اتهم تنظيم فتح الإسلام قوات الأممالمتحدة العاملة جنوب لبنان "يونيفيل" بالمشاركة في عمليات الجيش اللبناني ضد مسلحيه في مخيم نهر البارد بالتزامن مع إحكام الحصار على مقاتلي التنظيم بالمخيم. وقال المتحدث الإعلامي لفتح الإسلام أبو سليم طه – بحسب الجزيرة - إن مسلحي التنظيم سيكونون في حل من تعهد سابق بعد استهداف اليونيفيل إذا واصلت قصف المخيم. وأضاف طه ن عددا من القذائف انطلقت نحو البارد من عمق البحر وأن وحدة الرصد بفتح الإسلام تراقب الشواطئ حيث لا يوجد سوى القوات الدولية وقوات لبنان لا تملك هذه الإمكانات لقصف مواقعنا. وتزامنت هذه التصريحات مع إحكام الجيش اللبناني حصاره على مسلحي فتح الإسلام داخل دائرة قطرها كيلومتر مربع واحد في نهر البارد وذلك بعد توغل قوات من الجيش بضع مئات من الأمتار وسيطرتها على أربعة مبان وسط المخيم يعتقد أن المسلحين كانوا يتحصنون فيها. وقد هدأت حدة القصف والاشتباكات مع حلول مساء السبت حيث حاول مسلحو فتح الإسلام الفرار إلى جنوب المخيم إلا أنهم منعوا من قبل مقاتلين من حركة فتح الفلسطينية فتم حصارهم. وقال مصدر أمني رفيع إن المباني التي سيطر عليها الجيش على تخوم المخيم القديم تبعد 500 متر عن موقع التعاونية وفيها مجمع ناجي العلي حيث يعتقد أنها تؤوي عناصر فتح الإسلام وربما يكون بينهم زعيم التنظيم شاكر العبسي. وقد قصفت مروحية للجيش اللبناني ما قال إنها مواقع لمسلحي فتح الإسلام داخل المخيم. في حين أطلقت المدفعية وابلا من القذائف التي سوت بالأرض أعلى مبنيين في المخيم وحولت مباني أخرى إلى أطلال يتصاعد منها الدخان. وعلى صعيد الخسائر البشرية فقد قالت مصادر عسكرية إن الجيش تكبد سبعة قتلى في الاشتباكات اليومين الماضيين ما يرفع قتلى الجيش اللبناني إلى 41 خلال أسبوعين. وأضاف المصدر أن الجيش يأمل القضاء سريعا على جماعة فتح الإسلام متعهدا بعدم إلحاق ضرر بالمدنيين والمساعدة لاحقا في إعادة إعمار المخيم. وكان مسؤول بحركة فتح داخل المخيم أعلن أمس عن مقتل ثمانية من عناصر فتح الإسلام الجمعة في الاشتباكات مشيرا إلى عدم وجود إصابات بين المدنيين الذين قال إنهم تجمعوا في الجهة الجنوبية "التي لا تتعرض للقصف". من جهته قال متحدث باسم فتح الإسلام إن الاشتباكات الأخيرة أدت إلى مقتل أحد عناصره وجرح سبعة آخرين. وأضاف عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج إن الاتصالات جارية بين فتح الإسلام والجيش اللبناني، للتوصل إلى هدنة قصيرة لإخلاء الجرحى والتمكن من تزويد المدنيين بالمؤونة. من جانبه قال رئيس المفوضية الدولية للصليب الأحمر في لبنان جوردي رايك إن قوافل الإغاثة لم تتمكن من تأمين وصول المؤن للمخيم نتيجة تجدد الاشتباكات منذ أمس مؤكدا أن الأمور تزداد صعوبة للمدنيين خاصة أن المؤن التي أدخلت سابقا تكفي لأيام فقط. في السياق أكدت الناطقة باسم وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) هدى سمرا أن الأوضاع الإنسانية أصبحت متأزمة داخل المخيم، مشيرة إلى أن الأونروا لم تستطع إدخال مساعدات غذائية إلى المخيم في اليومين الأخيرين. وتشير الأونروا إلى أنه لا يزال يقيم في المخيم نحو 5000 مدني من أصل 31 ألفا نزح عدد كبير منهم لمخيم البداوي.