تأكد اليوم أنه لم ينج أحد من ال 127 شخصا الذين كانوا على متن الطائرة الباكستانية المنكوبة "طراز بوينج 737"التي تحطمت في ظروف جوية سيئة بالقرب من إسلام آباد مساء أمس. وقد هبطت صباح اليوم السبت في مطار بي نظير بوتو في إسلام آباد رحلة خاصة لشركة الطيران الباكستانية الوطنية "بي أي أيه" قادمة من كراتشي تقل 94 من أقارب ضحايا حادث تحطم الطائرة. وقد أنشئ معسكر خاص في المطار لاستقبال الأسر المكلومة وتم من هناك نقلهم إلى معهد باكستان للعلوم الطبية الذي نقلت إليه معظم جثث وأشلاء الضحايا التي تم انتشالها من موقع تحطم الطائرة في قرية قرب إسلام آباد حيث بدأت عملية البحث بعد وقت قصير من وقوع الحادث بمشاركة من الجيش والسلطات المدنية على السواء. وكانت جثث ضحايا الطائرة المنكوبة متناثرة على مساحة واسعة، وبسبب الظلام وسوء الأحوال الجوية تواصلت عملية البحث طوال الليل ولا تزال مستمرة لانتشال بعض أشلاء جثث ضحايا الحادث المأسوي. وتمكن معهد باكستان للعلوم الطبية حتى الآن من التعرف على 102 جثة وتم تسليم 68 منها إلى ذويهم وذلك بالاستعانة بالنظام البيومتري للهيئة الوطنية لقواعد البيانات والسجلات، إلا أن المعهد سيجري اختبارات الحامض النووي "دي إن أيه" على بقية الجثث التي لم يتسن التعرف عليها بالطريقة السابقة. وتم انتشال الصندوق الأسود للطائرة. وأعربت شركة بوينج الأمريكية عن حزنها إزاء حادث تحطم الطائرة المأساوي في باكستان وعرضت تقديم المساعدة الفنية إلى هيئة الطيران المدني الباكستانية في التحقيق في أسباب تحطم الطائرة. وسيتم تقديم هذه المساعدة عن طريق المجلس القومي الأمريكي لسلامة النقل في إطار البروتوكول الدولي للتحقيق في حوادث تحطم الطائرات. في الوقت نفسه، صرح اليوم وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك بأنه تم وضع اسم فاروق عمر بهوجا، صاحب شركة الطيران التي تتبعها الطائرة المنكوبة على قائمة الممنوعين من مغادرة البلاد. كان مالك قد تلقى لدى وصوله إلى معهد باكستان للعلوم الطبية رد فعل غاضب من أسر الضحايا الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم الطائرة. وتحدث مالك إلى وسائل الإعلام وتعهد بإجراء تحقيق شامل للوقوف على سبب تحطم الطائرة. وقال إنه تم تخصيص رحلتين جويتين لنقل أسر الضحايا من كراتشي إلى إسلام آباد. كما زار مالك في وقت سابق موقع تحطم الطائرة واستعرض عملية الإنقاذ.