انتشرت سحب الغاز المسيل للدموع فى محيط السفارة الأمريكية، مع سماع دوى طلقات الخرطوش حتى ميدان التحرير، فى محاولة من قوات الأمن لتفريق متظاهرين رشقوها بالحجارة فى وقت متأخر من مساء الأربعاء، بعد حوالى 24 ساعة، من اعتلاء محتجون أسوار مجمع السفارة وقيامهم بإنزال العلم الأمريكى وتمزيقه، فى احتجاج على فيلم يسىء إلى النبى محمد "صلى الله عليه وسلم" أنتج وعرض فى الولاياتالمتحدة. وقام المتظاهرين بأُحراق سيارتان تابعتان لقوات الشرطة وتصاعدت معها الاشتباكات واتهم كلا الطرفين "الأمن والمتظاهرين" الآخر بالاستفزاز وبداية الاحتكاك، الأمن يبرر وجوده بتكليفات بتشديد تأمين السفارة ومنع اقتحامها، وأحد ضباط الشرطة المتواجدين فى محيط السفارة إن أحد المتظاهرين قام بإلقاء زجاجة فارغة على قوات الأمن، مما أدى إلى قيام قوات الأمن بأخذ وضع الاستعداد ومع تحرك إحدى مدرعات الأمن المركزى أمام السفارة، ظن المتظاهرون أن القوات ستتحرك نحوهم، وردد بعضهم هتافات، "بالروح بالدم نفديك يا رسول الله". وقال لواء شرطة وقف مع بعض المتظاهرين قبل بدء الاشتباكات، إن الشرطة تقف معهم للدفاع عن رسول الله، ولا تعاديهم ولن تهاجمهم، ولكنها تقوم بمهامها فى تأمين السفارة.. الحديث القصير بين اللواء والمتظاهرين جعل بعض الرجال الملتحين يشكلون دروعا بشرية بينهم وبين الأمن، فى محاولة لمنع الاشتباك، ولكن زجاجة مياه غازية فارغة أشعلت الموقف من جديد، وسط هتافات: " يا أوباما يا أوباما كلنا هنا أسامة". وتلويح بأعلام مصر والسعودية وسوريا، ورايات سوداء مكتوب عليها: "لا اله إلا الله محمد رسول الله". رد قوات الأمن على حجارة المتظاهرين، بإطلاق كثيف للقنابل المسيلة للدموع، وطلقات الخرطوش، ليتراجع المتظاهرون حتى مسجد عمر مكرم ويسيطر الأمن على ميدان سيمون بوليفار ومحيط السفارة، ورد المتظاهرون بقذف قنابل مولوتوف بدائية الصنع، ولكن كثافتها أضرمت النيران فى سيارتين شرطة كانتا متوقفتين بجوار تمثال سيمون بوليفار. احتراق السيارتين كان نقطة تحول فى تطور الاشتباكات عند شعور المتظاهرين بالنصر، لتكبيد الشرطة خسارة، ورد بعدها رد الأمن المركزى بسيل من القنابل المسيلة والخرطوش وهجمات بطول شارع عمر مكرم، بهدف تفريق المتظاهرين الذين تراجعوا إلى ميدان التحرير، ولم يتدخل الأمن لفرض السيطرة على الميدان، خوفا من توسيع دائرة الاشتباكات مع المتظاهرين الأكثر عددا فى ميدان عن المتواجدين فى الصفوف الأولى، ليتراجعوا إلى ميدان سيمون بوليفار، ليسيطر المتظاهرون مرة أخرى على شارع عمر مكرم . واصيب 13 متظاهرا، وتم إسعاف 11 مصابا منهم عن طريق عربات الإسعاف المتواجدة بمحيط الاشتباكات، حسبما أعلن الدكتور أحمد الأنصارى نائب رئيس الإسعاف، فيما تم نقل أحد المصابين إلى مستشفى أحمد ماهر وآخر إلى مستشفى معهد ناصر لتلقى العلاج. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة