متحدث الحكومة: المرحلة العاجلة من تطوير جزيرة الوراق تشمل تنفيذ 50 برجا سكنيا    أسعار البصل الأحمر اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024 في سوق العبور    مسئول فلسطيني: حالة نزوح كبيرة للمدنيين بعد سيطرة الاحتلال على معبر رفح    بتسديدة صاروخية.. عمر كمال يفتتح أهدافه بقميص الأهلي    "جلب السيطرة والقيادة والقوة لنا".. سام مرسي يحصد جائزة أفضل لاعب في إبسويتش    عاجل| أول تعليق لشقيق ضحية عصام صاصا: "أخويا اتمسح به الأسفلت"    إليسا تحتفل بطرح ألبومها الجديد بعد عدد من التأجيلات: الألبوم يخص كل معجب أنتظره بصبر    البورصات الخليجية تغلق على تراجع شبه جماعي مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    وفد النادي الدولي للإعلام الرياضي يزور معهد الصحافة والعلوم الإخبارية في تونس    رئيس جامعة المنوفية يهنئ الأقباط بعيد القيامة المجيد    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة داخل ترعة في قنا    رئيس وزراء فرنسا يعرب مجددًا عن "قلق" بلاده إزاء الهجوم الإسرائيلي على رفح    جامعة القاهرة تعلن انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض الطويلة    خالد الجندي يوضح مفهوم الحكمة من القرآن الكريم (فيديو)    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    وزير الدفاع يلتقى قائد القيادة المركزية الأمريكية    خطة الزمالك لتأمين شبابه من «كباري» الأهلي (خاص)    مواعيد منافسات دور ال32 لدوري مراكز الشباب    «مهرجان التذوق».. مسابقة للطهي بين شيفات «الحلو والحادق» في الإسكندرية    كيف يمكنك ترشيد استهلاك المياه في المنزل؟.. 8 نصائح ضرورية احرص عليها    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    «الأعلى للطرق الصوفية» يدين هجمات الاحتلال الإسرائيلي على رفح الفلسطينية    محافظ قنا يفتتح عددا من الوحدات الطبية بقرى الرواتب والحسينات وبخانس بأبوتشت    وضع حجر أساس شاطئ النادي البحري لهيئة النيابة الإدارية ببيانكي غرب الإسكندرية    انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لتحلية المياه بشرم الشيخ    وزير الصحة يؤكد أهمية نشر فكر الجودة وصقل مهارات العاملين بالمجال    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    سب والدته.. المشدد 10 سنوات للمتهم بقتل شقيقه في القليوبية    الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن تبعات الاجتياح الإسرائيلي لرفح    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    وزير الدفاع البريطاني يطلع البرلمان على الهجوم السيبراني على قاعدة بيانات أفراد القوات المسلحة    للأمهات.. أخطاء تجنبي فعلها إذا تعرض طفلك لحروق الجلد    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    حفل met gala 2024..نجمة في موقف محرج بسبب فستان الساعة الرملية (فيديو)    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    إيرادات «السرب» تتجاوز 16 مليون جنيه خلال 6 أيام في دور العرض    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    هجوم ناري من الزمالك ضد التحكيم بسبب مباراة سموحة    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلف الصهيونى الأمريكى لا يزال على قمة السلطة ثم العسكر ثم "مرسى"!!
نشر في الشعب يوم 20 - 04 - 2013

"طنطاوى" أقال "العربى" لأنه صرح بتحسين العلاقات مع إيران وغزة!!
يا سيادة الرئيس: ستدخل التاريخ إذا قدت مصر فى معركة التحرر من الهيمنة الأمريكية
والبديل سيكون مروعا لك ولمصر
نحن ندفع ثمن عدم مواصلة الثورة بكل عنفوان فى أعقاب السقوط الكبير للطاغية فى 11 فبراير 2011، ودون كثير من لوم النفس، علينا مواصلة أداء الواجب الذى لم نقم به، بدلا من البكاء على اللبن المسكوب. سلمت الثورة نفسها بمنتهى الثقة للمجلس العسكرى، وحدث تحالف وثيق بين الإخوان والمجلس فى شهر عسل لم يستمر طويلا. ارتضى الإخوان بالسلطة التشريعية وكانوا يعنون ذلك بالفعل، على أن يكون لهم كلمة مسموعة فى تكوين السلطة التنفيذية، وعندما شعروا متأخرا بالخديعة وحل مجلس الشعب فكروا فى قرار الترشيح للرئاسة. المهم فى مرحلة حكم المجلس العسكرى الممتد من 11 فبراير 2011 حتى 30 يونيو 2012، تم عبر قنوات الإفك ترويج كثير من المصطلحات الخاطئة من قبيل: حزب الكنبة رغم أن الشعب المصرى كله أصبح ناشطا سياسيا – الطرف الثالث – الخلط بين الشرعية الثورية والشرعية القانونية - المبالغة المقصودة فى وصف الثورة بثورة الشباب لنفى فكرة الثورة العامة التى تستبدل نظاما بنظام – المبالغة المقصودة فى قضية تعويض الشهداء والجرحى والقصاص لهم لدرجة أن تحولت وكأنها هى الهدف الأول من الثورة، ثم تم استغلال هذا المناخ لحصر محاكمة مبارك فى هذا الموضوع. مع أن الشهداء سقطوا أساسا بعد قيام الثورة لأسباب كبرى، وقد نالوا دون غيرهم أسمى وأوفى الجزاء حيث أصبحوا أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله. ولكن أتوقف اليوم عند مصطلح الفلول الذى كان طُعما ألتهمه كثيرون بحسن نية. كان مصطلح الفلول يهاجم به بعض أركان النظام السابق دون غيرهم، حيث امتدت لفترة طويلة حوارات تصنعت العمق والحكمة فى تعريف مصطلح الفلول. وتم الهجوم بشراسة على الفلول المدنية للنظام، بينما كان الجناح العسكرى لنظام المخلوع يحكم البلاد باسم الثورة، واعتبر هؤلاء المغرضون من أتباع النظام البائد أن العسكر ليسوا من فلول النظام البائد لأنهم انضموا للثورة! والحقيقة فإنهم امتنعوا عن تصفية الثورة بشكل دموى لتوقعهم الفشل، وأيضا لأن الجسد العام للجيش كان سيتمرد على ذلك، وأيضا وهذا هو الأهم أن المجلس اتفق مع الأمريكان على الخلاص من مبارك لتهدئة الأوضاع والالتفاف على الثورة وعودة كل شىء إلى ما كان عليه دون الأسرة المالكة وبعض عناصر الصف الأول، مع إعطاء هوامش أكبر للحريات، وهو على أى حال أمر واقع فرضته الثورة. واستخدم السياسيون من نخبتنا الموقرة الإسلامية والعلمانية مصطلح الفلول لأنه مصطلح عبقرى يبرئ المجلس العسكرى من كل خطايا النظام الذى كانوا جزءا لا يتجزأ منه. والشىء نفسه ينطبق على مصطلح الطرف الثالث حيث لم يكن الطرف الثالث إلا المجلس العسكرى نفسه!، ومواصلة الهجوم الشرس على أمن الدولة رغم أن الجهاز كان فى مرحلة انهيار حتى وإن كان مؤقتا. وبالفعل فقد ثبت المجلس العسكرى أساسيات العلاقات مع الولايات المتحدة ومواصلة السياسة الخارجية نفسها للعهد البائد، والسياسات الاقتصادية نفسها، وهذا كان أهم ما طالب به الأمريكان. وعندما تصور "العربى" عندما تولى وزارة الخارجية أن هناك ثورة بحق وحقيقة وأعلن بداية تحسين العلاقات مع إيران وأنه سيقوم بزيارة غزة، قام المشير طنطاوى بتقريعه على هذا الكلام" الفارغ" وأقاله فى أقرب فرصة بركلة إلى أعلى كأمين للجامعة العربية، وتعيين السفير عرابى بدلا منه، وكان أهم تلقين قام به طنطاوى للوزير الجديد أن يقوم بإصلاح "هذا الكلام الفارغ" الذى تورط فيه العربى. وبالفعل لم يقم أى وزير بزيارة غزة، رغم قيام وزراء أوروبيين بذلك!! ولم يحدث أى تحسن فى العلاقات مع إيران. ولعل الإخوة الإسلاميين يدركون أن هناك فيتو أمريكيا صهيونيا على تحسين العلاقات بين مصر وإيران لأنها ليست فى صالح هذا الحلف الشرير، رغم الخلافات المذهبية بين البلدين لأسباب شرحتها فى المقال السابق.
وظل ملف السياسة الخارجية والدفاع والمجموعة الاقتصادية تحت سيطرة العسكر بشكل وثيق، وارتضى عصام شرف أن يكون رئيس وزراء شرفيا، واستمر الوضع هكذا فى ظل الجنزورى. كان بإمكان الإخوان أن يتحرروا بعد تولى "مرسى" للرئاسة من كل هذه الملفات، ولكن هذا لم يحدث، فلا تزال سياسات الدفاع والخارجية فى يد قيادة المؤسسة العسكرية، ورغم الإطاحة بالمجلس العسكرى العتيق إلا أربعة من أعضائه، ورغم سعادتنا جميعا بتدشين مرحلة الحكم المدنى إلا أن الإطاحة بطنطاوى وصحبه انتقلت بنا إلى مرحلة من التحالف بين قيادة المؤسسة العسكرية ومجلسها العسكرى المعدل وبين الإخوان تحت المظلة الأمريكية.
عقب زيارة "كيرى" الأخيرة لمصر صدر تصريح رسمى من الخارجية الأمريكية يقول إن أمريكا تتابع استجابة مصر للنقاط التى أثارها كيرى خلال زيارته للقاهرة، وترى أن مصر استجابت لبعض هذه النقاط، وأن أمريكا ستتابع بدقة تنفيذ ما تبقى من نقاط خلال الأسابيع القادمة.
وفى تصريح رسمى أمريكى آخر ورد أن قيادة المؤسسة العسكرية المصرية هى الحليف الموثوق فى مصر ولم يستنكر الفريق السيسى ذلك التصريح!! ولكن هذا هو الواقع وكما أقول دائما لا أسرار خطيرة فى السياسة.. الأسرار الأخطر هى التى تشاهدها بنفسك على أرض الواقع، مع بعض من الربط والتحليل. وهكذا ظلت خريطة السلطة الهرمية كالتالى: الحلف الصهيونى الأمريكى فى أعلى مراتب السلطة، ونحن فى موقع البلد المحتل كما كان الحال فى عهد الإنجليز، حيث كانت مصر مستقلة شكلا ومحتلة فعليا. مصر توجد بها 4 قواعد أمريكية دون لافتة: ثنتان فى سيناء وثنتان فى البحر الأحمر (هناك تسريب مصرى بإلغاء قاعدة العين السخنة واستمرار قاعدة راس بيناس) هناك تسهيلات عسكرية مفتوحة للجيش الأمريكى فى أراضى وبحار وأجواء مصر وفق اتفاقات سرية معقودة منذ منتصف الثمانينيات. وإليكم المعلومات التى جمعتها ونشرتها فى أثناء العدوان على العراق فى 2003 وهذه المعلومات لم تتغير فى ثوابتها:
(مهمتنا الرئيسية فى الجبهة المصرية وقف استخدام الأراضى والمياه المصرية لنصرة العدوان!!
وما قاله مبارك عن قناة السويس مرفوض شكلا وموضوعا، فمن حقنا أن نغلق قناة السويس فى حالة الحرب.. ونحن وفقا لاتفاقية الدفاع المشترك فى حالة حرب مع أمريكا.. ووفقا للموقف الشرعى الذى عبر عنه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.. (الجهاد فرض عين).
ولكن الأمر لا يتوقف على قناة السويس، وإليكم المعلومات التالية، وأتحدى الرئيس مبارك أو صفوت الشريف أن يردا عليها كما ردا فى موضوع قناة السويس:
(1) أعلن البنتاجون ومحطة سى.إن.إن وفوكس الأمريكيتان أن المجال الجوى المصرى يستخدم الآن من قبل الطائرات الحربية الأمريكية منذ اليوم الأول للعدوان على العراق.
(2) تزود مصر الكويت بصواريخ حربية مضادة لصواريخ سيلك ورم التى يستخدمها الجيش العراقى ضد القوات الأمريكية (قناة الجزيرة – قناة فوكس الأمريكية).
(3) تقدم مصر إمدادات لوجستية مادية ومواد غذائية للأساطيل الأمريكية فى البحر الأحمر والخليج (ذكرت ذلك سى.إن.إن – فوكس – إم إس إن بى سى – الجزيرة).
(4) تقدم مصر واحدة من أهم المراكز الرئيسية لاتصالات القيادة فى قاعدة جوية غرب القاهرة (البنتاجون).
(5) نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية فى عددها الصادر فى 3 فبراير 2003 خريطة توضح قواعد أمريكا فى الشرق الأوسط. وتشير الخريطة إلى وجود 4 قواعد أمريكية فى مصر (قاعدتان بحريتان فى البحر الأحمر وقاعدتان جويتان فى سيناء).
(6) تقوم شركات مصرية بتوريد مواد غذائية إلى القوات الأمريكية الرابضة فى مياه الخليج، وقد بثت قناة أبو ظبى يوم 25 مارس 2003 صورا لعبوات برتقال مكتوبا عليها بيانات تؤكد أن المحتويات: برتقال مصرى طازج من إنتاج شركة اسمها سقارة.
(7) الأمر لا يتوقف عند البرتقال فهناك لحوم وخضراوات وعصائر يتم توريدها من مصر للقوات الأمريكية فى الخليج، والمورد رجل أعمال من رجال الأعمال الوثيقى الصلة بالطبقة الحاكمة.
(8) موافقة الإدارة الأمريكية على مشاركة شركات مقاولات مصرية (من الباطن) فى عمليات إعمار العراق المزعومة بعد تخريبها وتدميرها على يد الأمريكان.
(9) فى مقال لأندرو مانديل بتاريخ 17 ديسمبر 2001 (بعد أحداث سبتمبر وخلال حرب أفغانستان).. نقرأ التالى: (عناصر من نخبة الفرقتين الأمريكتين المحمولتين جوا 82, 101 ستتمركز فى قواعد أمريكية فى شبه جزيرة سيناء المصرية متركزة فى قاعدة شرم الشيخ العملاقة فى الطرف الجنوبى لسيناء. الواقع على شمال البحر الأحمر وغربى السعودية وجنوبى الأردن. احتياطيات هاتين الفرقتين ستتواجد بعد يوم عيد الميلاد ( رأس السنة الميلادية) لتكون جاهزة للعمل فى شرم الشيخ ابتداء من منتصف يناير.
(10) مجلة تايم الأمريكية فى عددها الصادر يوم الاثنين 27 يناير عام 2003 نشرت جدولا للتواجد العسكرى الأمريكى فى المنطقة، ومن بين ذلك: 3 قواعد أمريكية فى مصر.
(11) وأخيرا.. يمكن لكل مصرى أو عربى التوجه فورا إلى الأسواق وشراء آخر عدد لمجلة نيوزويك باللغة العربية.. بتاريخ أول إبريل 2003 وسيجد فى صفحة 39 خريطة الحرب.. وتوضح وجود 4 قواعد أمريكية فى مصر..) انتهى الاقتباس من البيان رقم 6 الصادر أثناء العدوان على العراق فى إبريل 2003.
البنية التحتية للوجود العسكرى الأمريكى لا تزال كما هى حتى الآن، وعلى رأسها تسليح الجيش المصرى بأسلحة أمريكية مجانا (لوجه الله تعالى)!! وما يرتبط بذلك من عمولات وتدريب وقطع غيار وتصنيع حربى ومناورات ودورات. والأمريكان لديهم فى مصر بنية تحتية اقتصادية وثقافية وإعلامية واستخباراتية بنوها طوال 30 عاما، وهذه الشبكة هى المسئولة عن تلاعبات البورصة وسعر الجنيه وأزمة السولار وغيرها. الجزء الظاهر من هذه الشبكات هى بقايا عصابات الحزب الوطنى المنحل أو رموز البلطجة كنخنوخ، ولكن المحابس الرئيسية لضخ الأموال ووضع الخطط التنفيذية فهى فى غرف عمليات، الظاهر منها خلفان ودحلان وشفيق، ولكنها متصلة بشكل أكيد وموثوق بالمخابرات الأمريكية والموساد. حتى الإمارات مجرد لاعب صغير ظاهر. وإلا فإن الإمارات لا مصلحة لها فى معاداة مصر والشعب المصرى ولكنها تنفذ أوامر من القوة المحتلة الأمريكية.
نعود مرة أخرى للتركيب الهرمى للسلطة: على رأس قمة الهرم الحلف الصهيونى الأمريكى، يليه المؤسسة العسكرية التى استقرت على القبول بهذا الأمر الواقع ويتبعها جهاز أمن الشرطة لأنه خاضع للهيمنة العسكرية الصريحة بعد الثورة، يليه الرئيس مرسى فى المرتبة الثالثة. لذلك يتصرف جهابذة جبهة الإنقاذ بتجبر وصلف وتعالٍ ليس من قبيل الشجاعة ولكن من قبيل الثقة بأنهم مسنودون من الطرف الأقوى فى المعادلة السياسية للسلطة الحائز على المرتبتين الأولى والثانية من السلطة. وهى المعادلة نفسها التى تكلم عنها الأستاذ مصطفى الفقى فى عهد مبارك حين قال: إن الرئيس القادم لا بد أن يحصل على موافقة أمريكا وعدم ممانعة إسرائيل. مع الأسف إن هذه المعادلة لا تزال سارية بعد الثورة، وإن كانت إسرائيل كانت مكرهة على القبول ب"مرسى" وصمتت، ولكن أمريكا وافقت بصراحة وقوة على إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية كما هى، على أمل استئناس واحتواء الإخوان المسلمين. وأكرر مرة أخرى إن الإخوان يناورون ولم يسلموا، ونرجو ألا يسلموا أبدا، ولكن المعضلة أن الطرف الآخر (الأمريكى) يعرف أن الإخوان يناورون، ويصر على مواصلة الضغوط حتى يرفع الإخوان الراية البيضاء. والبلد تدفع الثمن فى هذه اللعبة الخفية.
أما القضاء المصرى فهو رهين هذه المعادلة السياسية، سيظل القضاء دائما جزءا من النظام السياسى، ومادامت السلطة لا تزال فى جوهرها انتقالية ومتعددة الرءوس فسيظل هامش المناورة واسعا أمام ضعاف النفوس، وسيظل جزءا مقدرا من القضاء مع المستوى الأول والثانى من السلطة (الأمريكان ثم العسكر) وسيظل الجزء الآخر مع الرئيس الشرعى!!
ومن ثم فمشكلة القضاء أنه مظهر وانعكاس وليس أصل المشكلة. فالسلطة التنفيذية كانت وستظل هى أصل السلطات جميعا، إذا صلحت صلحت السلطتان التشريعية والقضائية وإذا فسدت فسدتا الأخريان!!
ولا يعيب الرئيس مرسى أن يكون فى المرتبة الثالثة من سلم السلطة الحقيقى، فهذا هو قدره الفعلى الآن، وهذا ثمرة إمعان الإخوان فى الأسلوب التدريجى رغم أننا فى زمن الثورات!! لا أقصد الانتقاص من الرئيس مرسى بل أشخص الحالة الراهنة، وأفسر طلاسمها، فالناس تسأل لماذا لا يعاقب مرسى المجرمين؟ ببساطة إنه لا يستطيع حتى إذا أراد!! إذا واصل العمل داخل هذه المعادلة. لذلك لا بد أن يكسر هذه المعادلة ويتحرر منها ويلجأ بعد الله -عز وجل- إلى الشعب الذى انتخبه، فهو صاحب القضية والموضوع. فالأصل أن "مرسى" أو الإخوان وأى فريقا سياسيا آخر ليس لهم قضية خاصة، ولكن قضيتهم الشعب وحل مشكلاته وإرضاؤه، خاصة عندما يصل هذا الفريق إلى الحكم. فالحاكم بمنزلة الوكيل من الموكل، ولا بد للوكيل أن يعود إلى الموكل إذا حزب عليه الأمر. لأن الموكل هو صاحب الموضوع أصلا، والوكيل طارئ وعارض وسيزول حتما ويأتى من بعده والشعب هو الباقى! لا بد للحاكم أن يرضى العامة قبل الخاصة أى أغلبية الناس قدر الإمكان، وهذا ما نصح به الإمام علىّ مالك الأشتر:
"وليكن أحب الأمور إليك أوسطها فى الحق، وأعمها فى العدل وأجمعها لرضى الرعية، فإن سخط العامة يجحف برضى الخاصة، وإن سخط الخاصة يغتفر مع رضى العامة.
وليس أحد من الرعية أثقل على الوالى مؤونة فى الرخاء، وأقل معونة له فى البلاء، وأكره للإنصاف، وأسأل بالإلحاف، وأقل شكرا عند الإعطاء، وأبطأ عذرا عند المنع، وأضعف صبرا عند ملمات الدهر، من أهل الخاصة. وإنما عماد الدين وجماع المسلمين والعدة للأعداء العامة من الأمة، فليكن صفوك لهم وميلك معهم).
الغريب أن الرئيس مرسى والإخوان لجأوا لكل الأطراف فى الشرق والغرب، داخل وخارج البلاد ويعقدون المساومات مع العسكر والأمريكان وأوروبا وجبهة الإنقاذ، ونسوا أهم طرف: الشعب! إنهم لم يلجأوا إلى الشعب يعْلمونه بما هو جارٍ تحت السطح، ويستعينون به. بل يواصلون الحديث الغامض عن الأصابع الخفية وأن الأمور ستفرج بإذن الله! بل هم لا يستطيعون حتى أن يتحدثوا عن الفلول، فقد تم تكريم أهم رموزهم، وتم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم رغم يقينهم أن هؤلاء (كزكريا عزمى مثلا) يعلمون أين توجد مليارات الشعب المنهوبة التى تتراوح فى الحد الأدنى بين 300 مليار دولار والحد الأقصى 700 مليار دولار؟
ولم يبق سوى الإفراج عن مبارك وتكريمه والتفكير فى عودته للحكم لأن مبررات الثورة لم تعد موجودة!
يا سيادة الرئيس: إننا نطالبك بخوض معركة هذه الأموال المنهوبة، وهى وثيقة الصلة بتحرر مصر من الاستعمار الأمريكى الصهيونى، فهم السراق الحقيقيون لأموالنا، وأنتم تبيضون وجوههم حين تذهبون إليهم نتسول منهم 4 مليارات دولار.
أنت الرئيس الشرعى الوحيد.. أنت المركز الشرعى الوحيد فى مراكز السلطة.. وشرعيتك أخذتها من الشعب، فإذا لم تستعن به كحق وكواجب إلزامى فلن تكون فى المرتبة الثالثة من السلطة ولن تكون فى السلطة أصلا. المعركة ضارية ولا تحتمل أنصاف الحلول.
أعاهدك، بل أعاهد الله أن أقدم حياتى ثمنا رخيصا لاستمرارك فى الحكم حتى نهاية مدتك، لأن وجود رئيس منتخب حلم ناضلنا من أجله وقدمنا كثيرا من الدماء، حتى وإن كنت مختلفا مع مستوى الأداء، لأن بقاء العصمة فى يد الشعب هو الأهم الآن، ليظل الشعب هو الذى يثبت أو ينزع حكامه. ولكن المشكلة أنك قد لا تتيح الفرصة لأحد كى يدافع عن شرعيتك لأنك وضعت فى حسابك كل شىء إلا الشعب مصدر السلطات.
وهذه هى النصيحة الربانية للرسول عليه الصلاة والسلام كتشريع لنا (هُوَ الَّذِى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)، و(يَا أَيُّهَا النَّبِى حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.