كشف تقرير حصري انفرد به موقع (MIDDLE EAST EYE) الذي يحرره الكاتب الصحافي البريطاني المعروف "ديفيد هيرست"، أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، سبق أن استقبل بترحيب حار المتحدث باسم الإخوان المسلمين في مأدبة غداء خاصة العام الماضي وأعجب باطروحات الاخوان المسلمين ، بما يتناقض بحده مع التحقيق الذي أمر به حكومته حول أنشطة الجماعة ويكشف الضغوط الخليجية عليه عبر صفقات طائرات بريطانية وأسلحة ، ويجعل "كاميرون" نفسه شاهد نفي للاتهامات التي تسعي حكومته للتحقق منها حول أنشطة الاخوان في بريطانيا . التقرير الذي جاء تحت عنوان :Exclusive: When Cameron took the Muslim Brotherhood to lunch أو (عندما تحدث كاميرون مع الإخوان المسلمين علي مائدة الغداء) كشف أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، دعا المتحدث الدولي باسم الإخوان لتناول طعام الغداء في منتجع تشيكرز (Chequers) الريفي ، العام الماضي في ندوة لمدة ساعتين، قدم فيها الإخوان رؤيتهم، وسأل رئيس الوزراء حينئذ عما يمكن أن تقوم به بريطانيا لدعم تصورهم الذي أعجب به . وأضاف التقرير أن جهاد الحداد، المتحدث الدولي باسم جماعة الإخوان (والمعتقل حاليا)، كان محط الأنظار في ندوة رئاسة الوزراء التي عقدت يوم 17 مايو من العام الماضي 2013 ، عندما كان الرئيس السابق محمد مرسي لا يزال في السلطة وقبل أشهر من زيارة رسمية كانت مقررة للندن . ووفقا لمصدر حضر الندوة ، وأصر بما جري لديفيد هيرست ، تحدث كاميرون عن رأسمالية المحسوبية تحت حكم حسني مبارك وإمكانات الأسواق الحرة المفتوحة في عهد حكم مرسي ، وأثناءها سأل كاميرون الحداد عن رؤية الجماعة وتصورها وماذا يمكن أن تفعله بريطانيا لدعم مصر . وقد وُصفت إجابات الحداد من قبل الذين حضروا الندوة بأنها كانت "مقنعة"، حتى إن كاميرون أشار إليها في ملخصه في نهاية الاجتماع ، وأُتبعت الندوة الوزارية بمأدبة غداء وجولة في "تشيكرز" (منتجع ريفي تمتلكه الدولة في إنجلترا، ويستخدمه رؤساء الوزارة على بعد 45 كم شمال غربي لندن)، وكان حاضرا أيضا ماجد نواز، المؤسس المشارك لمؤسسة كويليام، وهو مركز فكري مقرها لندن ويركز على مكافحة التطرف . ويقول ديفيد هيرست أن هذا الغداء في "تشيكرز" بين كاميرون والإخوان ، كان بداية لسلسلة من الاجتماعات بين الإخوان المسلمين والمسئولين في مقر الحكومة البريطانية (داوننغ ستريت) ، وأنه عقد يوم 5 يونيو (قبل انقلاب مصر بثلاثة أسابيع) لقاء بين الدكتور عصام الحداد والد جهاد الحداد و"جون كاسون" في 10 داوننغ ستريت ، رافقه فيه الدكتور وائل هدارة ، مستشار الرئيس محمد مرسي وكان ذلك تمهيدا لزيارة يقوم بها مرسي في يوليو (لم تتم بسبب الانقلاب) ، وحضر اللقاء وليام هيج و اليستر بيرت من وزارة الخارجية البريطانية. وقال التقرير (الذي انفرد به موقع "ديفيد هيرست") إن خبر اللقاء الخاص مع الإخوان سيحرج رئيس الوزراء الذي أمر بالتحقيق في أنشطة الجماعة، وتعرض لوابل من الانتقادات عندما اتضح أنه عين السير جون جنكينز، سفير المملكة المتحدة لدى السعودية للإشراف على تقرير استعراض مواقف الجماعة وأنشطتها وتصوراتها . كاميرون شاهد علي سلمية الإخوان وقالت وزراء وزارة الداخلية في بريطانيا أن التحقيق يدور حول أراء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الخاصة بالإخوان في بريطانيا ، ولكن الحكومة البريطانية لا يمكنها أن تنكر أن التحقيق جاء بعد ضغوط سعودية حيث تستخدم السعودية صفقات السلاح مع بريطانيا لدفع المملكة لإعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية . وقال المحامي البريطاني "الطيب علي" : "تقول الحكومة إن التحقيق المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإرهاب في جماعة الإخوان لا يتم بناء على طلب من المملكة العربية السعودية ، ولكن من أجل أمن المملكة المتحدة ، ولكن الآن وقد تم الكشف أن كاميرون قد دعا المتحدث باسم كبار من الأخوان لتناول طعام الغداء في تشيكرز ، يمكن القول أن رئيس الوزراء هو نفسه يمكن أن يكون شاهدا – لصالح الإخوان - في التحقيق الذي أمر به !؟. المحامي "علي" تساءل أيضا : كيف يلتقي رئيس الوزراء بنفسه مع الإخوان ويرتاح لطرحهم ويشهد أن مطالبهم مشروعه ، ثم يقوم هذا العام بطلب التحقيق في أنشطتهم في بريطانيا بدعاوي الشك في أن لهم روابط إرهابية ؟!. ويضف "علي" : كيف تغيرت المصلحة الوطنية البريطانية في بريطانيا بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب ، وقيام النظام الجديد بحملات اعتقال وقتل وتعذيب جماعي وإهدار للعدالة بما يخالف كل الاتفاقيات والأعراف القانونية التي وقعت عليها حكومة المملكة المتحدة ؟!. ونقل "هيرست" عن متحدث باسم مجلس الوزراء البريطاني تأكيد أن كاميرون ألتقي بالفعل مع جهاد الحداد في هذه الندوة واستمع لوجهات النظر حول جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها كانت في السلطة في مصر في ذلك الوقت وقال ان كون الذي يحقق في أنشطة الإخوان في بريطانيا هو سفير بريطانيا السابق في السعودية يجعله في موقف لا يحسد عليه للغاية لأن الحكومة السعودية ترغب في تشويه وتدمير الإخوان المسلمين.