قدم وزير الدفاع الياباني فوميو كيوما استقالته من منصبه بعد موجة احتجاجات واسعة أثارتها تصريحاته التي برر فيها قيام الولاياتالمتحدة بإلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين إبان الحرب العالمية الثانية, قائلا إن ذلك كان ضروريا لإنهاء الحرب. وقد اعتذر كيوما في كتاب استقالته عن تصريحاته بشأن الهجوم النووي الأمريكي عام 1945 التي أغضبت الناجين منه وأثارت انتقادات حادة داخل الائتلاف الحاكم قبل الانتخابات المتوقع إجراؤها نهاية هذا الشهر. وقال كيوما بطوكيو إنه لم يشأ إهانة الضحايا وإنه يشعر بالأسف لأن تصريحاته أثارت المتاعب.مضيفا أن رئيس الحكومة شينزو آبي قبل الاستقالة. وكان كيوما صرح السبت الماضي بأن القصف النووي الأمريكي كان حتميا لأنه أنهى الحرب وحال دون دخول الاتحاد السوفيتي الحرب ضد اليابان. مؤكدا أنه لا يحمل أي ضغينة للولايات المتحدة. وقد قوبلت تصريحات كيوما بإدانة واسعة من طرف الناجين وذوي ضحايا القصف النووي الأمريكي على هيروشيما الذي وقع في السادس من أغسطس 1945 وناجازاكي في التاسع من الشهر والعام ذاتهما. وطالبت بعض أحزاب المعارضة بإقالة كيوما انتصارا لكرامة 210 آلاف شخص راحوا ضحية قصف المدينتين. لكن آبي عارض إقالة وزير دفاعه, رغم أنه اعتبر الهجوم النووي "عملا لا يغتفر" وقال "أريد أن يمارس مهماته القيادية كوزير للدفاع فيما يتعلق بقضايا نزع السلاح النووي في المستقبل". وحث مسؤولو الحزب الحاكم كيوما على الاعتذار في محاولة لتقليل الضرر إلى أدنى حد قبل انتخابات مجلس المستشارين -أعلى مجلس في البرلمان- في ال29 من هذا الشهر. ويبدي مسؤولو الحكومة في اليابان وهي البلد الوحيد في العالم الذي ضرب بقنابل نووية, تعاطفهم تجاه الضحايا, لكن معظمهم يتجنب انتقاد الهجومين نظرا لعلاقات طوكيو مع واشنطن أقرب حلفائها. ويقول مؤيدو الهجومين إنهما أجبرا اليابان على الاستسلام وأنقذا أرواحا كان من الممكن أن تزهق في حال استمر القتال, في حين يرى منتقدون أن الولاياتالمتحدة استخدمت القنبلتين لتعزيز وضعها بعد الحرب في مواجهة الاتحاد السوفيتي السابق.