قال جهاد الحرازين المتحدث باسم حركة فتح بالقاهرة إن ملف الأسرى هو ملف فلسطيني من الدرجة الأولى، مشيراً إلى أن الأسرى لا يزالون قابعون في سجون الاحتلال منذ أن وطأت أقدام الصهاينة على أرض فلسطين ولا يملكون سوى سلاح الأمعاء الخاوية للاعتراض على أوضاعهم. وأضاف الحرازين في حوار خاص مع صحيفة "التغيير" أن الأسرى الفلسطينيين يعانون أشد المعاناة في سجون الاحتلال بسبب ما تمارسه دولة الاحتلال من عنجهية وتعنت ضد المعتقلين، لافتاً إلى أن الفلسطينيين طالبوا خلال مؤتمر جنيف الأخير الذي عقد في أبريل الماضي بأن يعامل المعتقلين الفلسطينيين كأسرى حرب لهم كافة الحقوق. 50 مانديلا وشدد المتحدث باسم حركة فتح أنه لابد من وقفة حقيقية وجادة لإيصال صوت الأسرى الفلسطينيين إلى المجتمع الدولي لممارسة الضغوط اللازمة لوقف مثل هذه الانتهاكات الممارسة في حق المعتقلين الذين لا يجدون سبيلا سوى الإضراب عن الطعام للاحتجاج على ظروفهم السيئة. وفى هذا الصدد، أضاف الحرازين أن محكمة صهيونية أصدرت حكماً خلال الأيام الماضية يسمح للسلطات الصهيونية بنقل المعتقلين المضربين عن الطعام إلى المستشفيات الحكومية وإجبارهم عن تناول المحاليل والسوائل حتى لا ينجح إضرابهم. وحول سؤال عن إحصائية الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، أجاب الحرازين بأن هناك أكثر من 4 آلاف أسير يعيشون في ظروف بالغة السوء، مضيفاً أنه إذا كان العالم يحتفي بالزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا لأنه قضى نحو 27 عاماً في السجن، فإن الشعب الفلسطيني لديه أكثر من 50 مانديلا لابد للعالم أن يتبنى قضاياهم. أين المصالحة؟ وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية وأخر التطورات فيه، اتهم الحرازين حركة حماس بالسعي إلى التملص من الالتزامات والعهود الرامية إلى المصالحة الفلسطينية ولعل اتفاق مكة في فبراير 2007 خير دليل على ذلك، مذكراً بأن حماس في الوقت هي التي أرجأت عقد اللقاء التشاوري المزمع عقده في القاهرة لبحث ملف المصالحة. وحول سؤال "التغيير" عن اتهام فتح بعدم رفض الاعتراف بدولة إسرائيل ومن ثم الدخول في مفاوضات مع إسرائيل، قال جهاد الحرازين :"إن فتح لا تجد ما يعيب التفاوض مع دولة الاحتلال طالما أن هذا التفاوض لسد احتياجات الشعب الفلسطيني للتخفيف من وطأة معاناتهم، فضلاً عن حماس تتفاوض هي الأخرى مع الكيان الصهيوني من خلال طلبها إبرام هدنة معه وكذلك الدخول في المفاوضات التي أسفرت عن التوصل إلى التهدئة بينهم برعاية الرئيس محمد مرسى في عام 2012"، مؤكداً أن حماس تتفاوض مع إسرائيل من خلال الوسيط المصري. اتفاق أوسلو واستطرد الحرازين أن حماس جاءت إلى السلطة عبر اتفاق أوسلو الذي أتى عبر المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، موضحاً أن السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمد عباس تعرضت لضغوط من أجل عدم إتمام المصالحة مع حماس، لكن أبو مازن يؤكد مراراً وتكرار بأن حركة حماس جزء أصيل من الشعب الفلسطيني ومن ثم ينبغي التوافق معه إلا أن حماس هي التي تعرقل كافة الجهود من أجل إتمام المصالحة والدخول في الانتخابات والاحتكام إلى صناديق الاقتراع. من جانب أخر، أكد المتحدث باسم فتح أن الرئيس محمد مرسي أكد وقوفه على مسافة واحدة بين الفصيلين الفلسطينيين، مشيراً إلى رفض السلطة الفلسطينية أي مساس بالتمثيل الفلسطيني. كما أشار الحرازين في ختام حواره إلى أن الفلسطينيين ليس لهم أدنى علاقة بحادث استشهاد الجنود المصريين على الحدود، مضيفاً أن كافة أصابع الاتهام تتجه إلى الكيان الصهيوني المستفيد الأول من هذا الحادث.