإخوان عن طريق الآلة الإعلامية الشرسة وشيطنتهم ومؤيديهم ومؤيدى الشرعية، و للأسف لم يفلح السيناريو الأول، وتضامن كثير من الشعب مع مؤيدى الشرعية، فكان السيناريو الثانى، وهو إستفزاز الإخوان وتحالف الشرعية للجوء إلى العنف، وبالتالى يصبح للسلطة الإنقلابية بجيشها وشرطتها مبرر فى قتل المتظاهرين والتخلص من الإخوان للأبد و مؤيديهم بحجة مكافحة الإرهاب.
البعض يقول أنه كانت هناك محاولات لاستفزاز الإخوان وجرهم للعنف؟
بدأ السيناريو بعمل عدة مجازر أولها مجزرة بين السرايات بالجيزة فى الثانى من يوليو 2013 بعد آخر خطاب للرئيس مرسى والتى أستشهد فيها 23 متظاهر، ثم مجزرة مسجد سيدى جابر بالإسكندرية عشية الخامس من يوليو وتم قتل 19 شهيد أمام المسجد وإصابة العشرات وإعتقال الجرحى من داخل المسجد ثم تم إعتقال المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمون، بطريقة مهينة جدأ والدخول على غرفه نومه بشكل همجى وتم تصوير ذلك الهجوم وبث هذا الفيديو فى الإعلام الرسمى والخاص للإمعان فى الإهانة وإستفزاز الإخوان فى نفس الليلة، و قبلها كان مقتل الشهيد سهيل عمار أمام مسجد سيدى بشر بطلقة فى رأسه من قناص.
ومع كل هذا لم يتحول الإخوان ومؤيدى الشرعية إلى العنف وظلوا سلميين، فلم يُستفز بعد مناهضى الانقلاب، فلجأ كاتب السيناريو إلى حمام دم أثناء صلاة الفجر ربما تستفز هذه المذبحة مؤيدي الشرعية، فكانت مذبحة الحرس الجمهورى أثناء صلاة فجر الثامن من يوليو، والتى أستشهد فيها أكثر من 103 شهيد بينهم 8 نساء و4 أطفال، ومن بين الشهداء كان المصور "أحمد عاصم" والذى صور بكاميراته قاتله لحظة قنصه له، وجرح عشرات المئات واعتقل الآلاف وبدا المعتقلون وكأنهم أسرى حرب بين أيدى الجيش المصرى، ولم يتحول بعدها كذلك مناهضى الانقلاب إلى العنف، ثم توالى عنف الانقلابيين بمجزرة المنصورة، 20 يوليو، والحصيلة 11 شهيدا.
ثم توالت المجازر فى يوم الجمعة 20 يوليو عقب صلاة التراويح فى مسيرة حاشدة بمدينة المنصورة من أمام مسجد الزراعيين بمنطقة استاد المنصورة الرياضى؛ ولكن بلطجية الانقلاب لم يمهلوهم كثيرا حتى بدؤوا فى الاعتداء عليهم من خلفهم، وذلك بكافة أنواع الأسلحة وبالرصاص الحى والخرطوش والمولوتوف، وهو ما أسفر عن العديد من الإصابات، وارتقاء 11 شهيداً 7 من الرجال، و4 من النساء، وكان من بينهم الشهيدة "هالة أبو شعيشع" ابنة الإخوان المسلمين ذات ال17 ربيعا، وقد أكد تقرير الطب الشرعى إصابتها برصاصتين فى الظهر والفخذ الأيمن .
بالطبع قتل الفتيات واعتقالهن من الخطوط الحمراء التى لم يتجاوزها إلا السفاح عبد الناصر فى حدود قليلة، إنما عاد إليها السيسى وزبانيته من باب استفزاز الإخوان ورافضي الانقلاب للجوء للعنف حتى يكون لديه مبرراً للتخلص من الإخوان ورافضي الإنقلاب قاطبة؛ ولم يُستفز مناهضى الانقلاب بعد، فلجئوا إلى مجزرة تفويض السيسى أو مجزرة المنصة، فجر 27 يوليو، وكانت حصيلة المجزرة 130 شهيدا على الأقل، بعد طلب قائد الانقلاب تفويضه من قبل مؤيديه لمواجهة ما أسماه "الإرهاب المحتمل"، والذى لم يكن يعنى به أكثر من التظاهرات السلمية لمؤيدى الشرعية ورافضى الانقلاب، أقدم الخائن و رجاله على جريمتة البشعة على حدود ميدان اعتصام رابعة العدوية، وأمام المنصة التذكارية بمدينة نصر، حيث كانت حصيلتها أكثر من 150 شهيداً منهم نساء و أطفال، والمصابين يزيدون عن 5000، بينهم 700 إصابة بطلق نارى وكسور وخرطوش، والباقون أصيبوا بالغاز، كل ذلك لم يثنى الإخوان و داعمى الشرعية عن سلميتهم كما ردد المرشد العام على منصة رابعة. وبالطبع كل هذه المحاولات المستفزة، استفزت الانقلابيين أنفسهم ودفعتهم للجوء إلى العنف عندما ضاق صبرهم من معتصمى رابعة و النهضة وغير ذلك من المسيرات بطول البلاد وعرضها، فما كان منهم إلا فض الإعتصامات بالقوة وكانت المجازر البشعة.
كيف تنظر لمجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة؟
مجزرة فض اعتصامى رابعة والنهضة، فى 14 أغسطس 2013، حصيلتها 2600 شهيداً على الأقل وهى من أبشع ما شهده التاريخ الإنسانى الحديث من مجازر؛ حيث قامت قوات الجيش والشرطة في هذا اليوم بالضرب والقنص بالأسلحة، والرصاص الحى، وبالقنابل الحارقة والسامة، وباستخدام طائرات هليكوبتر، وقناصة من أعلى الأسطح، وكأنها كانت فى ميدان حرب غير عادية، لا فى ميدان اعتصام لمتظاهرين عُزّل من السلاح، وبالطبع هناك اختلافات كثيرة حتى الآن حول الأعداد الحقيقية للشهداء والمصابين؛ وأن الدليل على هذا أن عدد الأسر التى تبحث عن ذويها تجاوز 2000 أسرة معظمهم وجدوا جثامين أبنائهم وهناك 1000 مفقود لم يُعثر عليهم حتى الآن، ذلك فضلا عن الذين تم إحراق جثثهم ومن تم حرقهم أحياء ولم يتم التعرف على جثثهم.
رغم كل هذه المجازر لم يلجأ الإخوان ومؤيدو الشرعية للعنف مما أثار حفيظة الانقلابيين بعد أن انتفض مؤيدو الشرعية فى كافة أنحاء البلاد رداً على المجازر الضخمة فى رابعة والنهضة، فاستغلوا خروج المتظاهرين يوم الجمعة السادس عشر من أغسطس والتى سميت بمجزرة رمسيس الثانية، حيث تجمع الآلاف من المتظاهرين فى ميدان رمسيس؛ إلا أن قوات الانقلاب التى لم تعد تعرف غير لغة الدم والقتل والقنص، تلقتهم بوابل من الرصاص الحى والقنص عبر طائرات الهليكوبتر، مما أدى إلى ارتقاء 103 شهيداً تم حصر جثثهم فى مسجد الفتح، فى حين همت كذلك قوات الانقلاب بقذف مسجد الفتح بالرصاص الحى، إلا أنهم لم يتمكنوا من قتل من بداخله، ذلك نظراً للفضح الإعلامى القوى من داخل المسجد نفسه والذى بثته فتيات من المتظاهرات، على حين استمر حصار المسجد حتى صباح اليوم التالى ومن ثم اعتقال كل من كان بداخله.
وفى نفس اليوم تم قتل أكثر من 25 متظاهراً بسموحة بالإسكندرية أمام مسجد على بن أبى طالب، ثم كانت مجزرة سجن "أبو زعبل" الشهيرة، فى الثامن عشر من أغسطس، والحصيلة 37 شهيداً على الأقل؛ وتعرف أيضا بمجزرة عربة الترحيلات، والتى كانت فى طريقها إلى سجن "أبو زعبل"، وتضم عددا كبيرا من مؤيدى الشرعية أكثرهم من جماعة الإخوان المسلمين، وهى المجزرة التى راح ضحيتها وفقا لأقل التقديرات ما يقرب من 37 شهيدا.
وقد روى الكثير من شهود العيان تفاصيل كثيرة عن تلك الواقعة وتعددت الأقوال والتى أفاد بعضها إلى تعرض الشهداء لإلقاء قنبلة غاز داخل العربة، وآخرون أكدوا تعرضهم للصعق الكهربائى بعد حدوث حالات إغماء نتيجة الاختناقات وزيادة الأعداد داخل العربة، فى حين أشار آخرون إلى أن الشهداء تعرضوا كذلك لعمليات سرقة أعضاء، ثم يأتى قاضى الإنقلاب و يحكم على الضباط القتلة بسنة مع وقف التنفيذ ومأمور القسم ب 10 أعوام بعد تحويل القضية من جناية إلى جنحة قتل خطأ؛ ثم مجزرة يوم السادس من أكتوبر، والتى كانت حصيلتها 51 شهيداً على الأقل، لم تنقضِ ذكرى انتصار الجيش المصرى على العدو الصهيونى فى السادس من أكتوبر عام 1973، حتى أكد الجيش نفسه من أفعاله أنه قد غيَّر عقيدته القتالية بحيث أصبح مواليا للصهاينة أكثر منه للشعب المصرى، فقد خرجت جموع الشعب لتسترد ثورتها فى ذكرى انتصارها، وذلك فى مظاهرات سلمية فى العديد من شوارع وميادين مصر، إلا أن قوات الانقلاب وبلطجيتها اعتدوا على تلك المسيرات السلمية، مما أسفر عن استشهاد 51 وإصابة حوالى 300 مصاباً، وقد ارتقى أغلب الشهداء فى مناطق الدقى ورمسيس بالقاهرة.
