جددت فصائل المقاومة الفلسطينية التزامها بالتهدئة، لكنها حذرت من أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة قد يستأنف إذا لم توقف إسرائيل عملياتها في الضفة الغربية. يأتي هذا التطور بعدما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي أوامره لجيشه بتنفيذ هجمات محدودة في القطاع. وقالت مصادر مقربة من رئيس الوفد الأمني المصري في غزة اللواء برهان حماد إنه نقل رسالة الفصائل الفلسطينية إلى الإسرائيليين وتضمنت التأكيد على أن تكون التهدئة متبادلة ومتزامنة وتشمل أيضا الضفة الغربية.
والتقى حماد ووفده الليلة الماضية مع مسؤولين إسرائيليين، إذ أكد ضرورة أن تتحلى إسرائيل بضبط النفس وأن لا تشن عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، وتلتزم بعدم التصعيد في الضفة الغربية والقطاع حتى يتم احتواء الموقف.
وكان الوفد الأمني المصري التقى فجر أمس مع خمسة فصائل فلسطينية هي حركات التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، إضافة إلى لجان المقاومة الشعبية.
من جانبه قال المتحدث باسم حماس إسماعيل رضوان إن فصائل المقاومة ستوقف إطلاق الصواريخ إذا أوقفت إسرائيل "عدوانها الشامل من اغتيالات واجتياحات واعتقالات". وأشار إلى أن الوفد الأمني المصري يبذل جهودا من أجل تثبيت التهدئة.
ولوحظ أنه لم يتم يوم أمس وحتى صباح اليوم سوى إطلاق عدد محدود من الصواريخ انطلاقا من قطاع غزة على أهداف صهيونية وتبنتها لجان المقاومة الشعبية.
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس أعلنت الثلاثاء انتهاء الهدنة مع إسرائيل التي كانت دخلت حيز التطبيق منذ 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وعلى أثر ذلك حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن قواته سترد بقسوة على إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
إستمرار الاعتداءات الصهيونية وأصدر إيهود أولمرت أوامره إلى جيش الاحتلال بالمضي قدما في "عملية عسكرية محدودة النطاق" ضد القطاع تستهدف بشكل أساسي ناشطي حماس، في محاولة لوقف إطلاق صواريخ القسام. جاء ذلك خلال اجتماع أولمرت مع كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية. واستبعد رئيس الوزراء في الوقت الحالي شن هجوم بري واسع النطاق رغم أن جيش الاحتلال أنهى مؤخرا برنامجا لتدريب القوات البرية على شن هجوم ضد قطاع غزة. كما قرر أولمرت بحسب المصادر الصهيونية تصعيد ما يسمى "الهجمات المستهدفة"، وهو التعبير الذي تطلقه تل أبيب على الاعتداءات الجوية وعمليات الاجتياح السريعة التي تستهدف اغتيال عناصر المقاومة الفلسطينية. واتهم بيان صادر عن مكتب أولمرت حركة حماس بانتهاك التهدئة التي أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والقيام "بأعمال إرهابية خطيرة جدا خلال الأسابيع الأخيرة".
من جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إن الحكومة بذلت جهودا كبيرة لتثبيت التهدئة ولقيت استجابة من الفصائل. وأضاف أن الإسرائيليين هم من صعّدوا اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة والقطاع. من ناحيته قال نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي إن إسرائيل تستغل "المرونة الفلسطينية لمواصلة الاعتداء على الشعب الفلسطيني بدعم من أميركا".
اللحن القديم .. ضبط النفس وقد دعت الأممالمتحدة إسرائيل إلى ضبط النفس خشية أن يقضي تصاعد التوتر الراهن مع حركة حماس على الجهود الدبلوماسية. وقال الأمين العام المساعد للشؤون السياسية لين باسكو عقب تبني كتائب القسام إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل "بعد تسجيل تقدم بشأن بعض المسائل الشهر الماضي نأمل أن يتواصل ذلك, لذا طلبنا من كل الأطراف إظهار أقصى درجة من ضبط النفس". وذكر على سبيل المثال تولي حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية, ولقاءات دبلوماسية عدة منها اللقاء بين أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.