الخيبة القوية ، و الخيانة الرسمية هى التوصيف الصحيح لما يحدث على حدودنا مع الكيان الصهيونى ، مع بداية الإنقلاب قلنا أن السيسى كى يضمن موافقة أمريكا و إسرائيل على صفقة الإنقلاب ، كان من ضمن الصفقة السماح لوحدة مكافحة إرهاب إسرائيلية بالعمل داخل سيناء ، و قلنا وقتها أن هذه كارثة فى حق مصر أن تعيث إسرائيل فى مصر فسادا ، و ظن البعض أننا نبالغ أو نكذب أو نفترى على قيادة جيشنا العظيم . ثم جاء القصف الإسرائيلى على أرض مصرية ليقتل خمسة من مصريين ، الذى من واجب الدولة و من مظاهر سيادتها و كرامتها حمايتهم و الزود عنهم ، حتى لو كانوا إرهابيين فعلا ، فوجب عليها إعتقالهم و تقديمهم للمحاكمة ، أو حتى فى أسوء الظروف و إذا كانوا فى حالة اشتباك مسلح يقتلوا بيد قوات الجيش المصرى ، لا بيد العدو الإسرائيلى ، خاصة أنه من معروف أن القصف بالطائرة لا يكون إلا بعد معلومات استخباراتية من شبكة تعمل على الأرض ، و هم ما يؤكد وجود وحدة للجيش الإسرائيلى تعيث فى سيناء فسادا . إن صحت كذلك الاخبار ان الذي استهدفته اسرائيل وهو الشيخ حسن التيهي الذي ساهم والده في حرب الاستنزاف ضد اسرائيل وضد تدويل سيناء ووقف هو حجر عثرة ضد الموساد الاسرائيلي وكشف كثير من عملائهم في سيناء ، فنحن اذا امام عملية استخباراتية اسرائيلية هدفها تصفية خصوم الموساد . و العار و الخزى الأكثر من ذلك أن يكذب المتحدث العسكرى و يقول أنه انفجار ، حتى لا يحمل اسرائيل المسئولية ، و بالتالى لا يتحمل هو أيضا المسئولية عن الدفاع عن أرض مصر و أرواح المصريين . إن إنشغال قادة الجيش بالسياسة ستكون له نتائجه الكارثية على الوطن ، و إننى أطالب قيادة الجيش أن تتقى الله فى شعبها و تتفرغ لأداء مهامها فى حماية الحدود ، بدل من الإستئساد على شعبهم ، وانشغال الجيش بإلقاء بيانات التهديد على المصريين فى الميادين ، و كسر حاجز الصوت بالطائرات لإخافة الناس فى منازلهم. إن هذا القصف للكيان الصهيونى لأرض مصرية و قتلها لمواطنين مصريين و اختراق المجال الجوى المصرى ، لهو بالونة إختبار تقوم بها إسرائيل للمجموعة الإنقلابية ، حتى تعرف إسرائيل إلى أى درجة يصل إنبطاحهم أمامها ، كي تظل داعمة لإنقلابهم الدموى و ضاغطة على أمريكا لتظل محتفظه بموقفها الداعم لهم ، خاصة مع إذاعة القناة الأولى الإسرائيلية أن السيسى سمح للطيران الإسرائيلى باختراق الأجواء المصرية وتنفيذ العملية ، حتى يحظى بدعم المنظمات اليهودية فى امريكا ، الت لها تأثير كبير على الإدارة الأمريكية . أتمنى أن تتصرف قيادة الجيش بمسئولية وطنية حقيقية ، عندها سأرفع لهم القبعة تحية لهم ، لن نكون من الشامتين كغيرنا ، و لن نرضى أو نتمنى أن يظهر الجيش بموقف ضعيف أمام العدو الصهيونى ، و سنفرح بشدة إذا ما تصرف بشكل يحفظ لمصر كرامتها و عزّتها . مع الإحتفاظ بالموقف الأصلى الرافض للإنقلاب و للإنقلابيين و مع مطالبتنا الفورية بإستعادة الشرعية كاملة .