غادر الحياة وترك وراءه كنزا بشريا هائلا، نظر إلى الحياة من حوله، فرأىأن الكون كله يسجد لله، لكنه رأى بعض البشر يغردون خارج أسراب الكائنات، كانت حياته جميلة؛ فهو ما زال شابا فى مقتبل العمر، الآفاق أمامه تتفتح، والدروب أمامه تدعوه إلى السير فيها، لكنه ما لبث ان اختار دربا آخر، ألا وهو: هداية التائهين.نعم، كان هذا اختياره: هداية التائهين، إرشادهم إلى درب النجاة الوحيد، هذا هو شعاره فى هذه الحياة. توغل الرجل فى أدغال إفريقيا، عاش بين الحيات والأفاعى والنمور والأسود- ما كان ليزعجه ذلك- فالكل يعرف مهمته التى جاء من أجلها، كانت غايتهأن يرزق تائها دمعة تنجيه من عذاب الله، أو يهدى غافلا إلى ذكر الله،أن يحبب الناس فى خالقهم، أرادأن يسكب عطر محمد صلى الله عليه وسلم فى نفوسهم. انطلق الرجل، ما كان ليمنعه شىء عما يريد، واصل الليل بالنهار، حتى حقق هدفه، وأدرك غايته، ملايين البشر أصبحت تنطق بكلمة التوحيد، ملايين الناس أصبحوا يرددون كلام الله، ملايين الناس تحولوا من عبادة الخلق إلى عبادة الخالق، ملايين البشر أصبحوا دعاة إلى الله.رحم الله السميط، وأسكنه فسيح جناته.