هل تعتقد أن الحراك الطلابي الرافض للانقلاب له دور فعال في مواجهة الانقلاب ؟
طلاب الجامعات مثلوا ملاحم عظيمة ستكتب فى لوحات الشرف بكتب التاريخ، فقد شهدت الحركة الطلابية نشاطا كثيفا لرفض الانقلاب العسكرى الدموى، والتأكيد على عودة الشرعية فى البلاد، وفى مقابل تلك الحركات السلمية ما بين الوقفات والتظاهرات، تعاملت قوات الانقلاب معها بدموية وعدوانية لا مثيل لها، واعتداءات وصلت إلى حد اقتحام حرم الجامعات والمدن الجامعية بصورة لم تحدث من قبل في التاريخ المصرى، وقد أسفرت تلك الاعتداءات عن استشهاد عشرات الطلبة من الجامعات بخلاف الإصابات التى يصعب حصرها، كل ذلك بخلاف شهداء الطلاب فى كافة المجازر والمذابح الأخرى التى شاركوا فيها مع عموم الشعب.
ففى 21 نوفمبر اقتحمت قوات الانقلاب المدينة الجامعية لطلاب الأزهر بالقاهرة واعتقلت العشرات وأصابت نحو 320 طالبا، فيما سقط ما بين شهيد إلى 3 شهداء نظرا لاختلاف الإحصاءات، وشهدت جامعة الأزهر فى الأسبوع الأخير من ديسمبر استشهاد اثنين من طلابها، بعد اعتداءات دامية استمرت على مدار ثلاثة أيام دون توقف، وفى محيط جامعة القاهرة اعتدت قوات الانقلاب على مسيرة "طلاب ضد الانقلاب" التى قررت الاعتصام فى ميدان النهضة بالجيزة، احتجاجًا على الأحكام الصادرة ضد الفتيات المعتقلات بالإسكندرية - حركة سبعة الصبح - والمحكوم عليهن بالسجن 11 عامًا، مما أدى إلى مقتل «محمد رضا» الطالب بالفرقة الأولى بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، نتيجة ثلاث طلقات نارية فى الظهر والصدر والحوض.
ومن ناحية أخرى، وعقب تنظيم الطلاب لتظاهرة حاشدة خرجت إلى مديرية أمن الجيزة بعد اجتيازها ميدان نهضة مصر تنديداً بفصل واعتقال زملائهم، اقتحمت قوات الانقلاب حرم جامعة القاهرة - عصر الأربعاء 16 يناير 2014 – وأطلقت الرصاص الحى والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع على الطلاب دون هوادة ، وهو ما أدى إلى ارتقاء شهيدين من الطلاب بخلاف الإصابات والاعتقالات.
كيف قرأت ما جري يومي الاستفتاء علي دستور الانقلاب؟
لا ننسي مجزرة يومى الاستفتاء على وثيقة دستور الدم، والتى كانت حصيلتها 12 شهيداً، شهد يوما استفتاء الدم واليوم التالى لهما محاصرات وقتل وترويع آمنين وملاحقات وصلت إلى شعور المواطنين بالغاز المسيل للدموع فى بيوتهم ليلا فى قرية ناهيا بمحافظة الجيزة، هذا بخلاف ما شهده يوما الاستفتاء، واعتقال وإصابة المئات فى مناطق متفرقة؛ نظراً لإصرار مناهضى الانقلاب على التظاهر السلمى والتعبير عن حقهم فى مقاطعة ورفض وثيقة دستور الدم.
