اليوم.. انطلاق امتحانات نهاية العام لطلاب صفوف النقل    وزيرة الهجرة تتلقى طلبات من الجالية المصرية بالكويت لتسوية الحالة التجنيدية    المقاطعة الشعبية تكسب.. حملات الأهالي على المحتكرين خفّضت اللحم البلدي ل250 جنيها وكرتونة البيض ل120    ننشر أسعار الريال السعودي في البنوك المصرية 8 مايو 2024    ب70 صاروخا ومسيرة.. زيلينسكي يكشف عن هجوم روسي عنيف استهدف أوكرانيا    غزل المحلة أم حرس الحدود.. مواعيد مباريات الجولة الختامية ل دوري المحترفين    شاومينج للطلاب الموجودين بلجان امتحانات الترم الثاني: صور وابعت عشان تستلم الحل    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    تاريخ ينبض بالحياة.. إنجازات مشروع المتحف المصري الكبير خلال 2023    لبلبة: عاطف الطيب أعاد اكتشافي وطوّل عمري الفني | وصور    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء.. عز ب 42 ألف جنيه    رئيس جامعة جنوب الوادي يترأس مجلس التحول الرقمي    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تقصف منزلا في محيط مسجد الاستقامة بحي الجنينة    إدانة مصر للعملية العسكرية الإسرائيلية على رفح تتصدر اهتمامات صحف القاهرة    «القاهرة الإخبارية»: إطلاق نار من زوارق الاحتلال الإسرائيلي باتجاه رفح الفلسطينية    وكيل «أوقاف الإسكندرية» يشدد على الأئمة بعدم الدعوة لجمع التبرعات تحت أي مسمى    المصري البورسعيدي: رابطة الأندية أبلغتنا بأحقيتنا في المشاركة بالكونفدرالية    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب بالجملة من الفوز على الاتحاد السكندري    انطلاق الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024 ب«هندسة الإسكندرية» 11 مايو    أسعار الذهب تشهد ارتفاع طفيف وسط عدم اليقين بشأن مسار الفائدة الأمريكية    متى عيد الاضحى 2024 العد التنازلي.. وحكم الوقوف على جبل عرفة    انقلاب سيارة «تريلا» محملة بالردة على الطريق الإقليمي بالمنوفية    تتخلص من ابنها في نهر مليء بالتماسيح.. اعرف التفاصيل    غلق مسطح كوبري جيهان السادات.. تعرف على خريطة التحويلات المرورية في مدينة نصر    يسحل زوجته على الأسفلت بعد محاولة فاشلة لاختطافها    «الكهرباء» تبدأ من اليوم تعديل مواعيد الانقطاعات بسبب الامتحانات    توصيل المياه ل100 أسرة من الأولى بالرعاية في قرى ومراكز الشرقية مجانا    برج العذراء اليوم الأربعاء.. ماذا يخبئ شهر مايو لملك الأبراج الترابية 2024؟    في ذكرى وفاته.. صور نادرة لفارس السينما المصرية أحمد مظهر    "المحظورات في الحج".. دليل لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج 2024    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    هيئة الدواء تقدم 12 نصيحة لمرضى الربو    هل أدوية العلاج النفسي آمنة وفعالة؟.. الأمانة العامة للصحة النفسية تُجيب    انطلاق القافلة الطبية المجانية بمنطقة وادي ماجد بمرسى مطروح.. لمدة يومين    اليوم.. الليلة الختامية لمولد القطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي    إفلاس فرع شركة فيسكر لصناعة السيارات الكهربائية في النمسا    يوم مفتوح بثقافة حاجر العديسات بالأقصر    يطالبون بصفقة رهائن|متظاهرون إسرائيليون يغلقون أهم الطرق في تل أبيب قبل وصول بيرنز    "كفارة اليمين الغموس".. بين الكبيرة والتوبة الصادقة    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    حسن الرداد: مبعرفش اتخانق مع إيمي.. ردودها كوميدية    6 مقالب .. ملخص تصريحات ياسمين عبدالعزيز في الجزء الثاني من حلقة إسعاد يونس    مقالب بطفاية الحريق.. ياسمين عبدالعزيز تكشف موقف لها مع أحمد السقا في كواليس مسرحة «كده اوكيه» (فيديو)    سحب لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد- 19 من جميع أنحاء العالم    عاجل.. أول رد من صالح جمعة على إيقافه 6 أشهر    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    القاهرة الإخبارية: تعرض رجل أعمال كندي يقيم بالبلاد لحادث إطلاق نار في الإسكندرية    مفيد شهاب: ما قامت به إسرائيل يخالف اتفاقية السلام وتهديد غير مباشر باستخدام القوة    مدرب نهضة بركان: جمهور الزمالك "مرعب".. وسعيد لغياب شيكابالا    المتحدث الرسمي للزمالك: مفأجات كارثية في ملف بوطيب.. ونستعد بقوة لنهضة بركان    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    تعليق ناري من شوبير بعد زيادة أعداد الجماهير لحضور المباريات المحلية والإفريقية    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوقود الحيوى.. الحل السحرى لنفاد البترول والطاقة الحفرية
نشر في الشعب يوم 05 - 06 - 2013

الذهب الأخضر.. أشجار الهوهوبا والجاتروفا ينتجان البيوديزل.. ويسهل زراعتهما فى الصحراء
يقاومان التصحر والظروف البيئية الصعبة.. ويتحملان الملوحة.. ويمنعان انجراف التربة بفعل الرياح
النباتات متعددة الفوائد بين الاستخدام كوقود حيوى وزيت للمحركات وعلاج أمراض كثيرة وعلف للحيوانات
الوقود الحيوى الحل السحرى لمخاطر نفاد البترول والغاز والطاقة الحفرية، بالإضافة إلى أنه نظيف وآمن على صحة الإنسان بصفة خاصة وعلى البيئة بصفة عامة، ويمكن زراعته فى الأراضى الصحراوية ودون الحاجة لمصروفات عالية فى الاستصلاح أو العمليات الزراعية المعقدة، وأكد الخبراء أن ملايين الأفدنة من الصحارى الشاسعة التى لو تم استغلالها وزراعتها بأسلوب ومنهج علمى صحيح فهى كفيلة وحدها بسد فجوة الغذاء وإصلاح الاقتصاد المتدهور وسد عجز الميزانية والاستغناء عن المعونات والمنح الاقتصادية وإنتاج طاقة بديلة.
ومواصفات صحراؤنا وطبيعة تربتها وبناؤها يمكن بل يجود فيه زراعة الكثير والكثير من النباتات والمحاصيل ذات المنافع الاقتصادية والغذائية المتعددة والمتنوعة، كما أن الظروف المناخية ممتازة؛ شمس مشرقة طوال العام تغذى النباتات، واعتدال نسبى فى درجات الحرارة، وعدم وجود الظواهر المناخية والعوامل القاتلة للمزروعات كالثلوج أو الرياح الشديدة والعواصف التى تلحق الأضرار البالغة بالنباتات أو تقتلعها، وهذا الطقس يشجع على الزراعة طوال فصول السنة بخلاف بعض الدول التى لايتوفر لها هذه الظروف ورغم هذا إنتاجها الزراعى يفوقنا بمراحل، بل ولها السبق فى مجال الإنتاج الزراعى على مستوى العالم "مثل هولندا والدنمارك وأستراليا"..
وأشهر شجرتين ينتجان الوقود الحيوى أو البيوديزل هما الهوهوبا أو الجوجوبا، وكذلك شجرة الجاتروفا.
وتزداد أهمية نبات الهوهوبا لارتفاع قيمته الغذائية والعلاجية وسهولة زراعته فى المساحات الشاسعة من الصحراء التى تفترش الشرق والغرب‏..‏ والعجيب أن العدو الصهيونى يحاول احتكاره عالميا ليسارعوا إلى استثمار كل أموالهم فى زراعته وتجارته وتصديره‏.‏
فهو نبات عجيب له صفات لا تتوافر للنباتات الأخرى..‏ صبور وحمول وزاهد فى المياه والتربة‏..‏ ومع ذلك فهو يمتلك مفاتيح وأسرار الصحة والعافية‏..‏ من حب الشباب والجروح إلى الربو وقرحة المعدة وجهاز المناعة‏،‏ بل والأورام الخبيثة‏..‏ فما حكاية هذا النبات الذى اكتشفناه حديثا؟‏!‏
الهوهوبا
والوهوهوبا شجرة لا حصر لمنافعها وفوائدها، وخاصة أن مناخ ومواصفات التربة فى مصر قياسية، وقد سبق للعديد من الهيئات العلمية والمراكز البحثية وأجرى عدد كبير من الباحثين التجارب والدراسات المختلفة عليه، وتوصلوا لنتائج مبهرة نتعرض لها فى حلقة اليوم، كما تم عرض نشرات علمية عن هذا النبات منذ سنوات فى المعارض الزراعية الكبرى بمصر كمعرض صحارى، كما تم زراعة 50 فدانا فى محافظة البحر الأحمر ولم يكتب للتجربة النجاح لأن المزارعين لم يجدوا الدعم ولا المساعدة من الدولة فاضطروا لتقليع النباتات، ونحن نعجب ونتساءل لماذا لا تقوم أجهزة الدولة المختلفة بتبنى مشروع قومى لزراعة هذا النبات فى صحارينا التى يجود فيها، وهذا المشروع القومى لو تحقق سيحدث طفرة اقتصادية وصناعية وطبية وسيوفر الملايين من فرص العمالة، وأسوق لكم الآن تعريفا موجزا لهذا النبات العجيب وآراء العلماء بمختلف تخصصاتهم عنه وعن فوائده واستخداماته ومنافعه.
‏وهى شجرة مستديمة الخضرة يتراوح ارتفاعها من 60 سم إلى 4 أمتار، وهى شجرة تتحمل الظروف الحارة والباردة وملوحة التربة العالية، ويمتاز بمقاومته العالية للأمراض والآفات الصحراوية، كما أن احتياجه قليل للماء، وهذا النبات يسهل زراعته وإكثاره فى الصحارى، وبذوره غنية بالزيت الذى يمثل أكثر من نصف وزن ثماره.
لذلك يعتبر نباتا مثاليا لزراعته لإنتاج الزيوت رخيصة الثمن ومصدرا مستديما للوقود الآمن حيث نجح ليكون، ومقاومة التآكل ومنع الصدأ لزراعته مضادا للأكسدة، ورافعا لمعامل اللزوجة ومانعا للرغاوى، ويزيد من مقاومة الآفات ومقاومة الاحتكاك فى المحركات.
ويجود هذا النبات فى التربة الرملية ولا تحتاج إلى تسميد حتى لو كانت التربة قليلة الغذاء ولا تحتاج إلى رى سوى فى أول سنتين من عمرها فى أوائل الشتاء والربيع، وبعد ذلك تعتمد على نفسها فى توفير احتياجاتها من المياه وهى تزهر بعد عامين أو ثلاثة حسب الظروف المناخية، وتتكون الزهور فى فصل الشتاء وتنضج حتى تصبح بذرة مكتملة فى شهر يوليو وتتلقح الزهور تلقائيا بواسطة الرياح.
مضاد للتأكسد
يؤكد الدكتور حامد ماضى -أستاذ الكيمياء الحيوية- أن ويت الهوهوبا يستخدم كوقود لمحركات الديزل والسيارات والطائرات الحربية فائقة السرعة؛ لأنه لا يتأكسد بسهولة حيث تصل درجة غليان زيت الهوهوبا إلى 398‏ درجة مئوية تجعله لا يفقد لزوجته بسهولة ويحافظ على كفاءة المحرك نتيجة تخلله مسام الحديد‏،‏ ويتحمل أقصى ضغط للتروس، كما يتميز بأنه وقود ليس به كبريت وليس به أكاسيد كبريتية تتسبب فى تآكل المحركات بل يزيد من عمر المحركات، ويمكن أن يستمر الزيت فى محرك السيارة لمسافة لا تقل عن 30.000‏ كم دون الحاجة للتغيير، ويستخدم كذلك فى مجال صناعة الشموع والأحبار والمواد البلاستيكية والمطاط وكاوتش السيارات ومنع الصدأ فى الحديد، ويستخدم زيت الهوهوبا فى تنقية مياه الصرف المعالجة وإزالة الأملاح المعدنية والشوائب من الصرف الصناعى السائل‏.‏
وأضاف أن نبات الهوهوبا يعد من أهم النباتات الصناعية الجديدة الواعدة التى تناسب طبيعة الصحراء المصرية لقدرته العالية على تحمل ظروف الصحراء القاسية ودرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة معا، ومقاومته للجفاف واحتياجه القليل للمياه وتحمله للعطش لفترة تصل إلى عدة أشهر وتحمله ملوحة المياه لدرجة تبدأ من 3000-10000‏ جزء فى المليون دون التأثير على الإنتاج مع تحقيق عائد اقتصادى كبير‏،‏ ويضيف أن الهوهوبا موطنه الأصلى فى صحارى السونورا جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال غرب المكسيك وأستراليا وإسرائيل التى تسعى منذ الثمانينيات لاحتكار زراعته وتصديره بسبب فائدته الاقتصادية العالية، وقد استخدم الهنود الحمر زيت الهوهوبا دهانا لشعورهم وترطيبا لجلودهم، ويطلق على النبات باللاتينى ((Jojoba‏، وهو نبات برى ينمو كشجيرة كبيرة الحجم نوعا ما يتراوح والأوراق بيضاوية الشكل وتشبه إلى حد بعيد أوراق شجرة الزيتون إلا أن جلدها سميك الملمس، وتحتوى بذور الهوهوبا على حوالى 50%‏ من وزنها زيتا من نوع خاص يعرف كيمائيا بالشمع السائل، ولا يعتبر زيت الهوهوبا دهانا بل يصنف على أنه شمع سائل ذو صفات فريدة يشبه كبد الحوت، ويتركب 97%‏ من الزيت إستر شمعى، و‏3%‏ تشكل أحماضا دهنية وكحولية حرة ومواد مانعة للتأكسد‏،‏ وهو نبات يعمر أكثر من 150‏ عاما ومدة تخزينه تصل إلى عشرين عاما، والبذور لا تفسد إذا تركت على الأرض لمدة تصل إلى سنة ولا تتأثر محتويات الزيت بها، واحتياجات الهوهوبا من المياه تقدر ب‏300-350‏ مم سنويا من الأمطار، وهو ما يعادل ثلث احتياجات البرسيم ونصف احتياجات القطن‏،‏ وتباع بذور الهوهوبا للأغراض الصناعية، واستخراج الزيت بسعر 2-3‏ دولارات للكيلو، والبذور جيدة الإنتاج المخصصة للزراعة تباع ب‏10‏ دولارات للكيلو، وصافى دخل الفدان الواحد 2000‏ جنيه فى بداية الإنتاج، وبعد ست إلى ثمانى سنوات يصل إلى 6‏ آلاف جنيه سنويا‏.‏
خامات دوائية
الدكتور على الشامى -الأستاذ بكلية الصيدلة جامعة القاهرة‏-‏ يقول إن زيت نبات "الهوهوبا"‏ يعتبر خامة دوائية جديدة، ويعد أحد البدائل الطبيعية؛ حيث ثبت أن له قدرة فائقة على شفاء العديد من الأمراض، خاصة أن العالم يتجه الآن إلى استخدام المواد الخام الطبيعية التى لا تسبب أضرارا للبيئة والإنسان والحيوان، ويمثل زيت الهوهوبا حوالى 90%‏ من صناعة التجميل عالميا‏، كما أنه من الناحية الطبية أيضا يستخدم كمضاد لأنواع من البكتريا والفطريات، وله قدرة عالية على النفاذ من خلال الجلد وكذلك فى معالجة الالتهابات الجلدية‏،‏ والتسلخات واحمرار الجلد وعلاج حب الشباب ويساعد على التئام الجروح بسرعة كبيرة‏، وتقليل نسبة الكوليسترول فى الدم وفى الرجيم وتخفيض الوزن، حيث إنه غنى بمادة السموندسين التى تفقد الشهية، كما أن هذا النبات أثبت كفاءته فى علاج الربو الشعبى وحساسية الصدر وعلاج قرحة المعدة‏.‏. ويضيف د. على الشامى أن هناك أبحاثا تجرى فى الولايات المتحدة على استخدام زيت الهوهوبا فى علاج الأورام الخبيثة ورفع كفاءة جهاز المناعة، والدراسات التى أجريت على زيت الهوهوبا أوضحت أنه قابل للشرب دون سمية، كما أنه مضاد للالتهابات وخافض للحرارة ومسكن ويحمى الكلى والكبد‏. كما أوضح الدكتور محسن رضوان -أستاذ الهندسة الميكانيكية- أن زيت الهوهوبا يعتبر أحد البدائل المستقبلية لزيت البترول وبديل لبعض الزيوت المستوردة، ويستخدم لتزييت المحركات حيث توجد أربعة أنواع من هذه الزيوت المستخلصة من زيت الهوهوبا حيث يستخدم كزيت الهيدروليك وزيت محرك لأجهزة نقل الحركة والتشحيم وزيت مانع الصدأ وزيت التروس.
