القاهرة – خاص – الشرق " تمرد" .. حركة معارضة دعت لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي ، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، زاعمة أنها تطالب برئيس "مدني" ، ومع الوقت تبين أنها أداة في يد أجهزة المخابرات والأمن بحسب شهادات أعضاءها بعد انقلاب 3 يوليه ، ولكنها خدعت الكثير من الشباب للخروج ضد الرئيس مرسي ، ثم تحول مطلبها الذي نادت به إلى سراب بعد أن أعلن محمود بدر – أحد مؤسسي الحركة دعمه لعبد الفتاح السيسي – قائد الانقلاب العسكري مخالفا للمطلب الذي ادعت الحركة أنها جمعت توقيعاتها بشأنه . الحركة التي يتزعمها محمود بدر انشق عنها أغلب "المؤسسين" وتم حل أغلب مكاتبها ، ومال أغلب أعضاءها لدعم المرشح الناصري حمدين صباحي في انتخابات الرئاسة الحالية ، ووصل الخلاف بين قادتها لحد تحريض "بدر" بلطجية للتربص بحسن شاهين – أحد المؤسسين والذراع الأيمن لبدر والاعتداء عليه خلال احدي جولاته لجمع توكيلات لصباحي ، بحسب تصريح شاهين . "الشرق" سألت عددا من مؤسسي الحركة عن رؤيتهم للساحة الان وهل خدعوا في السيسي ومحمود بدر وأدركوا أن المخابرات لعبت بهم ، فاجمعوا أن حركة تمرد هي فكرة وأنهم لم يتحركوا ضد الرئيس مرسي من أجل المجئ بحاكم عسكري ولكن من أجل رئيس مدني . محمود السقا – عضو اللجنة المركزية بالحركة وأحد أعضاء حملة حمدين صباحي – قال أن أعضاء اللجنة المركزية طالبوا بحل الحركة عقب إسقاط نظام الإخوان المسلمين ، مبررا ذلك بأن الحركة حققت هدفها الذي خرجت من أجلها ، إلا أن محمود بدر اختطف الحركة وأصر على إعلان تأييده لعبد الفتاح السيسي، وهو عكس مبادئ الحركة التي نادت برئيس مدني منتخب . وأشار "السقا" ل"الشرق" إلى أن محمود بدر ومحمد عبد العزيز – أحد مؤسسي الحركة - أكدا ذلك في اجتماعهم يوم 3 يوليو الماضي بعد الانقلاب العسكري ، مع قيادات سياسية وعسكرية ، وعلى رأسها عبد الفتاح السيسي الذي سأل الشباب عن الرئيس المتفقين عليه؟ ليرد عليه بدر وعزيز فى صوت واحد "حمدين صباحي" ، ليأتي اليوم "بدر" داعما للسيسي الذي زعم فى ذات الاجتماع أنه لن يسمح بعودة هتاف "يسقط حكم العسكر" ، مدعيا أن الشعب والجيش يد واحده ، وقال – أي السيسي لهم - "مهما حدث لن يترشح أحد من القوات المسلحة للرئاسة ولا حتى الضباط القدامى" ليأتى هو اليوم مرشحا نفسه للرئاسة مطالبا بدعمه !. أما محمد عوض – أحد مؤسسي تمرد – فيقول أن الحركة لن تكون مؤيدة لحكم العسكر أو مرشحه مهما كان ، مشيرا إلى أنه لو فرضنا أن قرار دعم المرشح العسكري – السيسي- تم اتخاذه على مستوى الخمسة الأساسين المؤسسين للحركة، فإن 2 منهم يؤيدون حمدين صباحي وهم "حسن شاهين ومحمد عبد العزيز" ، واثنين مقاطعين لانتخابات الرئاسة وهم "محب دوس ووليد المصري" ، وواحد فقط مؤيد للسيسي وهو "محمود بدر" المدعوم من إعلام الدولة ومؤسساتها التي تقصى من تشاء وتظهر من تشاء. بدر يبحث عن مصالحه الشخصية وأوضح "عوض" ل"الشرق" أن الوضع الراهن داخل الحركة هو نتيجة لمحاولة فرد الانفراد بالقرار دون الرجوع لرأي المجموعة لإرضا طموحاته وحسب مصالحه لأنه وجد فى تأييده للسيسي فرصة يجب عليه أن يغتنمها ليكون الجناح الشبابي للسلطة القادمة بحيث يترشح فى انتخابات مجلس الشعب ويصبح برلمانيا له وضع وكلمة مسموعة . وشدد "عوض" على أن السيسي ليس مرشح الثورة وليس مرشح تمرد ، مشيرا إلى أن ترشح السيسي هو بداية لعودة عسكره الدولة والرجوع للنظام القديم، الذي عاد فى كل مكاتب الحركة بالمحافظات بعد 30 يونيو، حيث زادت استقالات الأعضاء وحل محلهم الفلول ورموز النظام السابق ، وأعلن استنكاره لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بهذه الطريقة قائلا إن الحركة كان عليها أن تمنع ذلك. السيسي جاء ليركب الثورة فيما أكد سيد غريب – أحد مؤسسي الحركة - صحة ما تداولته وسائل الإعلام من أخبار عن تحريض محمود بدر – أحد مؤسسي حركة تمرد وعضو بحملة المشير عبد الفتاح السيسي, -لبلطجية من حاملي الأسلحة البيضاء والنارية ومحسوبين على الحزب الوطني المنحل للاعتداء على حسن شاهين زميله في الحركة وأحد أعضاء حملة المرشح الرئاسى حمدين صباحى . وقال ل"الشرق" إن واقعة الاعتداء حقيقة وأن هناك أكثر من شاهد على تهديدات "بدر" لشاهين على رأسهم عمرو بدر – الذي تربطه صلة قرابة مع محمود بدر وأحد المؤسسين الداعمين لحمدين صباحي" . ولفت "غريب" إلى أن حركة تمرد هي مجموعة من الشباب الناصري والتيار الشعبي الذي أسسه حمدين صباحي ، ورفضت حكم العسكر حين تأسست ، وقال أن الوضع ازداد سواء بعد 30 يونيو في مصر بسبب رغبة العسكر في الحكم . ووجه "غريب" رسالة إلى محمود بدر ومن معه قائلا "لا تشوهوا اسم تمرد بعد أن أصبح موجودا ورنانا فى العالم كله" ، مشيرا إلى أن الإعلام هو من جعل من "بدر" مؤسسا لحركة تمرد ن بينما المؤسس الفعلي والحقيقي للفكرة نفسها هو حسن شاهين . وقال "غريب" إن السيسي جاء ليركب الثورة ومحمود بدر يسانده فى ذلك وهذا رأيه وهو له الحرية فى اختياره لكنه ليس من حقه لا التحدث باسم الحركة ولا تشويه صورة حمدين صباحي . وأوضح أن الحركة كان بها أشخاص صناعة أمنية مخابراتية ولكن لم تكشف هويتهم بعد ، مشيرا إلى أن بعض مؤسسي الحركة كانت هواتفهم مراقبة وكانت تأتي لهم مكالمات تهديد.