form id="MasterForm" onsubmit="var btn=window.document.getElementById("psbtn");if(this.s && btn){btn.click(); return false;}" enctype="multipart/form-data" method="post" action="/mail/InboxLight.aspx?n=986662943" div id="mpf0_readMsgBodyContainer" class="ReadMsgBody" onclick="return Control.invoke("MessagePartBody","_onBodyClick",event,event);" القضاء مهنة شريفة لا تعرف الرقص على السلالم، لا يختلف على ذلك أحد، ولا يختلف أحد كذلك على أن مهنة الرقص غير شريفة بالمرة، ولم تزعم راقصة يوماً أنها تؤدي عملا شريفا، بل على العكس تماماً بعد انتهاء رقصتها تتوارى من سوء ما قامت به.! إلا أن نقطة التقاطع بين الراقصة والقاضي تحدث فقط حينما تنعدم الأمانة والشرف لدى القاضي، ويصبح رقصه أشد عاراً من الراقصة التي يمحق العار عائلتها، بينما يمحق عار القاضي خداعاً يسمى "الشموخ" أكل وشرب عليه جيلاً بأكمله. ويبقى الفرق الوحيد في هذه الحالة بين الراقصة والقاضي الفاسد البجاحة وعدم الاعتراف بالعار، ورغم ان رائحة الفساد لدى قضاة مبارك تزكم الأنوف وتثير القئ والغثيان أكثر مما تثيرة ماسورة مجاري طافحة في زقاق منطقة عشوائية، إلا انهم يكابرون متشبثين بخرقة "الشموخ" التي تشبه إلى حد بعيد هلاهيل الراقصة. وحتى يكتمل المشهد بتفاصيله دعونا نطل على مؤتمر الإرتعاشة الأخير الذي عقده المستشار أحمد الزند، المتهم بالاستيلاء على أموال وأراضي الشعب بقوة البلطجة وسلطة الرقص في كباريهات مبارك، حينما كاد يبكي وهو يستغيث بأمير المؤمنين أوباما ويناشده " أقول للرئيس أوباما إذا كنت لا تدري ما يحدث في مصر فتلك مصيبة (!!)..وإذا كنت لا تعرف فالمصيبة اعظم...وامريكا التي رعت (!!)وترعى عليها أن تتحمل مسئوليتها".! والسؤال الذي يجب طرحه الآن ما مدى مسئولية السفارة الأمريكية تحديداً عن تحريك وتمويل محاولات الإلتفاف وإجهاض الثورة المصرية، وهل تهديد الزند لأوباما بعبارة "تلك مصيبة " تعني أن الأخير مسئول يوم القيامة أمام الله عن كل بَغلَة للقضاء متعثرة.؟! الإجابة حصلنا عليها في شهادة مفاجئة من فايزة أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولي السابقة، كشفت فيها أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أنفقت على نشر الفوضى والاضطرابات والفضائيات والأحزاب الكرتونية والصحفيين في الفترة من فبراير حتى مايو عام 2011 فقط 150 مليون دولار.! أبو النجا التي فسرت شفرة الزند "امريكا التي رعت" أكدت أن واشنطن سعت من خلال تمويلها لأعمال الشغب والعنف ضد الشرطة والجيش والهجوم على المؤسسات، إلى احتواء الموقف، وتوجيهه في الاتجاه الذي يحقق مصلحتها وافشال الثورة. تفسيرات أبو النجا وشفرات الزند يؤكدان أن أوباما سعى لتأمين مبارك داخل السجن وضمان إجراء محاكمة هزلية يلوح فيها مبارك بسعادة ويلعب أمام الكاميرات في "مناخيره"، ويضمن عدم تعرضة للإدانة بالخيانة وبالتالي الإعدام شنقاً. كل ذلك ليس حباً في مبارك بقدر ما هو الخوف الأمريكي من تمرد باقي عملاء المنطقة تحت وطأة الخوف من المصير ذاته، وهو ما يفقد واشنطن السيطرة، فنزلت محاكمة مبارك برداً وسلاماً على قلوب العملاء، وحملت رسالة ضمنية تقول فيها واشنطن " اُوبَامَا رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ.".! تلك الرعاية التي تعني استمرار أمن إسرائيل، وهو ما يتحتم في النهاية تأمين قضاة الفساد الذين تولوا محاكمة قتلة الثوار، وبرهنوا على ولائهم الكامل بعد الثورة بفضيحة تهريب الأمريكان أثناء نظر قضية تجسس وتمويل تورط فيها المستشار عبد المعز إبراهيم، فهل رأيتم شموخاً وعهراً أكثر من ذلك؟!