اشتعال أزمة «نقص الدواء».. و«الصحة» تحرك أسعار 38 صنفًا أبرز الأدوية الناقصة: «تيراميسن» و«أوتريفين» و«كومبيفنت» و«فيوسيدين» و«اسينشيال فورت» و«سيدوفاج 1000 مجم» و«وبون وان» و«الجازون» و«سيدالاك ملين» مصطفى إبراهيم: على الحكومة إعادة النظر فى تسعيرة بعض الأدوية د.خيرى مقلد: الشركات فى حاجة إلى ربحية تتناسب مع ما تنفقه من أموال د.جلال غراب: الأزمة ترجع إلى سوء تخطيط العاملين بالمجال سواء القطاع الخاص أو الحكومة نقيب الأطباء الأسبق: المستوردون زودوا من حدة الأزمة.. وتكرارها يفتح الباب لصناعات «بير السلم» وليد شوقى: تحريك أسعار الدواء ضرورى لمواجهة نقص الأصناف نقص الأدوية والمستلزمات الطبية من المستشفيات والصيدليات أصبحت أزمة متكررة، وتعددت تفسيراتها ومبرراتها دون تقديم حلول لها، ولاحظنا خلال الأسابيع الماضية اختفاء بعض الأنواع الحيوية من الأدوية التى لا غنى عنها لذوى الحالات المزمنة، مثل أدوية القلب والضغط والذبحة الصدرية، فما هو سر اختفاء هذه الأدوية وما البديل الممكن لتخطى هذه الأزمة؟ هذا ما ستطرحه «الشعب» على المختصين والمهتمين وذوى الخبرة فى المجال الدوائى فى التحقيق التالى. ووفقًا لمنشور وزارة الصحة والسكان فإن أبرز الأدوية الناقصة هى عقار «ميكوناز أورال» جيل لعلاج عدوى العين ومثيله «تيراميسن» مرهم عين، و«أوتريفين» نقط لاحتقان الأنف وبديله «أوكسيمت»، و«كومبيفنت» بخاخ لعلاج الأمراض الصدرية، و«كلينيل كومبوزيتم» بخاخ وبديله «فنتال» بخاخ، و«أفيل ريتارد» مضاد للحساسية وبديلها «اناليرج 4 مجم»، و«لوكاكورتين» كريم مضاد للالتهابات موضعى وبديله «بنوفات كريم». وينقص من الأدوية أيضًا ال«فيوسيدين» مضاد حيوى موضعى ومثيله «فيوسى توب كريم، و«اسينشيال فورت» لتحسين وظائف الكبد وبديله «هيبافورت» كبسول، و«كونترولوك» لقرحة المعدة ومثيله «بانتوبرازول»، وغيرها من الأدوية المتعلقة بعلاج القولون العصبى والتقرحى والحموضة وعلاج تجلط الدم، وأمراض القلب «بيتالوك» ومثيله «لو برس 100 مجم» أقراص، وضغط الدم المرتفع، والأمراض النفسية، وعلاج السكر «سيدوفاج 1000 مجم» وبديله «جلوكوفاج»، و«وبون وان» لعلاج العظام والكساح، و«الجازون» لآلام العظام، و«سيدالاك» مليّن وبديله «دوفالاك». تحريك الأسعار اتهمت وزراة الصحة والسكان على لسان د. محسن عبد العليم، رئيس الإدارة المركزية للصيدلة، وسائل الإعلام بافتعال الأزمة من خلال تضخيم أخبار عن نقص الدواء وارتفاع أسعاره، مشيرًا إلى أن القرارت التى تصدر وتنظم قواعد تسعير المستحضرات الصيدلانية تراعى أن المواطن المصرى لا يشمله التأمين. ونفى «عبد العليم» زيادة أسعار ما يقرب من 520 صنفًا دوائيًّا، مؤكدًا أنه تم تحريك أسعار 38 دواء حتى الآن، مشيرًا إلى أن الدواء المصرى هو أرخص دواء فى العالم كله؛ إذ إن 29% من الأدوية المصرية أقل من 5 جنيهات، و25% منه تتراوح أسعاره من 5 إلى 10 جنيهات، وأن 77 صنفًا فقط ناقصًا بالأسواق وأن الإدارة تصدر نشرة دورية تتضمن بدائل الأدوية الناقصة. وأوضح رئيس الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة، أن تحريك تلك الأسعار تبدأ من 25 قرشا إلى جنيه واحد، بما يسمح للشركات باستمرارية إنتاجه، مشيرًا إلى أن القائمة التى قدمتها غرفة صناعة الدواء لزيادة أسعار 1000 مستحضر دوائى تم رفضها تمامًا. تعطيش السوق قال د. مصطفى إبراهيم، وكيل وزارة الصحة لشئون الصيادلة ومدير عام التفتيش الأسبق، إن الأزمة التى يشهدها سوق الدواء حاليًا سببها الإدارة العامة للشئون الصيدلية، وضعف الرقابة على الشركات المنتجة للدواء؛ ففى السابق كان يتم إصدار نشرة دورية عن الأدوية الناقصة فى السوق، أما الآن فتصدر خلال الأزمات فقط. وأكد إبراهيم أن الأزمة ترجع إلى عملية تعطيش السوق من قبل شركات الدواء الخاصة حتى ترفع من أسعار الدواء فى السوق، مشيرًا إلى أنه لا علاقة بين الأزمة الاقتصادية والمشكلة القائمة حاليًا فى الدواء، وأن على الحكومة أن تعيد النظر فى تسعيرة بعض الأصناف من الأدوية وتدخل القطاع بشكل أكبر من ذلك، لأنه لا يعقل أن يكون هناك دواء ثمنه 1.5 جنيه وإنتاجه يتكلف الأضعاف. مسئولية الوزارة وأكد د. محمد خيرى مقلد، وكيل كلية طب عين شمس ونائب رئيس جامعة 6 أكتوبر السابق، أن جميع الأدوية مهمة سواء كانت لأمراض مزمنة أم لا؛ فهى تهم صحة المواطن المصرى، وعلى هذا الأساس فإن نقص أى دواء هو مسئولية وزارة الصحة، وعليها أن تجد الوسيلة للخروج من هذا المأزق لأنها تسبب قلقًا عند المواطن والصيدلانى. وأوضح «خيرى» أن أسباب نقص الأدوية فى السوق أن بعضها موجودة منذ سنوات ولم تتحرك أسعارها مما سبب خسارة كبيرة للشركات المنتجة وعلى الدولة أن تراعى ضرورة أن تحقق هذه الشركات ربحية مقبولة بما لا يسبب عبئًا فى الوقت نفسه على كاهل المواطن المصرى، مشيرًا إلى أن لدينا شركات تصنيع أدوية على أعلى مستوى، ويجب فتح الاعتماد المالية لهذا الشركات لاستيراد المواد الأساسية لصناعة الأدوية حتى لا تحدث مثل هذه الأزمات. وأشار وكيل طب عين شمس إلى أن هناك بعض الأدوية التى تعالج أمراض السكر والقلب والكلى فيها نقص شديد، ويخرج المريض فى رحلة البحث عن الدواء من صيدلية إلى أخرى، مشيرًا إلى أن صحة المواطن المصرى لا تقبل التأويل أو المساومة. واجب قانونى من جانبه أكد الدكتور جلال غراب، رئيس الشركة القابضة للأدوية السابق، أن أزمة الأدوية التى نراها الآن طبيعية ومبالغ فيها، والسبب فيها كثرة عدد الشركات وإصدارها المنتج نفسه، بالإضافة إلى سوء التخطيط من قبل العاملين بالمجال، سواء القطاع الخاص أو الحكومة، مشيرًا إلى أن ما يحدث لا علاقة له بالأزمات الاقتصادية التى تعانى منها البلاد؛ لأنه فى السابق كان هناك أزمة حادة فى الدولار أكثر منذ ذلك، والأدوية كانت متوفرة، أما الآن الوضع الاقتصادى فمستقر. وشدد على أن توفير الأدوية هو واجب قانونى على الحكومة، وعليها توفير جميع المستحضرات الطبية اللازمة والضرورية، وخاصة تلك التى يستخدمها قطاع عريض من الشعب المصرى، مثل أدوية السرطان والسكر والحمى الروماتزمية سواء عن طريق التصنيع فى الداخل أو الاستيراد من الخارج. أزمة المستوردين فيما يرى د. حمدى السيد، نقيب الأطباء الأسبق، أن الأدوية مثلها كأية سلعة تواجه عدة صعوبات اقتصادية، ولكن دخول المستوردين فى مجال الدواء زاد من حدتها، مشيرًا إلى أن بيع شركات قطاع الأعمال لمستثمرين أجانب وعرب، دمر الصناعة الوطنية وفتح الباب لدخول بعض الدول لاختراق صناعة الدواء فى مصر. وأكد «السيد» أن الخروج من الأزمة لن يكون إلا بضبط الرقابة على منافذ بيع وتوزيع الدواء، والضرب بيد من حديد المتكاسلين فى وزراه الصحة، مشيرًا إلى أن تكرار مثل هذه الأزمة سيفتح الباب إلى تفاقم صناعة «أدوية بير السلم». ضرورة حتمية قال د. وليد شوقى، عضو شعبة «أصحاب الصيدليات» بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن تحريك أسعار بعض أصنافٍ من الدواء ضرورةٌ حتمية لمواجهة الأزمة، موضحا أن الزيادة فى الأسعار يجب أن تكون على الأصناف التى يقل ثمنها عن 20 جنيها، مؤكدًا أن هناك بعض الأصناف يصل سعرها إلى جنيه واحد، فى حين أن المواد الخام المستخدمة فى تصنيعها تفوق ثمن بيعها فى الأسواق. «برواز» منفصل ونننشر عددًا من بعض الأدوية التى تضمنتها قائمة الأسعار الجديدة: مستحضر «أندوميثاثين» لبوس، إنتاج شركة إدكو، كان سعره 2.25 للشريط وأصبح سعره 2.50 للشريط.. مستحضر«ريفو» أقراص، إنتاج شركة إدكو، كان سعره 20 قرش /4 أقراص، وأصبح سعره 75 قرشا /10 أقراص.. مستحضر «كانديستان» بخاخ، إنتاج شركة إدكو، كان سعره 8 جنيهات، وأصبح سعره 10 جنيهات.. مستحضر«سوميناليتا الكسير» إنتاج شركة الإسكندرية, كان سعره 1.30, وأصبح سعره 3.5.. مستحضر«سالبوفينت» شراب، إنتاج شركة الإسكندرية، كان سعره 3 جنيهات، أصبح سعره3.5.. مستحضر «سيبتازول» شراب, إنتاج شركة الإسكندرية, كان سعره 3.5, أصبح سعره 4.5.. مستحضر «ستريم» شراب، إنتاج شركة ممفيس، كان سعره 3.5 جنيهات، أصبح سعره 4.5 جنيهات. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة