وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران الثلاثاء للمشاركة في قمة قادة دول بحر قزوين، حاسماً الشكوك بشأن أول زيارة يقوم بها رئيس روسي إلى إيران منذ الحرب العالمية الثانية، إثر تقارير عن مؤامرة محتملة لاغتياله. وقال بوتين إنّه متفق مع بقية الزعماء الآخرين على أنّه "يتعيّن السماح بالأنشطة النووية السلمية." وبشأن الملف النووي الإيراني المثير للجدل، قال الرئيس الروسي إنّ "الإيرانيين متعاونون مع الوكالات النووية الروسية وأنّ الأهداف الرئيسية هي أهداف سلمية." وكان بوتين قد دحض التكهنات بشأن الرحلة التاريخية خلال مؤتمر صحفي بألمانيا عقب لقائه المستشارة أنغيلا ميركل الاثنين مؤكداً أنه ماض قدماً في الزيارة، حيث كان من المقرر وصوله إلى طهران مساء الاثنين.
ورفض الكرملين كشف تفاصيل عن الزيارة وأسباب تأجيلها لعدة ساعات، فيما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إيرنا" أن بوتين سيصل صباح الثلاثاء مع افتتاح أعمال قمة بحر قزوين، نقلاً عن الأسوشتيدبرس.
وسادت التكهنات بشأن الزيارة الأولى التي يقوم بها زعيم للكرملين إلى الجمهورية الإسلامية منذ أكثر من ستين عاماً، إثر كشف الاستخبارات الروسية عن مخطط لاستهداف بوتين بهجوم انتحاري في طهران.
إلا أن بوتين أكد خلال المؤتمر الصحفي أن الرحلة قائمة، وأضاف قائلاً "بالطبع سأذهب إلى إيران، لن أغادر الوطن مطلقاً إذا ما أنصت دوماً لتوصيات الاستخبارات الروسية."
وفندت طهران تقارير المؤامرة وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن أجهزة الاستخبارات الغربية تشن حرباً نفسية، بحيث تقوم بنشر شائعات لإلغاء زيارة الرئيس الروسي المقررة إلى طهران، وذلك قبيل بدء قمة بحر قزوين.
وأوضحت الوكالة أن كبار المسؤولين في البيت الأبيض حذروا روسيا قبل يومين من الاقتراب من إيران حتى من أجل تسوية القضايا العالقة لبحر قزوين وصياغة نظام حقوقي لهذا البحر. وأضافت أن السفير الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة، جون بولتون، من بين المسؤولين الذين أرسلوا رسائل تحذيرية إلى موسكو بهذا الخصوص.
وبدوره قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني إن المؤامرة المزعومة شائعة يروج لها الخصوم الرامون إلى تسميم العلاقات الطيبة بين إيرانوروسيا.. وكان الرئيس الروسي قد حذر الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية من محاولة إجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي مشيراً إلى أن الحوار السلمي هو المسار الأفضل للتعامل مع تحدي طهران لمطالب مجلس الأمن الدولي بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم.
وأوضح بوتين في ألمانيا أنه سيبحث في طهران البرنامج النووي مع القادة الإيرانيين محذراً من انه "لا طائل من إخافة الشعب الإيراني فهو غير خائف."
وترقب الولاياتالمتحدة عن كثب الزيارة وما قد تحمله من تغير محتمل في الموقف الروسي الداعم لإيران بشأن الملف النووي. والأسبوع الماضي، أكد الرئيس الروسي مجدداً خلافه مع واشنطن بشأن الملف الإيراني قائلاً إنه لم يشهد "بيانات موضوعية" تثبت مزاعم الغرب من نية إيران بناء أسلحة نووية.
وشدد الاثنين أنه لن يفاوض طهران نيابة عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي: الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا.
ويعد بوتين أول رئيس روسي يقوم بزيارة لطهران منذ الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السوفيتي جوزف ستالين إلى إيران للقاء رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية، ونستون تشرشل، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت خلال قمة الحلفاء عام 1943.
بيان القمة واتفقت الدول المطلة على بحر قزوين، في اجتماعها بطهران، على عدم السماح باستخدام أراضي اي منها لشن هجوم على أية دولة أخرى، كما جاء في البيان الختامي لقمتهم.
وتبدو تلك اشارة مبطنة الى رفض اي احتمال لاستخدام الولاياتالمتحدة اي قواعد عسكرية في الدول المجاور لإيران لمهاجمة منشاتها النووية.
كما اكد البيان على حق كل الدول الموقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في تطوير قدرات نووية سلمية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض اي استخدام للقوة في منطقة بحر قزوين، واكد على ضرورة حل الخلافات بالحوار، وفي كلمته أمام قمة دول بحر قزوين قال بوتين: "يجب الا نفكر حتى في استخدام القوة في هذه المنطقة"، وذلك في اشارة الى ما يدور في الغرب من هجوم امريكي محتمل على ايران.
ويبدو ان اشارة الرئيس الروسي الى استخدام القوة في منطقة حوض بحر قزوين موجهة بشكل رئيسي الى الدول التي تستضيف قوات أمريكية كاذربيجان وتركيا.
كما اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على ضرورة ابقاء القوى الخارجية بعيدا عن المنطقة، وقال: "بحر قزوين بحر مغلق، ويخص فقط الدول المطلة عليه، لذا فهم وحدهم لهم حق تواجد سفنهم وقواتهم العسكرية فيه".
وتشارك في قمة بحر قزوين، الى جانب إيرانوروسيا، أذربيجان وكازاخستان وتركمنستان. ويبحث الدول الخمس قضايا تقسيم موارد البحر الغني بالنفط والغاز.