أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    «التعليم» تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية «بنين و بنات»    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    رسالة قرينة الرئيس السيسي للمصريين في عيد شم النسيم    يستفيد منه 4 فئات.. تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات    أسعار سبائك الذهب BTC اليوم الاثنين 6-5-2024 في محافظة قنا    أسعار الجمبري اليوم الاثنين 6-5-2024 في محافظة قنا    تكثيف صيانة المسطحات الخضراء والمتنزهات بالمدن الجديدة بالتزامن مع فصل الربيع    «الري»: حدائق القناطر الخيرية تفتح أبوابها أمام زوار أعياد الربيع وشم النسيم    اقتراح برغبة لإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    تكثيف صيانة المسطحات الخضراء والمتنزهات بالمدن الجديدة مع عيد شم النسيم    في ظل مخاوف الاجتياح.. الأونروا: لن نغادر مدينة رفح    الرئيس البرازيلي: التغير المناخي سبب رئيس للفيضانات العارمة جنوبي البلاد    رئيسة المفوضية الأوروبية: سنطالب بمنافسة "عادلة" مع الصين    إيران تدرب حزب الله على المسيرات بقاعدة سرية    دقيقتا صمت مع صفارات إنذار.. إسرائيل تحيي ذكرى ضحايا المحرقة    موعد مباراة الأهلي والزمالك في نصف نهائي دوري السوبر لكرة السلة    "أنا حزين جدا".. حكم دولي يعلق على قرار إلغاء هدف الزمالك وما فعله حارس سموحة    "احنا مش بتوع كونفدرالية".. ميدو يفتح النار على جوميز ويطالبه بارتداء قناع السويسري    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    تفاصيل القبض على عصام صاصا مطرب المهرجانات بتهمة دهس شخص والتسبب في وفاته بالطالبية    عيد الأضحى 2024: متى سيحلّ وكم عدد أيام الاحتفال؟    أشجار نادرة وجبلاية على شكل الخياشيم.. استعدادات حديقة الأسماك لشم النسيم    "هزار تحول لخناقة".. شاب يمزق جسد صديقه في سوهاج    توافد المواطنين على حدائق القناطر للاحتفال بشم النسيم .. صور    حمادة هلال: جالي ديسك وأنا بصور المداح الجزء الرابع    نور قدري تكشف عن تعرض نجلها لوعكة صحية    اليوم ذكرى ميلادها.. كيف ابتكرت ماجدة الصباحي «السينما المتنقلة»؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    نصائح لمرضى الضغط لتناول الأسماك المملحة بأمان    «الرعاية الصحية» تطلق فعاليات المؤتمر العلمي الأول لفرعها في الإسماعيلية    عصير سحري تناوله بعد الفسيخ والرنجة.. تعرف عليه    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    قبل الامتحانات.. ما مصادر التعلم والمراجعة لطلاب الثانوية العامة؟    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    نيويورك تايمز: المفاوضات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود    البحيرة: رئيس كفر الدوار يتابع الاستعدادات لبدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    "ماتنساش تبعت لحبايبك وصحابك".. عبارات تهنئة عيد الأضحى المبارك 2024 قصيرة للأحباب    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    في يوم شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحمد سامي: كنا قادرين على الفوز ضد الزمالك بأكثر من هدف والبنا لم يكن موفق    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيها الواقع العربي :ارحل ثكلتك أمك..ّ!!
نشر في الشعب يوم 03 - 04 - 2007


[email protected]

قتال الأقلام :
في بعض الأحيان حينما يكون هناك مقالا شديد اللهجة عاصف العبارات .. يتفاوض الكاتب مع رئيس التحرير كيلا .. يستأصل رحم الكلمة .. وهو ما نقصد به المعالجات الجراحية أو التجميلية . في المختبر الصحفي .. والتي بدورها . قد تحول العمل الإبداعي .. إلى نوع الكيان المدجن أو المستأنس.. يفتقد إلى القوة والعنفوان.. وهي عملية . قد يقوم بها رئيس التحرير كنوع من الموازنات .. كيلا .. تغلق الجريدة او المجلة ..أو يغلق موقعه على الشبكة ..
شيء مؤلم أن تتحول القصيدة مثلا من كيان رائع مثل ولادة بنت المستكفي .. إلى واقع عاقر شديد القبح ..
أو يتحول الإبداع من واقع فروسية أبو فراس الحمداني إلى واقع ابو نواس شديد الخلاعة والمجون .. أيها السادة لا ثمة قربى او وشيجة من رحم ..بين الاثنين .. وبالتعبير القرآني الكريم .. ليسوا سواء ..
فهناك فرق بين المجد والعنفوان من جهة والعار والإذعان من جهة أخرى .. والحياة حق وباطل ولكلٍ أهل .. وفي هذا السياق ,, كانت رسائل تأتيني بعدم الاستطاعة .. أن تتحمل الجريدة .. التنقل بين الشظية والشظية او الموت بين الكلمات.. لما تمثل الكلمات من العبوات ناسفة منزوعة صمام الأمان ..
فعندما تواجه واقعا به من العار ما يكفي أن تنفجر فيه الأعصاب . لابد ان تتفق سلفا مع رئيس التحرير .. بان يمرر الموضوع .. أو تخفيف بعض الكلمات . بحيث لا تهز من قيمة السياق ..
وعليه قام الكاتب فهمي هويدي .. بعدم نشر مقالاته بالأهرام لما يجرى عليها من استئصال لرحم الكلمة واخصاء لكبرياء الكلمة .. ففضل أن ينتهي إلى كتيبة من المقاتلين .. للجهاد بالقلم .بأي منبر حر..
وكان السياق بأن رئيس التحرير عادة ما يخشى أن ينهدم المعبد ..
وبناء عليه ينتهي السياق بالكاتب ان ينسحب .. انسحاب التحيز الى فئة . غير مولى الدبر ..كالاستثناء الذي وضعه القرآن ..كيلا يبوء بغضب من الله ..
{وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }الأنفال16..
وتكون المعضلة أن تبحث عن مجموعة من المقاتلين ..ومما لاشك فيه انني لم أعالج هذا التفاوض مع جريدة الشعب . فكان تلك الكتيبة من المقاتلين التي لا تتثائب .. ولا تهادن ولا تخشى في الله لومة لائم .. يذكرني بالكاتب الكبير عادل حسين . حينما خاض معركة لا هوادة فيها .ضد جريمة وليمة أعشاب البحر . فقالوا له حينئد . أنك لم تجد توازنات المكسب والخسارة كيلا تغلق الجريدة .
فقال يومها هي حرب من أجل الله .. لا تتقيد بمقاييس المكسب والخسارة ..
هكذا الشعب . لا تساوم . !! وكان للمجد موقف ..
هكذا يكون المقاتلين .. وهكذا يكون الرجال في ميدان القتال بالأقلام .. وكذا مجد الكلمة ومجد السيف والقلم .
حكامنا والمعاناة من التهاب عنق الرحم cervovaginitis..!!
لاشك أن سياق الفروسية بالأمس . كان له روعته .. وشممه وكبريائه .. وكان هناك فرق بين القاع المعاصر ..
وبين مجد الأمس من الفرسان .. الذين كانوا يعالجون الموقف .. كيف تطأ حوافر خيل الله .. أرض واشنطن وموسكو .
أولئك آبائي فجئني بمثلهم اذا*** جمعتنا يا جرير المجامع
بأن تلوح بسيف الكلمة .. شيء رائع .. وان تصوب القصف بالمفردات .ضد اعداء الله ..شيء له من الروعة بمكان ..في ان تنتفض بلا اله إلا الله من خلف الكلمة .. في الأفق الأزرق المخضب بدم المشركين . وتقول هل .. من منازل .!!؟
وتوجه الطعنة النجلاء . تستشعر بهجة الإبداع .. وقيمة الحياة ..
كما قال المتنبي ..
لا تحسبن المجد زقا وقينة فما*** المجد إلا السيف والطعنة البكر ..
والطعنة البكر .. التي لم يسبقه إليها أحد في الطعن ..
كما قال ابو فراس ..
وصناعتي ضرب السيوف وإنما ***متعرض في الشعر بالشعراء ..
كانت مهام الفروسية بالأمس ..
كتب القتل والقتال علينا ****وعلى الغانيات جر الذيول
وكانت مهام القتال .. بالقلم .. نوه عنها .. الشيخ ابن القيم . في كاتبه الفروسية .. عندما قال .. الفروسية نوعان .. فروسية العلم والبيان وفروسية الرمي والطعان ولما كان أصحاب النبي أكمل الخلق في الفروسيتين فتحوا القلوب بالحجة والبرهان والبلاد بالسيف والسنان
ويضيف الشيخ وما الناس إلا هؤلاء الفريقان ومن عداهما قإن لم يكن ردءا وعونا لهما فهو كل على نوع الانسان .
وهنا كلمة كل .. بمعنى عالة . من التصوير القرآني .. كل على مولاه . الآية .
ان الواقع العربي . يعاني من و ضع مأساوي على البعد الفكري والحضاري والسياسي والعقدي,,
فالبعد الفكري .. ما كنت أظن يوما . أن يتم التطاول على الذات الإلهية .. من قبل الأقزام.. وهكذا الحال في واقع الطغيان .. انه لا يترك .. دنيا ولا دين .. فكل منا اليوم .. رجل يبكي دينه .. والآخر يبكي دنياه ..
وعلى البعد الحضاري .. أصبحنا نعاني من فقدان الذاكرة . كما قال احد المفكرين ان الأمة التي تنسى تاريخها تعاني من فقدان الذاكرة .,.
A society that forgets its past is like an individual suffering from amnesia ...
وقالوا أن امة بلا ماضي ليس لها مستقبل ..
A nation that forgets its past has no future'
وقالوا إن الأمة التي تنسى تاريخها تكون غير قادرة أن تتعامل مع الحاضر والمستقبل ,.
A nation that forgets its history is disabled in dealing with the present and the future. ...
إلا إنني وبالرغم من أهمية التاريخ .. وما يمثله كونه يحمل الذاكرة الإجمالية للأمة يخبرها عن الصراع في الماضي ويثري تفكيرنا تجاه الحاضر .. فبدون التاريخ تعاني الأمة من فقدان الذاكرة وتضيع الهوية والغرض والاتجاه لذا فانه من خلال سبر أغوار عقبات وتعقيدات الماضي من الممكن الحصول على حلول .. حيث نأخذ التصور من خلال تحليل العظماء للعقبات وكيفية النفاذ الى واقع من المجد ..كما فعل صلاح الدين الأيوبي ..
إلا أنني اعتبر أن لب المشكلة ليست الافتقار إلى البعد التاريخي وما يحمله من حس الفروسية . فالأمة التي تفتقد الى دينها فهي تفتقد الى معايير الوجود .. فضلا عن صفاتها الذكورية وسياقاتها من الفروسية .رغم ما قالوه ان الحضارة انثى ..
إلا انني اعتقد ان الحضارة فارس .. وهانحن قد وصلت الأمة إلى حالتها من الحيض . كما هو ماثل للعيان ..
منذ حوالي سنة .. كتبت مقالا اسمه زمن الحيض العربي ..
وكيف ان نحول(مذكر نحلة) فقد ذاكرته . وأصبح يتعامل مع الآخرين على انه نملة .. وما يشمله السياق من الحيض والنفاس .. والوحم .. وتقليم وطلاء الأظافر والمكياج ..
وقال المحللون يومها ان الفرق بين النحلة والنملة .. والندية والدونية .. هو قلب الحاء إلى ميم ..
إلا ان مشكلة الحيض العربي . استفحلت .. ولم يستطع خبراء الطب .. وضع حد للنزيف من خلال العقاقير الطبية ..
كما يفعل عقار DAFLONفلقد فوجئت اليوم بخبر على جريدة المصريون .. بالتالي ان الحكام العرب يعانون من التهاب في عنق الرحم :
ذكر تقرير دولي لمركز "ساج" للحد من الاستغلال الجنسي للأطفال وللبالغين أن الحدود المصرية الإسرائيلية تستخدم كمعبر لمرور السياحة الجنسية في العالم. أوضح التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، والذي جاء متواكبا مع احتفالات مصر بالذكرى الخامسة والعشرين لتحرير سيناء أن منطقة الحدود المصرية الإسرائيلية تستخدم من قبل مافيا الجنس بالعالم.وقال إن هناك حوالي 3000 آلاف امرأة يعبرن الحدود المصرية إلى إسرائيل سنويًا من أجل العمل بالملاهي الليلة وبالدعارة عن طريق سيناء وإن هذا العدد يتزايد في فترات الأعياد والمناسبات اليهودية.
يذكر أن إسرائيل إحدى الدول التي تنتعش فيها تجارة الجنس ويتم تهريب آسيويات وأوروبيات خصوصا من دول المعسكر الاشتراكي السابق، إليها عبر شبه جزيرة سيناء، في عمليات يعتقد أنه يشارك فيها مهربون محترفون من بدو سيناء، الذين يعرفون طبيعة المنطقة الوعرة وبعد وصول المهربات إلى إسرائيل، يتم استغلالهن وسلبهن أموالهن من قبل المشغلين.. انتهى .
لقد انتهينا من زمن الحيض العربي . وها قد استفحل الواقع ليتحول الحكام العرب الى المعاناة من التهاب عنق الرحم ومما حملته المصريون فهو قد بات مؤكد وعليه العوض ..ولم يقتصروا على الحيض والنفاس .الذي كان تشخيص اولي في حالته الأولى و المبكرة ..
والقضية ليست خلل هرموني تعاني منه الأمة . بقدر ما يعاني به هذا الواقع العربي . إلى أصول النخوة والفروسية ..
فالواقع الخاص بالفروسية والمجد .. له إفرازاته على البعد الفقهي .. وكذا واقع العار . له إفرازاته أي على النقيض .. وما تحمله من قضايا .. الفكر والصحافة ..
ليقول لي احد رؤساء التحرير بلندن مازحاً يا سيدي ..أننا نعاني من الحيض ونفتقد أنفسنا من وقت لأخر ونعالجه بمزيد من فوط العادة الشهرية .. هذا هو واقع الحال ..
كانت منطلقات الحيض ..خمسون عاما على احتلال بيت المقدس .. والمسجد الأقصى يلوح بالقيد .. ولم يستنفر نخوتهم .. بل كان الوضع في بغداد .. عاصمة خلافتهم . تحتل وتغتصب على هذا النحو في أبي غريب . ولكن أين هؤلاء .. أين موقعهم من الإعراب .. بل ويستفزني بعض المراجع الفقهية . من الجهات الأخرى كرست بفتاويها الاحتلال وهي لا تختلف عن بعض مراجعنا الفقهية .. جرمت الدفاع عن بغداد وما يستصحبة من حملة إعلامية على القنوات ..
ليقولوا لنا اننا لا نختلف عن المذاهب الأخرى على غرار من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها..
وتنتهي فضيحة حكامنا العرب الكبرى .ليعلنوها على الملأ: أنه لا مانع من وجود الأمريكان بالعراق ..
هكذا وصلتم .. ثكلتكم أمهاتكم ..
ولم يستحث الإجرام الأمريكي فيهم نخوة ولا مروءة ولا شرف ولا روح الدم والتاريخ فضلا عن العقيدة..
وما كتبه علماءنا السابقين .. أنه اذا اعتدى عدو على شبر واحد من ارض الإسلام تعين الجهاد . ووجب النفير ..إذ ان بلاد المسلمين بمنزلة البلد الواحد . أو ما قالته الفتاوي انه إذا سبيت امرأة .في المغرب. وجب على أهل المشرق تحريرها . وحينما بدأ .. الهدم في باب المغاربة بالمسجد الأقصى . أطلقت صرخة عبر مقال.. فكان الجواب . تعليقا على المقال .. (الناس مش فاضية) على غرار ما يقوله هذا المؤنث في احد الأفلام ( أعطني العطر يا ولد )..
انتهى الأمر الى الإفتاء التي تتعلق بمعالجة الأمور الحياتية والواقع الاجتماعي وحياة الناس . بدلا أن كان الواقع بالامس .. ضرب رقاب وصهيل خيل وغزو واقتحام . وتحرير أوطان .وعليه ان نقلب بيت المتنبي أعلا ه . وينقلب واقع المجد رأسا على عقب. ونتبرأ من المجد التليد .. وعليه العوض ..
. بأن يكون :
ان المجد زقا وقينة وليس**** السيف والفتكة البكر ..
مما حدا باحد الكاتبات أن ترفض هذا الوضع الفكري والفقهي المتأزم في مقال ناري .. عن فتوى الترقيع ..
ونتساءل ما الذي حول امة المجد المؤثل .. والشمم الى هذا النوع من السقوط المدوي قكريا وفقهيا .
فإن كان التصور بالأمس ..
كتب القتل والقتال علينا و****على الغانيات جر الذيول .
أما اليوم ..
كتب الحيض والنفاس علينا*** وعلى الكفار امتشاق السيوف
وإذا حاولنا الى النفاذ الى سياق ما ذكره اليهود بالنسبة لسيناء والدعارة عالميا .. فلنا ان نقول ..اننا لا نستثني شرم الشيخ
ولقاءاتها و مؤتمراتها أيضا من السياق الدعاري ..
كيف نعالج القوم . وننقلهم إلى حيثيات المجد .. وهم يتبارون في نزع ملابسهم التحتية على الواقع السياسي العالمي ..
واذا حاولنا أن نبحث . عن مخرج ومعالجات فكرية . نعالج هذا الوضع المستفحل والمتأزم على السواء .
فلنا أن نقول ..
ان النظرية العقدية .. المستقاة من ركب الأنبياء على العموم .. تتوقف عند نقطة واحدة .. وهي مربط الفرس .. [أن الدماء ادني من العقائد ].. وهذه هي الزاوية . التي تحرك عليها الأنبياء والصالحون .. على مر التاريخ بأسره ..
وكانت مطلقاتها الآية الكريمة.. {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }البقرة165
والمنطلق الخاص بمكمن العقيدة والجهاد .. حيث وضع الله حب الله والجهاد في سبيله في كفة من جهة .. والدنيا بأسرها
من جهة اخرى في كفة أخرى .
{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24
وكانت استنتاجات السياق ما يلي .. فإبراهيم عليه السلام كانت العقيدة بالنسبة اليه اهم من الدماء .. والحرق .. وان كان يرى النمرود .. ان إبراهيم خارج عن السياق الاجتماعي والعقدي ويستحق الحرق ..
إلا ان إبراهيم كان يعتبر ان الله تعالى هو . الصفقة الأساسية في الوجود التي تستحق الحياة من اجله.. والموت أيضا من أجله .. ولاشيء غير ذلك .
وعليه كان فرعون يرى موسى يستحق القتل . وهو القائل: ذروني أقتل موسى (الاية)
وان كان نفس السياق .. يراه أبا لهب .. وأمية ابن خلف أن محمد خارج عن السياق ويستحق الفتل.. كما قالوا . اقتلوه قتلة رجل واحد حتى يتفرق دمه بين قبائل العرب .. فلا يستطيع بني هاشم وبني عبد المطلب المطالبة و بدمه الشريف ..
وعليه كان يحي يرى أن العقيدة أهم من الذبح .. وان كان الطغيان يرى من زاويته الخاصة ان يحي عليه السلام ان يحي خارج عن السياق ويستحق الذبح ..
وعليه أيضا كان يزيد .. يعتبر الحسين خارجا عن السياق .. ويستحق الذبح ..وتوضع رأسه على أسنة الرماح .
وبالتالي .. كان التصور لدى الحسين على النقيض .. وهو انه يرى ان الموت .. أفضل من واقع الطغيان . وان الدماء ادني من العقائد . وهو القائل .. إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا شقاء وبرما ..
إنها الحياة . صراع ما بين الحق والباطل .. بل انها حمام دم بين الحق والباطل .
وعليه فإذا قال . الإمام علي .. عن الدنيا انها حق وباطل ولكلٍ أهل .. فلنا أن نقول .. ان الصراع قائم .. كما قال العقاد ..
أن الشهداء وأهل المبادئ..يصلونها ناراً من عبيد البطون والأكباد..
وعليه ..نقول . ان إبراهيم لم يهادن النمرود . وصيحاته كانت قائمة.. وهو يقول . أف لكم ولما تعبدون .
وهو القائل أيضا لرمز الكفر والطغيان ... (كفرنا بكم) .. {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }الممتحنة
4 ولم يهادن محمد عليه السلام أبا لهب .. وهو القائل . وهو يواجه كل أنواع الكفر .. أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب . ولم يهادن .. يحي عليه السلام الطغيان .
ولم يهادن الحسين يزيد ..
وأسلفنا في مقال سابق .. أن القتل كان أمر وارد .. وقد لا يؤخذ الطغاة بجرمهم .. ولكن هذا لا يمنع .. أن نكل الأمر كله لله ..ولا نعطي الطغيان صفقة السجود ..
كانت صيحات سعد وخالد تدوي وراءنا في صولا ت المجد والتاريخ والعنفوان ..
وصيحات سعد وخالد *** في الحروب تدوي ورائيا ..
انتهى الأمر .. الى هذا النوع من الواقع الدعاري .. الذي ذكرته المصريون في سيناء .. التي كان رمزا لالتقاء السماء على الأرض .. ونار ونور النبوة . لموسى الكريم ..
هانحن انتهينا إلى هذا الواقع المفضوح ..
أيها الواقع العربي .. المفضوح .. علام أنت باق .. وماذا تريد ..ضاعت بغداد .. وضاعت فلسطين.. وضاعت افغانستان ..
ما هو دورك في الوجود .. ؟ وما هو الغاية من بقاءك .. ؟وماهي نهاية المطاف ..؟ وما هي مجمل حساباتك .. ؟
وماذا عندك من رصيد ..؟
أعتقد ان هذا الواقع العربي .. يعاني من الإفلاس .. الأخلاقي .. أكثر منه فروسية التي يفتقر الى مثقال ذرة منها . . أو دينيا وعقديا وهو أنه يفتقد إلى كلمة لا اله الا الله بداية وانتهاء. فهو امر .. منتهي .كيف تصل الجرأة بالاقزام بالتطاول على المقام الإلهي الكريم . . إلا اذا كانت الدولة متواطئة وتحمي بل وتنفق على محاربة الله... فلو كان يدرك هذا المتطاول أن المسألة فيها ضرب عنق لما تجرأ ,,ان الغرغرينا متفشية ووصلت الى الرأس .. ايها السادة .
بالرغم انه شرعيا .. أنه يتوجب على الحاكم ان يقيم الدين لا أن يهدم الدين . فما بالنا بعمليات الهدم المتواصلة .
بلا حياء . . وعليه بماذا نفسر هذا الكم الهائل من الإسلاميين في المعتقلات والسجون . كما قال سعيد بن جبير للحجاج أفسدت علي دنياي وأفسدت عليك آخرتك . وما زال إفساد الدنيا على الإسلاميين مستمرة .
النظام العربي لا يزن مثقال ذرة في سياقات الأخلاق التي عليها مقومات النهضة .كما قال المصطفى . (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ).او كما قال شوقي ..
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت . فإذا ذهبت أخلاقهم ذهبوا ..
فكيف نفسر أخلاقيا . . أن معظم علماء الدين وأئمة المساجد في معظم الدول الإسلامية .. تحولوا الى عملاء للمخابرات .
ثكلتهم أمهاتهم جميعا ..
وعليه نعلم انه لا يعين الرجل إماما . إلا بأمر من أمن الدولة . فكيف بنتهي الى عميلا للداخل والخارخ في آن .. وممن يأخذ رجل الشارع هذا الدين .كيف نرى إمام المسجد يحدث زوبعة عاصفة في المسجد ويبكي ويصرخ ويهتف وفي نهاية المطاف يدعو بطول العمر للحاكم الظالم ...( لا أطال الله عمرك وعمره ) لهذا قال احد السلف أسفل السفلة من باع آخرته بدنيا غيره .. ..انها زوابع مدفوعة الثمن..ونوع من التمثيل..يندرج تحت الجهاز الاعلامي للحاكم .. ولهذا آليت ألا آخذ ديني إلا من شهيد أو طريد .
وما زلنا نرواح مكاننا عند التحدي لأحد المحللين . نتحدى أن يقف احد العلماء .. أمام حاكم لينهاه عن ظلم أو يأمره بحق .. ..ومع هذا لا نعمم ..
ومن هنا كان قول الحسين واضح . لقد سمعت من جدي رسول الله انه من رأى حاكما ظالما مستحلا لحرمات الله ويعمل فيهم بالظلم والعدوان ،ولم يغير عليه بقول أو عمل وجب على الله ان يدخله مدخله .. وما كان لكلام رسول الله في هذا السياق ليصل إلا بدماء الحسين .
كيف والدولة بأمنها وقيادتها ومخابراتها. من أخمص القدم الى قمة الراس عميلة للخارج أي لأمريكا واسرائيل . فكيف نفسر المعادلة لهذا الواقع ..في نظرية الأواني المستطرقة..والواقع العربي برمته عميل لأسرائيل . إلا من رحم . وما زلنا نبحث عمن رحم .. وصدقوني لن تجدوا .
نعم انهم ذهبوا .. بعيدا .. أيها السادة .. وننتهي بالنتيجة . هو مزيدا من الضياع والإفلاس .. بأن يتحول التهاب الرحم إلى ورم سرطاني خبيث . لا نستطيع بعد ذلك معالجته ..
القدس غابت وبغداد هوت ****فبلاد العرب بالفرسان عاقر ..
أيها الواقع العربي المفضوح .. أرحل بحيضك ونفاسك .. وفوطك . وعادتك الشهرية ..
ارحل .. ضيعت الأمة أيما ضياع...تلك الأمة التي خلقت لصولات المجد .. ولم تقايض عيه يوما بقضايا أخرى دونية ..
أيها السادة : ان العقيدة و الأوطان .. لا يمكن ان تدخل في إطار السمسرة والبيع والعبث واللعب .. انه أمر دونه الدم ..
انها أمور اكبر من ذلك . واكبر مما يظنون .. او يستوعب ذهنهم المريض..
وهي كما أسلفنا .. أن الدماء ادني من العقائد ..
والأوطان .. كما قال شوقي :..
وللأوطان في دم كل حر**** يد سلفت ودين مستحق
واليد التي سلفت والدين المستحق . أمور تستوجب الكفاح والدفاع .. والذود عنها بالغالي والنفيس ..
حيث ان هذا النوع .من العبثية بالدين والأوطان . يجرم عليه القانون ..سواء في عرف الشرائع والتاريخ والقوانين الأرضية والشرائع السماوية..سواء بسواء .. نعم إنها جرائم كبرى وخيانات عظمى وليست لمم أو صغائر الذنوب ..
وعليه يجب أن يتوقف الفعل المضارع في مصر بل والعالم العربي . عن أعماله الإجرامية والخيانية ..
وعند هنا . يجب أن يفيق الواقع العربي . من سكرته ..ويدرك أي مدى من الجرائم يقترف .. والى أي مدى كان الواقع من الضياع ..
نعم ان الموضوع ليس سهلا .. كما يظنون .. وسيعقبه بالجزم يوم القصاص ويوم المحاكمة بالتأكيد آت .... اجل والله انه لآت .
ايها الواقع العربي أنت خائن وغير جدير بالاحترام ..
أيها الواقع العربي ما أوقحك .. !!
أيها الواقع العربي.. ارحل ثكلتك أمك .. !!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.