لقد حدث خلافاًشديداًفى اللجنة التاسيسية للدستور حول المادة الثانية من الدستور وهل تبقى كما هى (مبادىءالشريعةالإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع )؟ أم تحذف منها كلمة مبادىء لتكون (الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع)؟.وهذا الخلاف جعلنى ارجع بالزمن اكثر من ثلاثين سنة وبالتحديد الى شهر فبراير 1979حيث تم زفافى على زوجتى الاولى .وقدأحيا حفل الزفاف شيخى و أستاذى فضيلة الشيخ عبدالله السماوى رحمه الله الذى اعتزوافتخرواباهى به كل الجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة -السلفية منها وغير السلفية -وذلك لأن شيخى السماوى كان طرازاً فريداًمن الدعاة فى وقته لأنه كان من القليلين الذين يفهمون الدين فهما صحيحا و يصدعون بكلمة الحق حين جبنت عن الصدع بالحق الافواه.وقدفسر فى هذا الحفل آية واحدة من كتاب الله هى الآية الأولى من سورة الأنعام التى يقول الله عزوجل فيها (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) . فبين للحاضرين لماذا جمع الله الظلمة وأفرد النور ؟ولماذا لم يقل سبحانه :الظلمات والأنوار ،أوالظلمة والنور؟ وقال لأن الباطل له طرق كثيرة فهو ظلمات أما الحق فله طريق واحد هو الصراط المستقيم فهو نور . وقد ذكرأيات كثيرة من القرآن تؤكد هذا المعنى . ثم انتقل إلى قوله تعالى ( ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) وبين أن كلمة يعدلون معناها يسوون . وقال إن الذى يعد الشريعة الاسلامية مصدراًمن مصادر التشريع هو من الذين كفروا الذين هم بربهم يعدلون لأنهم سووا غير الله بالله ،لان المشرع الحقيقى هو الله وحده كما قال الله تعالى(أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) الشورى:21 وكما قال تعالى ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف:40 وأضاف :إن الذى يدعو لأن يكون الإسلام مصدرا ًمن مصادر التشريع كأنه يقول إن الله إله من الهة كالذى سأله رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) كم إلاهاً تعبد اليوم ؟ قال سبعة ستة فى الأرض وواحد فى السماء . وقد ذكر أيضا رحمه الله أن ابن تيمية رحمه الله قال:إنه (عندما حكم التتار بغدادحكمها الوالى التتاري بقانون سماه الياسق يستمد قوانينه من الشريعة الاسلامية ومن شرائع أخرى فحكم عليه علماء الإسلام بانه كافر خارج عن ملة الإسلام)وذلك لأنه عد الإسلام مصدرا من مصادر التشريع .ولذلك فأنا أطالب أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور من الإسلاميين أن يبينوا لباقى الأعضاء هذا الأمر الخطيرويصرون على أن تكون الشريعة الإسلامية هى المصدر الوحيد للتشريع .وهذا بالتأكيد فيما فيه نصوص من القرآن والسنة .أما الذى ليس فيه نصوص فهو الذى يقبل النقاش والأخذ والرد. فهل يفعلون ذلك حتى لا نقع جميعا تحت قوله تعالى ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)،(..فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )، (.. فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)،( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) الآيات:44،45،47،50 من سورة المائدة. وغيرها من الآيات كالآية60من سورة النساءالتى يقول الله تعالى فيها ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدا) والآية51من سورة النورالتى يقول الله تعالى فيها ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون ) والآية36من سورة الأحزاب التى يقول الله تعالى فيها ( وَ مَا كانَ لِمُؤْمِن وَ لا مُؤْمِنَة إِذَا قَضى اللَّهُ وَ رَسولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لهَُمُ الخِْيرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ مَن يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسولَهُ فَقَدْ ضلَّ ضلَلاً مُّبِيناً ). *امين عام حزب العمل بالمنيا الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة