أشار الكاتب والمفكر فهمي هويدي إلى أن الصحف الصهيونية تعمدت تسريب خطاب اعتماد السفير المصري لدى الدولة العبرية؛ لإحراج الرئيس محمد مرسي، مستدلا على ذلك أن هذه هي المرة الأولى التي تنشر الصحف هذا الخطاب على الرغم من وجود ستة سفراء مصريين قبل ذلك لدى الكيان الصهيوني منذ عام 1979. وتابع هويدي أن من سرب الرسالة حاول طمأنة الرأى العام الداخلى إلى أن رئيس مصر بعد الثورة ليس سوى نسخة من رئيسها قبل الثورة، وأضاف "لست أشك فى أن من سرّب الرسالة أراد أن يقول للعرب والمسلمين جميعا: ها هو الرئيس القادم من جماعة الإخوان المسلمين التي حاربت إسرائيل فى عام 48 ولا تزال أجنحتها فى غزة وفي غيرها من البلدان، ها هو يبعث برسالة صداقة دافئة وحميمة إلى (صديقه العظيم) رئيس إسرائيل. كأنه يعتذر عن ماضيه وماضى جماعته، ويطلب منهم الصفح والغفران ملتمسا إقامة علاقات المحبة وطالبا الرضى والقرب." وقال هويدي، في مقاله الثلاثاء بصحيفة الشروق "إن أغلب الصحف والمنابر الإعلامية المصرية قد ابتلعت الطعم وتصرفت كأن خطاب الاعتماد كتبه الرئيس محمد مرسى بخط يده، وأن العبارات التي وردت فيه تعبير عن مشاعره الحقيقية، التي كان قد أخفاها قبل الانتخابات الرئاسية حيث دعا إلى وقف التطبيع مع إسرائيل. بل قرأت أن الإخوان سوف ينخرطون فى عملية التطبيع قريبا وأن لقاء الدكتور مرسى مع شمعون بيريز لن يكون بعيدا." وأوضح الكاتب أن عددا كبيرا من المعلقين فى وسائل الإعلام المصرى قد شغلوا بمحاكمة الرئيس مرسى واحتساب هدف ضد الإخوان، بأكثر مما شغلوا بتحرى الحقيقة فى شأن الخطاب أو بالتفكير فى كيفية التعاطى بمسئولية وكرامة مع ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية فى ظل موازين القوة الحالية. وأكد هويدي على ضرورة أن نخضع العلاقة بين مصر والدولة العبرية لقواعد الاستثناء التي تحكم الطرفين، مؤكدا أن مخاطبة رئيسها ينبغى أن تضع فى الاعتبار الظروف الاستثنائية التى تحيط بتلك العلاقات. واختتم هويدي مقالته بأنه لا توجد في السياسة معاهدات أبدية، مؤكدا على إمكانية خضوعها للتعديل بما يلبى مصالح أطرافها لكى يعيشوا فى أمان وسلام.