انتقدت رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو استمرار جمع الرئيس برويز مشرف لمنصبه الرئاسي والعسكري معا محذرة في الوقت ذاته من قيام ثورة إسلامية في بلادها. وقالت بوتو إن على مشرف إذا رغب في الاستمرار بالرئاسة أن يترك منصبه العسكري مشيرة إلى تعديل دستوري سبق أن أرسله الرئيس الباكستاني يمنع تولي الشخص نفسه رئاسة الحكومة ثلاث مرات. ورفضت زعيمة حزب الشعب المعارض التعليق على اجتماعها مع مشرف في أبو ظبي لكنها عادت وقالت إن أيا كان ما نفعله فهو لصالح الحقوق الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية لشعب باكستان. من جهة أخرى حذرت بوتو من اندلاع ما وصفتها بثورة إسلامية في باكستان. مضيفة أن الناشطين الإسلاميين يحضرون لثورة مع حركة تمرد متزامنة في كل المدن. وكان وزير الشؤون البرلمانية شير خان نيازي قال في وقت سابق إن مشرف وبوتو يحاولان –على ما يبدو- التفاوض على صفقة تدعم بموجبها بوتو مساعي مشرف للفوز بولاية رئاسية جديدة من خمس سنوات مقابل عودتها للبلاد من المنفى وتوليها رئاسة الوزراء. وقبل لقاء أبو ظبي كانت بعض التقارير قد تحدثت منذ أشهر عن محادثات بين مبعوثين من الجانبين. ويأتي ذلك اللقاء بعد أسبوع من إدلاء بينظير بتصريحات صحفية قالت فيها إنها تنوي العودة إلى البلاد اعتبارا من سبتمبر المقبل. ويأتي تأكيد محادثات مشرف بوتو في أبو ظبي وسط أنباء عن لقاء هو الأول من نوعه بمدينة جدة السعودية مع شهباز شريف رئيس الوزراء السابق لإقليم البنجاب وشقيق رئيس وزراء باكستان الأسبق نواز شريف المقيم بالمملكة. وقد أجرى مشرف محادثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد زيارة قصيرة قام بها إلى دولة الإمارات. وتأتي هذه اللقاءات في إطار جولة قام بها الرئيس الباكستاني ووفد رسمي إلى عدد من دول الخليج. وفي سياق تداعيات أزمة المسجد الأحمر نظمت الجماعة الإسلامية مظاهرة بالعاصمة إسلام آباد الأحد احتجاجا على ما جرى من مواجهات دامية بلغت أوجها بالعاشر من الشهر الجاري عندما اقتحمت القوات الحكومية مبنى المسجد وهو ما أسفر عن مقتل العشرات. في هذه الأثناء حذرت السلطات من وقوع المزيد من الهجمات الفدائية بإسلام آباد بعد يومين من مقتل 14 شخصا معظمهم من الشرطة وجرح 71 آخرين بهجوم وقع بمحيط المسجد الأحمر. وقد عززت باكستان إجراءاتها الأمنية عقب الهجوم الأخير فيما أضرب التجار بمنطقة عبارة المجاورة للمسجد استجابة لدعوة من رابطة التجار بالعاصمة. وقد أغلقت المتاجر أبوابها احتجاجا على إخفاق السلطات الأمنية في حماية المنطقة.