وفد الكنيسة الكاثوليكية بشرم الشيخ يقدم التهنئة بعيد الأضحى المبارك    فى يوم العيد    قبل احتفالات عيد الأضحى.. احذر من عقوبات التنمر والتحرش والتعدي على الغير    خلال وقفة عيد الأضحى.. الزراعة تتابع برامج تربية التقاوي وتفحص عينات التصدير    أبرز تصريحات وزير المالية على قانون الاعتماد الإضافي للموازنة الجارية    «الرصيف العائم» ينفصل عن الشاطئ للمرة الثانية!    تقارير: مقتل جنود إسرائيليين حرقًا.. وأكثر من 10 آلاف يعانون «اضطرابات عقلية»    يورو 2024| تشكيل إسبانيا للقاء كرواتيا ..لامين يامال وموراتا في الهجوم    بالأسماء| 120 مركز شباب بالقليوبية لاستقبال صلاة عيد الأضحى    الإسماعيلى متحفز لإنبى    نجاح النفرة إلى «مزدلفة» وضيوف الرحمن يستقرون اليوم فى مشعر «منى»    أمام الكعبة.. إلهام شاهين تهنئ محبيها بعيد الأضحى | صورة    بعد تريند «تتحبي».. تامر حسين يكشف تفاصيل تعاونه مع عمرو دياب للأغنية 69    محمد رمضان يشوق محبيه بطرح «مفيش كده» خلال ساعات | صور    حكمها ووقتها.. كل ما تريد معرفته عن تكبيرات عيد الأضحى    ماهر المعيقلي خلال خطبة عرفة: أهل فلسطين في "أذى عدو سفك الدماء ومنع احتياجاتهم"    إحالة مديري وحدتي الرعاية الأساسية بالميدان والريسة ب العريش للتحقيق بسبب الغياب    لا تتناول الفتة والرقاق معًا في أول يوم العيد.. ماذا يحدث للجسم؟    خطبة وقفة عرفات الكبرى: الشيخ ماهر المعيقلي يخاطب أكثر من مليوني حاج    "أبو عبيدة" يطلب من الحجاج الدعاء لفلسطين    محمد شريف يعلن تفاصيل فشل انتقاله ل الزمالك    «دعاء ذبح الأضحية».. «إِنَّ صلاتي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ»    مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحذر الحجاج من الوقوف في منطقة تقع على حدود جبل عرفات في السعودية ويشير إلى أنها "يفسد الحج".    كم تكبدت الولايات المتحدة جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟    نقل حفل كاظم الساهر من هرم سقارة ل القاهرة الجديدة.. لهذا السبب    الدفاع المدنى الفلسطينى: قطاع غزة يشهد إبادة جماعية وقتلا متعمدا للأطفال والنساء    ميسي يتصدر قائمة الأرجنتين النهائية لبطولة كوبا أمريكا 2024    وفاة حاج عراقي علي جبل عرفات بأزمة قلبية    أردوغان: النصر سيكون للشعب الفلسطيني رغم همجية إسرائيل ومؤيديها    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري يوم السبت 15 يونيو 2024    وزير الصحة السعودى: انخفاض حالات الإجهاد الحرارى بين الحجاج    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأبراج في الأسبوع الثالث من يونيو 2024    مستشفيات جامعة عين شمس تستعد لافتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ والسكتة الدماغية    الكشف على 900 حالة خلال قافلة نفذتها الصحة بمركز الفشن ببنى سويف    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج الترجمة التخصصية باللغة اليابانية بآداب القاهرة    تعرف على المقصود برمي الجمرات.. والحكمة منها    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يختتم فعالياته بإعلان أعضاء المجلس التنفيذي الجُدد    جورج كلونى وجوليا روبرتس يشاركان فى فعالية لجمع التبرعات لحملة بايدن    عن عمر يناهز 26 عاما.. ناد إنجليزي يعلن وفاة حارس مرماه    أخبار الأهلي : هل فشلت صفقة تعاقد الأهلي مع زين الدين بلعيد؟ ..كواليس جديدة تعرف عليها    محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي تدخل «جينيس» ب4 أرقام قياسية جديدة    الغرف التجارية العربية: 3 تريليونات دولار مساهمة القطاع الخاص العربى فى الناتج الإجمالى    تخصيص 206 ساحات و8 آلاف مسجد لأداء صلاة عيد الأضحى بسوهاج    الصحة السعودية: لم نرصد أي حالات وبائية أو أمراض معدية بين الحجاج    تدعم إسرائيل والمثلية الجنسية.. تفاصيل حفل بلونديش بعد المطالبة بإلغائه    نزلا للاستحمام فغرقا سويًا.. مأساة طالبين في "نيل الصف"    ما أفضل وقت لاستجابة الدعاء في يوم عرفة؟.. «الإفتاء» تحددها    شروط تمويل المطاعم والكافيهات وعربات الطعام من البنك الأهلي.. اعرفها    ميناء شرق بورسعيد يستقبل سفنينة تعمل بالوقود الأخضر    «تايمز 2024»: الجامعة المصرية اليابانية ال19 عالميًا في الطاقة النظيفة وال38 بتغير المناخ    وفد "العمل" يشارك في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي بجنيف    ننشر أماكن ساحات صلاة عيد الأضحى في السويس    يسع نصف مليون مصلٍ.. مسجد نمرة يكتسى باللون الأبيض فى المشهد الأعظم يوم عرفة    نشرة مرور "الفجر".. انتظام مروري بمحاور وميادين القاهرة والجيزة في وقفة عرفة    أسعار الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم 15 يونيو 2024    جدول مباريات الولايات المتحدة الأمريكية في دور المجموعات من بطولة كوبا أمريكا    وزير النقل السعودي: 46 ألف موظف مهمتهم خدمة حجاج بيت الله الحرام    دي لا فوينتي: الأمر يبدو أن من لا يفوز فهو فاشل.. وهذا هدفنا في يورو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذكري الخامسة والتسعون لوعد بلفور المشئوم
نشر في الشعب يوم 05 - 11 - 2012

ذكري .ذكري .ذكري .كم ذكري مرت وتمر علي الشعب الفلسطيني , كل عام وكل شهر وكل يوم , ذكري نكبات , ذكري شهداء , ذكري اسري , لم يبقى في حياة الشعب الفلسطيني شيء الا وله ذكري أليمة , بحثت وتفحصت وتمحصت في القاموس الفلسطيني , فلم اجد أن له ذكري ( تسر البال ) .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""اذن ما الذي حدث ,لماذا حياة الشعب الفلسطيني معاناة في معاناة ؟ لماذا لم تنتهي هذه المعاناة مثلما انتهت عند اغلب شعوب العالم ؟
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""المعروف ان لكل بداية نهاية ,ولكن يبدوا أن مأساة الشعب الفلسطيني لها بداية وليس لها نهاية ؟! , البداية التي نعرفها ونشعر بأحزانها ونعاني المها , هي كلمات خرجت كسهام قاتلة من وزير الخارجية البريطاني ( أرثربلفور )في الثاني من (نوفمبر) عام 1917م
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""والتي كان قبلها محاولات فرنسية للإعطاء وعود بفلورية , والتي ترجع الي البدايات الأولى لفكرة انشاء وطن خاص باليهود, يجمع شتاتهم ويكون حارسا علي مصالح دول اوروبا الاستعمارية في الشرق الي ما قبل الحملة الفرنسية علي مصر , وتجلي ذلك بوضوح في خطاب نابليون الذي وجهه الي يهود الشرق , ليكونوا عونا له في هذه البلاد.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""وقد وجدت هذه الدعوة صدى لها لدي كثير من اليهود , فقد كتب المفكر اليهودي ( موسي هس ) يقول : ( ان فرنسا لا تتمنى أكثر من أن ترى الطريق الى الهند والصين وقد سكنها شعب علي أهبة الاستعداد لأن يتبعها حتي الموت , فهل هناك أصلح من اليهود ) .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""كان وعد نابليون لليهود بتأسيس دولة لهم , اساس التفكير اليهودي الجدي والعملي بإعادة ما يسمونه ( أرض اسرائيل ), لم يكن يدرك أحد أن نابليون هو من وضع حجر الأساس في العقلية اليهودية . ولما فشلت التجربة اليهودية مع نابليون , أدركوا أن فرنسا لن تقوم لها قائمة بعد هزائم بونابرت , فانتقلوا الي دول أخرى مثل ألمانيا والنمسا وروسيا و على رأسها بريطانيا .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""فكان لليهود حظوة عند الاسقف (الأنغليكاني ) في فينا ( وليم هشلر ) الذي تبنى في العام ( 1880 ) النظرية التي تقول : ( أن المشروع الصهيوني هو مشروع الهي , وأن العمل علي تحقيقه يستجيب لتعاليم التوراتية ) , وهناك في فينا تعرف ( هشلر )علي ( ثيودورهرتزل ) وعلي مشروعه , واستطاع أن يوظف علاقاته الدينية والدبلوماسية لترتيب لقاءات له مع القبصر الألماني ومع السلطان العثماني , وذلك لمساعدته علي اقامة وطن يهودي في فلسطين .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""ارسل ( هرتزل ) رسالة الي السلطان العثماني *عبد الحميد الثاني * يعرض عليه رشوة تبلغ عشرين مليون جنيه استرليني في مقابل تشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين ومنح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكما ذاتيا , فرد عليه السلطان عبد الحميد رحمه الله **فليحفظ اليهود ملايينهم ,اذا مزقت امبراطوريتي يوما فانهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن ,أما وأنا حي فان عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من الإمبراطورية الإسلامية , وهذا لن يكون فأنا لا أستطيع علي تشريح اجسادنا ونحن علي قيد الحياة **
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""لم ييأس ( هشلر ) فقد أنتقل الى بريطانيا حيث رتب في عام ( 1905 ) لقاء لهرتزل مع ارثر بلفور .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""من هناك انطلقت المسيرة نحو تأمين غطاء من الشرعية الدولية للمشروع الصهيوني , كان (لويد جورج ) رئيس الحكومة البريطانية اكثر شغفا بالمشروع الصهيوني وأشد حماسة له من بلفور ,فكان الوعد الذي صدر في الثاني من تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1917م بمنح اليهود وطنا قوميا في فلسطين وهذا نصه :
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""عزيزي اللورد روتشلد ..يسرني أن ابلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي :
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية , وقد عرض علي الوزارة وأقرته :
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""( ان حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين , وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية , علي أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينقص الحقوق المدنية والدينية التي يتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الان في فلسطين , ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلاد الأخرى , وسأكون ممتنا اذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح )... المخلص أرثر بلفور .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""فهذه بداية الجريمة البريطانية والتي يعتبر ان اليهود شعب اما الشعب الفلسطيني الذي يعيش علي أرضه طوائف ,فالحقيقة لا تغطي بغربال , وعد بلفور هو جريمة القرن التاسع عشر ومجزرة سياسية كانت ضد الشعب الفلسطيني , يتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي بشكل عام وبريطانيا بشكل خاص بصفتها الدولة المسئولة عن اصدار وعد بلفور , المسئولية القانونية والتاريخية والأخلاقية لما حل بالشعب الفلسطيني من نكبة وكارثة وأعمال قتل وتشريد ومعاناة .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""ها هي الذكرى الخامسة والتسعون تطل علينا من جديد لتعيدنا الى المربع الأول من تاريخ قضية شعبنا الفلسطيني , يوم تامرت بريطانيا مع الصهيونية العالمية , حيث قامت بإصدار وعد بلفور المشئوم , تلا ذلك تأييد دول اوروبية كثيرة علي رأسها فرنسا التي أصدرت بيانا مشتركا مع المنظمات الصهيونية وكذلك أصدرت كل من ايطاليا واميركيا بيانا ابدتا فيه تأييد اسكان اليهود في فلسطين .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""فكان في ( ابريل _ 1920 ) أن وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء علي أن يعهد الى بريطانيا بالانتداب علي فلسطين وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ , وبموجب ذلك طلبت بريطانيا من عصبة الأمم اعتمادها دولة انتداب علي فلسطين بهدف تنفيذ الوعد .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""لقد كرست بريطانيا كل جهودها خلال فترة الانتداب لتسهيل الهجرة اليهودية لفلسطين وتمكين اليهود من التسلح ومن التدريب علي السلاح , بينما عملت علي تجريد عرب فلسطين حتي من مدية يمكن استخدامها في الدفاع عن النفس.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""حيث باتت مطمئنة الى قدرة اليهود علي اغتصاب فلسطين , أعلنت موعد انتهاء انتدابها وطبقت عملية الأخلاء بأسلوب يمكن اليهود من الاستيلاء علي الأراضي الفلسطينية وتشريد الشعب الفلسطيني .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""لقد فعلت ذلك على خلفية مخادعة العرب , فوعد بلفور لا ينص علي قيام دولة يهودية وانما يتحدث عن وطن قومي يهودي وهي صيغة عائمة , ثم أن وعد بلفور يتضمن النص على عدم الحاق أي ضرر بسكان فلسطين الأصليين وممتلكاتهم , ولكن بريطانيا لم تحترم هذا التعهد الوارد في الوعد , كما لم تحترم سلسلة الكتب البيضاء التي أصدرتها لاحقا بغرض تضليل العرب ومخادعتهم لتلحق بهم الكارثة في نهاية المطاف .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""وبهذا فقد استكملت بريطانيا معها المنظمات الصهيونية والدول الغربية بمباركة المنظمة الدولية حلقات المؤامرة علي الشعب الفلسطيني , وبدأت عمليات تهجير الأمنيين وفتح الأبواب لاستقبال الألاف من الصهاينة للسكن والإقامة في فلسطين بدون وجه حق .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""ولكن بالرغم من كل المكاسب التي حققها اليهود من وعد بلفور , فان هذا الوعد باطل من أساسه وبه مغالطات وأكاذيب , فلم تكن فلسطين عند صدور الوعد جزءا من الممتلكات البريطانية , حتي تتصرف فيها كما تشاء , انما كانت جزء من الدولة العثمانية وهي وحدها بعد موافقة الشعب الفلسطيني صاحبة الحق في ذلك , كما ان الوعد صدر من جانب واحد وهو بريطانيا ولم تشترك فيه الحكومة العثمانية بالإضافة الى أن هذا الوعد يتعارض مع البيان الرسمي الذي أعلنته بريطانيا في عام ( 1918 ) أي بعد صدور الوعد والذي ينص : ( أن حكم هذه البلاد يجب أن يتم حسب مشيئة ورغبة سكانها ) كما يتعارض هذا الوعد مع مبدأ حق تقرير المصير الذي أعلنه الحلفاء وأكدته بريطانيا أكثر من مرة .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""ان المنطق يقول بمسئولية بريطانيا مسؤولية مباشرة عن كل ما لحق بشعب فلسطين من اذي , وما ترتب عليه من المآسي والأحداث , وكان السبب وراء التغيرات علي مستوي الإقليمي والدولي , وهذه التغيرات كانت بمجملها ديمغرافية وجغرافية وتاريخية .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""فصورة المنطقة العربية شهدت مسحا لفلسطين التاريخية وتحولت هذه الأرض المباركة من صورة الى صورة , ثم تفريغ الجغرافية من السكان وتهجيرهم , وحتي هذا الوعد كان السبب المباشر في كل ما جري ويجري للشعب الفلسطيني .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""ففي العام (1952 ) نشرت وزارة الخارجية البريطانية وثائق سرية عن فترة ( 1919_ 1939 ) بما فيها تلك التي تتعلق بتوطين اليهود في فلسطين , ويتضمن المجلد الرابع من المجموعة الأولى في الصفحة السابعة نقلا عن مذكرة وضعها ( أرثر بلفور ) في عام ( 1917 ) ما يأتي :
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""( ليس في نيتنا حتي مراعاة مشاعر سكان فلسطين الحاليين , مع أن اللجنة الأمريكية تحاول استقصاءها , ان القوي الأربع الكبرى ملتزمة بالصهيونية , سواء أكانت الصهيونية علي حق أم علي باطل , جيدة أم سيئة , فإنها متأصلة الجذور في التقاليد القديمة العهد وفي الحاجات الحالية وفي امال المستقبل , وهي ذات أهمية تفوق بكثير رغبات وميول السبعمائة ألف عربي الذين يسكنون الان في الأرض القديمة ) .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""وهذا الوعد شكل لاحقا نقطة ارتكاز لانطلاق المشروع الصهيوني وارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وتسبب بهجرته وحوله الى لاجئين , هذه الخطيئة التاريخية لبريطانيا ما زالت تنجب كل الشرور التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""من هنا نقول : رغم الأحداث والتطورات المتلاحقة في المشهد الفلسطيني والشرق العربي ورغم الاعباء الكبيرة التي يرزح تحتها الواقع الفلسطيني , ورغم النكبات التي تنصب علي رؤوس الفلسطينيين منذ عام (1948 ) الى الأن ورغم كل التضحيات اليومية الا أننا لا يمكن أن نغفل اساس الدور البريطاني في صناعة دولة اسرائيل , بالتالي فانه لا يجوز لنا أن نتعامل مع وعد بلفور كأنه نوع من الذكريات السيئة والاكتفاء بهذا القدر من السلوك السياسي , بل يجب أن نطالب بريطانيا بتصحيح ما أقدمت عليه من فعل كارثي ,وكما يجب عليها دفع التعويضات عن الفعل الذي لازالت نتائجه السلبية الناجمة عن تطبيق ذاك الوعد مستمرة .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""فها هو وزير الخارجية البريطاني السابق * جاك سترو *أقر بمسئولية بلاده التاريخية عن الكثير من النزاعات الحالية بالمنطقة العربية وخاصة قضية فلسطين وقال ( سترو ) في مقابلة مع مجلة ( نيو ستيتمان ) الأسبوعية الجمعة ( 15/11/2002 ) أن الكثير من النزاعات الحالية بين الدول هي من نتائج ماضينا الإمبريالي , وينبغي علينا تسويتها , وأضاف أن بلاده أعطت وعد بلفور لليهود الذي يعدهم بوطن في فلسطين وفي الوقت نفسه منحت ضمانات متناقضة لكل من الفلسطينيين واليهود وهذه الاشياء كثمار تاريخ مهم لنا ولكنه ليس تاريخ مشرف .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""تصريح يتحدث عن بعض الحقائق والتي وجب علينا نحن العرب والفلسطينيين خاصة بأخذ ما قاله *جاك سترو * علي محمل الجد ونطالب بريطانيا رسميا بالاعتذار عما اقترفت حكومتها من ظلم مجحف وقع علي الشعب الفلسطيني .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""فاذا كانت فرنسا وأميركيا قد طالبتا بالاعتذار الى الأرمن من جانب تركيا , فالأولى مطالبة بريطانيا بالاعتذار الى العرب والفلسطينيين عن وعد بلفور .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""ربما يتسأل البعض ما الفائدة من الاعتذار لو حدث و الاعتذار له أكثر من دلالة :
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""الأولى : هي الإقرار بأن اجحافا بحق الشعب الفلسطيني قد حصل ولا بد من العمل علي تصحيحه رغم مرور تسعة عقود ونيف .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""الثانية : أن أي سلام حقيقي يتطلب الاعتراف بهذه الحقيقة كاملة وغير منقوصة , وتلك تقضي برد الاعتبار الى الشرعية الدولية التي اشترطت لقيام اسرائيل التزامها باحترام ميثاق الأمم المتحدة .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""الثالثة : أن أي جرد حساب موضوعي سيظهر مدي مخالفة وعد بلفور القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف لعام ( 1949 ) ولقواعد الشرعية الدولية لحقوق الأنسان .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""الرابعة : أن الاعتذار البريطاني يعني أن مبادئ العدالة تجرم الاستيطان بمقتضي بروتوكول جنيف عام ( 1977 ) وهذاعدا الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة وجريمة العدوان بحد ذاته .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""الذكري الخمسة والتسعون تتلاقي مع السعي الفلسطيني للحصول علي صفة دولة غير عضو في الجمعية العامة لأمم المتحدة وذلك حسب اتفاقية جنيف الرابعة , هذه الجمعية التي وافقت علي طلب اسرائيل للانضمام لها بناء علي تعهد اسرائيل من تنفيذ القرار ( 194 ) وكانت الموافقة من اسرائيل علي ذلك , وفي هذه الايام نجد المماطلة والتسويف للاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في نفس الجمعية التي اعترفت بإسرائيل دولة , علي الرغم من أن لدي الشعب الفلسطيني ( 133 ) دولة تعترف بفلسطين دولة وعاصمتها القدس ,فسياسة التسويف التي تتبعها أميركيا وبريطانيا وبعض الدول الغربية , والتي نجد في سياساتها انحياز مستمر لصالح اسرائيل وضد العرب . فما نراه من تلك المواقف شبح سايكس بيكو وبلفور يطاردنا ,فحقيقة الأمر أن الوجوه تبدلت والأفكار لم تتبدل .
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""
الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.