لم تجد زيارة بوش التي بدأت فعالياتها الأربعاء الماضي، أي ترحيب من جانب الشعوب العربية والإسلامية، التي يئست من تخاذل حكامها وتفريطهم في الثوابت الوطنية وتحالفهم مع أعداء الأمة والمتلاعبين بمصائرها، فقامت بتنظيم تظاهرات حاشدة لتعلن رفضها لزيارة السفاح بوش، ولموقف حكامها من هذه الزيارة ولتعلن أيضا رفضها لهؤلاء الحكام؛ فكانت المظاهرات في مصر الأزهر وفلسطين والبحرين. مظاهرات فلسطينية ففي فلسطين ذكرت مصادر محلية في مدينة رام الله مهاجمة الأمن الفلسطيني لمسيرة سلمية كانت تتظاهر ضد زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة واعتقل عددا من المشاركين بها. وقالت المصادر إن رجال الأمن الفلسطيني دفعوا الدكتور مصطفى البرغوثي ومزقوا اليافطات التي رفعها المشاركون واعتقلت ما لا يقل عن أربعة فلسطينيين. كما انتقد فلسطينيو الأراضي المحتلة سنة 1948 بشدة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جورج بوش بشأن الدولة اليهودية، مشيرين إلى أن بوش "رئيس فاشل يريد أن يُذيّل فترته "بانجاز" على حساب جماجم الشعب الفلسطيني، والعمل على توسيع الشرخ بين الأخوة في البيت الفلسطيني الواحد لتصفية القضية الفلسطينية". وأصدرت هيئة كسر الحصار عن قطاع غزة، والتي تضم عددا من الأحزاب الفلسطينية الرئيسة في الأراضي المحتلة عام 48، بيانا مشتركاً تحت عنوان بوش "عُد من حيث أتيت"، نددت فيه بزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة التي اختتمها بالدعوة إلى شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وقال البيان "إن أيدي بوش ملطخة بدماء العراقيين والأفغان وبدماء الشعوب المقهورة، بزعم أنه يريد حقن" الدماء بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
..ومظاهرات بحرينية وشهدت البحرين الجمعة تظاهرتين نظمهما ناشطون في منظمات شبابية أمام مكتب الأممالمتحدة في المنامة وفي قرية الدراز (غرب) احتجاجاً علي الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي للبحرين. وتجمع عشرات من ناشطي ست جمعيات شبابية بحرينية وهم يحملون لافتات مناوئة للولايات المتحدة في اعتصام أمام مكتب منظمات الأممالمتحدة، وبعضها حمل شعارات مثل جورج بوش قاتل الأبرياء و التحية للمقاومة في العراق وفلسطين . وفي الدراز غرب العاصمة المنامة، قال صحافيون إن تظاهرة ضمت نحو 200 شخص انطلقت بعد صلاة الجمعة ورددت هتافات معادية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني مثل الموت لأمريكا و الموت لإسرائيل . ومن جهتها، طالبت جمعيات سياسية بحرينية برفض أي طلب للتطبيع مع إسرائيل أو شن حرب علي إيران ودعت حكومات المنطقة إلى عدم الانصياع ل إملاءات الرئيس الأمريكي بوش المتعلقة بالترويج لشن ضربة عسكرية علي إيران وفق ما نشرته الصحف البحرينية الجمعة.
حزب العمل والإخوان يرفضون وفي القاهرة نددت الأوساط سياسية المصرية بالزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جورج بوش ضمن جولته الحالية في الشرق الأوسط, ودعت إلى عدم الترحيب به في القاهرة. وفي هذا الإطار نظم حزب العمل تظاهرة أمس بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة، للتنديد بزيارة الرئيس الأمريكي للقاهرة، والتي وصفوها بخطوة جديدة لإذلال الأمة أمام بوش من أجل تحقيق أهداف أمريكية صهيونية. واحتشدت سيارات الأمن المركزي خارج الجامع خشية خروج المتظاهرين إلى الشارع، وقام الأمن بمحاصرة المتظاهرين داخل ساحة الجامع عن طريق أفرادها المرتدين الزي المدني. واتهم خطيب الجمعة الحكام العرب بعدم التخطيط لمستقبل الأمة العربية والإسلامية والتفريط في حقوقهم علي عكس ما يفعل الأعداء. وفي سياق متصل ندد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف بالزيارة، وأبدى استغرابه من استقبال مصر لرجل قال إنه دمر البلاد العربية والإسلامية "بفُجر واضح وبلا عقل وأكد في اجتماعه بالصهاينة تأييد أمريكا الكامل لما يفعلوه بالشعب الفلسطيني". كما اتهم عاكف النظام المصري "بالتخاذل والانصياع لأوامر حاكم البيت الأبيض، وعدم التصرف بما يتناسب مع قدر مصر إقليميا ودوليا. ومن جانبه أكد محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة لا تثق في الإدارة الأمريكية ولا تعول عليها في شؤونها، موضحاً أنه إذا حدثت مقابلة للإخوان مع الرئيس الأمريكي فيجب أن تكون وفق قواعد معمول بها أولاها أن تكون في العلن وواضحة المعالم.
رفض نقابة الصحفيين
وفي هذا الإطار تنظِّم لجنة الحريات بنقابة الصحفيين يوم الاثنين القادم 14 يناير الجاري اعتصامًا حاشدًا؛ احتجاجًا على زيارة الرئيس الأمريكي، أمام مبنى النقابة بشارع عبد الخالق ثروت. وقال محمد عبد القدوس- مقرر اللجنة- إن الاعتصام يبدأ في الخامسة مساءً، ويشارك فيه قوًى وطنيةٌ عديدةٌ من مختلف الاتجاهات. كما أكد جورج إسحق المنسق العام المساعد لحركة «كفاية» إن الحركة ستشارك في الوقفة الاحتجاجية، التي تنظمها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين يوم 14 يناير الجاري، موضحاً أن كفاية تعتبر الزيارة «غير مجدية» وأنها مجرد «زيارة توديعية في أواخر أيامه في البيت الأبيض لن تقدم أو تؤخر»، مشيراً إلي أن مصر لا تحتاج أحداً لدعوتها إلي الديمقراطية وأن المصريين إذا لم يحصلوا علي ديمقراطيتهم بتضحيات كبيرة فلن يمنحهم أحد الديمقراطية».
..والأحزاب
وعلق البدري فرغلي عضو المكتب السياسي لحزب التجمع علي زيارة الرئيس بوش بقوله إن التقارير التي أعدتها لجان الكونجرس عن مصر ليست أكثر من كراسة شروط للمنح التي ستحسن علينا أمريكا بها مستقبلاً ويتم من خلالها تحديد أوجه الصرف فيما يعد المرة الأولي التي تحدد فيها أمريكا مثل هذا الطرح، الذي يعد نوعاً من الرقابة المالية والوصاية
وأعلن الحزب العربي الناصري من جانبه عن تنظيم وقفه احتجاجية يوم 15 يناير الجاري لإعلان رفضه زيارة الرئيس الأمريكي للقاهرة وذلك بالاتفاق مع أحزاب الوفاق الوطني والتجمع ، مصر العربي الاشتراكي وأحزاب أخري يجري الاتصال بها .
ومن جهتها تعتزم نقابة المحامين تنفيذ وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية في القاهرة بعنوان "لا مرحبا بك في القاهرة" وذلك بالتزامن مع وصول بوش يوم 16 يناير الجاري. وأكد منتصر الزيات مقرر لجنة الحريات إنه تم توجيه الدعوة لكافة القوى الوطنية والأحزاب السياسية والنقابات المهنية للمشاركة في وقفة احتجاجية، مشيرا إلى أنه يتوقع مشاركة "واسعة وغير مسبوقة" معربا عن تخوفه من إقدام الأمن على منع قيام التظاهرة أمام السفارة الأميركية. واعتبر الزيات أن الوقفة تبعث برسالة إلى بوش بأنه "لا مرحبا به في عاصمة العرب". وأضاف "إذا كان النظام المصري وافق على استقباله لاعتبارات دبلوماسية، فإن الشعب يرفض وجوده وإن على هذا النظام ألا يتحدث باسم الشعب في مباحثاته مع بوش". كما قال الزيات إن المصريين وكافة العرب والمسلمين "يعتبرون بوش مجرم حرب تجب محاكمته على جرائمه بحق الشعوب العربية في العراق وفلسطين ومسؤوليته المباشرة عن تجويع 1.5 مليون فلسطيني محاصر في قطاع غزة، وتحرش إدارته اليمينية المتصهينة بسوريا ولبنان وإيران".
استقبلوه بالقنابل وعلى صعيد متصل كان أمريكي اعتنق الإسلام وينتمي إلى تنظيم القاعدة، قد دعا في رسالة صوتية بثت الأحد على الانترنت، المقاومين الإسلاميين إلى استقبال الرئيس الأمريكي جورج بوش "بالقنابل والسيارات المفخخة" خلال الجولة التي بدأها الثلاثاء في الشرق الأوسط والخليج. وقال آدم يحيى غدن في رسالة صوتية "أوجه نداءً عاجلاً إلى إخواننا المسلمين في فلسطين وشبه الجزيرة العربية خاصة وفي المنطقة عامة أن يكونوا على أهبة الاستعداد لاستقبال الصليبي، السفاح بوش خلال زيارته إلى فلسطين المسلمة وشبه الجزيرة المحتلة ، لا بالورود والتصفيق ولكن بالقنابل والتفخيخ". وأنهى رسالته بالدعاء من أجل "انتصار المسلمين على اليهود، والأمريكيين وحلفائهم".