أدان الدكتور «أحمد عمران»، مستشار الرئيس «محمد مرسى»، أعمال العنف وإلقاء زجاجات المولوتوف على قصر الاتحادية التى وقعت الجمعة الماضية. ولفت عمران فى حواره مع «الشعب» إلى توقيع برتوكول تعاون بين لجنة التنمية الزراعية بجامعة الدول العربية ومحافظة شمال سيناء، وبنك التنمية والائتمان الزراعى، وجامعة قناةالسويس؛ لإنشاء مدينة زراعية متكاملة بشمال سيناء. وأوضح أن الفريق الرئاسى يتشكل من مجموعة من المتخصصين فى مجالات مختلفة ويعملون كفريق واحد لصناعة القرار، لافتا إلى أنه الوحيد فى الفريق الرئاسى المتخصص فى علوم الحاسب والبرمجيات، مؤكدا أن اختيار الفريق الرئاسى كان معياره الكفاءة والقدرة وليس الانتماء الحزبى أو الأيديولوجى. ورفض د. أحمد مقولة «إفلاس مصر»، مؤكدا أنها قولة كاذبة ودعوى مغرضة، هدفها النيل من مصر، مؤكدا استحالة إفلاس الكنانة التى تمتلك موارد هائلة وفرصا واعدة. وأكد مستشار الرئيس المصرى أن النهضة مشروع قوى يتناول ملفات عدة، بعضها قيد الدراسة والآخر بدأ بالفعل، مؤكدا أن مشروع «شرق قناةالسويس» من أبرز تلك المشاريع، داعيا المصريين للصبر مع الرئيس «مرسى» حتى يكون الحكم عليه منصفا وعادلا، مؤكدا استحالة إصلاح الأوضاع التى تركها نظام مبارك، والتى امتد الفساد فيها إلى ثلاثين عاما. والدكتور «أحمد عمران» هو أصغر أعضاء الفريق الاستشارى للرئيس، ودخل عالم السياسة قبل عدة أشهر فقط، حين انضم إلى حزب البناء والتنمية، التابع للجماعة الإسلامية، والذى رشحه بداية مستشارا للرئيس لشئون تنمية الصعيد، لكنه اختير مستشارا عاما.. وقد تخرج د. عمران فى كلية الحاسبات والمعلومات - جامعة القاهرة عام 2002، وحصل على ماجستير نظم دعم القرار - جامعة القاهرة عام 2004، ودكتوراه نظم دعم القرار عام 2009 وعمل مدرسا بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة الفيوم، وعمل بجامعة الدول العربية بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية، وبرئاسة مجلس الوزراء بمركز المعلومات ودعم القرار، والمجلس الأعلى للجامعات, وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة الفيوم، والأمم المتحدة, ومنظمة الزراعة والأغذية، وهو رئيس مشروع «بوابة التوثيق الوطنى لثورة 25 يناير»، بالإضافة إلى العديد من المناصب الأخرى، وعمل استشاريا فى وزارة الدكتور عصام شرف.. وإلى نص الحوار :
· ما رأيكم فى الأحداث الأخيرة التى شهدها محيط قصر الاتحادية؟ - كما تابع الجميع أن البداية كانت مظاهرات دعت إليها جبهة الإنقاذ بهدف المطالبة ببعض الأمور التى يريدون تحقيها، لكنها مع الأسف بدأت تخرج عن نطاق السلمية لتلقى زجاجات المولوتوف والعبوات الحارقة والشماريخ وتحاول اقتحام بوابات القصر وتسلق أسواره. وعلى الجميع إدانة هذه الممارسات التخريبية العنيفة التى لا تمت بصلة إلى مبادئ الثورة ولا إلى أية ممارسات سياسية مشروعة فى التعبير السلمى عن الرأى.
· ومن يتحمل مسئولية هذه الأحداث ؟ - نحمّل القوى السياسية، التى يمكن أن تكون قد ساهمت بالتحريض؛ المسئولية السياسية الكاملة انتظارا لنتائج التحقيق، ونجدد الدعوة إلى جميع القوى الوطنية للإدانة الفورية لمثل هذه الممارسات، ودعوة أنصارها إلى المغادرة الفورية لمحيط القصر. · يتهم البعض الأمن بالتعامل بعنف مع المتظاهرين؟ - الأجهزة الأمنية لا تتعامل بعنف مع المتظاهرين السلميين، وقد تابعنا كيف أشادت الداخلية بسلمية المظاهرات قبل أن تتحول إلى العنف، وهذا التعامل اضطرت إليه أجهزة الدولة بعدما صدرت تعليمات من الرئيس «مرسى» بالتعامل بمنتهى الحسم مع المخربين لتطبيق القانون وحماية منشآت الدولة.
· ما طبيعة عمل الفريق الرئاسى؟ - الفريق الرئاسى هو مجموعة من المتخصصين فى مجالات مختلفة، ويعملون كفريق واحد لصناعة القرار، ووجود كفاءات متنوعة ومتخصصة يمثل فائدة كبيرة فى جودة اتخاذ القرار، وأنا الوحيد فى الفريق الرئاسى المتخصص فى علوم الحاسب والبرمجيات، وآمل أن أتعبد إلى الله بخدمة أهل هذا البلد. · البعض يرى أن المنتمين للأحزاب الإسلامية قد احتلوا العدد الأكبر فى قائمة مستشارى الرئيس؟ - المنهجية التى صار عليها الدكتور «مرسى» هى اختيار الكفاءات وليس المجاملات؛ فهو بطبيعته حازم فى قرارته فى كل ما يخدم الوطن مهما كانت التجربة. · ما دلالة اختيار الرئيس لمستشار عمره 35 عامًا ومن حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية؟ - الدكتور «محمد مرسى» أذهلنا بفكره الراقى فى ممارساته السياسية والفكر الاجتماعى وعلاقته بالشباب وتمكينهم كما وعد قبل إعلان فوزه بالرئاسة، كما أن وجود شاب فى الفريق الرئاسى يمثل شباب الثورة، وفى تخصص دقيق هو التخطيط الاستراتيجى وتكنولوجيا المعلومات يمثل العمود الفقرى للاقتصاد المصرى. واختيارى من قبل حزب البناء والتنمية يدل على اهتمام القيادة بالشباب، وأن الفكر المستقبلى هو تمكين الشباب من المناصب التنفيذية بالدولة لضخ دماء جديدة للتنمية فى الوطن.
· ما أبرز الملفات التى تختص بها فى مؤسسة الرئاسة؟ - بحكم تخصصى فى الفكر الاستراتيجى وتكنولوجيا المعلومات، فإن شغلى الشاغل ينصب على ملفات مثل تنمية الصعيد، ووضع رؤية لتطبيق مشروع النهضة، والعمل على التطوير التقنى للبرمجيات على مستوى مصر، وتأسيس أول نقابة لخريجى الحاسبات، بوصف هذا المجال هو حجر الأساس لنهضة مصر بما يوفر مليارات الجنيهات، أكثر من دخل قناةالسويس. كما أن هناك ملفات وقضايا قريبة من تخصصى وخبراتى السابقة مثل تطوير تكنولوجيا المعلومات، والتخطيط الاستراتيجى للأمن الغذائى؛ فقد عملت فى السابق خبيرا بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية فى جامعة الدول العربية.
· وبماذا تردون على مقولة «إفلاس مصر»؟ - مقولة مغلوطة وشائعة مغرضة وسخيفة؛ فموارد مصر كبيرة، ولا يمكن بأى حال أن تفلس مصر، ومن أطلق هذه المقولات لديهم أغراض خفية ولا يريدون لمصر أن تنهض.
· وما أهمية التخطيط الاستراتيجى فى هذا الوقت تحديدًا؟ - التخطيط الاستراتيجى مفتاح حل لكل المشكلات التى تعانى من نقص التخطيط الجيد القائم على توقع الحوادث والاستعداد لها، ومفتاح لحل جميع المشكلات الموجودة على الساحة. النظام السابق كان ينتهج نظاما إداريا يعتمد على سياسة رد الفعل؛ فهو ينتظر حدوث كوارث ليتحرك كرد فعل لهذه الكوارث، ولكن وجود التخطيط الاستراتيجى، سواء كان قصيرًا أم طويل المدى، يمكن صانع القرار السياسى من رؤية سيناريوهات مستقبلية مبنية على نظم علمية معلوماتية دقيقة ونماذج رياضية ومعرفية ذات قيمة عالية ودرجة دقة مؤثرة لإضاءة شمعة فى ظلام التخطيط للمستقبل ووضع سياسات للاستفادة من الفرص المستقبلية المتاحة والحد من الكوارث المتوقعة. ومن أبرز مشكلات النظام السابق أنه لم يدرك أن التخطيط الاستراتيجى هو مفتاح الحل لكل المشكلات التى تعانى من نقص التخطيط الجيد القائم على توقع الحوادث والاستعداد لها، ومفتاح لحل جميع المشكلات الموجودة حاليا على الساحة.
· ما الأولويات التى تحتاج إلى تخطيط استراتيجى عاجل؟ - بحكم التخصص فإن قضايا الأمن القومى والاقتصادى وتنمية الصعيد بما يحتوى على أمراض مزمنة أحدثها النظام السابق على قدر كبير من الأولوية. وهناك أمر آخر مهم جدا وهو صناعة البرمجيات وتطوير الصناعة والانتقال بها لتكون مصر فى مصاف الدول فى هذه الصناعة التى تدر الملايين من الدولارات فى العالم، ومصر بها إمكانات بشرية وتستطيع العبور نحو هذا المجال، ويكفى أن تعرف الآن أن ترتيب مصر حاليا فى مجال البرمجيات هو 98 من أصل 114 دولة، حسب التقارير الدولية والاقتصادية فى صناعة البرمجيات، وأيضا تمثل المراكز الأخيرة فى الدول العربية أيضا. وأعتقد أن مصر تمتلك مقومات وإمكانات كبيرة لتصبح فى مقدمة الدول فى العالم العربى بل والعالمى فى هذا المجال، وممارسات النظام السابق وعدم اهتمامه بتطوير التكنولوجيا وصناعتها جعل مصر تتراجع أمام دول أخرى طورت البرمجيات مثل الهند مثلا.
· هل كان هناك اهتمام بمجال التخطيط الاستراتيجى فى مصر قبل ذلك؟ - الوضع قبل الثورة كان أشبه بحالة من اليأس فى التغيير فى الحياة السياسية، وأصاب الشباب نوع من الإحباط فى الحالة الاقتصادية والتنموية ومن بينها مجال التخطيط لكننى على يقين أنه بعد الثورة وفى ظل اهتمام الدولة بهذا المجال ستحدث طفرة كبيرة.
· كيف يطبق مشروع «النهضة»؟ - بوضع معايير فنية محددة، تمكن من الوصول إلى مؤشرات «عالمية» لمراقبة أداء الجهاز الإدارى والتنفيذى للمشروع، ومراقبة كل متخذى القرار فى كل صغيرة وكبيرة بالأرقام، للوصول إلى رؤية سليمة تضع أمام القيادة السياسية كشف حساب دائما لما تم تحقيقه وما لم يتحقق بعد، علاوة على وضع سيناريوهات مستقبلية لتوقع الكوارث، وكيفية التعامل معها بشكل أمثل، مما يتيح للقيادة تعديل أداء السلطة التنفيذية بالشكل الذى يلائم مشروع النهضة.
· توجد مقولات بعدم حدوث تغيير عن النظام السابق.. فما ردكم؟ - فترة حكم الرئيس مرسى قصيرة لكى نقيم أداءه تقييما صحيحا. ومن التعسف القول إنه لا فرق بين ممارساته وسياسات النظام السابق. وأعتقد أن القرارات التى اتخذها الرئيس وما أحدثه وفعله خلال الفترة الماضية، لم يكن متوقعا، بل لم يتخيل أشد الخبراء دراية بوضع مصر أن يتخذ الرئيس المنتخب بإرادة شعبية حرة بعد ثورة 25 يناير؛ هذه الممارسات والسياسات الثورية التى انتهجها.
النهضة ليس مشروعًا وهميًّا · هناك اتهامات بأن «النهضة» مشروع وهمى؛ فما رأيكم؟ - ليس صحيحا، بل هو مشروع قوى وله رؤية وأهداف قوية، لكن تنقصه تفاصيل لوضع أهداف محددة بأزمنة ومهام للجهات التنفيذية تكون واضحة لمتخذ القرار السياسى وصانع السياسات لتقييم وتقويم الأداء فى هذا المشروع. وللعلم، هذا المشروع العملاق يحتوى على ملفات عدة للنهوض بمصر، وفيه ملفات بدأنا فيها وحققنا تقدما كبيرا، وملفات أخرى قيد التنفيذ، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أننا ندرس كل ملف أو قضية قبل الشروع فى تنفيذها، وهذه الدراسات تستغرق بعض الوقت. كما أن مشروع شرق قناةالسويس هو أحد أهم مشروعات النهضة. ومعلوم أنه مشروع عملاق يستهدف إنشاء ما يحقق النمو والاستقرار لمصر ومنطقة الشرق الأوسط. وهذا المحور يخدم 10 ملايين مواطن، كما أنه سيسهم بدرجة كبيرة فى تنمية سيناء. وهناك ملفات عدة لا تزال فى إطار الدراسة، وهى خاصة بالوضع الحالى للبلاد. وللأسف، يُطيل الفترةَ تبعاتُ الفساد الذى نجم عن ممارسات النظام السابق. ويجب أن يعلم الجميع أن وضع منهجية لإصلاح البلاد لن يكون بين عشية وضحاها، فلا بد أن نعطى الرئيس وقتا كما أعطيناه شرعية أن يكون رئيسا لمصر؛ حتى يُقيّم تقييما صحيحا وعلى أسس علمية. كما أن الوعى والحراك السياسى والجرعة المكثفة فى الشارع للمواطن العادى، ومشاركته فى التنمية والحياة السياسية بعد العزوف والإحباط الذى كان يصيب الشارع المصرى قبل الثورة؛ هو أكبر المكاسب التى نلمسها على أرض الواقع. أما الملفات فى مشروع النهضة فتحتاج إلى وقت ومهام واضحة ومعايير عالمية للقياس ومنهجية للمتابعة لكى ينفذ المشروع بدقة. وأنا عائد لتوى من العريش بعد توقيع برتوكول تعاون بين لجنة التنمية الزراعية بجامعة الدول العربية ومحافظة شمال سيناء وبنك التنمية والائتمان الزراعى وجامعة قناةالسويس لإنشاء مدينة زراعية متكاملة بشمال سيناء. وهذا مشروع سيخدم المنطقة بدرجة كبيرة، وسيصب فى صالح تنمية هذا الإقليم الغالى علينا جميعا. والرئيس مرسى لم يمر على انتخابه سوى بضعة أشهر. ونحن صبرنا على النظام السابق أكثر من 30 عاما ولم نشعر بتحسن فى الحياة المعيشية، وزاد خط الفقر فى مصر، فأصبحت مهددة بكارثة أمن غذائى وتدمير اقتصادى كامل. ونتمنى أن يكون مشروع النهضة هو بارقة الأمل، لكن لا بد أن يتكاتف الجميع فى تنفيذه وإعطاء القيادة الوقت الكافى لتنفيذ ما وعدت به.
· هل تؤيد حصول مصر على قرض من صندوق النقض الدولى؟ أم أن هناك بدائل محلية؟ - هناك ضرورات تلجئنا إلى ما لا نرضى عنه. وإذا حاولنا الاستفادة من البدائل، وكانت هذه البدائل أكثر تكلفة تثقل كاهل اقتصاد البلد وتصيب الاقتصاد بالشلل وتمنع الاستثمار، فلا بد من اللجوء إلى القرض فى حدود معينة من الجهات الخارجية بحيث لا تُمَس السيادة المصرية ولا يتدخل أحد فى سياستها الداخلية.
· لكن التيار الإسلامى رفض فى الماضى قرض صندوق النقد.. فلماذا تقبلونه الآن؟ - لكل فترة مؤثرات ومستجدات تؤثر فى تعديل وصياغة القرار بما يفيد الوطن، بغض النظر عن الثوابت المحددة سابقا؛ فلا بد من مرونة فى صياغة منهجية التعامل مع المتغيرات على الساحة.
· هناك اتهامات للتيار الإسلامى بعدم المشاركة فى الثورة والقفز عليها.. فما ردكم؟ - يشهد الله أنى كنت -مثل أى شاب- موجودا فى التحرير؛ ثرنا على النظام الفاسد والظالم حتى انقشع الظلم، وكنت مسئولا عن لجان التفتيش بميدان التحرير. ومن المصادفات التى أعتز بها، لقائى بعض الشخصيات عندما كانت تدخل الميدان، مثل الدكتور أبو الغار وشخصيات أخرى. وقد منعت فى إحدى المرات مصطفى بكرى من دخول الميدان، وكان بيديه حقيبة فرفضت دخوله حتى تُفتّش؛ فإذا به يقول لى: «أنا مصطفى بكرى»، فقلت له: «وأنا أستاذ جامعى وأعرفك، ولا بد من تفتيش الشنطة»، وكثيرا ما ألقيت القبض على ضباط وأمناء شرطة ينتمون إلى جهاز أمن الدولة، كما فتشت أحد أبناء عمومتى عندما أراد دخول الميدان أثناء الثورة، وأنشأت وأسست النادى السياسى لأبناء قنا بعد الثورة؛ من أجل تثقيف رجل الشارع فى قنا، وأنشأت مشروعات تنموية بوصفها منحا من جامعة الدول العربية فى قنا.
· خبرتك الهندسية فى عمل البرمجيات.. هل وظفتها فى إنتاج مشروعات توثيق الثورة أو مشروعات أخرى؟ - أنا الآن بفضل الله فى طريقى لاستكمال مشروع توثيق الثورة بالتعاون مع جمعية مهندسى البرمجيات التى تبنت المشروع، كما أعكف على مشروع آخر أعتبره من أعظم المشاريع التى أدخرها للدار الآخرة؛ هو توثيق السيرة النبوية المشرفة بالزمان والمكان والأحداث والأشخاص بالتعاون مع المؤسسة المكية - المدنية بالسعودية. والهدف من المشروع هو الاطلاع على الموقع من خلال الأحداث الموثقة بالخرائط والرسومات النادرة التى تصل إلى أكثر من 300 ألف وثيقة. ويجرى ذلك بالتعاون مع الأزهر الشريف. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة