لقي 11 مسلح من حركة طالبان مصرعهم واعتقل ثمانية آخرون بعمليات مشتركة نفذتها القوات الأفغانية والقوة الدولية للمساعدة على حفظ الأمن بأفغانستان (إيساف) بولايات متفرقة من البلاد. بينما غادرت القوات الفرنسية رسميا اليوم الثلاثاء منطقة سوروب قرب العاصمة كابل، في محطة مهمة من انسحابها المقرر بحلول نهاية 2013. فقد أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان اليوم أن الشرطة الوطنية والجيش الوطني وإيساف، نفذت عمليات مشتركة بولايات فرياب وجوزجان وقندهار ولوغار وغزني. وأوضحت أن القوات تمكنت من قتل 11 مسلحاً وإصابة اثنين واعتقال ثمانية آخرين. ولم تتحدث الوزارة عن وقوع أية خسائر في صفوف القوات المنفذة للعمليات. وأكدت أن القوى الأمنية صادرت خلال العمليات كميات كبيرة من الأفيون والأسلحة والعبوات الناسفة والقنابل اليدوية ومواد كيميائية وسيارة وعشر دراجات نارية، كما فككت ألغاماً في جنوب قندهار. وفي سياق مواز، غادرت القوات الفرنسية رسميا منطقة سوروبي قرب العاصمة، والتي كانت إحدى نقاط الانتشار الثلاث الرئيسية لحوالي ثلاثة آلاف جندي فرنسي ما زالوا موجودين بأفغانستان، إلى جانب ولاية كابيسا المجاورة (شمال شرق) وكابل. وكانت المسئوليات الأمنية في سوروب قد نقلت رسميا إلى القوات الأفغانية في 12 أبريل الماضي بعد أن كان مقررا ذلك العام القادم. وجرى بهذه المناسبة حفل بدأ بإنزال العلم الفرنسي ورفع الأفغاني بالقاعدة في حضور ثلاثين جنديا فرنسيا وعدد مماثل من الجنود الأفغان. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية دولت وزيري، للجزيرة، إن انسحاب القوات الفرنسية لا يؤثر على الوضع الأمني لأن الجيش الأفغاني أمسك بزمام الأمور. وينص الجدول الزمني الذي أعلنه الرئيس فرنسوا هولاند على سحب حوالي ألفي عنصر من القوات المقاتلة بنهاية العام الجاري، أي قبل سنتين من التاريخ المقرر لسحب باقي قوات إيساف التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) والتي تنتشر القوات الفرنسية في سياقها. وبذلك سيبقى نحو 1400 جندي فرنسي لضمان سحب المعدات خلال عام 2013، ومواصلة تدريب الجيش والشرطة الأفغانيين اللذين سيضمنان أمن البلاد بعد انسحاب القوات الدولية. وعلى صعيد آخر، أفاد تقرير أميركي أمس الاثنين بأن ملايين الدولارات من الأموال الأميركية أهدرت في عملية إعادة إعمار أفغانستان بسبب سوء التخطيط والتنفيذ. وحذر التقرير الذي أعده المفتش العام الخاص لأفغانستان جون سوبكو، الذي عينه الرئيس باراك أوباما نهاية مايو، من أن انسحاب القوات الأميركية مع انتقال المسئولية إلى السلطات الأفغانية سيزيد من كلفة برامج المساعدة الأميركية. وجاء في التقرير الذي سلم إلى الكونغرس أن "الولاياتالمتحدة قد تهدر مليارات الدولارات في حال تعذر مواصلة برامج التنمية التي تمولها، سواء من قبل الحكومة الأفغانية أو عن طريق هبات متواصلة من الجهات المانحة". وأوضح أنه رغم انقضاء عقد كامل من الكفاح والمعارك، وأكثر من 89 مليار دولار أنفقتها الولاياتالمتحدة لإعادة الإعمار "لا تزال مشكلات كبرى قائمة". ولفت إلى أن "قسما كبيرا من الاستثمارات بقيمة أربعمائة مليون دولار التي أنفقتها الحكومة الأميركية على مشاريع بنى تحتية خلال السنة المالية الماضية قد يهدر بسبب ثغرات في التخطيط والتنسيق والتنفيذ". وصدر التقرير في وقت باشرت الدول المشاركة بقوات الناتو سحب جنودها ال130 ألفا بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب، على أن يكتمل سحب القوات القتالية بحلول نهاية 2014. كما حذر التقرير من أن تسليم السلطة إلى القوات الأفغانية سيزيد من كلفة المشاريع. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة