أعلن مسؤول عراقي أن قوات الاحتلال الأمريكي أطلقت سراح مجموعة من مسؤولي الطاقة الإيرانيين صباح اليوم الأربعاء بعد أن اعتقلتهم مساء أمس الثلاثاء بفندق شيراتون عشتار وسط بغداد بعد تفتيش غرفهم ومتعلقاتهم. وقال ياسين مجيد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي – بحسب رويترز - إن القوات الأمريكية احتجزت أعضاء الوفد الإيراني أمس وأطلقت سراحهم صباح اليوم. وأوضح متحدث باسم جيش الاحتلال الأمريكي في بادئ الأمر أنه لا يمكنه على الفور تأكيد احتجاز الإيرانيين أو الإفراج عنهم. وأضاف أن المجموعة قدمت للعراق تلبية لدعوة من وزارة الكهرباء العراقية للمساعدة في إنشاء محطة للطاقة في مدينة النجف. وأشار إلى أنه علم بوجود ستة إيرانيين في المجموعة مشيرا إلى أن أنباء أخرى لمحت إلى أن العدد ربما كان سبعة. غير أن جيش الاحتلال الأمريكي ادعى في بيان له أنه اعتقل مواطنيين إيرانيين يحملون جوازات سفر إيرانية ومرافقيهم العراقيين الذين يحملون بطاقات من وزارة الطاقة العراقية عند حاجز أمني في سوق "أبونواس" في ضاحية "الرصافة" شرقي بغداد. وزعم البيان أن بعض من الركاب كان بحوزتهم أسلحة تمت مصادرتها عقب تفتيش موكب السيارات نظراً لعدم امتلاكهم ترخيص حكومي بحمل أسلحة.لكنه لم يحدد هوية حاملي الأسلحة. وأظهرت مقاطع فيديو من تلفزيون الأسوشيتد برس القوات الأمريكية تقتاد عشرة أشخاص أوثقت أيديهم إلى الخلف وأعصبت أعينهم من فندق في منطقة الرصافة إلى داخل مركبات عسكرية. من جانبها قال سفير إيران لدى العراق – بحسب وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية - إن القوات الأمريكية سلمت الوفد لمكتب المالكي في المنطقة الخضراء في بغداد الساعة السابعة صباح الأربعاء. وكانت الوكالة قد ذكرت أن القوات الأمريكية قامت يوم الثلاثاء باحتجاز أعضاء الوفد الذي كان يزور العراق لتوقيع عقد كهرباء. فيما أوضح دبلوماسي إيراني في بغداد لم يكشف عن اسمه – بحسب وكالة أسوشتيد برس - أن السبعة هم وفد من وزارة الكهرباء الإيرانية وموظف تابع للسفارة. وتحتجز القوات الأمريكية منذ يناير الماضي خمسة إيرانيين آخرين تزعم أنهم كانوا يقدمون الدعم لمسلحين عراقيين. وتأتي الاعتقالات الأمريكية للوفد الإيراني بالعراق متزامنة مع الهجوم الحاد الذي شنه الرئيس الأمريكي جورج بوش على إيران محذرا مما أسماه "المحرقة" إذا سمح لطهران بامتلاك أسلحة ذرية في حين استبعدت إيران شن أي هجوم أمريكي عليها في الوقت الذي تحقق إخفاقات يومية في العراق وأفغانستان. وقال بوش في كلمة أمام جمعية المحاربين القدامى إن سعي إيران النشط لامتلاك تكنولوجيا يمكن أن تؤدي إلى إنتاج أسلحة نووية سيجعل المنطقة التي تتسم بعدم الاستقرار والعنف عرضة لمحرقة نووية. وأضاف أن بلاده تحشد حلفاءها لعزل النظام الإيراني وفرض عقوبات اقتصادية عليه لمواجهة ما سماه بالخطر قبل فوات الأوان. وفي محاولة لتبرير هجومه اتهم بوش طهران بدعم من وصفهم بالمتطرفين في المنطقة ودعم حزب الله اللبناني واستخدام مليارات الدولارات من عائدات النفط في تسليح المجموعات المسلحة.غاضا الطرف عن الصفقة الأمريكية الصهيونية بتوريد أسلحة بمقدار ثلاثين مليار دولار للكيان الصهيوني . وجاءت تصريحات بوش تعقيبا على تصريحات للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد استبعد فيها إقدام الولاياتالمتحدة على شن هجوم على بلاده بسبب تورطها في مستنقعي العراق وأفغانستان. ووصف أحمدي نجاد التفكير بشن أي هجوم أمريكي على طهران بأنه "مستحيل" مضيفا أن مثل ذلك الهجوم ليس على أجندة المسؤولين الأميركيين ولا يمكن أن يكون كذلك. كما حذر الرئيس الإيراني من إدراج الحرس الثوري قوة "إرهابية" قائلا إنهم يعلمون أن أي عمل ضد الأمة الإيرانية سيواجه برد مناسب مستبعدا اتخاذ الإدارة الأمريكية قرارا بشأن ذلك بل اعتبره نكتة إن حدث. وبشأن الوضع في العراق قال الرئيس الإيراني إن بلاده مستعدة مع دول أخرى كالسعودية لملء الفراغ إذا انسحبت قوات الاحتلال الأمريكي من العراق. وأوضح أحمدي نجاد أن الملف النووي الإيراني أغلق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقللا من أهمية فرض عقوبات جديدة على بلاده من جانب الأممالمتحدة أو إمكان تعرضها لضربات أمريكية. وانتقد نجاد - خلال مؤتمر صحفي بطهران - أيضا تصريحات نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أشار إلى احتمال قصف إيران في حال رفضت تلبية شروط مجلس الأمن الدولي حول برنامجها النووي. وقال الرئيس الإيراني إنه لا يزال (ساركوزي) يفتقر إلى الخبرة ما يعني أنه ربما لا يفهم فعلا معنى ما يقوله.