هل كانت الذكري الثالثة لثورة 25 يناير فاصلة للانقلابيين ؟
مجزرة الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير كانت حصيلتها 100 شهيداً كلهم تقريبا بالرصاص الحى، وبينما كانت تكافئ قوات الانقلاب مؤيديها فى التحرير بإلقاء كوبونات الهدايا، كانت الميادين الأخرى الرافضة للانقلاب تشهد قنصا وقتلا مباشرا للمتظاهرين السلميين ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 متظاهر يومى الجمعة والسبت 24، 25 يناير، هذا بخلاف المصابين والمعتقلين، وتتوالى المجازر يوميا، و تجاوزات الشرطة من تعذيب المعتقلين فى سلخانات أمن الدولة، و قد تسرب صور لتعذيب المعتقلين فى قسم شرطة قطور بالغربية ومعلومات عن قسم ثان مدينة نصر بالقاهرة، و الطابق الرابع بمديرية أمن الإسكندرية وسجن العزولى الحربى بالإسماعيلية، ناهيك عن توثيق عدة حالات إغتصاب وهتك عرض للفتيات والأطفال المعتقلين، بخلاف السلخانة العقابية للأحداث بالمرج.
هل تري دورا للقضاء في محاولة إجهاض ثورة 25 يناير؟
دور القضاة الفاسدين ظهر في عدة أحكام ومواقف ، وظهر أكثر بالحكم الذى ليس له سابقة فى العالم، والذى فاق محاكم دنشواى برئاسة بطرس غالى الجد، والذى أصدرته محكمة إلمنيا بالحكم على 529 متظاهر بينهم أساتذة جامعات و أطباء ومهندسين وطلبة وأحداث بالإعدام بعد 48 ساعة نظر القضية دون حضور متهمين أو محامين أو أهل المتهمين، وغيرها من القضايا العجيبة مثل حبس الطفل محمد طمان إبن الأربعة عشر ربيعاً 7 سنوات، وعلا طارق ذات الخمسة عشر ربيعاً، وغيره من الطالبات والطلبة من عامين إلى 17 عام بتهمة تكدير السلم العام والإنضمام إلى جماعة محظورة، وغير حبس الصحفين المصرين والأجانب، وأما عن فساد النيابة فحدث ولا حرج، بإصدار قرارات الحبس الإحتياطى بلا مبرر دون رؤية المتهمين أو السماع لهم أو معاينة ما يتعرضون له من تعذيب وحشى بالمعتقلات والسجون وأقسام الشرطة.
كيف تري ترشح عبد الفتاح السيسي لانتخابات الرئاسة؟
الخائن الأكبر قائد الإنقلاب توج مؤامرته بإعلانه الترشح للرئاسة على شاشات التلفزيون المصرى وهو مرتدياً زيه العسكرى، إشارة إلى أن رئيس مصر سيظل عسكرياً ولو كره المصريون، ورغم كل ما أدعاه سابقاً وقائد الجيش الثانى اللواء أحمد وصفى بأن سيده السيسي لن يأخذ رتبة أعلى - وقد منحه المعين رتبه المشير - ولن يسعى إلى وظيفة أعلى - وقد تم تعيينه النائب الأول لرئيس الوزراء- وأنه لن يصبح رئيساً لمصر - لأن العسكر غير طامعين فى سلطة - ولكنه كذب فى و عوده كما حنث بالقسم أمام رئيسه أن يحترم الدستور - وفى أول ثانية فى الإنقلاب علق العمل بالدستور- ثم غيره على أيدى حثالة القوم و العاهرات.
ولكنه قبل الإعلان عن ترشحه رتب البيت من الداخل حتى لا ينقلب عليه العسكر كما انقلب هو على رئيسه، فجعل من صهره رئيس الأركان وشريكه فى الإنقلاب وزيراً للدفاع وأنشأ فرقة التدخل السريع لحمايته إذا فكر أحد العسكريين أن ينقلب عليه كما فعل الخائن، مع توارد العديد من الأخبار بأنه يستعين بفرقة البلاك واتر الأمريكية الصهيونية لنفس الغرض.
هل يمكن للانقلاب القضاء علي الإخوان في مصر؟
لن تتم إن شاء الله خطة شيطنة الإخوان والقضاء عليهم فى مصر، لأن خطة الانقلابيين وواضعي سيناريو التخلص من الإخوان ومؤيديهم لن تفلح بإذن الله، و لو قرؤوا التاريخ لعلموا أن عبد الناصر فرعون الخمسينيات فشل فى ذلك وفشل غيره داخل وخارج مصر، لأنها جماعة مباركة وسطية الفهم والتطبيق تستعين بكتاب الله وسنته على فهم أصول الدعوة و منهج حياتهم، وأن الجماعة فكرة وعقيدة .
ما هي توقعك لما ستئول إليه الأوضاع مستقبلا؟ وكيف تنظر لهذه المحنة الكبري للاخوان ؟
المؤامرة مستمرة وكذلك المقاومة السلمية مستمرة، و مازال السيناريو مفتوحاً لمزيد من الأحداث، يعلم الله وحده نهايتها. وهذه المحنة هى بمثابة تمحيص وتمييز كما قال المولى عز وجل: { لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }، و قال عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }، و هو الذى قال عز وجل : { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.