ندّد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين –مفتي القدس والديار الفلسطينية المحتلة، بما تشهده مدينة القدسالمحتلة من عمليات تهويد واستيطان صهيوني محموم. وقال الشيخ حسين في خطبة الجمعة يوم (18/8): "يحيي المسلمون يوم الإثنين 27 رجب في مشارق الأرض ومغاربها ذكرى الإسراء والمعراج لنبينا عليه الصلاة والسلام. هذه الذكرى العظيمة والمعجزة تحلّ مع ذكرى مؤلمة وهي ذكرى حريق المسجد الأقصى المبارك في الحادي والعشرين من شهر أغسطس 1969، ذاك الحريق المشؤوم والجريمة النكراء التي اقترفتها يد الحقد الأسود بعد أنْ دُبِّر لها بليل وأُريدَ لها أنْ تأتي على المسجد الأقصى المبارك وما يمثّله هذا المسجد الشامخ من ارتباطٍ عقديّ ودينيّ وتعبّدي في عقيدة وعبادة كلّ مسلم. وصدق الله العظيم إذْ قال (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)"، مشيراً إلى أنّ رحلة الإسراء والمعراج ومعانيها العظيمة تربط بين عقائد التوحيد الكبرى ونسل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيّين والمرسلين. وأضاف أنّ هذه الرحلة العظيمة تربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعاً، وكأنما أُريدَ بهذه الرحلة إعلان الله للرسول خاتم النبيين واعترافٌ من النبيين برسالته عندما أمّ بهم في المسجد الأقصى المبارك جميعاً. والله يقول: "إنّ الدين عند الله الإسلام". وأوضح أنّ "حادثة الإسراء والمعراج قد ركّزت على خلافة أمّتكم ووراثتها للنبيين والمرسلين وأن إمامة النبيين عليه الصلاة والسلام بالأنبياء في هذه الرحاب الطاهرة في المسجد الأقصى المبارك أكّدت على بيعة النبيين له إماماً لهم وقيّماً على إرثهم، وحُزْتُم على الخيرية بين الشعوب والأمم". وقال إنّ هذه الديار والمسجد الأقصى المبارك أمانةٌ في أعناق جميع المسلمين وأهل هذه الديار، "فكونوا على قدر حِمْل الأمانة والمسؤولية لتبقى هذه الديار عزيزة أبية بعيدة عن المساومات والمؤامرات". ونوّه إلى أنّ ذكرى الإسراء والمعراج تأتي في هذا العام مع ذكرى حريق المسجد الأقصى المبارك، داعياً المسلمين إلى القيام بواجبهم تجاه هذا المسجد الأسير وديار الإسراء والمعراج؛ "التي وصلت إليكم أمانةً غالية من الأجداد والآباء والصحابة والقادة العظام الذين ملأوا المكان والزمان عزة وفخاراً". وقال إنّه عندما سُئِل الرسول عليه الصلاة والسلام عن أقدم المساجد، قال المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى، وبينهما 40 عاماً.