تحطمت اليوم الأحد مروحية عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الأمريكي بعد سقوطها إثر تعرضها لنيران أرضية في منطقة خان بني سعد جنوب بعقوبة. غير أن متحدثة عسكرية باسم الجيش الأمريكي زعمت – بحسب الجزيرة - أن الطائرة هبطت اضطراريا وفتح تحقيق بأسباب الحادث وإن أحدا لم يصب فيه. وعلى نفس السياق قال جيش الاحتلال الأمريكي إن أربعة من جنوده قتلوا وجرح خامس في مناطق متفرقة من العراق في الأيام الثلاثة الماضية. وبذلك يصل عدد قتلى الجنود الأمريكيين في العراق إلى 122 جنديا في شهر مايو فقط ليكون الشهر مايو الأكثر دموية للجيش الأمريكي منذ عامين ونصف العام بحسب الإحصائيات الأمريكية. وفي هذه الأثناء نقلت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية عن مسؤول عسكري كبير قوله إن مسؤولين عسكريين بريطانيين يعدون لانسحاب كامل القوات البريطانية من العراق بحلول مايو المقبل لتركيز جهودهم في أفغانستان. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة إن لندن ليست قادرة عمليا على القتال في العراق وأفغانستان في وقت واحد لذا قررت الانسحاب من هذا البلد.مضيفا أنه تم التوصل لاتفاق على جدول زمني وسيكون انسحاب القوات تاما في غضون 12 شهرا. وأوضح المسؤول أن قرار اتخذ في وزارة الحرب البريطانية بالاستثمار في أفغانستان بدلا من العراق حيث لا تحظى الحرب فيه بتأييد شعبي مؤكدا أن هذه هي النصيحة التي ستسدى لغوردون براون خلف رئيس الوزراء توني بلير الذي سيتنحى في ال27من هذا الشهر. وينتشر نحو سبعة آلاف ومائة جندي بريطاني في العراق وخاصة بمحيط البصرة جنوبا. ويفترض أن يخفض عدد الكتيبة البريطانية بألف وستمائة عنصر بحلول نهاية السنة. وتنشر بريطانيا في المقابل ستة آلاف جندي في أفغانستانجنوبا ويفترض أن يرتفع هذا العدد إلى سبعة آلاف وسبعمائة بحلول نهاية 2007. أما فيما يتعلق بمصير البريطانيين الخمسة المخطوفين في العراق, قالت صحيفة صنداي تلغراف إنهم سالمون, لكن لن يتم الإفراج عنهم إلا بعد تلبية مطالب جيش المهدي المتمثلة بوقف محاولات اغتيال قادة هذه المليشيا. يأتي ذلك بينما يواصل جيش الاحتلال حملته ضد جيش المهدي بمدينة الصدر وسط رفض عراقي عبر عنه خروج المئات في حي الشعلة لمطالبة البرلمان والحكومة بالضغط لوقف القصف الأمريكي المتواصل. وقالت مصادر أمنية إن المواجهات تدور في أحياء الجمهوري والنهضة والإسكان وتستخدم فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في حين قامت مروحيات أمريكية بقصف تجمعات للجيش في حي الجمهوري. وأشارت المصادر إلى أن شرطيين أصيبا بجروح واحتجز المسلحون إحدى السيارات التابعة للشرطة مع سائقها الذي لم يعرف مصيره بعد. وفي تطور آخر قال جيش الاحتلال إن ثلاثة أطفال عراقيين استشهدوا عندما أطلقت دبابة أمريكية النار على اشخاص بزعم أنهم كانوا يزرعون قنابل على جانب طريق الجمعة قرب بلدة الفلوجة غرب بغداد. وفي طوز خورماتو (250 كيلومترا شمال بغداد) قالت الشرطة العراقية إن مسلحين دمروا جسرا رئيسيا يربط العاصمة العراقية بغداد بمدينتي كركوك وأربيل في الشمال في وقت مبكر من صباح السبت. وأضافت أن المسلحين استخدموا متفجرات لتدمير الجسر القريب من بلدة طوز خورماتو مشيرة إلى أن الانفجار أحدث أضرارا كبيرة وتوقفت حركة المرور. من جهة أخرى زعم مصدر امني - بحسب وكالة الصحافة الفرنسية- أن زعيم تنظيم القاعدة في الفلوجة موفق الجغيفي قتل لدى خروجه من أحد مساجد المدينة صباح السبت. من ناحية أخرى اختتم قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي – الموالي للاحتلال - في ختام زيارة إلى إقليم كردستان أمس السبت إن تطبيق المادة المتعلقة بتطبيع الأوضاع في مدينة كركوك الغنية بالنفط ملزم. وأضاف المالكي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الإقليم مسعود البارزاني في أربيل (350 كلم شمال بغداد) نحن ملزمون بتنفيذ المادة رقم 140 بالخطوات نفسها التي وضعناها فيها. وتنص المادة 140 من الدستور على تطبيع الأوضاع وإجراء إحصاء سكاني واستفتاء في كركوك وأراض أخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها وذلك قبل 31 ديسمبر 2007. ويطالب الأكراد بإلحاق كركوك بإقليم كردستان في حين يعارض التركمان والعرب ذلك. وكرر المالكي تصريحاته بشأن تسلم الحكومة العراقية الملف الأمني في كل المدن خلال العام الجاري من قوات الاحتلال. يذكر أن الحكومة العراقية تسلمت الملفات الأمنية في مدن السماوة والناصرية والعمارة والنجف ومدن إقليم كردستان الثلاث خلال العامين الماضيين. وحث المالكي والبارزاني تركيا على عدم إرسال قوات إلى شمال العراق لسحق متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يعتقد أنهم يختبؤون هناك. متعهدا بمنع تحويل شمال العراق إلى ميدان حرب. هذا وقد حث وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس تركيا على عدم شن عملية عسكرية في شمالي العراق. وقال جيتس – خلال تواجده في سنغافورة للمشاركة في منتدى أمني- إن الولاياتالمتحدة تفضل أن تواصل العمل مع الأتراك لحل هذه المشكلة والحفاظ على تركيا وتأمل ألا يتخذوا خطوات عسكرية أحادية داخل العراق عبر الحدود. وأضاف جيتس أن واشنطن تتعاون مع أنقرة لمساعدتها في التحكم في الوضع على الأراضي التركية لكنه أبدى تفهما لانشغال تركيا بالإرهاب الكردي الواقع على أراضيها وهو أمر قال إن المبعوث الأمريكي الخاص بالانفصاليين الأكراد الجنرال المتقاعد جوزيف رالستون يبحثه بنشاط مع المسؤولين الأتراك. وتتهم تركيا حكومة كردستان العراق بالتساهل مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين قالت تقارير استخبارية إنهم بدؤوا حفر خنادق دفاعية تحسبا لتدخل عسكري تركي. في غضون ذلك أعلنت وزارة الداخلية العراقية اكتشاف خروقات مالية وإدارية في صفوف قوات الجيش والشرطة العراقية في مدينة البصرة (550 كلم جنوب بغداد). ونسبت صحيفة الصباح المقربة من الحكومة إلى رئيس اللجنة الوزارية المكلفة بالتحقيق بالوضع في البصرة اللواء رشيد فليح قوله إنه تم اكتشاف خروقات مالية وإدارية في مديريات شرطة المرور والحدود والشرطة النهرية والاستخبارات.مضيفا أن إجراءات مهمة لمعالجة هذه الأمور ستتخذ.