استمرارًا لمسلسل الإهمال والفساد في مختلف المواقع الحكومية شهدت قرية حصة آبار التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية أمس الثلاثاء مهزلةً جديدةً لقطاع الخدمات الصحية العامة حيث جرى تطعيم عدد من أطفال القرية من الدرن على أنَّه التطعيم الخاص بمرض الحصبة الذي يؤخذ عند بلوغ الطفل 9 أشهر من العمر وهو ما أدَّى إلى ظهور أعراض غريبة على الأطفال الذين تم تطعيمهم وتمثلت هذه الأعراض في ظهور خرَّاجٍ كبيرٍ وتورُّمٍ بالذراع اليمنى مع ارتفاعٍ حادٍّ في درجة الحرارة يكاد يودي بحياتهم مما أثار الرعب والفزع بين أسرهم وأصاب الأطفال بحالةٍ من البكاء الهيستيري. وفي التفاصيل التي نقلتها صحف الصباح المصرية بدأت المهزلة عندما قامت ممرضة الوحدة الصحية بالقرية بإجراء التطعيم الدوري للحصبة في 11 يونيو الماضي للأطفال سن 9 أشهر وبعد مرور 4 أيام فوجئت الممرضة باتصالٍ من الإدارة الصحية ببسيون يُفيد بأنَّ المصل الذي تم تطعيم الأطفال به هو طعم الدرن وليس طعم الحصبة, وطالبوها بضرورة إرجاع الأمبول الخاص بالطعم الذي تمَّ تطعيم الأطفال منه؛ لأنَّه ورد خطأً للوحدة الصحية بالقرية, مع ضرورة عمل حصر شامل لجميع الأطفال الذين تمَّ تطعيمهم من هذا الطعم!! وقد تمَّ تطعيم 8 أطفال بالطعم الخطأ، وهم: عبد الحميد رجب علي مرجونة, وسامي سعد حامد عوض, ومحمد طارق محمد مرجونة, ومحمد حسن محمد رجب, ودينا إبراهيم خلف الله, وملك سلامة أحمد مرجونة، وأحمد مختار أبو حطب, وريم طلعت مبروك مرجونة، وطالب مسئولو الإدارة الممرضة الصحية بإخفاء الأمر عن أُسَر الأطفال بدعوى عدم إصابتهم ب"الفزع". وتبين أنَّ سبب الخطأ يرجع إلى قيام المسئول عن التطعيم بإدارة بسيون الصحية بتدوين اسم طعم الحصبة على أمبول طعم الدرن في سلسلة التبريد بالإدارة وصرف الطعم بطريق الخطأ للوحدة الصحية بقرية حصة آبار قبل نحو شهرَيْن مما نتج عنه قيام الممرضة بتطعيم الأطفال بطعم الدرن بالذراع اليمني بدلاً من الذراع اليسرى!! وكان من المفترض أنْ تقوم الممرضة بمحاولة إصلاح الخطأ، إلا أنَّها- وللعجب- في محاولة لإنقاذ نفسها قامت بأخذ الأطفال لإحدى العيادات الخاصة للكشف عليهم وإحضار الدواء لهم على نفقتها الخاصة كما استدعت الإدارة الصحية الأُسَرَ وأطفالَهم للذهاب إلى مستشفى الصدر ببسيون بحجة جمع البيانات عن الأطفال وإجراء بعض الفحوصات الطبية اللازمة عليهم في إجراء يحمل شبهة تدليس وتستُّر على جريمة إهمال بشعة من جانب موظفي الحكومة!! ووفق أهالي الأطفال الثمانية فإنَّ مسئولية الخطأ الرئيسية تعود إلى الإدارة الصحية خاصةً سلسلة التبريد بالإدارة والموظف الذي قام بصرف الأمبول بطريق الخطأ وقد وصل التدليس والتستُّر إلى أنَّ وكيل وزارة الصحة بالغربية لم يكن يعرف شيئًا عن هذه المهزلة إلا من خلال اتصالات الصحفيين به لمعرفة حقيقة الأمر, وكذلك المسئولون عن مديرية الصحة بالغربية بحسب زعمهم بالطبع ولكن بمجرد إبلاغ الصحفيين لهم انتقلت لجنة طبية مكونة من: وكيل وزارة الصحة بالغربية، ومدير الإدارة الصحية ببسيون، ووفد من الأطباء من وزارة الصحة لزيارة قرية حصة آبار لبحث هذه الكارثة التي ألمَّت بأطفالنا!!