ضمن الحقوق الاصيلة المتعارف عليها منذ قديم الازل,حق الانسان في أنفاس نقية لا تستهلك رئتيه أو تصيبها باحد رسل الموت كالربو وحساسية الصدر والتهابات العيون ,ولكن ناتج تضائل قيمة الارواح علي أجندة الحكومات هو أعتبار أن الحديث عن هواء نقي هو أحد توافه الامور,علي نحو كون المصري أعتاد العيش في ظل الموت أينما حل وأن الحلول أكبر من سياسات حكومات تاتي وترحل ويبقي أسلوبها الاوحد في التعاطي مع الاضرار وعدم القضاء عليها .. في السطور المقبلة تحاول "الشعب"لفت الانظار لابخرة الموت المتصاعدة من مكامير الفحم بالقليوبية التي أضحت بندا أخر ضمن قائمة مسببات الموت التي تعج بها معيشة المصريين.. رغم عدم مرور سوي شهر ونصف علي قرار الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية بإغلاق جميع مكامير الفحم على مستوى المحافظة ووقفها عن العمل لمدة 3 أشهر للحد من التلوث البيئي وحماية صحة المواطنين الا أن القرار لم يري الواقع الذي طالعته "الشعب" من أستمرار العمل باغلب المكامير وسط حالة من اليأس التي أصابت الاف المواطنين المتاخمين لها لاستمرار متاعبهم الصحية من أثر الادخنة الكثيفة التي تلهب صدورهم ,وقد لوحظ تلوث الهواء طوال 40دقيقة أستغرقها الوصول من ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة حتي مركز طوخ معقل "مكامير الفحم"بالقليوبية . علي طوال طريق خط12الملاصق لمركز طوخ تتناثرأكثر من 215 مكمورة فحم موزعة علي قري أجهور الكبري ,العمار,كومبتين لايفصل بين أحدها والاخر سوي كيلومتر واحد فجميعها مقام علي اراضي زراعية تم تجريفها بالاساس لغرض تخزين الاشجار وتقطيعها في أنتظار تجهيز المكامير لعمليات الحرق التي تبدا منذ الصباح الباكر وذلك حسب راضي حجاج –مالك أحد المكامير- والذي أضاف قائلا أن العمل بالمكامير يوفر فرص عمل لمئات الشباب ويمثل رزقهم الوحيد في ظل عدم وجد فرص عمل أخري وان قرار المحافظ لن ينفذ أبدا –حسب قوله- وأذا كانت الحكومة تقول أننا نلوث البيئة فعليها أن توفر لنا مصدر رزق أخر أو تتركنا في حالنا ,فالمكامير ليست أمر جديد ونحن نعمل بهذة المهنة منذ20عام ولن نترك أحد يعبث بارزاقنا أبدا وبسؤاله عن سير عملية أنتاج فحم قال حجاج أن عملهم يبدأ بتقطيع خشب الأشجار البلدى والفاكهة وتقشيره وتجهيزه ثم وضعه في المكمورة وتغطيتها بالقش عقب أخذ قطع الخشب للشكل الهرمي ثم أشعال النيران بها من الداخل مع الابقاء على فتحات للتهوية داخل المكمور لابقاء النيران مشتعلة وعقب مرور مدة زمنية تتحدد حسب كثافة الاخشاب يتم اطفاء النيران بواسطة المياة ثم تكرار عملية الاشعال والاطفاء مرة أخري حتي أكتمال تفحيم الاخشاب وبعد ذلك تتم التعبئة باجولة وتوزيع الفحم بالقاهرة والاسكندرية والمدن السياحية .. بينما أوضح كمال عبد الرازق –أحد سكان قرية أجهور- أن معاناة الاهالي من أثر التلوث الناتج عن مكامير الفحم قد تخطت الحد دون أي أستجابة من ديوان المحافظة الذي قدمنا له أكثر من الف شكوي مكتوبة علي مدي عشرون عام موثقة بتقارير صحية لبعض أطفالنا توكد تضرر صدورهم من الادخنة السوداء الكثيفة التي تخلفها المكامير ولكن الرد ياتي بالاكتفاء بتحرير محاضر لبعض أصحاب المكامير والانصراف ,وبسؤاله عن مدي تفعيل قرار المحافظ الحالي باغلاق المكامير أكد عبد الرازق أن مكاميرالفحم يصدر لها قرارت أزالة منذ عام 1993ولكنها لم تنفذ حتى الآن وتم منح أصحابها حسب تاكيدات المحافظة أكثر من مهلة للتطوير أو الاغلاق و لكن ظل الحال على ما هو عليه . بينما أشار مصطفي مسعد-أحد سكان قرية كومبتين- أن أصحاب المكامير يهددون كل من يحاول تصعيد شكاوي ضدهم مرتكزين الي عائلاتهم الكبري مثل"ابوعرب -ابوشعير-اولاد عبد الجليل-أولاد عبد الرازق-أولاد عجاج" هذا غير أزالتهم العشوائية لالاف الاشجار من طول طريق مصر-الاسكندرية الزراعي وأضاف مسعد أن عمليات حرق الاخشاب تحجب ضوء الشمس نهارا وتعيق التحرك علي الطرق المجاورة غير ما ينتج عنها من أصابات عديدة بحساسية الصدر والربو والتهابات العيون. وفي نفس السياق أكدت هبة خليفة -أحد قاطني قرية أجهور- إن معظم ألاطفال بالقرية مصابون بحساسية الصدر بسبب التلوث الناتج عن المكاميرغير أصابة 3 حالات العام الماضي بسرطان الرئة ولذلك نحن نطالب بسرعة إيجاد أماكن بعيدة عن المنطقة السكنية لنقل هذه المكامير إليها موكدا أنها أصبحت مصدر خطر علي أغلب السكان بالمنطقة في ظل الزيادة المستمرة في أعدادها ,وتسألت هبة عن سر صدور قرارت عديدة باغلاق المكامير وعدم تنفيذها حتي الان وأختتمت حديثها بقولها "حسبي الله ونعم الوكيل في الي بيتغذي علي دمنا" وقد تخطي أثر الاضرار الصحية للأدخنة السوداء حاجز البشر ليصل ألي حد أفساد المحاصيل الزراعية وذلك حسب أبراهيم عبد الله –مزارع بقرية العمار-والذي أفصح ل"الشعب" عن خسارته العام الماضي لثلث محصول المشمش بارضه بفعل تغير لونه من أثر الادخنة ,وأضاف قائلا أن اصحاب المكامير قاموا بتجريف مساحات واسعة من الاراضي الزراعية لتوسيع مكاميرهم وهذا ما شجع عدد من مالكي الاراضي علي أقامة مكامير علي اراضيهم والقضاء علي الزرع بها نظرا لفائض الربح . وفي محاولة لتقديم حلول للمشاكل البيئية والصحية التي تنتج عن المكامير بخلاف تحويلها الي أفران ذكية وهوما فشل تحقيقه نظرا لكونه يحتاج الي ميزانية ضخمة الحكومة غير قادرة علي تحملها أومالكي المكامير عرض المهندس محمد فرج الصوالحي -رئيس الجمعية المصرية لتطوير وأنتاج الفحم –ل"الشعب" فكرتة التي تعد بديلة للطريقة البدائية في صناعة الفحم وهي الافران المطورة وهي عمل نماذج مصغرة للافران وكيفية معالجتها للاخشاب للحصول في النهاية علي الطريقة السليمة لانتاج الفحم بدون اي خطوره وحسب الصوالحي فأن هذة الفكرة تم تطبيقها في قرية ترسا ولاقت نجاحا كبيرا وتضاعف الانتاج والربح فمتوسط الربح في الطريقة العادية يصل الي 5 الالاف جنية في يوميا يدفع منهم صاحب المكمورة الغرامة البيئية في حين ان متوسط الربح في الطريقة الحديثة (الافران المطورة ) يصل الي 14 الف جنية يوميا وعن الأضرار الصحية الناتجة عن أستنشاق أدخنة المكامير أكدت نادية الطيب أستاذ تلوث الهواء بالمركز القومي للبحوث أن عملية الاحتراق التي تتم داخل المكامير ينتج عنها غاز أول اكسيد الكربون بنسبة تركيز عالية تتخطي المسموح به تصل إلي1500 وحدة في المتر المكعب، في حين أن الحد المسموح به في البيئة الصناعية لايتعدي500 مليجرام في المتر المكعب،وأضافت الطيب أن هذا الغاز السام يسبب الجلطات الدماغية لارتباطه بهيموجلوبين الدم وهذا بالاضافة الي أكاسيد الكبريت التى تتسبب فى إلحاق أضرار بالحياة النباتية والحيوانية كما أن الزيادة المصاحبة فى نسبة أكسيد النيتروجين تتسبب فى تهيج الحويصلات الهوائية فى الرئة وأرتفاع نسب الاصابة بسرطانات الجهاز التنفسي.. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة