العدوان على قطاع غزة مجرد نقطة تصعد بمنحنى الصراع، الصهاينة يعجلون بنهايتهم التى وعد الله بها، اقترب الوعد الحق يا بنى صهيون، بقدر ألمى لألم أهلنا فى غزة بقدر سعادتى بألم الصهاينة، (وَلاَ تَهِنُواْ فِى ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء 104) اقترب الوعد الحق يا بنى صهيون، الحقيقة القرآنية بتحرير القدس باتت وشيكة، كما يقول أخى الأستاذ مجدى أحمد حسين "غزة تقلب الموازين وتدمر نظرية الأمن الصهيونى للأبد"، هذا عهدنا بفلسطين وأهلها. لقد كانت نقاط التغير الحادة فى منحنى الصراع تالية للمقاومة الباسلة وانتفاضة شعبنا فى أرضنا المحتلة، فإذا كانت المعارك تنتهى على موائد المفاوضات فإن الانتفاضات المباركة أجهضت بالمؤتمرات فى محاولة يائسة من الأعداء لوأدها، كانت البداية مع حجر الانتفاضة فى يد الطفل الفلسطينى الذى تحدى دبابات الصهاينة ومدرعاتهم بحجارته فى نهاية الثمانينيات، انتفاضة الحجارة 1987 صمدت لسبع سنوات وانتهت بمؤتمر مدريد، ثم كانت القنابل الاستشهادية لحماس فى العمق الإسرائيلى وفى تل أبيب تحديدا قلبت موازين القوى وأجبرت العالم أجمع المتواطئ مع أمريكا على الاجتماع –24 دولة فى 48 ساعة– فى مؤتمر شرم الشيخ الأول فى منتصف التسعينيات، ثم كانت انتفاضة الأقصى المباركة فى 30 سبتمبر 2000 الموافق لليلة الإسراء والمعراج 27 رجب 1422 ه والتى استمرت لما يزيد على الخمس سنوات وبدأت بنسبة قتيل صهيونى مقابل 40 شهيدا فلسطينيا وانتهت بنسبة قتيل صهيونى مقابل أقل من ثلاثة شهداء فلسطينيين بعد أن حولت الكيان الصهيونى إلى جحيم لا يطاق. وعندما عجز الصهاينة عن مواجهة حجر الانتفاضة والقنابل الاستشهادية وانتفاضة الأقصى المباركة لم تجد بُدّا من بناء الجدار العازل 8 أمتار إلى 12 مترا فوق الأرض. لم تستسلم المقاومة فأبدعت صواريخ القسام التى تعلو الجدار الحاجز مهددة ما يسمى بالأمن الصهيونى. وعندما عجز الصهاينة عن المواجهة لجأوا إلى حصار غزة بمساعدة عملائهم وفى مقدمتهم الرئيس المخلوع، فماذا أبدع أهلنا فى غزة فى مواجهة الحصار؟ حفروا الأنفاق بأظافرهم لتكون شريانا للحياة، مرروا منها الغذاء والدواء والكساء والأهم من كل ذلك السلاح!! دفن الصهاينة مع حلفائهم الأمريكان وبمساعدة الرئيس المخلوع.. دفنوا الستائر الحديدية لتغلق الأنفاق فقام أبطال غزة بثقبها، وها هم اليوم يثقبون القبة الحديدية التى صنعها الحلف الصهيونى الأمريكى لحمايتهم من صواريخ المقاومة الفلسطينية. إنها بشارة النصر، لقد نهضت مصر الثورة وستنهض الأمة معها. انتصارات تلوها انتصارات كان آخرها انتصار الجنوب اللبنانى 2006 وانتصار غزة 2009، غزة العزة. فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى – الإسلامى الصهيونى – هناك حقائق قرآنية (إسلامية) فى مواجهة أساطير صهيونية زيفوا بها التوراة وملأوا بها التلمود والتاريخ لخدمة مطامعهم الاستيطانية والاستعمارية.. وإذا وضعنا هذه الأساطير الصهيونية فى مواجهة الحقائق القرآنية فإن الصراع بيننا وبين الصهاينة واقع حتما.. وإن لم يكن اليوم فغدا، إذن فبديل الحرب ما زال قائما وغير مستبعد؛ فنحن إذن فى فترة هدنة ويجب أن نستغلها بإعداد عدة المواجهة، وخيار المقاومة خيار ضرورى فى فترات الهدنة التى تسبق الصراع الشامل الذى لا يمكن استبعاده. إن المواجهة الأخيرة نقطة تحول مهمة وجديدة فى منحنى الصراع وبداية مرحلة انطلاق جديدة فى تاريخ القضية، إنها عقيدة المقاومة إما النصر وإما الشهادة؛ أما الشهادة فقد ظفر بها المئات ومن قبلهم الآلاف من أهلنا فى الأرض المحتلة، وأما النصر فقد بدت ملامحه إنها بشارة النصر، ولن يكتمل النصر إلا بتحرير الأرض والمقدسات، وتحرير فلسطين وفى القلب منها القدس والمسجد الأقصى حقيقة قرآنية، وعد الله الذى لا يخلف وعده. (فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن يَّتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) (محمد 35) تحذير من الله سبحانه وتعالى بألا نهن أو نضعف، تحذير من التثاقل إلى الأرض لأن مغريات الحياة الدنيا تجذبنا إلى هذه الأرض وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو!!.. تحذير من نبذ الجهاد أو أن تهن عزائمنا بالمهادنة والدعوة إلى السلم كرها للحرب والقتال.. ولماذا نهن ولماذا نضعف ونحن الأعلى؟.. الأعلى بعقيدتنا.. الأعلى بإيماننا.. الأعلى بالحق.. الأعلى بحبنا للشهادة.. ولم لا نكون الأعلى ما دام الله معنا؟.. الأعلى بموازين القوى بمفهومها الشامل التى تتزايد باضطراد لصالحنا، ولمَ لا نكون الأعلى ما دام الله معنا؟.. ***** الخميس 22 نوفمبر الرئيس يواجه الكيد السياسى والتآمر أدعوا الأصدقاء من الثوار الوطنيين المخلصين أن يعيدوا قراءة الأحداث، أن يقرءوا الإعلان الدستورى فى سياقه. إذا جردنا الإعلان الدستورى الجديد من سياقه فنحن أيضا ضد حكم الفرد المطلق وضد الاستبداد وضد الحكم الجبرى وضد الانقلاب على الديمقراطية وضد الديكتاتورية، إذا جردنا الإعلان الدستورى الجديد من سياقه فنحن أيضا مع الشرعية وضد تأليه الرئيس. العكس تماما إذا قرأنا الإعلان الدستورى فى سياقه الصحيح، الإعلان الدستورى إعلان وقتى سينتهى فور إقرار الدستور، أكررها إعلان وقتى - وقتى - وقتى، وفى الدستور الجديد تم تقليل سلطات الرئيس. الإعلان الدستورى ضرورة يحقق مطالب الثورة: يقيل النائب العام - ينشئ نيابة ثورة - يعيد محاكمة قتلة الثوار بعد أن أفسد قضاياهم النائب العام والذى يسانده المستشار الزند - يحصّن مؤسسات الدولة لحين الانتهاء من الدستور. الإعلان الدستورى ضرورة لمواجهة المؤامرات التى تصاعدت فى الآونة الأخيرة. نحن ضد أى إعلان دستورى وضد أى قرارات استثنائية، ولكن للأسف "آخر الدواء الكىّ" كما يقولون، وعنصر المفاجأة للمتآمرين ضرورة. منذ يومين كنت فى إحدى القنوات الفضائية وجميع المتصلين والضيوف المشاركين يتهمون دكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية باللين والضعف ويطالبونه بالأخذ بيدٍ من حديد على يد متظاهرى شارع "محمد محمود" وكنت الوحيد بين الضيوف الذى يقدر موقف الدكتور مرسى وإن طالبته بالحزم ورفضت الاستبداد والتجبر، وطالبت الأمن أن يتحلى بضبط النفس، وأن يفرق بين المتظاهرين والبلطجية، وأن يفرق بين المخالفين أو المعارضين والمتآمرين. المخالفون لا يقبلون بنتائج الديمقراطية ويرفضون مجلس الشعب والشورى والتأسيسية، والمتآمرون منهم يريدون هدم مؤسسات الدولة وألا يسمحوا بعودتها إلا بأغلبية منهم. البعض منهم يمارس سياسة لىّ الأذرع بالتهديد بالانسحاب من الجمعية التأسيسية لهدم المعبد على من فيه إذا لم يستجيبوا لإملاءاتهم. المخالفون يرفضون مرسى ذاته ولا يريدون الاعتراف به رئيسا والمتآمرون يريدون إسقاطه بالعنف أو بإسقاطه مع صدور الدستور الجديد دون أن يكمل مدته، وعندما سأل أحدهم هل يحدث هذا فى أى من دول العالم بعد إقرار دستورها؟ أجاب: نعم حدث هذا فى إنجلترا وإسرائيل. (ولا تعليق). إنه التشوق لمقعد الرئاسة بعد أن كان البعض قد اقترب منه، فلما لا يشككون فى نتائج انتخابات الرئاسة. التلفزيون المصرى يمتلأ بالفلول لمدة أسبوعيا قدحا فى رئيس الدولة، المحكمة الدستورية تصدر حكما ضد انعقاد مجلس الشعب فى 48 ساعة لتنتقص من هيبة الرئيس، النائب العام الذى أفسد الأدلة التى تدين قتلة شهداء الثورة يرفض الخروج الكريم بتعيينه سفيرا فى الفاتيكان فى إهانة جديدة للرئيس، رئيس نادى القضاة يوجه له الإنذار تلو الإنذار انتقاصا من قدره كرئيس للجمهورية، يحشد القضاة ويهدد بالامتناع عن العمل هو ومن يوافقه من القضاة والامتناع عن الإشراف على الانتخابات اتباعا لنفس سياسة لىّ الأذرع. النائب العام أفسد قضايا الشهداء والقانون يمنع عزله والضغط الشعبى يطالب بإقالته أو استقالته، ماذا يفعل رئيس الجمهورية لحل هذه الإشكالية الصعبة؟ حاول حلها بشكل كريم حفاظا على كرامة القضاة ومكانة المنصب الرفيع "النائب العام" ولكن عبد المجيد والزند أفسدا هذا الحل الكريم؟ كما أشرنا الإعلان الدستورى ضرورة لمواجهة المؤامرات التى تصاعدت فى الآونة الأخيرة. إننا نرفض هدم أى بناء دستورى أو تشريعى لأن نتيجة ذلك يعود بمصر عاما ونصف العام إلى الوراء. نرفض إسقاط رئيس منتخب قبل أن يكمل مدته. نسعى لمزيد من الحوار ومحاولة التوافق حول الدستور بدلا من إسقاط الجمعية التأسيسية وتشكيل جمعية تأسيسية جديدة والعودة بمصر ثمانية أشهر إلى الوراء. البعض يحشد الأطفال والبلطجية مقابل الأموال، أحدهم يلتقى بوزيرة الخارجية الصهيونى السابقة (تسيبى ليفنى) التى طالبته بإرباك الرئيس المصرى محمد مرسى فى هذه الفترة بالمشاكل الداخلية يرد علىّ أحد الأصدقاء: "إن السلطة تفسد الإنسان، والسلطة المطلقة تفسد الإنسان فسادا مطلقا"، أقول له معك كل الحق، بل وأضيف قول الكواكبى فى كتابه المشتهر "طبائع الاستبداد": "لو أن حكومة من الملائكة أمِنت المراقبة والمساءلة لتحولت لحكومة من المستبدين والشياطين"، ومن هنا فإننا لن نقبل أن يكون د مرسى ديكتاتورا ونظنه غير مؤهلا للاستبداد، ولا تتمشى شخصيته مع ذلك، وحتى إن فعل سنكون فى مقدمة المتظاهرين ضده. لقد لجأ إلى آخر الدواء.. الكىّ، ولو كان بمقدوره لّ الشمل لفعل، ولكنه الكيد السياسى والتآمر. نكررها لن نقبل بديكتاتورية أو استبداد أو تأليه لحاكم، ولو خرج الدستور ونكث الرئيس بوعده -وهو احتمال غير قائم- فنحن فى مقدمة المتظاهرين الرافضين، فشعب مصر الذى أسقط الدكتاتور المستبد لن يسمح بالاستبداد مرة أخرى بعد أن عرف طريق ميادين الثورة. ونرد على المرجفين، الموضوع خاص برئيس الدولة وبمؤامرات تحاك ضده ممن لا يقبلون بالديمقراطية، الموضوع ليس له علاقة بالمرشد أو مكتب الإرشاد ومن لديه دليل غير ذلك فلينشره على الجميع. ألم تكونوا معنا فى المطالبة بإقالة النائب العام وإعادة محاكمة قتلة الثوار، المشكلة أن المرجفين ليسوا مع استمرار المؤسسات التشريعية المنتخبة وليسوا مع الرئيس المنتخب لأن نتيجة الانتخابات جاءت بتيار مخالف لهم. إن القوى الأخرى يجب أن ترضى بنتائج الديمقراطية وتعيد تنظيم صفوفها لتحقق نتائج أفضل فى الانتخابات القادمة. نحن معكم ضد الديكتاتورية، وضد أى إعلان دستورى، وضد أى قرارات استثنائية، ولكنه وضع مؤقت لحين الانتهاء من الدستور الذى لا يود البعض له أن يرى النور. وبالمناسبة نحن نتحفظ على كثير من مواده، ولكننا فى نفس الوقت نحاول استكمال البناء ونرفض الهدم. إننا نحكم ضمائركم أيها المخالفون، ونحكم حسّكم السياسى وإيمانكم بالديمقراطية. ***** السبت 24 نوفمبر د. ثروت بدوى وكلمة حق الفقيه الدستورى -الدكتور ثروت بدوى على التلفزيون المصرى: الحاكم ملزم بأن يواجه ما يجتاح البلاد الآن من قلاقل وأن يواجه الأحوال الاستثنائية التى تمر بها البلاد من تدمير لمؤسسات الدولة ومنشآتها، والإعلام له دور كبير فى هذا التدمير، وكان لا بد للرئيس أن يواجه التجاوزات الصادرة من المحكمة الدستورية، واتضح أن هناك مؤامرة لمنع تمرير الدستور، وبالتالى وجب على الدكتور مرسى أن يتدخل. وحول رأيه فى الإعلان الدستورى وتغوّل السلطة التنفيذية على السلطة القضائية وتدخلها فى أعمال القضاء أجاب قائلا: هذه الأمور جميعها لا تخضع لرقابة القضاء لأنها من أعمال السيادة، وهو ما يقرره القانون المصرى والقانون الفرنسى، والمحكمة الدستورية العليا هى من تغوّلت وتدخلت فى قرارات مجلس الدولة وقرارات السيادة. ***** كلمة أخيرة إنها مصر التى لن نفرط فيها، وثورة سالت فيها دماء لن نتنازل عن تحقيق كامل أهدافها. اللهم اجمعنا على كلمة سواء، واجعل بأسنا على أعدائنا، ولا تجعله فيما بيننا، وجنب مصر الفتن.