تصاعدت يوم الجمعة (7/12) التحذيرات من عمليات التهويد والتدنيس والتخريب الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك والمعالم العربية والإسلامية في محيطه، والتي بلغت ذروة جديدة عبر عدد من الخطوات التصعيدية. تحرّش بالمسلمين واستفزاز لمشاعرهم فقد استنكر الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، محاولات اليهود الصهاينة المتطرفين، إدخال مجسم الهيكل المزعوم إلى باحات المسجد الأقصى المبارك، محذراً من أنّ إقدامهم على تلك الخطوة التصعيدية هو تحرّش بالمسلمين واستفزاز لمشاعرهم الدينية. وأكد الشيخ صبرى في خطبة الجمعة (7/12) التي ألقاها في المسجد الأقصى المبارك، أنّ المسجد الأقصى بجميع ساحاته وأروقته ومصلياته وبواباته وجدرانه، بما فيها حائط البراق، هو "خالص للمسلمين بقرار من رب العالمين"، موضحاً في الوقت ذاته أنّ الترميم في المسجد الأقصى قائم ومستمر رغم العقبات والعراقيل والتدخلات في شؤون وإدارة وترميم الأقصى التي تضعها سلطات الاحتلال الصهيوني. ولفت الشيخ عكرمة صبري الانتباه إلى عدم شرعية المغتصبات التي تقيمها سلطات الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أنها "كلها باطلة لأنها مقامة على أراضٍ مغتصبة"، معيداً إلى الأذهان أنّ الأمر يتعلق بأراض محتلة و"الاحتلال أصلاً مرفوض وغير شرعي". وفي إشارة إلى عزم سلطات الاحتلال إضافة ثلاثمائة وحدة استيطانية إلى المغتصبة المسماة "هارحوماه" المقامة على جبل أبو غنيم بالقدسالمحتلة، حذّر الشيخ صبري من أنّ "السرطان الاستعماري يتوسع يومياً بشكل كبير على حساب الحقوق والأراضي الفلسطينية". وفي ما يتعلق بمزاعم التسوية السياسية بعد مؤتمر أنابوليس بشأن الشرق الأوسط الذي التأم مؤخراً بالولايات المتحدةالأمريكية، أكد خطيب المسجد الأقصى أنّ الاغتيالات والاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال للمدن الفلسطينية لم تتوقف، مستنتجاً أنّ هذا يبرهن على أنّ الأوضاع تزداد تدهوراً، وأنّ حكومة الاحتلال غير معنية بالسلام العادل، مطالباً بضرورة تحرير جميع الأسرى من سجون الاحتلال دون استثناء، بما في ذلك أسرى القدس وأراضي العام 1948 والأسرى العرب، وذلك في رد ضمني على الإفراج الصهيوني عن بعض الذين شارفت محكومياتهم على الانتهاء تحت شعار "بوادر حسن النية" الصهيونية. تحذيرات من هجوم تدميري وشيك على محيط الأقصى ومن جانبها؛ حذّرت "مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية"، الجمعة (7/12)، من هجوم صهيوني تدميري وشيك على المعالم العربية والإسلامية في محيط المسجد الأقصى المبارك، ومن تداعيات ذلك من تزوير حقائق التاريخ والجغرافيا. وقالت المؤسسة إنّ ما يسمى ب"سلطة الآثار" الصهيونية، تسعى لهجوم وشيك لتدمير المعالم والآثار العربية والإسلامية في محيط المسجد الأقصى، وذلك في إطار محاولاتها الحثيثة لتهويد القدس الشريف واستهداف المسجد الأقصى المبارك. وأوضحت "مؤسسة الأقصى" أنّ هذا الهجوم يجري تحت غطاء الحفريات الأثرية، والتي يتم من خلالها تهويد المواقع التي يتم حفرها فيما تقوم سلطات الاحتلال بحملات إعلامية وجولات ميدانية مكثفة لتسويق تضليلها وتشويهها للحقائق، خدمة لسياسات تهويد القدس ومحيط المسجد الأقصى. وأشارت المؤسسة إلى أنّ أغلب تلك الحفريات تُموّل من قبل جمعيات يهودية استيطانية أو من قبل حكومة الاحتلال التي رصدت خلال الفترة الأخيرة نحو ستة مواقع تتم فيها الحفريات ومواقع أخرى جدّدت فيها الحفريات، منها ثلاثة في مدخل قرية سلوان جنوبي المسجد المبارك، وأخرى في أقصى غرب ساحة البراق، وبعضها داخل البلدة القديمة. وربطت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ما تقوم به سلطات الاحتلال وأذرعها التنفيذية بهذا الشأن، بسياسات صهيونية تسعى إلى تهويد مدينة القدس الشريف ومحيط المسجد الأقصى المبارك، و"تسويق ادعاءات تضليلية لا ترتقي إلى مستوى الحقائق الأثرية والتاريخية والجغرافية"، لافتة الانتباه إلى أنّ "تاريخ القدس العربي والإسلامي وما فيه من معالم متجذرة في أعماق التاريخ ما زال شاهداً على أنّ القدس مدينة عربية إسلامية عصية على التزوير والتهويد"، حسب تأكيدها.