بديل الكورتيزون
ومن جهته يشير الدكتور عمرو أبو ثريا -استشارى الجراحة العامة والجهاز الهضمى-،‏ إلى أن زيت الهوهوبا له فوائد كثيرة فى التئام الجروح فى زمن قياسى.‏
كما أن هناك دراسة علمية أجراها فريق بحثى بطب الأزهر أثبتت فاعلية مرهم مستخلص من بذور نبات‏ (الهوهوبا‏)‏ المزروع فى مصر فى شفاء حالات التهابات منطقة الحفاضات (الكافولة‏)‏ حيث اختفت التسلخات خلال 4‏ أيام من 80%‏ من الحالات المصابة فى الشهور الأولى من عمر الأطفال، فى حين تم شفاء بقية الحالات فى مدة أطول‏.‏ وتكثر الإصابة بهذه التسلخات نتيجة تهيج الجلد لملامسته بالبول والبراز لفترة طويلة بالإضافة إلى الإصابة بفطر المونيليا‏..‏ فمن خواص مرهم الهوهوبا القدرة على قتل الميكروبات البكتيرية والفطريات كما أنه مضاد للالتهاب‏..‏
وأثبتت الدراسة أن نتائج استعمال مرهم الهوهوبا ميدانيا كانت ناجحة ومتماثلة لنتائج استعمال المراهم المشتقة من الكورتيزون كمراهم موضعية‏،‏ ولكنها تتميز عن مراهم الكورتيزون بعدم وجود مضاعفات موضعية، وخاصة فى حالة استعمالها بصفة متكررة، كما أنه ثبت فى بعض الحالات أن استعمال مراهم الكورتيزون إذا استعملت على سطح كبير من الجلد لفترات طويلة تؤدى إلى مضاعفات مختلفة فى الجسم‏،‏ هذا بالإضافة إلى أن مرهم الهوهوبا مرطب للجلد‏.‏ ويضيف قورة أنه على الرغم من أن حب الشباب هو مشكلة دهنية‏،‏ ولكن زيت الهوهوبا له خصوصية خاصة وخواص مميزة فى هذا المجال‏. ويعد من أفضل وأنجح العلاجات لحب الشباب فى جميع مراحله‏.
واثبت الدراسة أيضا أنه يقضى على آثار حب الشباب، ومن المتعارف أن هذه الآثار هى عبارة عن حبوب ولكنها موجودة فى الجزء الداخلى من البشرة‏،‏ ونشاهدها على السطح الخارجى على هيئة آثار أو بقع، ومدة العلاج من شهر إلى ثلاثة أشهر‏.‏ يفضل غسل البشرة جيدا قبل وضع زيت أو كريم الهوهوبا، ويجب أن يكون الاستخدام بعيدا عن جميع المصادر الحرارية سواء كانت الشمس أم الغاز أم الفرن حيث تؤثر سلبيا على العلاج‏.‏ وأفضل استخدام له يكون فى المساء‏.‏
علاج للعيون
ومن جانبها أوضحت الدكتورة غادة غانم الحصرى -الأستاذة بمعهد بحوث أمراض العيون- أن تأثير الفارماكولجى لزيت الهوهوبا على أمراض العيون كان له التأثير الأكبر على جفاف العين فى زمن قياسى، وأنه فى أثناء إجراء هذه الأبحاث تم الوضع فى الاعتبار عددا من الأسئلة المهمة‏:‏ هل هو آمن على أنسجة العين المختلفة؟ وهل له فاعلية مماثلة للمنتجات الموجودة فى السوق؟ هل هو سريع المفعول؟‏...‏إلخ‏،‏ وأضافت أنه بعد تجارب استغرقت 8‏ أسابيع على بعض الأرانب كانت هناك نتيجة جيدة وإيجابية‏،‏ فى تأثير الهوهوبا على أمراض العيون المختلفة وإن كان لم يستخدم بعد على الإنسان، ولكن ما زال قيد البحث والتجارب، والنتائج مبشرة جدا‏.
