كعادته في كل فرحة فلسطينية يحاول الاحتلال تعكير أجواء الاحتفالات وبثّ الخوف والرعب في نفوس المواطنين، ولكن إرادة الفلسطينيين ضربة بعرض الحائط كل هذه المحاولات وأعلنتها فرحة رغماً عن المحتل. فبعد مسيرة ستة أعوام من الحصار، بدأت الأمور تنفرج في القطاع، بفضل صمود شعبي ومساندة عربية مؤخرًا تمثلت في دولة قطر. وقبل أيام فقط، أعلن الفلسطينيون فرحة غامرة، في الذكرى الأولى لإنجاز صفقة "وفاء الأحرار" التي تم بموجبها الإفراج عن 1027 أسير وأسيرة مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني الذي كانت تأسره المقاومة الفلسطينية في غزة منذ حزيران 2006. واليوم، يحل عيد الأضحى المبارك على المواطنين في قطاع غزة وهم يتنسمون عبير الدم الذي عبقته آلة الحرب الصهيونية، بعد تصعيد دام يومين، سقط خلاله خمسة شهداء وعدد من الجرحى، في مشهد روتيني اعتاد عليه الاحتلال مع اقتراب كل عيد من أعياد المسلمين. منغصات الاحتلال يقول المواطن إبراهيم مسلم (33 عامًا) من مدينة غزة: "نحن تعودنا على منغصات العدو الصهيوني الغاشم، لكننا سنفرح بالعيد رغم كل التحديات ورغم الدماء". وأضاف ل"قدس برس" "نحن الفلسطينيون قدرنا أن تكون أعيادنا أعياد الدم والشهادة، وليست أعياد كأعياد باقي الناس في أرجاء العالم". المواطن داوود موسى (23 عاما) من المحافظة الوسطى بدوره، قال: "الاحتلال الصهيوني كعادته في كل عام يحاول التنغيض على شعبنا الفلسطيني من خلال تصعيد عدوانه على القطاع، فكيف لا يقوم بذلك وهو مقبل على الانتخابات الصهيونية ويعاني من أزمة داخلية". كما لفت موسى خلال حديثه ل"قدس برس" إلى أن "زيارة أمير قطري الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني إلى غزة وبدء مشاريع الإعمار كخطوة تاريخية وجريئة لكسر الحصار المفروض منذ ستة سنوات على القطاع أربكت حسابات العدو". وكان أمير دولة قطر زار قطاع غزة الثلاثاء الماضي (23|10)، برفقة عقيلته الشيخة موزة وزراء ومسئولين قطريين ومصريين، افتتح خلالها جملة من المشاريع الاقتصادية لكسر الحصار، بتكلفة قدرها 400 مليون دولار. عيد التضحية والفداء وأكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة "حماس" أن الاحتلال لم يخف أهدافه من وراء التصعيد العسكري فهو من عبّر عن سخطه وغضبه وانتقامه بسبب الزيارة الناجحة التي قام بها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني لغزة وما صاحبها من كسر للحصار السياسي والاقتصادي والمشاريع الحيوية التي تم افتتاحها. وقال البردويل ل "قدس برس": رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أراد امتلاك ورقة انتخابية رابحة معّمدة بدماء شهداء فلسطين ليقدمها لمصاصي دماء الشعوب من الصهاينة المجرمين اعتقاداً منه بأن الدم الفلسطيني سلعة تباع وتشترى في مزاد انتخابات قطعان المتطرفين". وأضاف: "أن نتنياهو أراد أن ينغص على الشعب الفلسطيني فرحة عيد الأضحى المبارك وهو لا يدري أنه عيد التضحية والفداء عيد شعب لا يعرف الحزن إلا ليشحن نفسه بالإرادة من أجل ردع العدوان مهما كلف الثمن". فرحة تمزج بالألم ويرى المواطن بلال نزار ريان ( 32 عاما) من شمال قطاع غزة أن "حال أهل غزة مع هذا العيد كحالهم مع الأعياد السابقة". وأضاف ريان ل"قدس برس": "العدو الصهيوني لا يترك لنا فرحة العيد تأتي كاملة، فقبل أيام من العيد قام باستهداف مجموعة من المواطنين مما أدى إلى استشهاد عدد منهم، وهذا لم يكن مستبعدا من هذا العدو الغاشم الذي دأب على تنغيص فرحتنا ومزجها بالألم". وتابع "بعد زيارة أمير قطر وفرحة أهالي غزة بها، والتي لم ترق للعدو الصهيوني وعكرت عليه صفوه، فهو يتحين الفرص الآن لنزع هذه الفرحة وهذا الأمل من قلوب الناس، رغم أن الكل في غزة ينتظر العيد داعيا أن تمر أيامه بسلام دون أي تصعيد أو فقدان لأحبة آخرين". صمود أزعج المحتل ومن جهته، أكد الناطق باسم اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة علي النزلي أن "الاحتلال منزعج من أن كل محاولاته على مدار السنوات السابقة لتركيع شعبنا باءت بالفشل وانتصر الشعب بصموده وإرادته". وأضاف النزلي خلال حديثه ل"قدس برس" أن "غزة أصبحت قبلة الأحرار، وهي حاضرة في العواصم والمحافل العالمية، وهذا الصمود وضع الاحتلال في مأزق سياسي وأخلاقي وأنها دولة عدوانية". واعتبر أن "انتصار شعبنا توج بالزيارة التاريخية لسمو أمير قطر التي أربكت صانعي القرار في إسرائيل وأزعجتهم وقالو صراحة إن الامير داس السلام تحت عجلة الحافلة، فبدأ الاحتلال يكشر عن أنيابه بالتصعيد ومنع إدخال السولار القطري وأغلق المعابر التجارية". حسب قوله. وأضاف النزلي: "هذا ليس جديدا على الاحتلال الذي يتعمد في أعيادنا وأفراحنا أن يسرق البسمة من على شفاه أطفالنا ونسائنا بجرائمه وعدوانه وبأيدي قادته الملطخة بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا". الفرح ليوم التحرير ومن جانبه، أكد الوزير السابق في الحكومة الفلسطينية في غزة محمد رمضان الأغا أن الشعب الفلسطيني اعتاد على تنغيص الاحتلال الذي يزيد مع الأعياد، حيث يصعب عليه ان يرى شعبنا الصامد فرحا في يوم عيده". وأضاف الأغا ل"قدس برس" "شعبنا الصامد يختزن كمية الفرح ليوم التحرير الأكبر، يوم دخول الاقصى فاتحا بإذن الله يوم يخزي الله الأعداء وينصر المجاهدين الأوفياء الذين سيزرعون الفرحة الحقيقية في كل بيت فلسطيني". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة