لقي خمسة من عناصر الشرطة الأفغانية مصرعهم وأصيب ثلاثة آخرون وذلك في هجوم نفذته عناصر المقاومة الأفغانية "طالبان" غربي البلاد. وصرح اليوم مسئول محلي لوكالة 'فرانس برس' أن المهاجمين استهدفوا قافلة للشرطة مكونة من مركبتين بكمين في وقت متأخر من يوم أمس الاثنين بمقاطعة جوليستان بإقليم فرح. وقال 'محمد قاسم': إن 'خمسة من رجال الشرطة من بينهم الرئيس السابق لشرطة [المقاطعة] قتلوا في هجوم لطالبان كما أصيب ثلاثة شرطيين آخرين في الحادث'. من جانبها، أعلنت حركة طالبان في مكالمة هاتفية ل'فرانس برس' من منطقة مجهولة، مسئوليتها عن الهجوم حيث قال 'يوسف أحمدي'، متحدث باسم الحركة: إن 'طالبان هاجمت قافلة للشرطة على الطريق بين مدينة فرح ومقاطعة جوليستان وقتلت جميع عناصر الشرطة التي ضمتها القافلة'. تجدر الإشارة إلى أن إقليم فرح يعد من المناطق ذات الهدوء النسبي في أفغانستان المضطربة مقارنة بمناطق جنوب وجنوب شرق البلاد التي تتسم بكثافة الهجمات والتفجيرات التي تشنها طالبان. ويستهدف مقاتلو طالبان بشكل خاص القوات الأجنبية والقوات الأفغانية الموالية لها، وكذلك المسئولين والأفراد المتعاونين مع الاحتلال. وعلى نفس السياق أعلنت حركة طالبان مسئوليتها عن قتل تسعة من قوات الاحتلال والقوات الأفغانية الموالية لها في إقليم باكتيكا جنوب شرق أفغانستان. وقال المتحدث باسم مقاتلي طالبان الدكتور محمد حنيف في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية أمس: إن 'مقاتلي طالبان هاجموا رتلا ًمشتركًا للقوات الأفغانية وقوات التحالف في مقاطعة بارمال في إقليم باكتيكا' يوم الأحد. وأضاف أن معركة قوية اندلعت إثر هذا الهجوم بين الجانبين خلفت تسعة قتلى من جنود التحالف والجنود الأفغان. وأشار إلى أن المقاتلين دمروا عربتين في الهجوم، بينما قتل اثنان من أعضاء طالبان. إلى ذلك قال متحدث آخر باسم طالبان، قارئ محمد يوسف: إن طالبان فجرت مركبة عسكرية أمريكية بواسطة لغم أرضي تم تفجيره عن بعد قرب مقاطعة ياقوبي في إقليم خوست مما أسفر عن مقتل جميع الجنود الذين كانوا يستقلونها. كما أعلنت حركة طالبان اليوم الثلاثاء أن مقاتليها أسقطوا طائرة تابعة لحلف شمال الأطلسي [الناتو] في إقليم زابول جنوبأفغانستان. وقال المتحدث باسم طالبان قارئ محمد يوسف لوكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية: إن المروحية أسقطت من قبل مقاتلي طالبان في منطقة كرم كايل في مقاطعة نوباهار في إقليم زابول ظهر أمس الاثنين. وأضاف أن طائرة الناتو أسقطت بصاروخ، مما أدى إلى مقتل جميع الجنود على متنها. هذا وقد اتصلت الوكالة الأفغانية بقوات الناتو للحصول على تعليق بشأن إعلان طالبان ولكنها لم تتلق أي رد حتى كتابة هذا التقرير. وكانت قوات الناتو، البالغ قوامها 8 آلاف جندي، غالبيتهم من بريطانيا وكندا وهولندا، قد تسلمت من قوات الاحتلال التي تقودها الولاياتالمتحدة، المهام الأمنية في جنوبأفغانستان في نهاية يوليو الماضي. من ناحية أخرى أكد ضباط بريطانيون معنيون بتدريب الجيش الوطني الأفغاني – الموالي للاحتلال - أنه بالرغم من أكثر من أربعة أعوام من التدريب فإن الجيش لا يزال قوة غير منتظمة يزيد من ضعفها الإفراط في استخدام المخدرات والهروب من الخدمة. ونقلت صحيفة 'دايلي تليجراف' البريطانية عن ضباط بقاعدة التدريب بمعسكر تومبستون قولهم: إن القوات الأفغانية ضعيفة التجهيز تتقهقر تحت وطأة إطلاق النار خلال المعارك مع مقاتلي حركة طالبان الذين يفوقونها في المهارة أو تقوم بفتح النار لأي سبب طفيف. وأوردت الصحيفة أنه في أحد المواقف هدد رقيب أفغاني- تمت معاقبته لاحقًا لتهم بالفساد والابتزاز- بإطلاق النار على ضابط بريطاني غير مفوض وذلك بعد مشادة بينهما. هذا، ومن المتوقع أن تثير التقارير قلقًا بين كبار المخططين العسكريين والسياسيين البريطانيين الذين يرون أن وجود جيش نظامي وطني عالي التدريب أمر حيوي لأي إستراتيجية للخروج من أفغانستان. وكان الجيش الأفغاني قد تكون في غضون شهور عقب سقوط نظام طالبان، على أيدي قوات الاحتلال الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة عام 2001، وأمدته كل من أمريكا وبريطانيا بأغلب مدربيه. وبحسب الصحيفة فإنه منذ ذلك الحين فإن القوة المكونة من 35.000 جندي تشارك في عمليات قتالية، إلا أن العديد من مسئولي التدريب يرون أنها ليست جيدة المستوى. تجدر الإشارة إلى أن مقاتلي حركة طالبان كثيرًا ما يستهدفون بهجماتهم قوات الأمن الأفغانية نظرًا لتعاونها مع قوات الاحتلال المنتشرة في البلاد.