شيعت جماهير غفيرة في مختلف محافظات قطاع غزة جثامين سبعة شهداء من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبرزهم القائد في السرايا محمد عبد الله " أبو مرشد" والذين ارتقوا في أربع غارات صهيونية مساء أمس الخميس. وكانت طائرة استطلاع صهيونية قد استهدفت قائد سرايا القدس في المنطقة الوسطى "أبو مرشد" أثناء تواجده بالقرب من منزله في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة. وسبق الغارة التي استهدفت أبو مرشد، غارة شنتها طائرة استطلاع على سيارة مدنية قرب مدخل مخيم البريج وسط قطاع غزة، أدت لاستشهاد الناشطين في سرايا القدس، محمد أحمد أبو حسنين من مدينة رفح، ومحمد فوزي حسنين من حي الشيخ رضوان، إضافة إلى إصابة أربعة آخرين بجراح. كما استشهد كل من الناشطين في سرايا القدس هيثم أبو العلا ومحمد المصري، والناشط في كتائب القسام هاني أبو عيد،من مدينة خان يونس، وأصيب سبعة آخرون في قصف استهدف تجمعا للمقاومين في منطقة خزاعة شرق خان يونس. وفي غارة رابعة استشهد مقاوم من كتائب القسام وأصيب أربعة آخرون بمنطقة خزاعة شرق مدينة خان يونس. ووسط تنديد واسع وحالة من الغضب، انطلق آلاف المواطنين في تشييع القائد الكبير محمد عبد الله أبو مرشد، بعد أداء صلاة الجنازة عليه في المسجد الكبير في مخيم البريج، متجهين لمواراته الثرى في المقبرة الشرقية لمخيم البريج. وهتف المشاركون بعبارات مستنكرو لجرائم الاحتلال، مطالبين بالانتقام لدماء الشهيد "أبو مرشد" ودماء كل قادة ونشطاء سرايا القدس. وتقدم المسيرة عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، على رأسهم ثلة من قادة حركة الجهاد الإسلامي، بينما شارك عشرات المسلحين من سرايا القدس في موكب التشييع وأطلقوا النار في الهواء تعبيرا عن غضبهم واستنكارهم للجريمة الصهيونية. وكانت سرايا القدس قد زفت المجاهد القائد محمد عبد الله "42 عاما"، مؤكدة أن الجريمة لن تمر دون رد مزلزل. وقال المتحدث باسم سرايا القدس أبو حمزة، إن كافة الخيارات باتت مفتوحة أمام المقاومة للرد على جرائم الاحتلال، مؤكدا أن الاغتيالات لن تثني سرايا القدس عن طريقها الذي عبدته بدماء وأشلاء قادتها. وفي موكب مهيب ثان، شيع آلاف الفلسطينيين جثماني الشهيدين هيثم أبو العلا، ومحمد المصري، من سرايا القدس، وهاني أبو عيد من كتائب القسام، حيث تمت مواراة جثامينهم الثرى في مقبرة الشهداء بخان يونس. وخرج العشرات من مسلحي سرايا القدس في عرض عسكري أثناء تشييع أبو العلا والمصري. وفي مدينة رفح شيعت جماهير غفيرة جثمان الشهيد محمد أبو حسنين إلى مقبرة الشهداء بالمدينة، حيث هتفت الحناجر الغاضبة مطالبة بعدم السكوت على جرائم الاحتلال. كما شيعت جماهير مدينة غزة وحي الشيخ رضوان ابن سرايا القدس محمد فوزي حسنين إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء. وقد أدان الشيخ نافذ عزام في تصريحات لمراسلنا ما وصفها بالمجزرة الصهيونية التي حصدت سبعة مقاومين من سرايا القدس والقسام وعلى رأسهم الشهيد محمد عبد الله "أبو مرشد". وقال القيادي في الجهاد الإسلامي إن هذا العدوان الذي يحصل على مرأى ومسمع العالم يثبت أن الشعب الفلسطيني بات وحيدا أمام آلة الحرب الصهيونية الوحشية التي لا تضع اعتبارا للقوانين والأعراف الدولية ". وأضاف عزام: ما يدمي القلب أن هذه المجزرة يقابلها مشهد هزلي باستئناف لقاءات التسوية بين الفلسطينيين والصهاينة الذين يستهينون بالقوانين والأعراف الدولية، شعبنا لا يريد إلا الحياة الكريمة، وإسرائيل ترد على هذا الحق بالقتل على مرأى من العالم". ونفى عزام أن يكون هناك أي تهدئة مع إسرائيل، حيث قال: لا يجوز الحديث عن أي تهدئة في ظل عمليات القتل المتواصلة"، داعيا العالم العربي والإسلامي إلى التحرك السريع من أجل حماية الشعب الفلسطيني. ودعا عزام المقاومين للثبات والصبر وأخذ الحيطة والحذر حتى لا يكونوا فريسة سهلة للعدو الصهيوني.