التحدث فى خصوصيات الإنسان والتعمق فيها عادة منتشرة بين كثير من الناس، ويعتقدون أن هذا النوع من التدخل لا يؤذى من حولهم، ولكن أطباء النفس يحذرون على الدوام من التدخل فى حياه الآخرين والتعمق فى السؤال عن خصوصياتهم، وذلك لأنه يضر بالإنسان وبنفسيته ويثيره كثيرا. أكد الدكتور أمجد العجرودى، استشارى أمراض الطب النفسى بالمجلس الإقليمى للطب النفسى، أن الأثر النفسى العميق الذى يخلفه التدخل فى حياة الآخرين فى النفس، موضحا أنه من الخطأ الكبير أن يقوم أى شخص بالتدخل، بأى شكل من الأشكال، بتعمق فى خصوصيات حياة إنسان آخر، مهما كانت درجة القرابة أو الحميمية بينهما. ويوضح "العجرودى" أن هذا الأمر يخلف الكثير من الأزمات النفسية فى نفس الشخص الذى يتم سؤاله عن خصوصياته، موضحا أن أكثر ما يمكن أن يثير ويؤذى مشاعر الإنسان هو التدخل فى شىء خاص به، فالأمور أو الأسرار الخاصة هو الجزء المخفى عن الأعين، والذى يحرص أى إنسان طبيعى نفسيا أن يخبئه عن غيره من الناس ليشعر بخصوصيته وعدم إحساسه بأنه مشاع بين الآخرين، لأن هذا الإحساس منبعه الأمان، وهو ما يؤدى إلى إحساس الإنسان بالاتزان النفسى والعقلى، وغير ذلك من الممكن أن يثير الإنسان بشدة ويجعله فى أزمة نفسيه إذا ما تطور الأمر وزاد التعمق. ويجب على المرء المسلم أن يترك ما لا يعنيه وإلى أن يترك الفضول والتطفل إذ ينبغى ألا يجرى المسلم وراء العبث وألا ينفق وقته فيما لا طائل منه وألا يبذل جهده فيما لا نفع فيه وألا يشتغل بشؤون غيره ما لم يطلبوا منه ذلك . وينبغى أن يكون اشتغال المسلم بشؤونه هو وأن ينفق الوقت والجهد فيما يعود عليه منه نفع يرتضيه الشرع وأن يهتم بكل فضيلة ومحمدة وأن ينصرف عن كل رذيلة ومذمة وأن يتأدب بالكمالات ويباعد بينه وبين النفائس . وينبغى أن يؤدى واجباته على خير ما يكون عليه الأداء فإن بقى لديه وقت فراغ أنفقه فيما يعود على نفسه وعلى المجتمع بالخير وفى العبادة والطاعة وشكر المولى جل شأنه على ما أنعم وفى توجيه من يملك توجيههم الى سبل الحق والرشاد والفلاح . عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .