اعترف جيش الاحتلال الأمريكي في العراق بمقتل اثنَيْن من جنوده أمس وأمس الأول حيث لقي أحد الجنديَّيْن مصرعه وأُصيب ثلاثة آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتَهم جنوب بغداد يوم الاثنين في حين قُتِل الثاني في انفجار قرب آليته العسكرية بمحافظة ديالى شمال شرق العاصمة حيث بدأ جيش الاحتلال عمليةً عسكريةً واسعةً لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة وبسقوط هذين القتيلَيْن يبلغ عدد القتلى الأمريكيين منذ الغزو 3530 عسكريًّا. وفي واحدٍ من أسوأ الأيام وأشدِّها دمويةً على العراقيين منذ أكثر من شهرَيْن شهد العراق أمس الثلاثاء أعمال عنف جديدة خلَّفت 142 قتيلاً على الأقل سقط أكثر من نصفهم في انفجار شاحنة مفخخة استهدف مسجدًا وسط العاصمة بغداد. وفي تفاصيل واقعة تفجير المسجد ببغداد وثاني أعنف تفجير تشهده العاصمة منذ بدء تنفيذ خطة أمن بغداد في فبراير الماضي اقتحم شخصٌ بشاحنته الملغومة مسجد الخلاني وسط العاصمة ممَّا أدَّى إلى سقوط 78 قتيلاً بينهم تسع نسوة وإصابة 224 آخرين. وقد ألحق الانفجار- الذي جاء بعد يومٍ من رفعِ السلطات حظْرَ التجوال استمرَّ أربعة أيام إثْر الهجوم على مرقد الإمامَيْن العسكريَّيْن في سامراء- أضرارًا بالغةً بالمسجد كما تسبَّب في إحراق 20 سيارةً وتدمير 25 محلاًّ تجاريًّا تقع في محيطه. وهذا الهجوم هو الأكبر في بغداد منذ يوم 18 أبريل الماضي؛ حيث أدَّى انفجار سيارة مفخخة قرب سوق الصدرية إلى سقوط 140 قتيلاً و150 جريحًا. وفي وضعٍ ميدانيٍّ آخر وفي تطورات أخرى أطلق مسلَّحون وابلاً من قذائف الهاون على المنطقة الخضراء في بغداد أمس، في واحدٍ من أعنفِ الهجمات خلال أسابيع ماضية على ذلك المجمع الحصين، الذي يضمُّ السفارة الأمريكية ومكاتب للحكومة العراقية، ولم يتضح ما إذا كان الهجوم قد أدَّى إلى وقوع إصاباتٍ أو لا، إلا أنَّ شهود عيان قالوا إنهم رأوا أعمدةً من الدخان تتصاعد من المجمع، وسمعوا دوي صفارات الإنذار. من جهةٍ أخرى عثرت الشرطة على 33 جثةً تحمل آثار أعيرة نارية في أحياء مختلفة في بغداد. وعلى صعيد الوضع الميداني في محافظة الناصرية استمرت الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي بين قوات جيش المهدي والقوات العراقية. من جهته قال النائب عن التيار الصدري بهاء الأعرجي إن مقتدى الصدر أمَرَ أمس مقاتلي جيش المهدي بعدم الاشتباك مع الشرطة مشيرًا إلى أنَّ ميليشيا الصدر توصلت إلى اتفاق مع محافظ ذي قار على وقف إطلاق النار يتم بموجبه انسحاب جيش المهدي وجنود الجيش وعناصر الشرطة من شوارع الناصرية إلا أنَّ بعض السكان قالوا إنَّ قتالاً متقطِّعًا استمر بعد ظهر أمس.