نظَّم حوالي ألف من عمال مصنع "أبو زعبل للكيماويات المتخصصة" (18 الحربي) ب"أبو زعبل" بمنطقة الخانكة بمحافظة القليوبية اعتصامًا مفتوحًا بدأ داخل المصنع منذ عصر أمس السبت 5 مايو 2007م وحتى الآن للمطالبة بحقوقهم وذلك بعد أن أدَّى انفجارٌ قويٌّ بقسم الديناميت بالمصنع يوم الأحد الماضي إلى وفاة 5 عمال وإصابة 20 آخرين. وقال العمال – بحسب موقع إخوان أون لاين - إن سبب الانفجار يرجع إلى وجود ماكينات متهالكة بالمصنع تعمل منذ الخمسينيات وبطريقة يدوية بالدرجة الأولى؛ مما يؤدي- مع قلة عدد العمال بالقسم- إلى حالة شديدة من الإجهاد والتعب؛ حيث ينتقل العامل بالمصنع بين الأقسام ويعمل خلال أيام الإجازات، وكان عمال المصنع قد طالبوا في وقتٍ سابقٍ أكثر من مرة بتجديد هذه الماكينات المتهالكة أو إصلاحها ومع ذلك لم يستجب لهم أحد. وحضر سيد مشعل- وزير الإنتاج الحربي- إلى المصنع ولكنه رفض مقابلة العمال والاستماع لهم أو تلبية مطالبهم التي أرسلوها إليه مع رئيس المصنع، رغم محاولاته استقطاب بعضهم عن طريق بعض المراسيل الخاصة منه لمقابلته، ولكنهم رفضوا الامتثال لطلبه خوفًا من الفتك بهم أو الضغط عليهم. وكان هذا الانفجار هو الشرارة التي أدَّت بالعمال إلى تنظيم هذا الاعتصام الذي طالبوا فيه بزيادة "بدل الخطر"، وهو يتراوح بين 15 جنيهًا و45 جنيهًا شهريًّا، وهو رقمٌ ضئيلٌ جدًّا في ظل المخاطر التي يتعرض لها عمال المصنع الذين طالبوا بارتفاع نسبة هذا البدل إلى 50% من الأساسي الفعلي للعامل بدلاً من مربوط الدرجة. كذلك طالب المعتصمون بدعم عمالة المصنع؛ حيث يعمل بأقسام الإنتاج حوالي 200 عامل فقط، مع أن ضخامة الأعمال وكثرتها تجعلهم في احتياج إلى عمالة أكثر، بشرط أن يكونوا من أبناء العاملين، وذكر العمال أنه قد تم في خلال ثلاث سنوات تعيين 150 عاملاً كان أغلبيتهم العظمى من غير أبناء العاملين بالمصنع مع أن الأولوية لأبناء العاملين. كما طالبوا بزيادة بدل التغذية من 100 جنيه إلى 350 جنيهًا شهريًّا أسوةً بهيئة الطاقة النووية والتي لا تزيد أعمالها خطورةً عن أعمال هذا المصنع إن لم يكن المصنع يزيد عنها في نسبة الأخطار. وكان دعم العيادة الموجودة بالمصنع من مطالب العمال أيضًا؛ حيث إنها لا تفي بأقل الإمكانيات ولا بأقل الأعداد من المرضَى وتفتقر إلى الأدوية، ولا يوجد بها أي أطباء متخصصين، وكذلك طالب العمال بتوفير عربة إسعاف مجهَّزة لمواجهة ما يحدث من مخاطر أثناء العمل، كذلك طالبوا بتطوير الأقسام الإنتاجية بالمصنع بما يتماشَى مع تطوُّرات العصر وتقليل نسبة التعامل المباشر من العمال مع المواد الخطرة. وأكد العمال أنه تم منع عدد كبير من العاملين بالمصنع من الانضمام للاعتصام؛ حيث تبلغ نسبة العاملين بالمصنع 2600 عامل استطاع 1000 منهم الانضمام للاعتصام المفتوح. وفي تطور جديد لاعتصام عمال شركة المنصورة- أسبانيا تجمَّع أمس السبت العمَّال أمام مكتب العضو المنتدب للشركة مجدي المغربل، ومنعوه من الخروج من مكتبه قبل حلِّ مشاكلهم، مما اضطَّرَّه للتفاوض معهم وكتابة مطالبهم مرةً أخرى لرفعِها إلى البنك المصري المتَّحد المساهِم الرئيسي في المصنع، وذلك بعد أن مرَّ على اعتصامهم 16 يومًا دون أن يتحرك أحد من المسئولين لتلبية مطالبهم وإنما حصلوا على وعود فقط!! وتعالت أصوات العمال التي لم تظهر خلال الفترة الماضية نتيجةَ قيام اللجنة النقابية بالمصنع بدور المفاوض، إلا أنهم- بعد فشلها في التوصل لحلِّ مشاكلهم مع النقابة العامة بالقاهرة ومكتب وزيرة القوى العاملة- قرَّروا التحرك بأنفسهم. وكان نتيجةً لهذا التحرُّك أن استدعى العضو المنتدب الشرطةَ للعمال، وهو ما أثار العمال ورفضوا الانصياع للشرطة، وتدخَّلت جهات أمنية لإقناع العمال بفضِّ الاعتصام حتَّى يستطيع العضو المنتدب التفاوض من الجهات المختصة، وقبل أن يقتنع العمال دخَل عليهم عبد اللطيف عبد الشكور- مندوب القوى العاملة بالدقهلية، الذي سبق أن اشتبك مع العمال- وما أن رآه العمال حتى تدافعوا عليه وحاول الهروب من أمامهم فأغلقوا الباب. وهنا تدخَّل الأمن وقام بالتعدي على العمال؛ مما أدى إلى سقوط إحدى العاملات وتُدعى فاطمة عبد العاطي مغشيًّا عليها، وهو ما زاد من ثورة العمال، وبعدها توالت إغماءاتُ العمال، فأصيب رمضان أبو المعاطي بغيبوبة سكر، وسقطت نرمين عباس وسعاد عباس مغشيًّا عليهما، وقام الإسعاف بنقلهم جميعًا إلى مستشفى طلخا المركزي. ولم يهدأ العمال وما زلوا مصرِّين على مطالبهم، وتقول رابعة عباس- العاملة بالمصنع- إننا لن نُنهي اعتصامَنا ولو استمر عشر سنوات لأنها حقوقنا وحقوق أبنائنا، ولن نترك العضو المنتدب يخرج حتى يذوق ما نحن فيه، فنحن ننام على "الكرتون" في أرض المصنع منذ 16 يومًا.