‏وبدوره يؤكد الدكتور محمد ضياء الدين حامد -الأستاذ بالمركز التكنولوجى للإشعاع- أن الكسب الناتج عن عصر بذور الهوهوبا يعتبر سمادا عضويا ممتازا‏،‏ والمادة المتبقية منه تمثل 40%-60%‏ من وزن البذرة وتحتوى على 33%‏ بروتين ويتضمن‏17‏ حمضا أمينيا، منها سبعة أحماض أساسية تستخدم علفا للحيوانات والأسماك بعد إجراء بعض المعالجات الحيوية ويستخدم قشر الهوهوبا فى تسميد الأشجار وأوراق ثمر الهوهوبا، كما أنه يقتل البكتريا الضارة فى التربة، كما أن هناك معاملات حرارية أو عمليات جافة لا تؤثر على المركبات الموجودة أو المعاملات الكيميائية التى أثبتت كفاءة فى تخفيض السموم أو طريقة استخدام الأمونيا بطريقة معينة مع التخزين، وهو ما يقضى على المواد السامة الموجودة بالنبات واستخدامه علفا للحيوان بعد التخلص من مادة السموندسين التى تفقد الشهية‏.‏
الجاتروفا
والشجرة الثانية التى يمكن زراعتها فى الصحراء دون الحاجة لتكاليف عالية أو عميلات استصلاح معقدة شجرة الجاتروفا (Jatrophacurcas‏)، وهى من أنواع الشجر التى تنتج بذورا يطلق عليها تسمية "البترول الأخضر"، وتنتج نوعا نادرا من الزيوت يمكن استعماله وقودا ويكون بديلا عن السولار.
ولها العديد من التسميات العربية ك"جوز مسهل" و"جوز بربادوس"، تنحدر من عائلة ال Euphorbiaceae، وهى عبارة عن نبات برى موطنها الأصلى أمريكا الجنوبية ومنها انتشرت حول العالم. تزهّر مرتين فى السنة، والشجرة لها استخدامات متعددة؛ أهمها إمكانية استخراج الوقود الحيوى (البيوديزل)، الذى يمكن استخدامه كوقود وحده أو من خلال خلطه بالديزل العادى للسيارات والآلات الزراعية والمحركات التى تعمل بالديزل للمساعدة على الحد من التلوث البيئى الناتج عن استعمال الوقود.
مواصفات الجاتروفا
أزهارها صفراء اللون تتحول إلى بذور ثم ثمار، وهى شبيهة إلى حد ما بحبات الزيتون، وبداخلها ثلاثة بذور تحتوى على نسبة زيوت تصل إلى 45 فى المائة، وللأسف زيتها غير صالح للاستخدام الآدمى لاحتوائه بعض المواد السامة.
وتزرع الشجرة مرتين فى السنة مع بداية فصلى الربيع والخريف، ومن مميزاتها أنها تزرع فى المناطق الصحراوية، ويمكن زراعتها بكثافة كبيرة بمعدل شجرة كل مترين. وهى لا تحتاج لأى نوع من المبيدات أو الأسمدة العضوية والمعدنية، خصوصا فى حال ريها بواسطة مياه الصرف المعالجة.
للشجرة فوائد عدة أهمها مقاومة التصحر من خلال جعل التربة متماسكة وحمايتها من الانجرافات ومنع الرياح من نقل الرمال. كما يمكن الاستعانة بخشب هذه الشجرة لعدة استعمالات بسبب صلابتها، بالإضافة إلى استعمال زيوتها لصناعة الشموع والصابون والجلسرين وبعض العقاقير والأدوية لعلاج بعض الأمراض كالروماتيزم والأمراض الجلدية.
وشجيرة الجاتروفا لها استخدامات متعددة؛ فهى علاوة على إنتاجها المتميز للزيت الحيوى فهى تستخدم كسور وسياج للمزارع لحمايتها من اعتداءات الحيوانات على المحاصيل الحقلية، وكذلك لها إمكانيات متميزة فى مقاومة انجراف التربة بالرياح، وتعمل على تثبيت الكثبان الرملية.
وهذا الزيت النباتى يعتبر جزءا أساسيا لتوفير الاحتياجات الواعدة التجارية إما مفردا أو بعد خلطه مع زيت الديزل حيث يمكن استخدامه للسيارات دون تعديلات جوهرية فى التصميم.
هذه المميزات والاستخدامات المختلفة تضع الهوهوبا والجاتروفا فى مصاف المحاصيل الإستراتيجية فى مصر خلال المرحلة المقبلة لمواجهة التغيرات الاقتصادية العالمية الجديدة، وخاصة فى مجال الزراعة وتعمير الصحراء المصرية وتدعيم المشروعات التنموية فى جنوب الوادى فى شرق العوينات وتوشكى وسيناء‏،‏ وتعد مصر من أنسب بلاد العالم لزراعة الهوهوبا‏،‏ نظرا لتوافر عدة عوامل يأتى فى مقدمتها المناخ وانخفاض تكلفة الإنتاج وتوافر الأيدى العاملة‏،‏ مما يفتح الآمال أن يكون أحد مصادر الدخل القومى وبجانب الاستخدامات الطبية المختلفة لعلاج الإنسان، يعتبر أفضل العلاجات لجروح الحيوانات وطرد الطفيليات والحشرات‏،‏ ويستخدم كمادة إضافية لعلف دواجن التسمين وزيادة مناعة الطيور‏.
وندعو الحكومة والنظام الحاكم تدشين زراعة الهوهوبا والجاتروفا كمشروع قومى لزراعة هذا النبات، وإحداث طفرة زراعية صناعية اقتصادية علمية طبية فى هذا البلد، وتشغيل ملايين الأيدى العاطلة فى هذا المشروع، وخاصة أنه زراعته غير مكلفة ماديا وغير مجهدة بدنيا.
وخاصة أنه سبق أن تمت تجربة زراعة هذه الشجرة فى مصر منذ سنوات من قبل جهاز شئون البيئة بوزارة الدولة لشئون البيئة فى منطقة الأقصر، وأتت النتائج مبهرة على الصعيد العلمى والاقتصادى، حيث نمت الشجيرات وبدأت بالإنتاج الأولى للثمار بعد 18 شهرا فقط من زراعتها، بينما احتاجت فى مناطق أخرى من العالم كالسودان والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية إلى ثلاث سنوات على أقل تقدير. وبدأ القطاف بعد مرور سنتين بمعدل أربعة كيلوجرامات لكل شجرة، وبعد عملية التكرير والفحوصات المخبرية تبين أن الزيت الحيوى المنتج هو عالى الجودة. ولكن للأسف لاقى المشروع إهمالا بعد فترة ولم يستكمل العمل فيه!
كما أن الدول الأوروبية تشترط أن يخلط بنسبة 5 - 8 فى المائة مع زيت الديزل فى الاستخدام الصناعى والسيارات.
ومؤخرا أعلن مستثمرون عن زراعتهم مليون فدان فى سيناء بالهوهوبا والجاتروفا والمورينجا، ولكن يلزم اهتمام الحكومة والنظام الحاكم بهذا المشروع لفوائده المتعددة.
كادر
فوائد شجرتى الهوهوبا والجاتروفا
يعتبر زيت الهوهوبا بديلا لزيت البترول.
يعتبر بديلا ممتازا لزيت كبد حوت العنبر.
يستخدم الزيت على نطاق واسع فى مستحضرات التجميل بنسبة 90 فى المائة.
يستخدم زيته فى محركات الطائرات لأنه لا يتأكسد.
يستخدم كمصدر للدهون فى أعلاف الدواجن
يعتبر بديلا طبيعيا للمبيدات الكيماوية، ويستخدم لمكافحة النيماتودا (ديدان صغيرة الحجم تصيب النبات وتسبب له أمراضا متعددة).
يستخدم الزيت فى علاج جروح الحيوانات وطرد الطفيليات والحشرات.
- وتستخدم قشور الثمار فى تسميد الأرض.
قلة احتياج النبات لعملية الخدمة والتسميد وشدة تحمله للملوحة.
احتياجات النبات المائية قليلة وله قدرة فائقة على تحمل العطش.
وله قدرة فائقة على شفاء العديد من الأمراض الجلدية والعضوية وأمراض العيون والأسنان والأمراض الروماتيزمية، والحد من الالتهابات والجروح، وقاتل للبكتريا وإزالة الصدفية، وخافض للحرارة، ويحمى الكلى والكبد، وله آثار مضادة للأورام، ويزيد من كفاءة جهاز المناعة، كما أنه بديل مصرى طبيعى آمن للكورتيزون ولكن دون آثار جانبية.‏
كما يستخلص منه زيت يتميز بأن له أهمية كبيرة فى صناعة الأدوية والمبيدات الطبيعية ومستحضرات التجميل بالإضافة لاستخدامه كغذاء وعلاج مهم للحيوان‏.
والجاتروفا يستخدم وقودا حيويا وزيتا للمحركات أيضا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.