يفكر الجيش البريطاني في اتخاذ قرار يقضي بعدم ارسال الامير هاري الى العراق لان هذه المهمة يمكن ان تكون محفوفة بالمخاطر وقد تعرض سلامته وسلامة وحدته للخطر على خلفية ارتفاع الخسائر في صفوف القوات البريطانية المنتشرة في هذا البلد. وقالت وزارة الدفاع ان قرار ارسال الامير هاري الذي يحتل المرتبة الثالثة في خلافة عرش بريطانيا الى العراق "قيد الدرس". وكانت الوزارة ذكرت في فبراير ان كتيبة الخيالة الملكية التي يخدم فيها الامير هاري (22 عاما) هي من ضمن الوحدات البريطانية التي ستنتشر في العراق خلال مايو ويونيو المقبلين. ويتوقع ان تنتشر الكتيبة التي ينتمي اليها الامير هاري في العراق في مايو في اطار عملية تبديل للقوات لمدة ستة اشهر. وسيرسل هاري الى العراق لقيادة وحدة من 12 عنصرا مزودين اربع اليات مصفحة مكلفة عمليات الاستطلاع. وكتبت صحيفة "ذي صن" ان المسؤولين العسكريين طلبوا تقريرا يتضمن تقييما للوضع على الارض ويكشف مخاطر الانتشار في ساحة المعركة. ونقلت الصحيفة عن مصادر في التراتبية العسكرية قولها ان "هذا الطلب قد يفضي الى قرار يقضي بمنع (هاري) من التوجه الى ساحة المعركة". وحذر وزير الدفاع البريطاني مايكل بورتيلو في حديث لشبكة "سكاي نيوز" من ان "الامير سيشكل صيدا ثمينا". واضاف "سيكون الامر بالنسبة لنا كارثة في حال تعرض الامير هاري للقتل او للخطف" في العراق. من جانبها ذكرت صحيفة "ذي اوبزرفر" نقلا عن مصادر في اوساط المقاومة ان جماعات عراقية تستعد لاستهداف الامير هاري وعممت صورته على شبكة الانترنت. وقالت "ذي صن" ان هاري قد يرسل الى العراق وستناط به اعمال ادارية لعدم تعريض حياته وحياة الجنود الموضوعين تحت امرته للخطر. وكتبت الصحيفة ان الجيش لا يزال حائرا حول القرار الواجب اتخاذه بخصوص هذه المسألة. ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله "انها قضية في غاية التعقيد. لا احد يرغب في ان يسجل (المتمردون) نقطة من خلال تكليف الامير هاري مهام اخرى". وذكرت الصحافة البريطانية ان هاري هدد بمغادرة الجيش في حال عدم السماح له بالانضمام الى زملائه في مناطق النزاع. وخلال مقابلة اجريت مع الامير هاري في سبتمبر 2005 بمناسبة احتفاله بعيد ميلاده ال21 قال "من غير الوارد ان اترك (الاكاديمية العسكرية) في ساندهورست وان ابقى في المنزل مكتوف الايدي في حين يحارب زملائي في سبيل بلادهم". ونقلت ال"بي بي سي" عن اصدقاء للامير هاري قولهم ان الاخير سيصاب بخيبة في حال لم يحارب في العراق لكنه لن يغادر صفوف الجيش. وخضع هاري في يناير لتدريب مخصص للجنود المقرر ارسالهم الى العراق وشمل ذلك دروسا حول التقاليد المحلية. والامير هاري نجل امير ويلز تشارلز والاميرة الراحلة ديانا وهو اول فرد في الاسرة المالكة يتم ارساله الى منطقة تشهد نزاعا منذ 25 عاما وكان الامير اندرو الذي يحتل المرتبة الثانية في خلافة عرش بريطانيا قاد مروحية عام 1982 خلال حرب المالوين ضد الارجنتين. وكان شهر ابريل الاكثر دموية للقوات البريطانية في العراق فقد قتل 11 جنديا منذ مطلع الشهر في هذا البلد. وسقط 145 جنديا بريطانيا في العراق منذ التدخل العسكري الاميركي البريطاني في هذا البلد في مارس 2003. وولد هاري بعد عامين من شقيقه الاكبر وليم وكان في عامه الثاني عشر حين قضت والدته ديانا في حادث في 31 اغسطس 1997.