بعد ارتفاعها.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الإثنين 20 مايو 2024    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: اليمين المتطرف بإسرائيل يدعم نتنياهو لاستمرار الحرب    فلسطين.. شهداء وحرجى في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة    ما حكم سرقة الأفكار والإبداع؟.. «الإفتاء» تجيب    ارتفاع تاريخي.. خبير يكشف مفاجأة في توقعات أسعار الذهب خلال الساعات المقبلة (تفاصيل)    رئيس تايوان الجديد لاى تشينج تى ونائبته يؤديان اليمين الدستورية    المسيرة التركية تحدد مصدر حرارة محتمل لموقع تحطم طائرة رئيسي    فاروق جعفر: نثق في فوز الأهلي بدوري أبطال إفريقيا    الجزيري: مباراة نهضة بركان كانت صعبة ولكن النهائيات تكسب ولا تلعب    بعد تهنئة للفريق بالكونفدرالية.. ماذا قال نادي الزمالك للرئيس السيسي؟    معوض: نتيجة الذهاب سبب تتويج الزمالك بالكونفدرالية    مصدر أمني يكشف تفاصيل أول محضر شرطة ضد 6 لاعبين من الزمالك بعد واقعة الكونفدرالية (القصة الكاملة)    روقا: وصولنا لنهائي أي بطولة يعني ضرورة.. وسأعود للمشاركة قريبا    حالة الطقس اليوم على القاهرة والمحافظات    محمد عادل إمام يروج لفيلم «اللعب مع العيال»    خلال أيام.. موعد إعلان نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني (الرابط والخطوات)    تسنيم: انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والراديو في منطقة سقوط المروحية    اتحاد الصناعات: وثيقة سياسة الملكية ستحول الدولة من مشغل ومنافس إلى منظم ومراقب للاقتصاد    سوريا تعرب عن تضامنها مع إيران في حادث اختفاء طائرة «رئيسي»    سقطت أم أُسقطت؟.. عمرو أديب: علامات استفهام حول حادث طائرة الرئيس الإيراني    سمير صبري ل قصواء الخلالي: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية منذ 2014    عمر الشناوي: «والدي لا يتابع أعمالي ولا يشعر بنجاحي»    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: دور مصر بشأن السلام في المنطقة يثمنه العالم    آخر تطورات قانون الإيجار القديم.. حوار مجتمعي ومقترح برلماني    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    دعاء الحر الشديد كما ورد عن النبي.. اللهم أجرنا من النار    طريقة عمل الشكشوكة بالبيض، أسرع وأوفر عشاء    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق داخل مدرسة في البدرشين    جريمة بشعة تهز المنيا.. العثور على جثة فتاة محروقة في مقابر الشيخ عطا ببني مزار    نشرة منتصف الليل| تحذير من الأرصاد بشأن الموجة الحارة.. وتحرك برلماني جديد بسبب قانون الإيجار القديم    إعلام إيراني: فرق الإنقاذ تقترب من الوصول إلى موقع تحطم طائرة الرئيس الإيراني    استشهاد رائد الحوسبة العربية الحاج "صادق الشرقاوي "بمعتقله نتيجة القتل الطبي    اليوم.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة بقيمة 9 مليار    ملف يلا كورة.. الكونفدرالية زملكاوية    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    الشماريخ تعرض 6 لاعبين بالزمالك للمساءلة القانونية عقب نهائي الكونفدرالية    قبل إغلاقها.. منح دراسية في الخارج للطلاب المصريين في اليابان وألمانيا 2024    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    تعرف على أهمية تناول الكالسيوم وفوائدة للصحة العامة    كلية التربية النوعية بطنطا تختتم فعاليات مشروعات التخرج للطلاب    الصحة: طبيب الأسرة ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    خبيرة ل قصواء الخلالى: نأمل فى أن يكون الاقتصاد المصرى منتجا يقوم على نفسه    حظك اليوم برج الدلو الاثنين 20-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    منسق الجالية المصرية في قيرغيزستان يكشف حقيقة هجوم أكثر من 700 شخص على المصريين    اليوم.. محاكمة طبيب وآخرين متهمين بإجراء عمليات إجهاض للسيدات في الجيزة    اليوم.. محاكمة 13 متهما بقتل شقيقين بمنطقة بولاق الدكرور    مسؤول بمبادرة ابدأ: تهيئة مناخ الاستثمار من أهم الأدوار وتسهيل الحصول على التراخيص    بعد الموافقة عليه.. ما أهداف قانون المنشآت الصحية الذي أقره مجلس النواب؟    ارتفاع كبير في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 20 مايو 2024    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخطط «بلاك بلوك» و«الأناركيين» لنشر الفوضى فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير
نشر في الشعب يوم 26 - 01 - 2013

الفوضويون الجدد فى بيان: وعدناكم بمحاصرة «الاتحادية» وبحرق مقرات الجماعة وأوفينا بوعودنا.. ويوم 25 يناير سنشعل النار فى القطارات!
أين «الأمن الوطنى» والأجهزة التى كانت ترصد دبيب النمل أيام مبارك وأصبحت لا ترى ولا تسمع فى عهد مرسى؟!
يوم الثلاثاء الماضى 15 يناير، ظهرت مجموعات قليلة من الشباب المصريين الفوضويين فى محطتى القطار الرئيسيتين فى القاهرة والإسكندرية، وبدءوا تعطيل كل القطارات المسافرة بدعوى الاحتجاج على حادث قطار البدرشين جنوب مصر الذى قُتل فيه 19 من المجندين الجدد وأصيب قرابة 180 بسبب تهالك القطارات منذ عهد النظام السابق وانتشار الفساد فى هذا المرفق الحيوى.
وقد عطلوا بالفعل عدة قطارات واشتبكوا مع الشرطة، فألقت قوات الأمن القبض على عدد منهم، فكانت المفاجأة أنه بدلا من أحالتهم إلى النيابة حضرت قيادات من وزارة الداخلية وأطلقت سراحهم!.
هؤلاء الشباب الذين يرتدون ملابس سوداء، وظهروا فى كل المناطق التى شهدت مواجهات بين المتظاهرين الإسلاميين واليساريين أو مع الشرطة، وهم يحملون زجاجات المولوتوف والخناجر، ويهددون بالعنف وتعطيل القطارات والمواصلات العامة والهجوم على مؤسسات الدولة وحرقها وقتال الشرطة لو تدخلت لوضع حد لهذه الفوضى.. هم التطور الطبيعى للسلوك الفوضوى اليسارى الذى ظهر بعد الثورات والصحوات العربية فى مصر ودول عربية أخرى، ممن يدعون أنهم (الأناركيون المصريون) الذين ينتمون إلى الفكر اليسارى الغربى المسمى (الأناركية) (Anarchism) الذى ظهر بعد ثورة 25 يناير بين بعض الشباب المقلدين لما يرونه على شاشة الكمبيوتر.
أحدث التقاليع الغربية التى يقلدها هؤلاء الشباب الفوضوى بفعل التأثر بالعولمة عبر شاشات الكمبيوتر؛ أصبح يسمى الآن (الكتلة السوداء) (BLACK BLOC) وهى مجموعات فوضوية يسارية ترتدى الملابس السوداء وتحمل العصى والخناجر وزجاجات المولوتوف، انتشرت فى أوروبا لتحطم زجاج السيارات والمحال التجارية وتشوه الحوائط بالشتائم والسباب بدعوى محاربة بطش الحكومات.
دخلنا على صفحتيهم على «فيس بوك» و«تويتر» اللتين يسمونهما الكتلة السوداء المصرية Egyptian black bloc فوجدناهم يقولون: «عشان بس الناس اللى بتقول إحنا بتوع كلام وخلاص ومجرد صفحة.. إحنا نزلنا وقفلنا المحطة وأوقفنا جميع القطارات الموجودة بالمحطة وكسرنا قطرين عشان كانوا هيدوسوا علينا»، ويكتبون: «وعدناكم من قبل بمحاصرة القصر الجمهورى ووعدناكم بحرق مقرات الجماعة وأوفينا بوعودنا»!.
ويقولون إن أفعالهم لن تكون مسيرات احتجاجية، بل ستكون إجراء مباشرا ضد الحكومة وضد الأجهزة الحكومية؛ لإلحاق الخسائر المادية بالدولة، وأعلنوا تحديهم الصارخ للسلطة، قائلين: «نقف ضد النظام والقانون»، ويؤكدون أنهم يستعدون من الآن ليوم 25 يناير ب«قنابل الدخان» و«المولوتوف المبتكر» وبمفاجآت أخرى!!.
بل إن صفحتهم تعهدت بنشر رسومات توضيحية حول تحضير أدوات القتال، مثل «أقوى أنواع المولوتوف»، و«طرق لتصنيع قنابل حارقة وقنابل جرثومية وقنابل سامة وقنابل دخان وقنابل صوت»، وأحدهم (مهندس) نشر تفاصيل صناعة المولوتوف بالصور على صفحته، كما تعهّدوا بتنظيم فرق فى كل المحافظات «من أجل إسقاط النظام الحاكم»!!.
الحركة تقول على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، إنها ليست تابعة لأى جهة أو حزب أو حركة سياسية، وإنها حركة مستقلة تماما، لكنها تقول: «نحن المشاغبون فى كل الجمهورية.. نحن من لا نجعلكم تنامون.. نحن من نُقلق راحتكم أيها النظام الحاكم.. نحن الذين ننتشر كفيروس فى هذا الجسد الذى حكمه خائنون.. نحن الداء والدواء»!!.
صحف ليبرالية ويسارية تروج لهم
الأغرب أن تعليقات الصحف الليبرالية واليسارية، مثل «الفجر» و«الوطن» و«بوابة (الوفد) الإلكترونية»، هللوا لهذه الظاهرة السوداء، وروجوا للشعارات المضللة التى يرفعها هؤلاء الشباب مثل «المجد للمشاغبين»، و«رسالة للاستعمار»، و«سلمية ماتت ولن تعود»، و«وبدأ النضال المسلح»، ولا نعرف عن أى استعمار يتحدثون، ولا أى نضال مسلح. ويبدو أنهم ينقلون مصطلحات اليسار الغربى كما هى «عميانى»، وبجوارها قناع أسود وعلى يمينه خنجر!.
بل إن بوابة الوفد الإلكترونية روّجت لها بتقرير بعنوان «الكتلة السوداء.. آخر عنقود الحركات الثورية»، وأنها «ظهرت ردا على عمليات ميليشيات الإخوان فى الاتحادية»!!؛ وذلك رغم أن هؤلاء الفوضويون يهددون باستخدام الشغب والعنف فى أحداث 25 يناير القادمة، بنشر تلك الصورة على صفحتها على موقع «فيس بوك» عبر تكتيك يسمى «الكتلة السوداء»؛ أى الظهور بملابس سوداء ليبدوا وسط الميدان ككتلة سوادء، وهو تكتيك ظهر منذ أربعين عاما فى أوروبا، ويعد طريقة يسارية للتعبير عن الاحتجاج والهجوم وتدمير المنشآت الحكومية، بزعم الدفاع من وحشية النظام. وهنا يتحدثون عن مزاعم سيطرة الإخوان على السلطة.
من هم «بلاك بلوك»؟!
هم شباب ملثم، يرتدى ملابس سوداء وأقنعة، يتدربون على استخدام الألعاب النارية والمولوتوف فى التظاهرات والاحتجاجات، لديهم قدرات عالية فى أعمال الشغب، ويطلقون على أنفسهم اسم «بلاك بلوك BLACK BLOC»، وقد بدءوا الإعلان عن أنفسهم والظهور على الساحة السياسية مؤخرا على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
اتجاههم السياسى هو معارضة النظام الحاكم، لكن بأسلوب مختلف: الأعمال التخريبية التى تستهدف المنشآت الحكومية، ويعتبرونها تعبيرا عن «صدهم لوحشية النظام». وفى يناير هذا العام، دشنت الكتلة السوداء صفحتها على موقع «فيس بوك» كأول ظهور لها، وكتبت معلومات خاصة بها على صفحتها، من أن مشاركتها ستكون فى «التكتيكات الهجومية وتدمير المنشآت الحكومية»، لكن الغرض الحقيقى حسب تبريرهم للعنف هو «الدفاع عن النفس من وحشية النظام». وتتخذ الكتلة السوداء من العلم الأسود رمزا لها. ولم تقتصر هذه الكتلة على مصر فقط؛ فقد جرى تدشينها فى دول عربية أخرى؛ منها المغرب.
يقوم تكتيكهم على كتلة من المتظاهرين يرتدون رداء موحدا، ويصدون هجمات الشرطة باستعداداتهم بالدروع والخوذ، وتتسلح المجموعة بالمولوتوف والألعاب النارية والحجارة، ويقلدون عمليات جماعات أناركية يسارية فى أوروبا وأمريكا فى استهداف وتحطيم واجهات المحلات الشهيرة، مثل «ماكدونالد» و«ستاربكس» باعتبارها رموزا للرأسمالية، بخلاف تدمير زجاج «المولات» التجارية وسيارات الشرطة.
الشباب المصرى الذى اتبع الأسلوب نفسه مؤخرا، كتب على «فيس بوك» يدعو أنصاره إلى الاستعداد لثورة 25 يناير بتجهيز إطارات سيارات قديمة لحرقها، ومولتوف وقنابل دخان وقنابل صوت، ونشروا رسومات توضيحية لكيفية تجهيز المولوتوف.
وهاجمت حركة «الكتلة السوداء - بلاك بلوك» ما سمته «ممارسات جماعة الإخوان المسلمين لوضعها قواعد اللعبة السياسية»، على حد قولهم، مشيرين إلى أن القاعدة الوحيدة التى تحكم الآن هى الصراع السياسى بالذراع !، ونشرت الحركة صورا وفيديوهات توضح قدراتهم المختلفة وأساليبهم المتنوعة فى مقاومة الشرطة وافتعال حالات الفوضى فى بعض الدول الأجنبية.
وهددت: «انتظرونا من أول يوم 25، سنتوجه إلى محطات القطارات، وسنمنع القطارات من التحرك.. سنجمع أى معوقات نجدها فى المحطات لنضعها فى طريق القطارات.. إذا تم احتجاز أى فرد فى أى محطة فى أى محافظة، سنشعل النار فى محطات الجمهورية، ونحتجز فردين من الجهة التى ستقوم باحتجازه فى أى محافظة أخرى.. اجمعوا أكبر عدد من الزجاجات لاستخدامها فى المولوتوف»!.
«الأناركية» وهدم مؤسسات الدولة
لهذا فكرهم هو امتداد لفكر مجموعة «الأناركية» الذين يدعون إلى كسر هيبة الجيش وتحطيمه، وتدمير وهدم مؤسسات الدولة، وقادتهم هم قادة وأعضاء تيار وحركات يسارية توزع منشورات فى الشارع الآن، تحث فيها على هدم نظام الحكم وإقصاء الرئيس محمد مرسى ومواجهة ما يسمونه «حكم الإخوان».
وهم يؤمنون بأن المجتمع يجب أن يدير نفسه بنفسه عبر المنظمات التطوعية بلا حكومة ولا رئيس؛ أى حالة اللا دولة؛ لذلك كان يطلق على هذا المذهب السياسى الاجتماعى الفلسفى اسم «الفوضوية Anarchism»!!.
والمنتمون إلى هذا المذهب من شباب اليوم، خصوصا من الحركات اليسارية أو الاشتراكية وبعض الشباب الليبرالى؛ يرون أن الحل هو هدم النظام الموجود؛ لهذا يربط كثيرون بين ظهور هذه «الأناركية» ثم «الكتلة السوداء» فى مصر وبين حالة الفوضى وحرق المؤسسات، ويؤكدون أن لجوءهم إلى الفوضى والعنف ناتج من ضعفهم وعجزهم عن مقارعة التيار الإسلامى عبر صناديق الانتخابات؛ لهذا بدأت رموزهم التى تدعو للمفارقة إلى «المواطنة»، تصف الشعب بأنه «جاهل»، وتطالب بالحَجر على ثلث المصريين ومنعهم من التصويت فى الانتخابات بدعوى أنهم «أميون» يصوتون لصالح الإسلاميين!.
بمناسبة ذكرى الثورة
«الشعب» تفتح الصندوق الأسود لمهندس الأحداث الدموية فى مصر «ممدوح حمزة»
اسمه مسجل فى المحضر رقم 58 أحوال لسنة 2011 فى استقطاب وتمويل بلطجية.. ومع هذا قررت نيابة عبد المجيد محمود إخلاء سبيله!
كتب : أحمد جمال عبد الناصر
تأتى الذكرى الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير العظيمة، تواكبها ذكرى مولد سيد الخلق رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. والطبيعى أن يكون لذلك الحدثين العظيمين استعدادات بأجواء احتفالية لا يمكن أن تقل بهجة عن يوم العيد، لكن الواقع يعكس قلقا بالغا ينتاب السواد الأعظم من الشعب المصرى؛ بسبب ما يتواتر من أخبار الاستعدادات العدوانية للمعسكر الذى يرفض النظام الحاكم، وبالأخص رئيس الدولة الدكتور مرسى.
والشواهد على ذلك كثيرة؛ فما من مناسبة تتصل بذكريات الثورة وما تلاها من أحداث، إلا وتحولت إلى تظاهرات واعتصامات عادةً ما تنتهى بحوادث كارثية، وآخرها ذكرى أحداث محمد محمود وما سبقها من أحداث أكثر دموية، كحريق المجمع العلمى، وأحداث مجلس الوزراء، حتى أصبح المصريون يتمنون مرور يوم عيد ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير بسلام، ولسان حالهم يقول: «بأية حال عدت يا عيد؟!».
«الشعب» تفتح هنا الصندوق الأسود لمهندس الأحداث الدموية فى تلك المناسبات، بداية من حريق المجمع العلمى، ونهاية بالأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر، وعلى رأسها حصار الاتحادية، وقبله الاشتباكات الدموية مع الشرطة فى شارع محمد محمود.. إنه المهندس ممدوح حمزة؛ الرجل الخارق الذى لم يجرؤ قضاء مصر الشامخ على إدانته رغم ثبوت صلته الوطيدة بجُل الحوادث المؤسفة التى ألمّت بمصر وراح ضحيتها العديد من خيرة شبابها من مختلف الانتماءات والتيارات، وتمويلها لمن يتسببون بهذه الأحداث.
نظرة رضا يا ست!!
«ممدوح حمزة» اسم طفا على سطح السياسة فى مصر فجأة عقب قيام الثورة، لكن فى ثوب جديد من الوطنية المزعومة، لا سيما أن تاريخه قبل الثورة كان على النقيض تماما؛ إذ كان دءوبا فى العمل والسعى بجدية من أجل كسب رضا الأسرة المالكة فى مصر آنذاك، خاصة سيدة القصر سوزان مبارك.
وكان الطريق صعبا من أجل كسب رضا سوزان مبارك، ومن ثم الفوز بكرسى وزارة الإسكان. ومن أجل ذلك، أعلن لسوزان أنه سيتولى العمل متطوعا ودون مقابل بمشروع مستشفى سرطان الأطفال المعروفة 57357، ليتحول الأمر بعد ذلك إلى «سبوبة» كبيرة، خاصة بعد التبرعات المهولة التى جُمعَت من أجل ذلك المشروع، التى أكد الخبراء والمتخصصون أنها أموال كانت تكفى لإقامة 5 مستشفيات أخرى مثل 57357. وبعد اكتشاف مخالفات فنية ومالية جسيمة، استُبعد حمزة من المشروع.
على أن الإصرار والتحدى من أجل نيل القبول لدى قرينة مبارك الحاكمة الفعلية لمصر آنذاك، كان من أهم سمات ممدوح حمزة؛ فقد أصدرت سوزان مبارك قرارا بتعيينه استشاريا لمشروع مكتبة الإسكندرية، خاصة أنه كان يعرف «من أين تؤكل الكتف»؛ فقد استطاع أن يتقرب إلى إسماعيل سراج الدين رئيس مجلس إدارة مكتبة الإسكندرية بعد إنشائها، الذى أقنع بدوره سوزان بأهمية وجود حمزة فى المشروع، على الرغم من أن الذى أعد المشروع من الألف إلى الياء كان مكتبا استشاريا عالميا، بعد أن فاز بالمناقصة التى أعلنت عنها الدولة آنذاك، ثم جاء ممدوح حمزة ليدعى كذبا أنه هو من تولى عملية إنشاء مكتبة الإسكندرية؛ إذ كان استشاريا بالمشروع!.
صفقة حمزة مع الأمريكان
وكانت فضيحة كبرى لممدوح حمزة الذى ضرب أروع الأمثلة فى خيانة الوطن؛ حين كان مستشارا هندسيا لهيئة كهرباء مصر، التى كانت قد أوكلت إلى شركة أمريكية مشروع إنشاء محطة رفع الصرف الصحى ومحطة الكهرباء بشارع جميلة أبو حريت بالإسكندرية، وكان طرفا فيها المكتب العربى للتصميمات الهندسية، وكان المقاول هو الشركة الأمريكية التى ضربت بكل الأعراف الهندسية ومواصفات الجودة العالمية عرض الحائط، وسلمت المشروع به عيوب هندسية خطيرة. ورغم رفض المستشار الهندسى لشركة كهروميكا وقتها الدكتور جمال نصار، استلام المشروع ومعه المهندس جورج حليم ممثلا للمكتب العربى؛ فإن ممدوح حمزة وافق على استلام المشروع من الشركة الأمريكية بعد صفقة مشبوهة عُقدت بمقر المعونة الأمريكية بالمعادى، كان مقتضاها موافقة حمزة على تسلم المشروع مقابل عطايا المعونة الأمريكية ممثلة فى مشروعات لحمزة حصل بها على مبالغ خيالية. وعلى الرغم من أن الدكتور جمال نصار أقام دعوى قضائية ضد كل من المقاول الأمريكى وممدوح حمزة، وبالفعل حكمت المحكمة بإدانة حمزة وشركائه الأمريكان، فإنه لم ينل الجزاء المناسب.
ممدوح حمزة و«المقاولون العرب»
كانت العلاقات الشخصية، خاصة علاقة حمزة بإبراهيم محلب رئيس شركة «المقاولون العرب»، هى السبب فى تولى حمزة كثيرا من الأعمال الخاصة بالشركة وبأبهظ التكاليف. وكانت «المقاولون العرب» «وش السعد» على حمزة، وسببا رئيسيا فى دخوله نادى المليارديرات؛ إذ كان يتولى بشكل خاص مشاريع إنشاء الكبارى، خاصة أنه كان يعلم ولع المخلوع بإقامة الكبارى، كما أن ممدوح حمزة يمتلك شركة توريدات هندسية بالدقى، وللتحايل على القانون سجلها باسم زوجته.
الصراع المخابراتى ضد إبراهيم سليمان
خاض ممدوح حمزة صراعا ضد محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق والمحبوس حاليا؛ من أجل الفوز بثقة سوزان مبارك، طمعا فى كرسى وزارة الإسكان الذى كان حمزة يرى أنه الأجدر به. وقد استغل الأخير نفوذه فى المخابرات المصرية، كما استغل فظاظة حمزة وسرعة انفعاله، فسلط عليه عميلا مصريا مقيما فى إنجلترا تمكن من تسجيل مكالمة لحمزة فيها إساءات للمملكة المتحدة والمخابرات البريطانية وسليمان. وبعد وصول التسجيل إلى اسكوتلانديارد اعتُقل حمزة سنتين ونصفا.
حمزة ممول الجرائم السياسية الكبرى
وكان دور حمزة على ساحة الإحداث بعد الثورة، أهم الأدوار فى سبيل العمل على إحراق مصر فى أى فرصة تسنح له، ويبذل من أجل ذلك الغالى والنفيس. وبالأدلة الرسمية واعترافات المتهمين وشهادة الشهود، اشترك حمزة فى إدارة الأحداث المؤسفة التى سالت إبانها دماء المصريين، ومنهم الشيخ عفت الذى راح ضحية على أيدى بلطجية كان ممدوح حمزة يمولهم؛ إذ تمكن أهالى منطقة عين الصيرة بمصر القديمة من الإبلاغ عن شباب أمسك بهم المواطنون بجوار مخزن الأنابيب المقابل لحديقة الفسطاط؛ وذلك أثناء عرضهم أموالا على بعض أصحاب ورش الميكانيكا والحرفيين مقابل شراء بنزين من محطة الوقود الواقعة بجوار الحديقة التى تديرها القوات المسلحة.
وفور تلقى البلاغ، قبض كل من العقيد أيمن الصعيدى مأمور القسم والعقيد البهى أبو شادى نائب المأمور؛ على المتهمين، وهم: محمد محمد، ومحمود ياسين، وأحمد أشرف، وبحوزتهم مبلغ مالى نحو 3000 جنيه ومطواتان قرن غزال، وعلبة «كُلة»، و«جركن» كبير ممتلئ بالبنزين. وبشهادة الشهود، أقر المتهمون بأنهم حصلوا على المبالغ المالية من المدعو محمد سيد الشهير بمحمد سوكة الذى يتردد دوريا على فيلا مملوكة لممدوح حمزة تقع بشارع السبع سواقى المتفرع من شارع قصر العينى، كما اعترفوا بأن «سوكة» يتلقى تعليماته من طارق الخولى الذراع اليمنى لحمزة، الذى أعطاهم الأموال بقصد شراء بنزين لاستخدامه فى إحراق المنشآت العامة والاعتداء على رجال الشرطة إبان أحداث مجلس الوزراء، كما اعترفوا بتورطهم فى حريق المجمع العلمى.
والمثير أن المتهمين اعترفوا بتقاضيهم مبالغ تتراوح من 160 إلى 200 جنيه يوميا، بخلاف الأقراص المخدرة التى كانوا يحصلون عليها من «سوكة» مقابل ما كانوا يفعلونه فى التحرير من إحراق البلاد. وكل هذا ثابت فى المحضر رقم 58 أحوال لسنة 2011، وفى تحقيقات نيابة مصر القديمة ونيابة السيدة زينب. وعلى الرغم من كل هذا، قررت نيابة عبد المجيد محمود آنذاك إخلاء سبيل مهندس إحراق مصر ممدوح حمزة!.
استقطاب البلطجية لبث الفوضى
ولأن حمزة يعرف أنه كتاب مفضوح أمام الطبقة المثقفة من شباب مصر؛ اتجه نحو الفئة العاطلة والبلطجية ليكونوا جنوده وحملة لواء شعاره «معا من أجل إحراق مصر»؛ إذ تعقد حركة 6 أبريل جبهة طارق الخولى، اجتماعات فى الفيلا رقم 28 حارة السبع سواقى المتفرعة من شارع قصر العينى، لأعضائها دوريا. وكان أحد التكليفات توزيع المنشورات التى تحث على التمرد والفوضى واستقطاب البلطجية والمسجلين. وكل هذا ثابت فى المحضر رقم 82 إدارى لسنة 2012 المحرر بقسم شرطة مصر القديمة ضد كل من حسن حافظ كامل (19 سنة طالب)، ومحمود زكريا محمد (26 سنة بائع ملابس)، وشريف محمد محمد (26 سنة سروجى)، ومحمود حسام عيد (19 سنة طالب)؛ إذ أبلغ عنهم أهالى منطقة الجيارة رجال الشرطة، أنهم يحرضونهم على التظاهر والاعتداء على رجال الشرطة والقوات المسلحة؛ وذلك إذا وُجدوا فى شارع المرأة الجديدة بمنطقة الجيارة دائرة قسم شرطة مصر القديمة. واعترف المتهمون فى التحقيقات بأنهم مكلفون من المدعو طارق الخولى بتوزيع منشورات وملصقات تحرض على الإضراب والتظاهر وكراهية القوات المسلحة والشرطة، وأنهم يستهدفون المناطق الفقيرة، كما اعترفوا بتلقيهم مقابلا ماديا من ممدوح حمزة.
الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.