أمر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي – الموالي للاحتلال - بفتح تحقيق حول سقوط عشرات المدنيين في غارات جوية لقوات الاحتلال الأجنبية بولاية هلمند جنوبي البلاد. وقال كريم رحيمي المتحدث باسم كرزاي إن الرئاسة تلقت تقارير عن مقتل مدنيين في عملية عسكرية مضيفا أن مسؤولين في الحكومة ونوابا من الإقليم أرسلوا إلى مكان وقوع الحادث. مشيرا إلى أن القرارات المناسبة ستتخذ في ضوء نتائج التحقيق. واستأنف سكان قرية حيدر آباد بمديرية غيرشيك صباح أمس – بحسب الجزيرة - البحث تحت الأنقاض عن جثث الضحايا ومحاولة إخراج الأمتعة. وأشار إلى وجود حركة نزوح من القرى في المنطقة التي استهدفها القصف الجوي خوفا من تجدد القتال بين مقاتلي حركة طالبان وبين الجيش الأفغاني والقوات الأجنبية. وقد أقر حلف الناتو في أفغانستان بسقوط مدنيين أفغان في الغارات التي شنها السبت في هلمند لكنه اعتبر التقديرات الأفغانية مبالغا فيها. وقال الناطق باسم قوة الاحتلال الدولية المساه (إيساف) الرائد جون توماس إنه لا يملك معلومات تثبت أرقاما بهذه الضخامة مضيفا أن مقاتلي العدو هم من يتعمدون إطلاق النار عندما يكون المدنيون إلى جانبهم. كما قال ناطق باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة إن القوات الأفغانية وقوات التحالف "أطلقت النار على مواقع تعرفت عليها بدقة" ودمرتها كليا, لكنه أكد "العثور على بقايا أشخاص يبدون مدنيين بين مقاتلي التمرد". وتحدث مسؤول عسكري غربي لم يشأ كشف هويته عن ثمانية قتلى, وهي حصيلة بعيدة تماما عن تلك التي قدمها مسؤولون أفغان قدروا القتلى بالعشرات، لكنهم لم يتفقوا على رقم واحد. وتحدث حاكم مديرية غيرشيك عن 65 قتيلا مدنيا بينهم نساء وأطفال و35 من طالبان, لكن مسؤولا محليا آخر في ولاية هلمند هو محمد داود تحدث عما بين 30 و37 قتيلا. وقال قائد شرطة هلمند محمد حسين إن المعركة بدأت عندما حاول مقاتلون من طالبان نصب كمين لقوة أميركية أفغانية مساء الجمعة ثم فروا إلى قرية حيدر آباد للاختباء. وأعلنت الشرطة الأفغانية الأسبوع الماضي مقتل 25 مدنيا في غارات بالمنطقة نفسها. في سياق آخر قالت وزارة الدفاع البريطانية إن جنديا من قواتها قتل الأحد في هجوم على دوريته بمدينة غيرشيك بولاية هلمند جنوبي أفغانستان. وأضافت الوزارة أن الجندي الذي ينتمي إلى الفوج التاسع عشر من سلاح المدفعية الملكية قتل وأصيب خمسة آخرون عندما تعرضت آليتهم العسكرية لهجوم بقاذفات الصواريخ والأسلحة الخفيفة. وكان مراسل الجزيرة قد أفاد في وقت سابق بأن قافلة للقوات البريطانية في غيرشيك تعرضت لهجوم انتحاري بسيارة مفخخة. وقد تبنت حركة طالبان على الفور الهجوم، ونقل المراسل عن المتحدث باسم الحركة قاري يوسف أحمدي أن منفذ الهجوم يدعى نعمة الله (25 عاما) وأن الانفجار أسفر عن تدمير آليتين بريطانيتين وقتل وجرح من بداخلهما. وأشار إلى أن العملية تأتي ردا على غارات حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي أوقعت عشرات المدنيين قتلى.