عشرات الأفدنة الزراعية وملاكها باتت مهددة بالخطر بسبب الانتشار الكثيف لخطوط وأسلاك الكهرباء بمنطقة زاوية فريج - غرب مدينة كوم حمادة بمحافظة البحيرة. المشكلة بدأت ملامحها فى الظهور منذ عدة سنوات حتى وصلت الآن إلى طريق مسدود بعد إقامة شركة توزيع كهرباء البحيرة خطوط الضغط الغالى وسط الأراضى قادمة من محطة توليد الكهرباء الرئيسة التى تم إنشاؤها حديثا جنوب ترعة النوبارية بأراضى جنوب التحرير؛ لتوزيع الكهرباء على المناطق المحتاجة بالمحافظة والتصدير منها للدول العربية وخدمة المصانع والشركات بمحافظتى الإسكندرية ومطروح وغرب النوبارية والبستان والدلنجات؛ حيث مئات آلاف الأفدنة الجارى استصلاحها للزراعة، والقرى الجديدة التى تم إنشاؤها، ومع زيادة العمل زادت خطوط الكهرباء بأنواعها، ومنها المغذى لمدينة كوم حمادة ومصنع الغزل والنسيج بها، وباتت المنطقة السابقة مكان عمل لموظفى الكهرباء بمعداتهم الثقيلة باستمرار، أما لإصلاح أو تركيب خطوط جديدة فتعرضت معظم المحاصيل -المملوكة للمزارعين محدودة المساحة- للتلف، ولم يستطع أحد حتى الآن إقناع المسئولين فى محطة الكهرباء الرئيسة بخطورة استمرار الوضع الحالى تحت دعوى أن مشروعات الكهرباء من المصلحة العامة ولا يجوز وقفه. الأمر الذى دفع العديد من الأهالى إلى رفع دعاوى قضائية، ومنهم أحمد الشرقاوى وإخوته الواقعة مساكنهم فى دائرة الخطر، ولا تزال منظورة أمام القضاء. وتقدم آخرون بالالتماسات للمعنيين بضرورة تحويل الخطوط من النظام الهوائى إلى الكابلات الأرضية المدفونة وأوضحت تلك الشكاوى أن أسلاك الكهرباء الممتدة على الأعمدة تتساقط باستمرار على المواطنين ومواشيهم وزراعتهم وتصعقها، وحدثت عشرات الحوداث وتم الإبلاغ عنها دون استجابة من مسئول. وتبرز تلك المأساة فى أوقات الشتاء حيث تشتد الرياح وتقطع أسلاك الكهرباء لتسقط فوق الضحايا، وأيضا عند اشتداد درجات الحرارة فى فصل الصيف حيث تشعل الكهرباء النيران فى المحاصيل، ومنها القمح الذى يتم حصاده فى شهر يونيو. وحسبما قال أحمد حمادة، مالك مساحة زراعية ومقيم بالمنطقة الممتدة من شارع الشيخ حسين الشرقاوى المتفرع من شارع المصنع؛ إن سقوط سلك الكهرباء العام قبل الماضى أحرق محصول القمح قبل حصاده عند بعض الملاك، وسارع الأهالى وعربات الإطفاء لإخماد الحريق قبل امتداده إلى باقى الأراضى، وتم عمل محضر بالوقعة ولا أحد يعرف مصيره. وتبدو ملامح أخرى للمشكلة فى قول عبد اللاه الفقى وشقيقه رضا وغيرهما؛ أن تداعيات المشكلة تلاحق السكان أنفسهم بعد تزايد المساكن التى بنيت حديثا وأصبحت مأهولة، ومنهم أطفال لا يعرفون الخطر الذى يحمله سلك الكهرباء. ويضيف السابقون أن الشارع الرئيس القادم من محطة الصرف حتى مشروع الصرف يسير عليه كل يوم المئات من المواطنين والطلبة القادمين من المدينة إلى قرية خربتا القريبة والعائدين منها. والسابقون يتعرضون أيضا باستمرار للأخطار، وتداعيات الخط السابق تزداد يوميا مع تزايد الكتلة السكنية حيث منطقة زاوية فريج تدخل الحيز العمرانى، ويرغب الأهالى فى البناء والإقامة بها. ويقول محمد أبو حبيبة: نطالب المسئولين بالنظر باهتمام لهذه المنطقة ورفع خطوط الكهرباء منها لأنها تسبب الرعب للمنتفعين، وخاصة الضغط العالى المعروف بأربعة رجول. ويتساءل: نحن لا نعرف ما هى خطوط الكهرباء التى تعمل والأخرى المعطلة؛ فهناك خطوط كهربائية تتدلى منها الأسلاك وسط الأراضى ولا أحد يسأل عنها من المسئولين، ولا يستطيع المتضررون الاقتراب حتى يأتى عاملون بالكهرباء بعد أسابيع أو شهور ويخلعون الأعمدة المقام بعضها بالخرسانة وسحب الأسلاك منها بحجة أنه تم تحويل مسار الخط إلى اتجاه آخر. وأضاف أبو حبيبة: إن خطوط الكهرباء قريبة من بعضها بنسبة لا تزيد على أمتار قليلة، ولا تستطيع بالعين أن تميز إلى أى خطوط تنتمى تلك الأسلاك، واستمرار الوضع الحالى يهدد خطة الدولة فى إنشاء الموقف الجديد بمحاذاة مشروع الصرف جنوب المستشفى العام، والذى يرتبط بامتدادات سكنية جديدة وكثافة مضاعفة مرات. مسئول بإدارة كهرباء كوم حمادة -طلب عدم ذكر اسمه- قال: الخطوط السابقة للكهرباء بالمنطقة كانت موجودة منذ سنوات بكثافة أقل، ولكنها زادت بهذا الشكل بعد التوسعات التى صاحبت محطة كهرباء النوبارية، وأيضا زيادة الحركة العمرانية والزراعية بأراضى زاوية فريج والمشروعات المتوقع إقامتها خلال المرحلة المقبلة. وأشار المسئول إلى أنه تجرى حاليا دراسة عملية تحويل الخطوط من هوائية إلى كابلات أرضية، خاصة أنه تم تنفيذها فى بعض المناطق وأثبتت صلاحيتها، ولكن العملية نفسها تحتاج إلى وقت وتكلفة عالية للتنفيذ؛ فسيتم الاستغناء عن المعدات الحالية واستبدال أخرى مكانها تكون مختلفة عنها فى كل شىء؛ إذ تحتاج الشبكة المدفونة إلى التنسيق مع باقى المرافق المدفونة، مثل التليفونات ومواسير الصرف والمياه، وأيضا سيتحمل الأهالى جزءا من تكلفة التنفيذ، وتلك القضية مثيرة للمشكلات ولكنها ستكون ملحة وضرورية فى مرحلة مقبلة لاستحالة إقامة الناس تحت أسلاك الكهرباء، خاصة أن الأراضى الزراعية الممتدة غرب مشروع الصرف الصحى القادم من شارع الثورة حتى مصنع الغزل بدأت تنتشر بها هى الأخرى العشرات من الوحدات السكنية فى الفترة الأخيرة، ومن ثم فهى ستتلاقى من الناحية الشرقية من مشروع الصرف الملاصق للامتداد السكنى للمدينة.