تجاهلت الصحف الأمريكية توضيح الموقف الرسمي للولايات المتحدة من مذابح مسلمي الروهينجيا، على الرغم من تركيزها على قرار الرئيس باراك أوباما زيارة ميانمار منتصف الشهر الجاري. وذكرت الصحف الأمريكية أن الزيارة المرتقبة يسبقها لقاء لأوباما مع زعيمة المعارضة أونج سان سو تشي وعدد من المسؤولين الحكوميين بالإضافة إلى الرئيس تين سين، فيما اعتبر مسؤول بالبيت الأبيض أن هذه الزيارة تنطوي على "فرصة كبيرة لدعم التحول الديمقراطي في ميانمار وبناء علاقات ثنائية قوية". وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن زيارة أوباما لميانمار تمثل خطوة جديدة في اتجاه سعي الدولتين للانخراط بشكل أكبر مع بعضهما البعض، كما ترمز إلى التحول النوعي الكبير في سياسات دولة استطاع رئيسها أن يثنيها عن حالة العزلة الدولية التي كانت تحيط نفسها بها وجعلها الدولة المضيفة والرئيسية في أجندة جولة الرئيس أوباما لآسيا. ومن ناحية أخرى .. أضافت الصحيفة أن تعزيز العلاقات الأمريكية مع ميانمار سوف يترتب عليه آثار بالنسبة للجهود الأمريكية في مواجهة النفوذ الصيني في المنطقة، لذلك أكدت واشنطن على ضرورة اتباع ميانمار سياسات أكثر انفتاحية بعد أن كانت دوما تدور في فلك النفوذ الصيني. واعتبرت "وول ستريت جورنال" أن الزيارة من شأنها دفع العلاقات بين البلدين للأمام في وقت احتدم فيه الجدل حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تتحرك بسرعة كبيرة في حث ميانمار على اتباع سياسات أكثر انفتاحية. وتشهد ميانمار أعمال قمع وإبادة وانتهاك لحقوق الإنسان لمسلمي الروهينجا، والتي بدأت منذ يونيو الماضي وأدت إلى سقوط آلاف القتلى، وتهجير نحو مليون ونصف المليون، وحرق المنازل والمساجد. وأشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في بيان إلى أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، تعرّض المسلمون من مواطني الروهينجا إلى جملة من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التطهير العرقي والقتل والاغتصاب والتشريد القسري من قبل قوات الأمن في ميانمار. وأضاف البيان أن استعادة الديمقراطية في ميانمار أنعشت آمال المجتمع الدولي في أن القمع ضد مواطني الروهينجا المسلمين سينتهي وأنهم سيصبحون قادرين على التمتع بالمساواة في الحقوق والفرص، وتابع "ومع ذلك، تسبب تجدد أعمال العنف ضد المسلمين الروهينجا يوم 3 يونيو الماضي في إثارة القلق البالغ لدى منظمة التعاون الإسلامي". وأوضح أن المنظمة شعرت بالصدمة إزاء التصريحات المؤسفة الأخيرة لرئيس ميانمار ثين سين التي تتنكر لاعتبار مسلمي الروهينجا مواطنين في ميانمار، مشددا على أن حكومة ميانمار بوصفها عضوا في الأممالمتحدة والآسيان ملزمة بالانضمام إلى المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاتفاقيات والإعلانات الخاصة بطريقة معاملة مواطنيها.