تحولت جامعات مصر بفعل الحصار الأمني، منذ صباح أمس إلي ثكنات عسكرية تحسبا لاحتجاجات الطلاب المشطوبين من القوائم الانتخابية، ومعظمهم من المحسوبين علي التيار الإسلامي، والذين قاموا بمظاهرات في جامعتي القاهرةوالمنصورة. وبدأت المظاهرية صباح أمس في الثامنة صباحا أمام جامعة القاهرة، ومع تزايد أعداد المشاركين في المظاهرة استدعت قيادات الحرس الجامعي إمدادات من قوات الأمن، وتم إجبار الطلاب علي نقل مظاهراتهم إلي داخل الجامعة. وفي جامعة المنصورة احتج طلاب الإخوان علي شطبهم من القوائم النهائية، وقاموا بتنظيم مظاهرة حاشدة نددوا خلالها بالتدخلات الأمنية. وهتف الطلاب ضد شطبهم في الانتخابات، التي كانت قوائمها الابتدائية تحتوي علي 138 طالبا من المنتمين للإخوان، وطلب المتظاهرون الإخوان عقب انضمام الاشتراكيين والليبراليين وطلاب الغد لهم بإعادة الانتخابات الطلابية، مهددين بإجراء انتخابات موازية ردا علي شطبهم وتزوير الانتخابات. كما نظَّم طلاب جامعة القاهرة أمس مسيرةً حاشدةً؛ احتجاجًا على أعمال الشطب والتزوير التي شابت العملية الانتخابية، حمل الطلاب خلالها الأعلام المصرية، وهتفوا بالشعارات المندِّدة بالشطب والتزوير، مردِّدين النشيد الوطني. وبعد انتهاء المسيرة التي طافت جميع أنحاء الحرم الجامعي عقد الطلاب المشطوب أسماؤهم من الانتخابات الطلابية مؤتمرًا، شارك فيه عدد من أعضاء هيئة التدريس، وفي مقدمتهم الدكتور عبد الحميد الغزالي- الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية- الذي استنكر أعمال الشطب والتزوير التي شابت العملية الانتخابية، بالرغم من وعود وزير التعليم العالي الدكتور هاني هلال ورئيس الجامعة الدكتور علي عبد الرحمن بعدم شطب أي طالب بسبب توجهاته الفكرية أو السياسية. مؤكدًا أن عمليات تزوير الانتخابات الطلابية تُعَدُّ خطوةً من خطوات قتل الشباب الطامح، سبقتها خطواتٌ كثيرة، منها تهميش دور أعضاء هيئة التدريس من خلال إبعادهم عن الطلاب أو إشغالهم بمشاكلهم الوظيفية وباعتقال البعض الآخر، كما حدث مع الدكتور عصام حشيش الأستاذ بكلية الهندسة والدكتور محمود أبو زيد الأستاذ بكلية الطب، المحالَين للمحاكمة العسكرية. وأكد الطلاب أن الاعتصام الذي بدأوه أمس اعتصامٌ مفتوحٌ حتى تتم الموافقة على مطالبهم، المتمثلة في تشكيل لجنة منتخبة من أعضاء هيئة التدريس تحقق في ملابسات العملية الانتخابية، وإعادة الانتخابات في حالة ثبوت تزوير أو شطب غير مبرر، ورفض سياسة القمع والكبت للحياة الطلابية، وسياسة إقصاء الحريات المتبعة ضد الطلاب، ومنع التدخل السافر للأمن في الشئون الخاصة بالجامعة، والسماح للطلاب بالتعبير عن آرائهم وممارسة أنشطتهم الطلابية، كالانتخابات وحرية تكوين الأسر الطلابية.. دون قيد أو شرط. وفي جامعة المنصورة احتج طلاب الإخوان علي شطبهم من القوائم النهائية، وقاموا بتنظيم مظاهرة حاشدة نددوا خلالها بالتدخلات الأمنية. وظهر عدد من البلطجية داخل الحرم الجامعي، لتهديد الطلبة المتظاهرين، وانتشروا حول الكليات حاملين العصي والشوم، رغم التواجد الأمني المكثف حول مداخل ومخارج الجامعة، ولم تحدث أي احتكاكات بينهم وبين الطلبة المتظاهرين. لجنة تقصي حقائق وردا على التزوير الفاضح للانتخابات فقد أعلن عدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة تشكيل لجنة هدفها العناية بمشاكل الطلاب وحلّها، وأعلنت اللجنة- في اجتماعها الذي عُقد أمس الاثنين بنادي أعضاء هيئة التدريس- أنها ستبدأ في ممارسة مهامها بفتح ملف الانتخابات الطلابية، وما حدث بها من تجاوزات، وذلك بتكوين لجنة تقصي حقائق للوقوف على ما حدث بالانتخابات، وأعلنت اللجنة أنها ستقابل اليوم الثلاثاء رئيس الجامعة لإطلاعه على ما وصلهم من شكاوى من الطلاب المشطوبين من الانتخابات. وأكد الدكتور مدحت عاصم أن اللجنة استلمت بالفعل العديد من الشكاوى من الطلاب، سواءٌ من المنتمين لحركات سياسية أو غيرهم من الطلاب، بخصوص شطبهم من الانتخابات الطلابية أو منعهم من الترشيح، وإن اللجنة ستعمل على التحقيق فيما جاء في هذه الشكاوى. وحول انتماء أعضاء اللجنة السياسية قال د. عاصم: إن اللجنة تضم أساتذة جامعات بعيدًا عن أي انتماء سياسي، وإن هدفها الوحيد هو الحفاظ على حقوق الطلاب، كما نفى عاصم وجود أي علاقة بين اللجنة وحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات. من ناحية أخرى رفض رئيس جامعة القاهرة اقتراحًا قدَّمه إليه وفدٌ من طلاب الإخوان المسلمين أمس بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الانتهاكات التي جرت بالانتخابات الطلابية في الجامعة. وحول بعض الشائعات التي أثيرت حول نية حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات تشكيل لجنة تقصي حقائق، أكد الدكتور يحيى القزاز عضو الحركة أنه لا توجد نية للحركة لتشكيل مثل هذه اللجنة، موضحًا أن ما حدث في الانتخابات معروف؛ فالنظام والأمن يكرهون الإخوان. وأضاف: ما حدث من شطب واستبعاد لطلاب الإخوان من الانتخابات الطلابية لا يحتاج للجنة للكشف عنه؛ فهو واضحٌ وضوحَ الشمس، مشيرًا أنه لا يوجد مانع لدى أعضاء الحركة من التحقيق في أي بلاغ يقدَّم إليهم من قبل الطلاب أو غيرهم حول ما يجري في الانتخابات الطلابية. على صعيد آخر قامت إدارة جامعة أسيوط بفصل 4 طلاب بكلية الطب لمدة شهر كامل، وهو ما يتزامن مع دخول الامتحانات.. جاء ذلك بعد إحالتهم لمجالس تأديب قبل العيد مباشرةً؛ وذلك على الرغم من عدم وجود اتهامٍ محددٍ أو تاريخ واقعة يُثبت وجود مخالفاتٍ من قِبَل هؤلاء الطلاب، كما لم يتم ختم المنشور الذي نشرته إدارة الجامعة بتحويل هؤلاء الطلاب الأربعة. وقد فوجئ الطلاب الأربعة أن أول أيام الدراسة عقب الانتهاء من إجازة العيد هو موعد التحقيق؛ حيث تم استجواب اثنين من الطلاب وتأجيل الطالبَين الآخرَين إلى يوم الأحد الماضي 21 أكتوبر لتعذُّر حضورهما؛ لعدم علمهما بالموعد المفاجئ، كما لم يترك فرصةً للطالبَين اللذَيْن تم استجوابهما للدفاع عن نفسيهما ضد التهم الموجَّهة إليهما، ومن بين الطلاب المفصولين رضا محمد السيد الفرقة السادسة، ومصطفى محمود عليوة بالفرقة الرابعة. كما قامت إدارة المدينة الجامعية يوم السبت الماضي بفصل 4 طلاب من المدينة بعد أن قاموا بدفع مصاريف المدينة!!