خمسةٌ وستون عامًا مضت على ضياع فلسطين وتشريد وتهجير أهلها وما زالت المعاناة والمأساة تشتد ، والاحتلال الصهيوني يُمعن في اعتداءاته وجرائمه ضاربًا بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية التي وقفت عاجزة أمام تعنت المعتدين. "النكبة" .. مصطلح فلسطيني يبحث في المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره. وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948. وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح، إقامة الدولة الصهيونية. وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي. وبرغم أن السياسيين اختاروا 1948/5/15 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرىً وبلدات فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً. سرد تاريخي كان مجموع ما كان يملكه الصهاينة من أرض فلسطين عام 1918 لم يتجاوز 240 ألف دونم، أي ما نسبته 1.56% من إجمالي أرض فلسطين، ارتفعت عام 1948 لتصل إلى 1.8 مليون دونم في عام 1948 ، وكان عدد اليهود في فلسطين عام 1800 نحو خمسة آلاف، وقرابة 55 ألفا عام 1918، أي نحو 8% من السكان، ثم قفز إلى 650 ألفاً عام 1948 أي نحو 31.7 % من إجمالي السكان. وحسبما تشير الاحصائيات، فأنه مع صدور القرار الدولي رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر 1947 أعلن تقسيم فلسطين إلى دولتين: الأولى صهيونية تقوم على 54.7% من الأراضي الفلسطينية ويسكن فيها 498 ألف مستوطن صهيوني و497 ألف عربي فلسطيني، والثانية عربية تقوم على نحو 44.8% من الأراضي يسكن فيها 725 ألف فلسطيني و10 آلاف مستوطن يهودي ، وأن 93% من مجمل مساحة "الكيان الصهيوني" تعود إلى اللاجئين الفلسطينيين و78% من مجمل مساحة فلسطين التاريخية، قام عليها "الكيان الصهيوني" في العام 1948. وخلال الفترة بين 1948 و1967 تمكن الصهاينة من احتلال كافة الأراضي الفلسطينية والجولان السوري، إضافة إلى سيناء المصرية وجنوب لبنان عام 1982 ومن ثم الانسحاب منهما. ويوجد قرابة 800 ألف فلسطيني، من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في الأراضي المحتلة عام 1948، هجّروا من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، وآلاف آخرون هجّروا لكنهم بقوا داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة الكيان الصهيوني. وتشير الاحصائيات الحالية إلى أنه يقطن اليوم حوالي 11.8 مليون نسمة في فلسطين التاريخية التي تبلغ مساحتها حوالي 27 ألف كيلومتر مربع. ويشكل الصهاينة مانسبته 51% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية للأرض. المجازر والمستوطنات الصهيونية أقدمت العصابات الصهيونية خلال النكبة أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، واستشهد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني ، فضلا عن اغتصاب الأراضي وبناء 537 مستوطنة بالضفة الغربية حتى نهاية العام 2011. كان الفلسطينيون قبل النكبة يقيمون في 1300 قرية ومدينة في فلسطين التاريخية، سيطر الاحتلال خلال النكبة على 774 قرية ومدينة، منها 531 دمرت بالكامل ،وبعد أن كان عددهم يقدر بنحو 1.4 مليون نسمة إبان النكبة، يناهز اليوم 11.6 مليون نسمة، منهم حوالي 5.6 ملايين نسمة يقيمون في فلسطين التاريخية. وتشير الاحصائيات إلى أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل 44.2% من مجمل السكان، في حين بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث عام 2013 حوالي 5.3 ملايين لاجئ، يشكلون ما نسبته 45.7% من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم. ويتوزع اللاجئون بين الأردن وسوريا ولبنان (59%) والضفة الغربية (17%) وقطاع غزة (24%)، ويعيش حوالي 29% منهم في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن و9 مخيمات في سوريا و12 مخيما في لبنان و19 مخيما في الضفة الغربية و8 مخيمات في قطاع غزة. وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، إذ لا يشمل العدد من تم تشريدهم بعد عام 1949 حتى عشية حرب يونيو1967 والذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967. وقدر عدد الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي 154 ألفا، في حين يقدر عددهم في الذكرى الخامسة والستين للنكبة بحوالي 1.4 مليون نسمة نهاية عام 2012 ، أما في فلسطين الضفة وغزة فقدر عدد السكان بحوالي 4.4 ملايين نسمة في نهاية عام 2012 منهم 2.7 مليون في الضفة الغربية وحوالي 1.7 مليون في قطاع غزة. وتشير البيانات إلى أن عدد المواقع الاحتلالية في نهاية عام 2012 في الضفة الغربية قد بلغ 482 موقعا، في حين بلغ عدد المستعمرين في الضفة الغربية 537 مستعمرا نهاية العام 2011 ، ولم يكن عدد الصهاينة عام 1918 يشكل سوى 8% من السكان. غدا الأربعاء الخامس عشر من مايو 2013 ، يوم مشؤوم في حياة الفلسطينيين والأمة العربية ، لتصادفه مع الذكرى الاليمة , يوم نكبة فلسطين في العام 1948 ، وفي الوقت نفسه لاتزال هناك العديد من الدول تستعمل نفوذها لدعم الكيان الصهيوني المحتل سواء في استعمال حق الفيتو ضد القرارات التي تدينها أو كان دعما ماديا أو عسكريا لأن ذلك يزيد من تعنُّت الكيان الصهيوني ورفضه لكل دعوات السلام ما ينعكس سلبا , على الأمن والسلم الذي يسعى إليه المجتمع الدولي.