يقول الحق سبحانه وتعالى : "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" الأمر لم يكن يعني عدم خروجهن بالمرة ، وإنما يعني عدم الإكثار من الخروج على غير ضرورة ، وروح العبارة يلهم هذا فيما يظهر فهناك حاجات وضرورات ملزمة للخروج كالعمل والبيع والشراء وطلب العلم وزيارة الأرحام والأقارب . والروايات متواترة على أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن في حاجاتهن وضروراتهن في حياة النبي وبعده روى الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها حديثا جاء فيه : «خرجت سودة لحاجتها بعد أن نزل الحجاب وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر فقال يا سودة أما واللّه لا تخفين علينا فانظري كيف تخرجين ، فانكفأت راجعة ورسول اللّه في بيتي يتعشّى وبيده عرق فدخلت فقالت يا رسول اللّه إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا فأوحى اللّه إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن» قال محمد عزت دروزة في كتابه التفسير الحديث : وننبه على كل حال أن الآيات صريحة بأنها موجهة إلى نساء النبي بخاصة وقد احتوت تعليلا حكيما لما فيها من أوامر وتنبيهات.