«العبد لله .. مسك الفيروس.. شواه» كانت هذه إحدى التعليقات الساخرة على ذلك الاختراع الذي هز كوكب الأرض والذي خرجت به المؤسسة العسكرية في مصر لتعلن عن التوصل لعلاج لأمراض الإيدز وفيروس سي وأنفلونزا الخنازير والسكر و.. و... و.... فحينما يخرج لواء بالجيش ليقول إن العلاج الذي اكتشفه سيمكنه من تحويل مرض الإيدز ل «صباع كفتة» يغذي به المريض، فهو خيال تغلب على أي مستوى للخيال وصلت إليه أفلام الفانتازيا عبر التاريخ، حتى إنها تفوقت على تلك النكتة الشهيرة التي قيل فيها إن آلة تم اختراعها تدخل فيها علبة «البلوبيف» لتخرج من الجانب الآخرة «بقرة»! الاختراع الوهمي، كما كان له معارضين أو بالأحرى ساخرين ومستهزئين باعتباره فضيحة دولية، خرج البعض ليعلنوا تأييدهم للاختراع واعتباره إنجازاً قومياً لم يتكرر في أي مكان عبر التاريخ، هؤلاء وصل بهم الحد للمطالبة بحرمان المستهزئين من هذا الاكتشاف من العلاج به أو علاج أي من أقاربهم عقاباً لهم على استهزائهم بالاكتشاف الذي تفوق على كل الاختراعات والاكتشافات التي قدمها مختبر الأبحاث في مسلسل الكارتون الشهير «مازنجر»! حتى أولئك الذين انتقدوا هذا الاختراع من قلب السلطة الحاكمة الآن، لم يسلموا من اتهامات العمالة والخيانة، فهذا هو عصام حجي المستشار العلمي للرئيس المعين حين خرج بتصريحات تعتبر هذا الأمر فضيحة دولية لمصر، لم يسلم من مهاجمة مجاذيب الانقلاب الذين طالبوا بعزله بسبب تصريحاته المسيئة لمصر والجيش. وبعد أن كشف تليفزيون «الشرق» عن حقيقة عطار الجيش الذي خرج بهذا الاكتشاف الرهيب، والذي لم يكن سوى رجل يعالج بالأعشاب، لم يعد لدى البعض وسيلة للدفاع عن هذا المشروع حتى من مؤيدي الانقلاب أنفسهم، فقد جلس محمود عطية رئيس ائتلاف مصر للجميع، وأحد مؤيدي الانقلاب، في لقاء على قناة الجزيرة، لم يتمالك فيه نفسه من الضحك هو والضيف الآخر سليم عزوز، تعليقاً منهما على هذا الاختراع، ما اضطر مذيع القناة فإنهاء الفقرة بعد أن تحولت إلى وصلة من الضحك الهيستيري من الضيفين. في زمن الانقلاب، لم يعد لدى سلطاته ما تروجه للشعب من إنجازات سوى اللجوء لمثل تلك الانجازات الوهمية التي تفوقت على تلك التي كان يرويها الشخصية الكوميدية الشهيرة «أبو لمعة» والتي يبدو أنها أصبحت الشخصية المثالية عند معظم مسئولي الدولة في الوقت الراهن، فمن يصدق أن طائرات الميراج صعقت البوارج الحربية الأمريكية، ومن يقتنع بأن «جاكت» السيسي هو أرفع وسام في روسيا، لن يكون مستغرباً أن يؤمن بقدرة تحويل مرض الإيدز إلى كفتة!