تمكن رجال الإطفاء من محاصرة النيران داخل منطقة خزانات البنزين الخام المخصص للتصدير في حريق السويس الذي شبَّ بعد عصر أمس بشركة النصر للبترول في ظروف غامضة، مما هدد شركات البترول والمناطق السكنية المجاورة، فيما قدَّر مصدر بالشركة الخسائر المبدئية ب10 ملايين دولار. وأسفر الحادث عن وفاة سائق بإحدى سيارات الإطفاء وهو بشير سعد بشير، والذي تم تعيينه منذ أسابيع قليلة نتيجة حادث حريق معمل التكرير بشركة السويس لتصنيع البترول، وأصيب 12 ضابطًا وجنديا من الشرطة في أثناء الإطفاء، كما أصيب 12 عامل من الشركة باختناقات وصدمات عصبية، تم نقلهم جميعا إلى مستشفى السويس العام لتلقى العلاج. وقال عادل مكاوي، رئيس قطاع المعامل بشركة النصر للبترول، إن الحريق أصاب الجميع بذهول لعدم أي شبه أعمال أو تقصير في إجراءات السلامة المهنية، ولم توجد أي لحامات أو أعمال ذات مصدر حراري تؤدى إلى هذا الحريق بهذا الشكل المروع، الذي لم يحدث في تاريخ الشركة ولم يشهده قطاع البترول إلا في حرب 67، عندما قصف الكيان الصهيوني معامل التكرير وأدى إلى حريق الزيتية الشهير. وأضاف أن اتجاه الريح الازيب (العكسي) في اتجاه البحر من داخل المدينة قلل من خطورة السنة اللهب بأن تمتد إلى خزانات أخرى خاصة بعد انصهار الصهاريج التي شب بها الحريق، وأن عدم وجود كميات خام من البترول لتكريرها قلل من الخسائر. وأشار "مكاوي" إلى أن جميع وحدات الشركة توقفت ولا يعمل حاليا سوى مصادر الطاقة وخطوط المياه، وتم إخطار العاملين بالجهاز الإداري بعدم التوجه إلى العمل اليوم، ويقتصر على العاملين بقطاع التشغيل والفنيين لحين إخماد الحريق نهائيا. وصرح المهندس كامل سعفان، رئيس الشركة بأن التحقيق في أسباب الحريق سابق لأوانه لحين الانتهاء من الإطفاء وتأمين الشركة والمنطقة تماما. وأضاف "سعفان" أنه تبين من المعاينة الأولية أن الحريق شب داخل منطقة خزانات تضم 4 صهاريج طاقتها 20 ألف طن إلا أن الكمية التي كانت موجودة بالفعل تقدر ب 10 آلاف طن تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار وأن الحريق أدى إلى توقف تدفيع هذه المادة الخام لإحدى السفن الرأسية بميناء الزيتية لشحن البنزين الخام بكمية تقدر ب 35 ألف طن.